استقبل السفير حاتم سيف النصر مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية بمقر وزارة الخارجية، هيو روبرتسون وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط الذى يقوم حاليًا بزيارة إلى القاهرة فى إطار مشاركته فى المؤتمر الوزارى العاشر لمبادرة مجموعة الثمانية للشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا (BMENA) الذى تستضيفه مصر. وعقد الجانبان جلسة مباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية المصرية - البريطانية فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات والقضايا الإقليمية. وصرح سيف النصر اليوم بأن المحادثات تناولت ملف العلاقات الاقتصادية بين البلدين وسبل تعميقها، لافتًا إلى أن بريطانيا تعد من أكبر شركاء مصر التجاريين بين دول الإتحاد الأوروبى، إذ يبلغ حجم التبادل التجارى نحو 2 مليار جنيه إسترلينى سنويًا، كما تحتل بريطانيا المرتبة الأولى كأكبر مستثمر أجنبى فى مصر، وأضاف أن مصر تعد من المقاصد السياحية الرئيسية للسائح البريطانى مبرزًا قيام بريطانيا بتخفيف تحذيرات السفر إلى مصر بشكل كبير وبما سمح للسائحين البريطانيين بالعودة إلى مقاصد سياحية مثل أسوان والإسكندرية والأقصر، إلى جانب مدن البحر الأحمر وجنوب سيناء، وهو ما يعكس ثقة الجانب البريطانى فى تطور الأوضاع فى مصر نحو الاستقرار. وأشار إلى أن المحادثات تطرقت إلى ملف استرداد الأصول والأموال المهربة فى بريطانيا، مؤكدا على الأولوية التى يحظى بها هذا الموضوع على المستويين الرسمى والشعبي، وأن مصر تعول على مواصلة التعاون مع الجانب البريطانى من أجل استعادة تلك الأموال. من جانب آخر، أوضح سيف النصر أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى علاقات مصر مع الاتحاد الأوروبى ودور بريطانيا المتوقع فى دعم مصر فى إطار الاتحاد خلال مرحلة التحول الديمقراطي، ومساندتها جهود الحكومة فى مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الحالية، بالإضافة إلى دعم المطلب المصرى للتحول إلى دولة عمليات فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، لاسيما فى ضوء ما تتمتع به بريطانيا من ثقل سياسى داخل هاتين المؤسستين. وأعرب مساعد الوزير للشئون الأوروبية عن الترحيب بالتطور الإيجابى فى الموقف البريطانى إزاء ثورة 30 يونيو وما تلاها، مبرزًا تأكيد بريطانيا على الأهمية التى توليها لعلاقاتها الثنائية مع مصر، لافتًا إلى أن الجانب البريطانى بدأ فى التعاطى بإيجابية مع التطورات التى تشهدها مصر لاسيما فى ضوء اطلاعه على حقيقة الأوضاع وما لمسه من إصرار الدولة المصرية على تنفيذ خطوات خريطة المستقبل وتعزيز المسار الديمقراطى للبلاد، وأشار إلى أن الجانب البريطانى أكد أيضًا دعمه لمصر فى جهودها من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف بما فى ذلك الجهود المتواصلة لاجتثاث البؤر الإرهابية فى شمال سيناء. وعلى الصعيد الإقليمي، أشار سيف النصر إلى أن المحادثات تطرقت إلى الوضع فى سوريا وتأكيد الجانبين على أهمية بذل الجهد من أجل توفير المناخ الملائم لإنجاح مؤتمر "جنيف 2" والتوصل إلى حل يضمن وحدة وسلامة الأراضى السورية، كما تم أيضًا تناول ملف التسوية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، حيث اتفق الجانبان على أهمية دعم جهود وزير الخارجية الأمريكى "كيري" الهادفة لإعادة إحياء مفاوضات السلام.