الحكومة: الحصول على القسط الثاني من صفقة رأس الحكمة فرصة للاستمرار في الإصلاح الاقتصادي    وزير النقل: ندرس وصول القطار الكهربائي السريع للإسكندرية.. فيديو    لجنة الزراعة بمجلس النواب: إجمالي المساحات المنزرعة بمصر في 2025 سيرتفع إلى 12 مليون فدان    بايدن وترامب يوافقان على إجراء مناظرتين في 27 يونيو و10 سبتمبر    وفاة هشام عرفات وزير النقل السابق.. كامل الوزير: قدم للوطن مجهودات كبيرة    انطلاق مباراة نهائي كأس إيطاليا بين يوفنتوس وأتالانتا    أندية الدوري الإنجليزي يتقدم بمقترح لإلغاء تقنية الفار    الأرصاد تحذر: اضطراب الملاحة البحرية وارتفاع الأمواج    «جوجل» تطرح أندرويد 15 بيتا 2.. تعرف علي مميزاته    ماسكات تراثية وماريونيت فى «السنارى»    ليلة فى حب الشريعى    سماح أبو بكر عزت من معرض زايد: أجيد أربع لغات إلا أنني أحب لغتي العربية    «عبد الغفار» يبحث مع medin الإماراتية سبل التعاون في القطاع الصحي    وكلاء وزارة الرياضة يطالبون بزيادة مخصصات دعم مراكز الشباب    بعد تشغيل محطات جديدة.. رئيس هيئة الأنفاق يكشف أسعار تذاكر المترو - فيديو    وزارة النقل تنعى الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق    «جوزي الجديد أهو».. أول تعليق من ياسمين عبدالعزيز على ظهورها بفستان زفاف (تفاصيل)    أمير عيد يكشف ل«الوطن» تفاصيل بطولته لمسلسل «دواعي السفر» (فيديو)    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    مخاطر الإنترنت العميق، ندوة تثقيفية لكلية الدعوة الإسلامية بحضور قيادات الأزهر    رئيس جامعة المنصورة يناقش خطة عمل القافلة المتكاملة لحلايب وشلاتين    الكويت تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية    طبيب مصرى محترم    يكفلها الدستور ويضمنها القضاء.. الحقوق القانونية والجنائية لذوي الإعاقة    كوارث النقل الذكى!!    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    بث مباشر مباراة بيراميدز وسيراميكا بالدوري المصري لحظة بلحظة | التشكيل    رسميًا| مساعد كلوب يرحل عن تدريب ليفربول.. وهذه وجهته المقبلة    جامعة قناة السويس ضمن أفضل 400 جامعة دولياً في تصنيف تايمز    إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    فرحة وترقب: استعدادات المسلمين لاستقبال عيد الأضحى 2024    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    ملك قورة تعلن الانتهاء من تصوير فيلم جوازة توكسيك.. «فركش مبروك علينا»    إصابة عامل صيانة إثر سقوطه داخل مصعد بالدقهلية    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    تحديد نسبة لاستقدام الأطباء الأجانب.. أبرز تعديلات قانون المنشآت الصحية    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    الصحة: تقديم الخدمات الطبية ل898 ألف مريض بمستشفيات الحميات    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    الأمم المتحدة: 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    قطع الكهرباء عن عدة مناطق بمدينة بنها الجمعة    ضبط 123 قضية مخدرات في حملة بالدقهلية    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    قيادي ب«حماس»: مصر بذلت جهودا مشكورة في المفاوضات ونخوض حرب تحرير    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوفد" تنفرد بنشر آخر حوار للفريق أول عبدالمحسن مرتجي قائد الجبهة المصرية في يونية 67
"عبدالناصر" أصدر قرار الانسحاب والمشير لم يجرؤ علي هذه الخطوة
نشر في الوفد يوم 08 - 11 - 2013

اتصلت بالفريق أول عبدالمحسن مرتجي لأحدد معه موعدا لإجراء هذا الحوار.. فقال لي: أنا مرهق لأني انتهيت منذ أسابيع قليلة من تسجيل شهادتي الي هيئة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة حيث كانت ترسل لي أحد السادة الضباط للتسجيل معي أو أذهب معه لتسجيل هذه الشهادة فقلت:
سيادة الفريق لقد تحاورت علي صفحات «الوفد» مع أكثر من ثلاثين شخصية عسكرية عن ثورة يوليو وحكم الرئيس عبدالناصر وكثير من هذه الشخصيات أكدوا ضرورة الحوار معكم، وأتمني أن أشرف بهذا الحوار.. فضحك، رحمه الله، وسألني مثل من؟ فذكرت له بعض الضباط الذين ورد علي لسانهم ذكر اسم سيادته.. ووافق سيادته مشترطا أن يكون الحوار شهادة تاريخية بعيدا عما يجري من أحداث سياسية.
‮ قامت ثورة يوليو و‬كنت في الحرس الملكي ‬فماذا حدث ليلة‮ ‬26‮ ‬يوليو أثناء محاصرة قصر‮ «رأس التين»؟
‮- ‬لم أكن أعرف شيئاً‮ ‬عن تنظيم الضباط الأحرار ولو عرفت كنت سأبلغ‮ ‬عنه،‮ ‬فوراً‮ ‬لأنني كنت في الحرس الملكي الذي كان يتولي حراسة الملك‮ «فاروق‮»‬،‮ ‬وفي تلك الليلة‮ ‬26‮ ‬يوليو،‮ ‬جاء بعض الضباط ومعهم جنود وقاموا بمحاصرة القصر بقيادة‮ «عبدالمنعم عبدالرءوف‮» ‬وكنت في مكان الساحل،‮ ‬حيث كنت قائد مدفعية فخرجت إليهم،‮ ‬وقلت لهم من فضلكم افعلوا ما شئتم خارج القصر،‮ ‬لكن هذا القصر داخل مسئوليتي أنا للحفاظ علي أمن وسلامة‮ (‬الملك‮) ‬فهددوني وقالوا سنضربك بالرصاص إذا لم تتراجع،‮ ‬فلم أهتم فأجبروني علي أن أعطيهم سلاحي الشخصي وكانت‮ (‬طبنجة‮) ‬وعندما رأي العساكر ذلك قاموا بفتح النيران عليهم من مدافع ماكينة،‮ ‬فهرولت القوة من أمامي،‮ ‬وظللت واقفاً‮ ‬إلي أن جاء اللواء‮ «‬عبدالله النجومي‮» ‬وكان من السودان وقال‮: ‬إن مولانا‮ «فاروق» ‬أمر بوقف إطلاق النار ولا يريد أن يتقاتل الجيش مع بعضه وقد تنازل عن العرش لابنه الأمير‮ «‬أحمد فؤاد».‬
كطيف كنت تري الملك فاروق؟
- معظم ما قيل عن الملك فاروق بعد تنازله عن عرشه لم يكن حقيقيا لأنه لم يكن زير نساء ولم يشرب الخمر أبدا ولكن مشكلته بسبب توليه الحكم في سنه الصغير وعدم إكماله للتعليم بالقدر الذي يؤهله لحكم مصر، وأيضا في الأيام الأخيرة من حكمه اعتمد علي حاشيته بشكل كبير.
‮ ‬خرج الملك‮ «‬فاروق‮» ‬في تلك الليلة مغادراً‮ ‬مصر‮.. ‬فماذا حدث بعد ذلك؟
‮- ‬جاءت القوة التي حاصرت القصر مرة أخري وأخذوني أنا و«محمد أحمد صادق‮»‬،‮ ‬وزير الحربية،‮ ‬فيما بعد وأودعونا في ثكنات‮ «‬مصطفي كامل‮» ‬رهن الاعتقال،‮ ‬ورأيت هناك‮ «‬السادات‮» ‬باعتباره كان أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة وبعد خروج الملك أخرجونا يوم‮ ‬27‮ ‬يونيو وذهبت إلي قشلاقات‮ (‬رأس التين‮) ‬واستقبلني الضباط والعساكر استقبالاً‮ ‬رائعاً‮ ‬علي اعتبار أني كنت أدافع عن الملك‮.‬
‮ ‬ولكن بعض الضباط كانوا يريدون محاكمتك وكتبوا فيك تقارير؟
‮- ‬نعم بعض الضباط طالبوا بمحاكمتي بل وضربي بالنار ولكن‮ «‬عبدالناصر‮» ‬رفض ذلك وقال‮: «‬عبدالمحسن‮» ‬كان يؤدي واجبه وليس عليه لوم وليت كل الناس تفعل ما فعله أمام واجبها،‮ ‬وقال لي‮: ‬لا تقلق وأخبر‮ «‬طلعت خيري‮» بأن ينقلني إلي رئاسة أركان الجيش بدلاً‮ ‬من تدريسي في الكلية الحربية،‮ ‬وأذكر عندما جاء خطاب نقلي لمدير الكلية اعترض بشدة‮. ‬وقال‮: ‬هذا الضابط لا يستغني عنه وكان يوجد خبير ألماني اسمه‮ «‬فان باتر‮» ‬فتعجب وقال‮: ‬إذا كان جيشكم لا يستطيع أن يستغني عن ضابط واحد فيه،‮ ‬فأغلقوا الجيش‮.‬
‮ ‬لكن اللواء محمد إبراهيم قائد أركان حرب كان رافضاً‮ ‬لك؟
‮- ‬بالفعل فقد كانوا يريدون تقوية القيادة بالضباط الأكفاء،‮ ‬وكانت القيادة مقسمة لقسمين‮.. ‬قسم يتولاه‮ «‬صلاح نصر‮» ‬والقسم الآخر يتولاه‮ «‬حافظ إسماعيل‮» ‬و«محمد عبدالكريم‮» ‬ولكنه تم تصعيده للقيادة،‮ ‬وعينت مكانه مديراً‮ ‬لمكتب رئيس أركان الجيش،‮ ‬وكان اللواء‮ «محمد إبراهيم‮»‬،‮ ‬قائد أركان حرب،‮ ‬وحينها استقبلني أسوأ استقبال،‮ ‬وقال‮: ‬ضباط الحرس الملكي مرفهون وفاسدون وأنا كنت لا أريدك ولكنهم أحضروك لي رغماً‮ ‬عني‮!! ‬وتحملت هذا الكلام في صمت،‮ ‬وبعد مرور شهر كنت أقرب ضابط إلي قلبه لأنه شعر بأنني ضابط مخلص وكفء لدرجة أنه حاول أن يبقيني معه ولم يستطع‮.‬
سافرت في بعثة لأمريكا عام‮ ‬1954 ‬فما كانت الملاحظات علي البعثة العسكرية المصرية في تلك الفترة؟
‮- ‬ذهبت مع رئيس أركان الجيش في بعثة لأمريكا لنتعرف التسليح الأمريكي وللتعليم والتدريب ولفت انتباهي أن المراقب الأمريكي عندما يشرح أي قطعة سلاح ويقوم بفك أجزائها يمسك الجزء الذي تم فكه ويقول هذا ثمنه‮ (‬كذا‮) ‬ويحدد ثمنه حتي يعرف المتدرب قيمة المدفع أو البندقية التي يتعامل معها ويحافظ عليها سواء في التدريب أو القتال؟ وأنهينا الدورات التعليمية وكانت نتائجنا جيدة جداً،‮ ‬وقال المراقب‮: ‬يجب أن تفتخروا بأنفسكم ولكن ينقصكم أن تخرجوا من بين جلدتي الكتاب وكان يقصد أننا نتعلم بطريقة الحفظ والتلقين ف‬نحن في أمريكا خرجنا من جلدتي الكتاب فأصبحنا نبتكر ونخترع‮.‬
‮ ‬ولماذا تمت الموافقة علي انفصال السودان عن مصر؟
‮- ‬سافرت إلي السودان مع المشير عامر وصلاح سالم ولففنا فيه جزءاً‮ ‬جزءاً‮ ‬قبل الانفصال لتقريب وجهات النظر بيننا وبين اخوتنا في السودان،‮ ‬وصلاح سالم قام بأعمال تؤخذ عليه في تصرفاته،‮ ‬فقد كان يقلد‮ (‬طرزان‮) ‬وخلع ملابسه و«عبدالحكيم عامر‮» ‬كان يقول يجب الحفاظ علي السودان ولا نفرط فيها لأنها البعد الاستراتيجي لجنوب مصر،‮ ‬ولا نستطيع أن نستغني عن المياه،‮ ‬والانفصال لم نوافق عليه،‮ ‬بل جاء نتيجة الانتخابات ومصر احترمت إرادة السودان في الانفصال وكانت توجد دعاية قوية جداً‮ ‬من الإنجليز تحث علي الانفصال ونحن ساعدنا في ذلك،‮ ‬ولم نستفد من السودان بل جعلناهم يتمنون الانفصال‮.، وجاء اليوم الذي يقررون فيه الوحدة أم الانفصال فاختاروا الانفصال.
و‬لماذا فشلت الوحدة مع سوريا ولم نستفد من انفصال السودان؟
‮- ‬لم أتول أي منصب في الوحدة مع سوريا وكان المسئول عن الجيش في ترتيبات الوحدة اللواء‮ «‬أنور القاضي‮» ‬وهذه الوحدة كانت متسرعة جداً‮ ‬ولم تدرس جيداً،‮ ‬وكان لابد من فشلها وعندما حاول عبدالناصر تطبيق النظم الاشتراكية التي رفضها الشعب السوري ولم يتقبلها وهذه القرارات الاشتراكية هي التي عجلت بالانفصال ولم تكن السبب الرئيسي له‮.‬
‮ ‬لماذا سافرت بعثة عسكرية لروسيا بأسماء مستعارة؟
‮- ‬بالفعل حدث هذا لأن الجيش المصري يتم تدريبه بعقائد إنجليزية وكان لابد أن نتطور ونتعرف العقائد الروسية فأرسلوني ومعي زملائي لنحصل علي دورة تعليمية في أكاديمية‮ (‬فرو نزو‮) ‬الروسية لمدة عام،‮ ‬وتم ذلك بأسماء مستعارة،‮ ‬خوفاً‮ ‬من أمريكا حتي لا تعرف أننا نتعامل مع الاتحاد السوفيتي وكنا نريد تطوير النظام العسكري حتي يتماشي مع النظام الروسي علي مستوي القيادة العامة كلها‮.‬
‮ ‬وهل تمت الاستفادة بالفعل من هذه البعثة؟
‮- ‬نعم وبعد رجوعنا طالبنا بتنظيم القيادة العامة كلها،‮ ‬بأن جعلنا رئيس الأركان يشرف علي الثلاثة أفرع داخل القوات المسلحة‮ (‬طيران،‮ ‬بحرية،‮ ‬قوات برية‮) ‬ولم يكن يوجد دفاع جوي،‮ ‬وكان رئيس الأركان لا يتدخل في التدريب البحري ولا الجوي فألغينا ذلك وأصبح رئيس الأركان هو رئيساً‮ ‬لأركان القوات المسلحة بالكامل‮.‬
‮ ‬قيل إن المشير عامر أرسل للرئيس عبدالناصر اسمك واسم الفريق محمد فوزي لاختيار أحدكما لرئاسة الأركان فاختار عبدالناصر الفريق فوزي؟
‮- ‬لا‮.. ‬المشير عامر أرسل للرئيس عبدالناصر اسمي بمفرده ولا أحد معه رئيس أركان حرب القوات المسلحة،‮ ‬وكان يوجد اعتقاد خاطئ بأني من أنصار المشير عامر ولم أكن من أنصار أحد،‮ ‬بل كنت من أنصار العمل وعندما وصل هذا القرار للرئيس عبدالناصر ليصدق عليه قال‮: ‬ضعوا شخصاً‮ ‬آخر معك حتي لا يكون القرار إجبارياً،‮ ‬فوافق المشير ووضع شخصاً‮ ‬لا يمكن أن يتم اختياره ونسبة استبعاده أكثر من اختياره،‮ ‬وكان متأكداً‮ ‬من أن‮ «‬عبدالناصر‮»‬،‮ ‬لن يختار الفريق‮ «‬محمد فوزي‮» ‬ولكن حدثت المفاجأة،‮ ‬واختاره‮ «‬عبدالناصر‮».‬
‬ولماذا كانت مفاجأة؟
‮- لأن قرار تعيينه كان من القرارات‮ ‬غير السليمة بوضع الفريق «محمد فوزي» رئيس أركان حرب مع المشير عبدالحكيم عامر‮ ‬لأنه لم يتول أي قيادة ميدانية من قبل فقط كان يتولي قيادة بطارية دفاع جوي في حرب فلسطين‮ 8491 ‬وانفجرت بجانبه قنبلة أثرت علي السمع لديه،‮ ‬فتم نقله للعمل مدرساً‮ ‬في الكلية الحربية،‮ ‬ثم مديراً‮ ‬للكلية الحربية التي كانت تتدرب علي أدني المستويات العسكرية في حدود فصيلة وسرية‮.‬
‬ما السبب الحقيقي لاشتراك القوات المصرية في حرب اليمن؟
‮- ‬أنور السادات أحد أسباب اشتراكنا في حرب اليمن لأنه كان صديق رؤساء الثوار اليمنيين في مصر أمثال عبدالرحمن البيضاني والزبيري وغيرهما،‮ ‬وكان عبدالناصر زهقان من ابتزاز حرب اليمن واجتمع بقيادة القوات المسلحة بحضور رئيس الأركان ورئيس العمليات وقادة الطيران والبحرية،‮ ‬وأنا بصفتي قائد القوات العربية،‮ ‬وجاء السادات متأخراً،‮ ‬فأشار إليه عبدالناصر،‮ ‬وقال‮: ‬هو السبب في هذه الغرقة السودة اللي احنا فيها لأنه والوزير المفوض في اليمن عمر عبدالواحد أفهمانا عند قيام ثورة اليمن أننا لو أرسلنا أي قوات بسيطة سيتم إخماد الثورة فأرسلنا سرية صاعقة ثم وصل العدد إلي‮ ‬55‮ ‬ألف مقاتل مصري علي أرض اليمن‮.‬
‬ماذا عن شكل الحرب التي خاضها الجيش المصري في اليمن؟
‮- ‬سافرنا الي اليمن ولم نكن نعرف شيئا عنها ولا عن طبيعتها أو طبيعة الحرب التي سنخوضها ولم نكن مستعدين لها وأيضا لم تكن حربا بالشكل المفهوم بل كانت حرب عصابات «كر وفر» وفتح الطرق التي تقطعها القوات اليمنية وقد ذهبت لليمن بديلا عن الفريق «‬أنور القاضي‮» ‬لأنه كان مريضاً‮ ‬وكانوا يريدون قائداً‮ ‬يقوم بأعماله وقت الراحة فوجدنا أن جميع الطرق التي تؤدي إلي صنعاء تم قطعها فيما عدا طريق‮ «‬صعدة‮» ‬وهذه الطرق كانت أساسية‮.‬
وبدأنا فتح الطرق مرة أخري وكان الأمر في منتهي الخطورة وأخبرت مصر بذلك عن طريق اللاسلكي،‮ ‬وأراد المشير عامر أن يأتي لليمن فقلت لا داعي لحضورك فنحن مسيطرون علي الموقف ولكن نحتاج تغيير الإجازة بسرعة،‮ ‬وطائرة مملوءة بصفائح‮ «الجاز‮» ‬لأن‮ «‬صنعاء‮» ‬كانت بدون كهرباء،‮ ‬حتي لا يشعر الجنود بالقلق والتوتر من الهجمات التي يشنها اليمنيون ليلاً‮.‬
‮ ‬وهل كنت مسيطراً‮ ‬علي الموقف بالفعل أم أنك كنت خائفاً‮ ‬علي المشير عامر؟
‮- ‬لا لم أكن خائفاً‮ ‬علي المشير،‮ ‬بل كنت خائفاً‮ ‬علي قراراتي فأنا عرفت الوضع ودرسته جيداً‮ ‬فخشيت أن يأتي المشير ويتخذ قرارات‮ ‬غير التي كنت سأتخذها وكان معي اللواء عبدالمنعم خليل،‮ ‬قائد المظلات،‮ ‬وتم فتح جميع الطرق باستخدام كل الأسلحة مرة واحدة ونجحنا في ذلك‮.‬
‮ ‬لماذا رفضت مهاجمة جزيرة‮ «جيزان‮» ‬من اليمن وكانت مركزاً‮ ‬خطيراً‮ ‬يؤوي الملكيين،‮ ‬ويتم مهاجمة الجيش المصري من خلالها؟
‮- ‬طالب بعض القادة بمهاجمة الجماعة الملكية والبدو في‮ (‬جيزان‮) ‬بالسعودية علي أساس أنها منطقة تمويل وحدث منها اختراق أكثر من مرة علي قواتنا فسألني‮ «‬عبدالناصر‮» ‬فقلت جئنا لليمن بسرية فوصل عددنا إلي‮ ‬55‮ (‬ألف) مقاتل،‮ ‬وإذا ذهبنا إلي‮ (‬جيزان‮) ‬فبكم جندي سنضطر للدفاع عنها ثم إن الطيران الأمريكي سيصطادنا بسهولة،‮ ‬فقال‮: ‬الطيران الأمريكي مشغول في فيتنام‮.. ‬فقلت‮: ‬من السهل أن يضربنا في منطقة مكشوفة،‮ ‬لأنه أفضل له من فيتنام فوافقني عبدالناصر وقال سأفعلها بطريقة أخري وأقابل الملك السعودي وأغير الأمور وحدث مؤتمر‮ (‬جدة‮) ‬الشهير وعلي ضوئه شكلوا لجنة سلام وتقرر ماذا يحدث بالنسبة لليمن‮.‬
‬وبماذا أثرت حرب اليمن علي القوات المسلحة في هزيمة يونيو‮91‬67؟
‮- ‬حرب اليمن هي أحد أسباب هزيمة يونيو‮91 ‬67‮ ‬لأن القوات الأساسية كانت موجودة في اليمن،‮ ‬وعندما تعود تدعي أنها مرهقة فالتدريب كان يقل أو لا يكون التدريب كافياً،‮ ‬واليمن أعطت العساكر فكرة سيئة عن الحرب،‮ ‬لأننا نملك مدفعية وطيراناً‮ ‬ودفاعاً‮ ‬جوياً‮ ‬وكل معدات الحرب،‮ ‬واليمن لم يكن لديه إلا البندقية،‮ ‬فكان تأثيرها سلبياً‮ ‬علي الجنود المصريين لأننا نحارب مجموعة من العصابات ولم تكن توجد مناورات أو تحركات نظراً‮ ‬لطبيعة المنطقة وخسرنا أفراداً‮ ‬ومعدات وأموالاً‮ ‬طائلة،‮ وعبدالناصر كان يرسل الأموال والذهب من خزينة الدولة لندفعها ثمناً‮ ‬لولاء القبائل‮.‬
‮ ‬في عام‮91 ‬67‮ ‬ما الذي حدث للخطة قاهر الموجودة والجاهزة للدفاع عن سيناء؟
‮- في 7691 ‬أحضرنا‮ «‬فان باتر‮» ‬الخبير الألماني ليستكشف لنا سيناء وما أنسب المواقع لنضع فيها قواتنا،‮ ‬فاقترح أن نهتم بالمضايق ونعمل فيها خطاً‮ ‬دفاعياً‮ ‬مثل خط‮ «ماجينو‮» ‬حتي لا تصل القوات المعادية للقناة،‮ ‬وهذا لم يحدث لأننا انشغلنا في اليمن والخطة‮ (‬قاهر‮) ‬الموجودة للدفاع عن سيناء كان الجاهز منها السدس فقط،‮ ‬لأننا لم يكن لدينا فكرة أننا سندخل الحرب‮.‬
ولماذا لم ندخل حربا وإسرائيل هاجمتنا في 1956 وكان يوجد الكثير من ‬المناوشات والأعمال الفدائية؟
‮- ‬في عام‮ ‬1964‮ ‬زار‮ «‬عبدالناصر‮» ‬اليمن ومعه حسنين هيكل والسادات وأنا كنت زميل عبدالناصر سنتين في كلية أركان الحرب وتحدثت مع عبدالناصر عن إسرائيل فقال: ‬لا أريد أن أصعد موضوع إسرائيل إلا في عام‮ ‬1970‮ ‬ولابد أن أري الموقف الدولي أولاً‮ ‬حتي أقرر هل أستمر في مواجهة إسرائيل أم أنتظر، وهذه النقطة في تصوري أن الرئيس عبدالناصر كان متصوراً‮ ‬أنه لن يحدث حرب‮..
‮ ‬فلماذا اتخذ قرار‮ات ‬غلق خليج العقبة وطرد قوات الطوارئ الدولية إذن؟
‮- ‬ما أعلمه عندما طلب من القوات المسلحة إرسال قوات إلي شرم الشيخ وبدأت تتأزم الأمور وتتوتر‮.. ‬طلب المشير عبدالحكيم عامر أن يجتمع مع قادة القوات المسلحة،‮ ‬وتم الاجتماع بحضور قادة الطيران وأنا بصفتي قائد قوات الجبهة،‮ ‬وحضر رئيس الأركان،‮ ‬ورئيس العمليات،‮ ‬ورئيس المخابرات‮.. ‬وبعد المناقشة أعطينا قراراً‮ ‬بعدم إرسال قواتنا إلي شرم الشيخ لأننا لو أرسلنا قوات سنقوم بغلق الخليج،‮ ‬وإذا أغلق الخليج ستقوم حرب ونحن‮ ‬غير مستعدين أو جاهزين لها‮.‬
‮ ‬ولماذا تم إرسال القوات الي شرم الشيخ وقادة الجيش أعلنت أنها غير جاهزة ومستعدة؟
‮- ‬بعد يومين من الاجتماع تم إرسال قوات لشرم الشيخ فسألنا المشير لماذا تم إرسال القوات،‮ ‬فقال‮: ‬مش مهم،‮ ‬لأننا لن نغلق الخليج ثم فوجئنا بقرار عبدالناصر بغلق الخليج رغم أننا تأكدنا تماماً‮ ‬بعدم وجود حشود إسرائيلية تجاه سوريا،‮ ‬والفريق عبدالمنعم رياض تكلم من الأردن وقال‮: ‬لا توجد قوات إسرائيلية والموجود قوات رمزية للاحتفال باستقلال الجالية اليهودية‮.‬
‮ ‬كانت توجد ضربة جوية مصرية يوم‮ ‬27‮ ‬مايو فلماذا تم إلغاؤها؟
‮- ‬كان مقرراً‮ ‬توجيه ضربة جوية مصرية وتم إلغاؤها بتدخل من الأمريكان والروس وفي أحد الاجتماعات التي حدثت جاء عبدالناصر،‮ وقادة الطيران قالوا‮: ‬نريد أن نكون أصحاب الضربة الأولي،‮ ‬فقال عبدالناصر إذا ضربنا الضربة الأولي سنحارب أمريكا، والفريق صدقي سليمان قائد الطيران،‮ ‬قال‮: ‬إذا تلقينا الضربة الأولي سيكون موقفنا سيئاً‮ ‬فليس لدينا مطارات كافية ولا دفاع جوي،‮ ‬ولا رادارات وسيكون فيه خطورة وعبدالناصر قال‮: ‬استعدوا بالإمكانات التي لديكم‮.‬
‮ ‬وهذا النقص في الاستعداد لماذا لم تستكملوه؟
‮- ‬لم يتم بناء دشم للطائرات،‮ ‬وعندما كنا نطلب تنفيذ مشاريع كان يقال لنا لا توجد ميزانية والميزانية ضاعت في اليمن‮.‬
‮ ‬ما هي أصل طائرة المشير التي كنتم في انتظارها صباح‮ ‬5‮ ‬يونيو؟
‮- ‬كنا موجودين في مطار‮ (‬تمادا‮) ‬ومعنا رئيس الأركان حتي نستقبل المشير بسبب تغيير كبير حدث في الخطة‮ (‬قاهر‮) ‬ليشرح للقادة ماذا سيفعلون وواجباتهم،‮ ‬وأوجه التعاون بينهم ولكننا فوجئنا بالطيران الإسرائيلي فوقنا واعتقدنا أنه الطيران المصري ولكننا وجدناه يقوم بالقذف فاتجهنا إلي وحداتنا لنتجنب الإجراءات الوقائية‮.‬
‮ ‬كنت قائد قوات الجبهة والفريق صلاح محسن قائد الجيش فهل حدث تضارب في الاختصاصات؟
‮- ‬صلاح محسن كان قائد الجيش وأنا قائد الجبهة وأنا قلت للمشير كيف أكون قائد جبهة وليس لدي قوات، وكيف أتدخل في المعركة ولم أحضر وضع خطة وأنا لا أعرف عن الخطة شيئاً‮ ‬وليس معي «اصطف» يعرف شيئاً‮ ‬عن الخطة؟ فقال لي اعمل اللي انت عايزه ووقت المعركة سنأتي ونقود المعركة مع بعض من مركز القيادة المتقدم وكنت موجوداً‮ ‬في أرض المعركة لكن صلاح محسن هو المسئول عن الخطة وعن القوات كلها والتضارب حدث لأن الرئيس عبدالناصر أراد وضع كل القوات تحت قيادتي،‮ ‬ويشهد هيكل بذلك ولكن المشير قال‮: ‬لا‮.. ‬وكل شيء موجود لدي وسوف أجلس مع مرتجي ولم يحدث أن جلسنا حتي قامت المعركة‮.‬
‬فماذا كان دورك إذن؟ وما صلاحياتك؟
‮- ‬كان المفترض أن أقيم الأمور التي أمامي علي الجبهة وأتصل بالقاهرة وأخبرهم بوجهة نظري،‮ ‬والقاهرة ترسل الأوامر لصلاح محسن وأنا لا أعطي أية أوامر لصلاح محسن‮.‬
‬ولماذا جاءت الهزيمة سريعة وقاسية؟
‮- ‬قلت لم يكن يوجد تفكير في حرب مع إسرائيل والجيش كان مشغولاً‮ ‬علي بعد مئات الأميال في اليمن وتركنا المسرح الرئيسي للعمليات مع إسرائيل فارغاً‮ ‬ثم أدخلنا‮ (541 ألف) جندي احتياطي‮ ‬غير مدرب،‮ ‬وكنا نجعل سائق اللوري يقود دبابة فقيادة التعبئة كانت جديدة ولم يحدث أن دربنا هؤلاء الاحتياط لأننا كنا نعتقد أننا لن نحارب،‮ ‬ثم عبدالناصر قال‮: «‬لما يلزكوبلاند‮» ‬إن قائد القوات المسلحة متأخر‮ 02 ‬سنة‮.‬
‬من الذي اتخذ قرار الانسحاب؟
‮- ‬أنا سألت عبدالناصر في هذا بعد ذلك فقال‮: ‬إن المشير عامر أخبرني أن الأمور سيئة ونحتاج لانسحاب القوات من سيناء إلي‮ ‬غرب القناة فوافقت وأصدرت أمر الانسحاب‮.. ‬وسألت المشير عامر في قرار الانسحاب فقال يا عبدالمحسن هو أنا أستطيع أن أصدر قراراً‮ ‬بهذه الخطورة فالذي أصدر قرار الانسحاب هو عبدالناصر‮.‬
‬من الذي يتحمل نتيجة الهزيمة؟
‮- ‬القيادة السياسية المتمثلة في عبدالناصر كان عليها أن تتابع وتتأكد من أحوال قواتها المسلحة وهل في استطاعتها أن تدخل المعركة أم لا وعليها أن تتابع القوي الدولية،‮ ‬واتجاهاتها ورد فعلها إذا قام هو ودولته بدخول حرب وذلك عن طريق الجواسيس،‮ ‬ورجال السفارات ومستشاريه السياسيين،‮ ‬فهل فعل ذلك عبدالناصر؟ وأيضاً‮ ‬القيادة العسكرية المتمثلة في المشير عامر كان عليه أن يفصح عن حقيقة قواته ومدي استعدادها للحرب من عدمه،‮ ‬وألا يخفي شيئاً‮ ‬عن قواته للقيادة السياسية حتي إذا كان لابد من اتخاذ القرار تكون الأمور واضحة أمامها فهل تم ذلك؟
‮ لكن سيادتك ‬ذكرت أنه في اجتماع للقيادة العسكرية مع المشير قلتم إنكم‮ ‬غير مستعدين للحرب؟
‮- ‬إذن لن أتكلم وأفهم من هو المسئول‮.‬
‮ اتخذ قرار الانسحاب ولكنه نفذ بعشوائية؟
- ‬أصعب عمليات القتال هي عملية الانسحاب وكان لابد للفريق محمد فوزي بصفته رئيس الأركان أن يدير عملية الانسحاب حتي لا تتم بعشوائية وتكون منظمة، فجزء ينسحب وآخر يدافع ثم يتبادلوا مواقعهم ومهامهم وحينها لا تكون الخسائر قوية ومؤثرة كما حدث‮.‬
‬ماذا قال لك الرئيس عبدالناصر بعدما قابلك بعد الهزيمة؟
‮- ‬لم يقل شيئاً..‮ ‬وضعني في الزنزانة ثلاثة أيام‮.‬
لا بل قال خلاص‮ ‬غرقتوها؟
‮- ‬بالفعل قال هذا ولكن قلت له لسنا نحن الذين أغرقناها،‮ ‬وكنت بالطبع أعرف أنني تقاعدت من الجيش فتكلمت معه ورددت عليه بهذه الجرأة‮.‬
‮ ‬وكيف تم خروجك من الزنزانة؟
- جاءني شعراوي جمعة،‮ ‬وزير الداخلية،‮ ‬في الزنزانة،‮ ‬وقال‮: ‬سيادة الفريق نحن نقوم بتحقيقات موسعة حتي نعرف سبب هذه الكارثة ووجدنا اسمك يتردد بالاستشهاد أو بالتصحيح في الأحداث فأرجو أن تقول ماذا حدث؟ وما رؤيتك لما حدث؟ فرفضت أن أتكلم أو أن أكتب كلمة واحدة وأنا في الزنزانة وطلبت أن أذهب إلي منزلي حتي لو كان في حراسة أو تحديد إقامة،‮ ‬وحينها سأكتب تقريراً‮ ‬مفصلاً‮ ‬عما حدث ورؤيتي له،‮ ‬وأن يتم تنفيذ جميع طلباتي إذا طلبت أحد القادة أو الضباط لأسأله أو أستفسر منه عن شيء،‮ ‬فأبلغ‮ ‬شعراوي طلباتي إلي عبدالناصر فوافق عليها وذهبت لمنزلي وكتبت دراسة عن كل ما حدث وقدمتها للرئيس عبدالناصر وتم طبع نسخة منها لرئاسة الجمهورية ونسخة لوزارة الحربية ونسخة للأستاذ هيكل وللأسف لم أحتفظ أنا بنسخة منها‮.‬
‮ ‬هل كان يوجد مراكز قوي في القوات المسلحة؟
‮- ‬الذي أوجد تلك المراكز هو شمس بدران من خلال دفعته التي حاول أن يضعها في المناصب القيادية ذات الحساسية المهمة،‮ ‬حيث كانت له تطلعات كبري وبالطبع ستقف معه عند تحقيقها،‮ ‬وبالفعل أساء بعض الضباط الذين كانوا ملتصقين بشمس بدران من عمليات الضبط والربط داخل القوات المسلحة مما جعلهم مراكز قوي، أما بالنسبة الي عبدالناصر أو المشير عامر لم يكن يوجد لهما مراكز للقوي‮.‬
‮ ‬كيف تري الرئيس السادات؟
‮- ‬السادات كان مغامراً‮ ‬قبل الثورة وله قضايا شهيرة بذلك أبعدته عن القوات المسلحة بسبب علاقته بالألمان وعوامة‮ «‬حكمت فهمي‮» ‬ومقتل‮ «أمين عثمان‮»‬،‮ ‬وبعد الثورة وخلال حكم عبدالناصر لا نذكر له أشياء،‮ ‬ولكن بعد توليه السلطة ودخوله حرب أكتوبر وحدوث الثغرة وتدخل الأمريكان في المفاوضات أظهر ذكاءه ودهاءه عندما ألقي قنبلة مدوية في تلك المفاوضات عندما طالب بوجود قوات روسية مع قوات أمريكية لانتهاء تلك الثغرة والأمريكان جن جنونهم لأنهم رفضوا بمنتهي القوة وجود جندي روسي في منطقة الشرق الأوسط،‮ ‬مما عجل بانتهاء الثغرة في اتفاقه وعملية سلام مع إسرائيل وهذا ما كان يسعي إليه‮.‬
‮ ‬كيف تري الرئيس عبدالناصر؟
‮- ‬الرئيس عبدالناصر كان وطنياً‮ ‬وشجاعاً‮ ‬وقدم لمصر الكثير وأراد أن تكون في أفضل حال لكن من كانوا حوله لم يشيروا إليه بأي نصيحة مهمة وكانوا يتركونه يفعل ما يشاء مما أرهقه لتحمله لما لا يتحمله قائد أو زعيم‮.‬
‮ ‬وهل كان يستمع الرئيس عبدالناصر لمستشاريه؟
‮- ‬كان يستمع وإذا اقتنع ينفذ ولكن ما هي الطريقة التي يستمع بها حتي ينفذ،‮ ‬فعبدالناصر كان لابد من التعامل معه بطريقة لا تشعره بأنه يأخذ تعليمات أو نصائح ولابد أن يكون ذلك بينه وبين من يشير إليه فقط،‮ ‬وإذا خرج ذلك الحوار عنهما وعرف من الشخص إنه أشار عليه تبقي مصيبة ولا يستمع إليه مرة أخري،‮ ‬وأذكر عندما جاء عبدالناصر لليمن كان عليه التنقل فقال المشير عامر سننقل الرئيس عبدالناصر في طائرة وقلت لماذا؟ سينقل الرئيس بسيارة, فالطريق آمن ولا داعي للطائرة،‮ ‬فوافقني عبدالناصر واستقل السيارة وركبت معه وأغلقت الأبواب فقال إيه يا عبدالمحسن خايف من إيه؟ فقلت‮: ‬خايف عليك حتي نصل يا ريس وتناقشنا في أمور عديدة فوجدته مستمعاً‮ ‬جيداً‮.‬
هل الرئيس عبدالناصر كان ديكتاتوراً؟
‮- ‬تعلمت جيداً‮ ‬أن القائد العسكري لا يخون قائده الأعلي وينقده وإلي هنا لن أتكلم أكثر من ذلك وافهم الباقي انت والقارئ‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.