وزير التعليم العالى يترأس اجتماع مجلس إدارة الاتحاد الرياضى المصرى للجامعات    رئيس جامعة المنوفية يتفقد سير الامتحانات بكلية التمريض    الوفد: رحلة العائلة المقدسة ترسيخ لمفهوم مصر وطن للجميع    وزير التعليم العالي: ملتزمون بتعزيز قدرات مصر في مجالات العلوم والتكنولوجيا    الكهرباء توضح أسباب انقطاع التيار في أكتوبر والشيخ زايد    رئيس الوزراء يستقبل وزير الصحة الإيطالي ووفدا من أبرز شركات القطاع الصحي    عاجل| انخفاض صادرات مصر للولايات المتحدة 15.5%    ارتفاع إجمالى رصيد القمح ل267 ألف طن بتموين الدقهلية    وزيرة الثقافة تشهد الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في قصر الأمير طاز    المتحدث باسم اليونيفيل: نحاول منع حدوث أي تصعيد بين إسرائيل وحزب الله    وزيرة الخارجية البلجيكية: الغارة الإسرائيلية المدمرة على مدرسة لأونروا في غزة مروعة    المستشار الألماني يؤيد ترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا    عاجل| إسبانيا تعلن انضمامها لجنوب إفريقيا في الدعوى ضد إسرائيل بارتكاب إبادة في غزة    خطوة نحو التأهل لكأس العالم 2026.. موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو    محمد عبد الجليل: محمد صلاح يجب أن يكون له معاملة خاصة    عاجل.. كولر يحسم مصيره مع الأهلي وموقفه من عرضي بولندا واليونان    التعليم: الامتحانات التحريرية للدبلومات الفنية تمت بصورة ميسرة    طقس الشرقية اليوم.. ارتفاع شديد في درجات الحرارة على المراكز والمدن    المؤبد لعامل وغرامة نصف مليون جنيه لاتهامه بالاتجار فى الحشيش    بعد قليل ميلاد هلال ذى الحجة و7 لجان تستطلعه لتحديد موعد عيد الأضحى    اعترافات المتهم بإلقاء مادة ك أو ية على طليقته في منشأة القناطر: رفضت ترجعلي فانتقمت منها    الخشت يهنئ الفائزين في مسابقة وقف الفنجري    الأحد.. مروة حمدى ورحاب مطاوع نجمتا حفل كلثوميات في الأوبرا    حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    تكبيرات عيد الاضحي المبارك 2024 كاملة ( فيديو)    «السبكى» يشارك في جلسة حوارية عن الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية(صور)    الكشف على 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجانى بالمنيا (صور)    إصابات في قصف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية بجنوب لبنان    تخصيص 14 مجزرا لذبح الأضاحي بالمجان طوال أبام العيد بالفيوم (بالأسماء)    رئيس شؤون التعليم يتفقد لجان امتحانات الثانوية الأزهرية بالأقصر    منها «التوتر باعتدال».. نصائح للتخلص من التوتر قبل امتحانات الثانوية العامة    «الداخلية»: حملات لضبط الأسواق والتصدي لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم    فوز الجامعة البريطانية في مصر بجائزة أفضل مشروع بحثي مشترك (تفاصيل)    محافظ الفيوم يتابع إجراءات تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    بوسترات فردية لأبطال فيلم عصابة الماكس قبل عرضه بموسم عيد الأضحى.. صور    ياسمين رئيس تتعاقد على بطولة مسلسل خارج السباق الرمضاني    رحلة «أهل الكهف» من التأجيل 4 سنوات للعرض في السينمات    تنفيذ المستوي الثاني من برنامج المعد النفسي الرياضي بسيناء    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتابع سير العمل بمشروعات مدينة أخميم الجديدة    لو هتضحى.. اعرف آخر يوم تحلق فيه إمتى والحكم الشرعى    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    مستقبل أوروبا يعتمد على ثلاث نساء.. رئيسة المفوضية أبرزهن    هشام عبد الرسول: أتمنى تواجد منتخب مصر في مونديال 2026    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المحافظ جاى 000!!؟    قبل التغيير الوزاري، سويلم يقدم كشف حساب لوزارة الري على هامش المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة    ليلة بكت فيها سميحة أيوب.. الأوبرا تكرم سيدة المسرح العربي (بالصور)    أحمد الدبيكي: إتفاقية دولية مرتقبة لحماية العاملين في التخصصات الخطرة    أكرم القصاص: طلبات المصريين من الحكومة بسيطة والفترة الماضية شهدت انخفاضا فى الأسعار    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    اعرف المدة المناسبة لتشغيل الثلاجة بعد تنظيفها.. «عشان المحرك ميتحرقش»    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    نجم الإسماعيلي: تلقيت عروضًا من الأهلي والزمالك.. وهذا قراري    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    واجبات الحج الأربعة.. معلومات وأحكام شرعية مهمة يوضحها علي جمعة    مصادر: خطة لرفع أسعار الأدوية بنسبة 30%    البابا تواضروس يروى كواليس اجتماعه في وزارة الدفاع يوم 3 يوليو    حظك اليوم برج الأسد الخميس 6-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هشام نصر يكشف مفاجأة: الزمالك لم يتم التعاقد مع محترف فريق الطائرة حتى الآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو الحجاج الأقصرى
نشر في الوفد يوم 14 - 12 - 2013

هو السيد يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، الشريف الحسينى، ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين سبط النبى صلى الله عليه وسلم ، وكنيته أبو الحجاج،
والأقصرى نسبة إلى الأقصر بصعيد مصر التى استقر بها بعد قدومه من بغداد التى وُلد ونشأ بها. ترجم له أحد أحفاده وهو الأستاذ محمد عبده الحجاجى ترجمة ضافية فى مؤلفه القيم: "شخصيات صوفية فى صعيد مصر فى العصر الإسلامى"، حيث أتاح له عمله فى المكتبات الجامعية والعامة الاطلاع على كثير من المراجع والمخطوطات مما لم تتوفر لكثيرين غيره، هذا بالإضافة إلى ما حباه الله من دأب على العلم وعشق للبحث والتنقيب عن أخبار الصالحين.. فكان هذا الكتاب مرجعًا لا غنى عنه لكل باحث فى تراث الصعيد الروحى فى العصر الإسلامى. "نشأ أبو الحجاج وتربى بين أحضان أسرة على قدر كبير من الزهد والورع والتقوى، فحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة، ونال قسطًا وافرًا من الثقافة الدينية تحت رعاية والده السيد عبد الرحيم، الذى كان – بجانب ورعه وخشوعه لله تعالى – يشغل منصبًا رئاسيًا فى الدولة فى عصره، ولم يلبث هذا الوالد أن توفى وأبو الحجاج لم يزل شابا حدثا، ولم يترك له من الدنيا شيئا، فامتهن صناعة غزل الصوف وحياكته، وكان له حانوت مشهور فى بغداد". روى الإمام شهاب الدين السهروردى (صاحب كتاب "عوارف المعارف") أن قاتلاً قتل رجلاً ودخل على أبى الحجاج (فى حانوته) هاربا، وكان لحانوته بابان، فقال: أجرنى. فقال له: انزل الجوزة (كلمة فارسية معناها حفرة النول) بين فخذىّ. ثم دخل أناس عليه وقالوا له: أين الرجل الذى دخل عليك؟ فقال أبو الحجاج: فى الجوزة بين فخذىّ. فقالوا: أتهزأ بنا؟ وانصرفوا. فقال الرجل لأبى الحجاج: أتيتك لتجيرنى فدللت علىّ. فقال له أبو الحجاج: لو كذبت لوجدوك فقتلوك، ولكن الله نجاك بصدقى. هذه الحرفة التى احترفها الشيخ درّت عليه رزقًا وفيرًا، سمح له بأن يتزوج وينجب أولاده وهو صغير فى السّن، وكان – إلى جانب عمله- "يتردد على حلقات الوعظ والدرس التى كانت تشتهر بها بغداد آنذاك، والتى كان يعقدها فحول الأئمة الواعظون وأقطاب التصوف. وعاصر وزامل الإمام شهاب الدين السهروردى صاحب عوارف المعارف، ونهلا سويًا فى علوم الحقيقة والشريعة على يد الشيخ القدوة أبى النجيب السهروردى (الفقيه الصوفى الواعظ) الذى كان يتمتع – فى ذلك الوقت – بشهرة واسعة النطاق فى مختلف أنحاء العراق" . فى المدرسة النظامية ببغداد، التى ذاع صيتها فى العالم الإسلامى آنذاك – درس الشيخ وتفقه على مذهب الإمام الشافعى، "وأظهر جدًا بالغًا فى الدرس والتحصيل، فقرأ الحديث والكثير من المؤلفات فى علمى الحقيقة والشريعة ككتاب "قوت القلوب" لأبى طالب المكى، و"الرسالة القشيرية" للإمام القشيرى، ومؤلفات الإمام أبى حامد الغزالى التى من أشهرها "إحياء علوم الدين" وكتاب "الغنية لطالبى طريق الحق عز وجل" للقطب عبد القادر الجيلانى، و"آداب المريد" لأبى النجيب السهروردى.. وقرأ أيضا الأدب بمختلف فنونه، وكان ذواقة للشعر" ونظم فى الشعر عدة منظومات. بعد أن حصَّل الشيخ أبو الحجاج قدرًا كبيرًا من العلوم اشتغل بالوعظ والتذكير ببغداد، خاصة وأن الله قد وهبه حُسن الإلقاء وملكة التأثير فى الناس. وأقبلت على دروسه جماهير غفيرة وكثر أتباعه ومحبوه. ثم خرج إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، ولكنه عندما عاد إلى بغداد وجد أحوالها قد تغيرت، والمعيشة بها قد ساءت.. يصف ذلك الأستاذ محمد عبده الحجاجى فيقول: "تغير وجه الحياة فى بغداد زمن الخليفة العباسى الناصر لدين الله الذى ولى العراق فى الفترة 575- 622ه (1179- 1235م) والذى تعرضت البلاد خلال حكمه للعديد من القلاقل والفتن، حيث كان هذا الخليفة يتشيع ويميل إلى مذهب الإمامية على عكس آبائه وأجداده، كما يروى ذلك ابن أنجب الساعى فى مختصر تاريخ الخلفاء. فى عهد هذا الخليفة اشتد ساعد مجد الدين بن الصاحب أستاذ الدار ورئيس الديوان، وعظم نفوذه عندما ولى هذا المنصب حتى صار المتحكم فى الدولة وليس للخليفة معه حكم". "وكان ابن الصاحب هذا شيعيا متطرفا، يبغض أهل السنة كأبعد ما تكون حدود البغض، فكثرت من ثم الفتن والاضطرابات بين المسلمين، ونكّل الشيعة بأهل السنة وجرحوا علماءهم، معتمدين على سياسة الحكم القائم فى البلاد، فوقعت على أثر ذلك العديد من الحوادث وأريقت دماء". يصف سبط ابن الجوزى هذه الأحداث فى "مرآة الزمان" فى أحداث سنة 582ه فيقول: "وفى يوم عاشوراء فُرش الرّماد فى الأسواق، وعُلِّقت المسوح (أى الثياب السوداء علامة على الحداد) وناح أهل الكرخ والمختارة وبغداد، (أسماء أحياء فى بغداد)، وخرج النساء حاسرات يلطمن وينُحن من باب البدرية إلى باب حجرة الخليفة، والخلع تفاض عليهن وعلى المنشدين من الرجال، وتعدّى الأمر إلى سب الصحابة أبى بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعائشة، وكان أهل الكرخ يصيحون: ما بقى كتمان، وأقاموا امرأة يقال لها ابنه قرابا من أهل الكرخ، كان ظهير الدين بن العطار قد كبس دار أبيها فأخرج منها كُتبا فى سب الصحابة، فقطع يديه ورجليه ورجمه العوام حتى قتلوه، فقامت هذه المرأة على دكة تحت منظرة الخليفة فى الريحانيين وحولها ألوف من الرجال والنساء وهى تنشد أشعار العومى وغيره وتسب عائشة وتقول: العنوا راكبة الجمل. وتذكر حديث الإفك والنبى صلى الله عليه وسلم بأقبح الشناعات". هذه الفتن والقلاقل جعلت الشيخ أبو الحجاج يهجر أرض العراق فيمن خرج منها بحثا عن الأمن والسلامة، فيمّم هو وأولاده الأربعة ونفر من ذوى قرباه وأصحابه شطر مكة المكرمة. ولما قدم مكة توفى له ابن يدعى عطاء الله ودفن بالمعلاة. وقد مكث بمكة سنة تعرف خلالها بالشيخ عبد المنعم الأشقر ابن فهد وهو من سادات مكة، وتوطّدت بينهما علاقات الود والصداقة، حتى أن الشيخ الأشقر عرض أن يزوج بناته أولاد الشيخ الأقصرى، فوافق الشيخ الأ قصرى على ذلك وتم هذا الزواج فى مكة. وكان الشيخ الأشقر قد طلب من قبل أن يزوج إحدى بناته للشيخ الأقصرى، لكن الشيخ الأقصرى رفض قائلا: "أنا لا أتزوج بعد أم أولادى ولست فى حاجة إلى النساء." وقد تعرف الشيخ الأقصرى فى مكة أيضًا خلال هذه السنة التى قضاها بها على أشراف من نسل أجداده، وهم الذين رغبوه فى السفر إلى الديار المصرية، وعرّفوه أن له أجدادًا مدفونين بأرض مصر. فوافق الشيخ الأقصرى على ذلك، وخرجوا جميعا إلى المدينة المنورة حيث زاروا قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام، ثم اتجهوا إلى الديار المصرية وبصحبتهم أناس من عرب جهينة وعسير، وشقوا طريقهم إلى مصر، فدخلوها عن طريق شرق الدلتا، وأخذوا يتنقلون فى مختلف مدنها فاستقروا فى المنصورة فترة تعرف الشيخ الأقصرى فيها على جماعة من نسل أجداده، ثم اتجهوا منها رأسًا إلى صعيد مصر عن طريق النيل حتى وصلوا مدينة أسيوط فتخلف بها نفر منهم، ثم اتجه الباقون إلى جرجا، فمكث بها نفر من عرب جهينة وعسير، ثم اتجهوا منها إلى قوص – عاصمة الصعيد فى ذلك الوقت – فاستطاب الإقامة فيها بعضهم، ثم اتجه الشيخ الأقصرى بعد ذلك من هذه المدينة هو وأولاده وعبد المنعم الأشقر بن فهد إلى مدينة الأقصرين (الأقصر) حيث مكثوا بجانبها القبلى وكان ذلك فى أواخر حكم صلاح الدين الأيوبى على مصر.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.