يحتفل ابناء الاقصر في الرابع عشر من شهر شعبان كل عام بمولد العارف بالله سيدى ابو الحجاج الاقصري ومؤسس الطريقة الحجاجية. وتقام مراسم الاحتفال فى صباح اليوم التالى لليلة الختامية لمولده, وترجع مراسم الاحتفال الى عيد الاوبت فى عهد الفراعنة والتى نقشت تفاصيله على الحائط الغربى والشرقى لمعبد الاقصر. حيث اقتبس أبناء الاقصر هذه الطقوس الفرعونية ليقيموها كمراسم عيد ميلاد العارف بالله ابو الحجاج الاقصر. وتشهد الاقصر، طقوسا لها غموض وسحر مصر الفرعونية ممزوجة بأجواء شعبية وطقوس دينية صوفية وفولكلورية, اعتاد الاقصريون اقامتها فى الاحتفال بأوليائهم وقديسيهم وأربابهم فى مصر الفرعونية. وولد ابو الحجاج فى أوائل القرن السادس الهجرى فى مدينة بغداد فى عهد الخليفة العباسى المكتفى بالله, ونشأ وتربى بها فى أسرة ميسورة الحال على قدر كبير من التقوى والورع وكان أبوه يشغل منصبا رئاسيا فى الدولة وتوفى ولم يترك له شيئا, مما اضطره لامتهان حرفة الحياكة وكان له حانوت مشهور ببغداد. قطع ابو الحجاج شوطا كبيرا فى دراسة علوم الدين حتى وصل الى مكانة عليا فى الزهد والورع, مما جعله يترك مهنته ويتفرغ الى الوعظ والتذكير مما جعل العراقيين يقبلون عليه اقبالا شديدا ليسر اسلوبه التعليمى. ونظرا لصعوبة الحياة فى العراق فى عهد الخليفة الناصر لدين الله ووفاة امه وزوجته وهما فى ريعان شبابهما, ترك ابو الحجاج العراق الى غير رجعة متجها الى مكة وهو لم يتجاوز الاربعين من عمره, وهناك توفى احد ابنائه وتزوج الثلاثة الباقون من بنات الشيخ عبد المنعم الاشقر احد اشراف مكة, وقد رحل ابو الحجاج وبعض اشراف مكة الى مصر لامتيازها بالهدوء والسكينة مما دفع اغلب المتصوفين فى تلك الحقبة لتفضيل المعيشة بها . نزل ابو الحجاج بشرق الدلتا لدى ابناء عمومته وبعدها قصد جنوب مصر حيث نزل باسيوط وجرجا وقوص وبعدها الى الاقصر, وقد ذيع صيت ابو الحجاج فى الاقصر لورعه وعلمه الغزير, مما دعا حاكم مصر حينها العزيز عماد الدين ابو الفتح عثمان بن صلاح الدين الايوبى الى التقرب منه. وأوضح الدكتور احمد شمس الدين الحجاجى استاذ الأدب الشعبى أنه حيال قدوم ابو الحجاج الى الاقصر طلب من احدى الراهبات الرومانيات وتدعى تريزة وكانت تحكم المدينة آنذاك, أن تعطيه ارضا ليقيم عليها فأعطته مساحة قدرتها الاساطير بمساحة جلد الجمل، وجاء بالاساطير ايضا ان ابو الحجاج تزوج من تلك الراهبة لكن لم يتم العثور على ما يفيد بذلك. ولا يزال الاقصريون فى يوم مولده يقيمون موكبا يشبه موكب عيد الاوبت عند الفراعنة وهو العيد الذى يقوم فيه الالة امون من معبده بالكرنك بزيارة قرينته الانثوية الآلهة امونت بمعبد الاقصر, ويتكون الاحتفال من مجموعة من المراكب يقوم المتطوعون بجرها يتقدها حملة الرايات ويتبعها ابناء السادة الاشراف الحجاجية, متمتسكين بايدهم فى صفوف يتلون اذكارا وأناشيد دينية.