تعانى مستشفيات محافظة الغربية من الإهمال وتردى الأوضاع الطبية والخدمية بجميع مستوياتها الطبية والمرفقية والوقائية وأصبحت خارج نطاق الخدمة وسط حالة من السخط والاستياء بين جموع الأطباء والعاملين الذين نظموا أكثر من إضراب للمطالبة بتوفير الأدوية والخدمات والحماية لهم أثناء قيامهم بتأدية واجبهم وكانت آخر مظاهرة قامت بها ممرضات مستشفيات المحلة والمنشاوى بطنطا. البلطجية يفرضون سطوتهم على المستشفيات وأصبحوا هم حاملى كروت التوصية بالعلاج والاهتمام بالمرضى فالمريض الذى جاء فى حماية ووصاية بلطجى له كل الاهتمام والرعاية. «والبلطجية» أصبح لهم اليد العليا بعد عدة وقائع بلطجة وإقتحام للمستشفيات والتعدى على الاطباء والممرضات وما شهده مستشفى المحلة العام والذى اقتحمه بلطجية ومنعوا الأطباء من علاج احد المرضى من خصومهم حتى لفظ أنفاسه كما اتلفوا الأجهزة والمعدات وتعدوا على المسئولين بالمستشفى وقدرت خسائر هذه الواقعة بنحو 6 ملايين جنيه! أما عن الأدوية والعلاج والرعاية فحدث ولا حرج فلا توجد أدوية أو حتى خيوط الجراحات لغلق البطون والصدور والقلوب بعد فتحها فى العمليات ويقوم أهل المريض بشراء كل اللوازم لانقاذ مريضهم من مصيره المظلم أما الوفرة الوحيدة الموجودة فى العنابر فهى لجحافل القطط والكلاب الضآلة التى تضج مضاجع المرضى بنباحهم على مدار الليل والنهار فضلا عن الذباب والناموس فى غرف العناية المركزة وباقى العنابر المفتوح نوافذها على الشوارع المحيطة بالمستشفيات. تحولت مستشفيات طنطا والمحلة وقطور وسمنود وزفتى والسنطة وكفر الزيات وبسيون إلى مجرد مبانى وهياكل يوجد بها أطباء مذعورون وممرضات مرتجفات وعمال لا حول لهم ولا قوة وكلما مضت لحظة دون وقوع هجوم من البلطجية تنفسوا جميعا الصعداء. وخلال الأسابيع الماضية قام العاملون بالمستشفيات بأكثر من وقفة احتجاجية للمطالبة بالحماية دون جدوى حتى بعد تصريحات المسئولين بإنشاء نقط خاصة لحماية المستشفيات. أما مستشفى جامعة طنطا فالأطباء الكبار يعملون ويتابعون مرضاهم عن بعد وبالتليفون. أما كتيبة شباب الأطباء المتحمس للعمل وخدمة المرضى فيقع العبء الأكبر عليهم وبالتالى عليهم علاج الحالات وخصوصا فى أقسام الطوارئ بدعاء الوالدين! وعليهم أن يتعلموا ويجتهدوا فى الحالة، فالمرضى أمامهم وأقاربهم واصدقائهم والبلطجية من خلفهم. أما الوحدات الصحية التى تنتشر فى معظم قرى المحافظة فهى لا تعدو مجرد مراكز للتطعيمات وتحرير تصاريح الدفن فلا خدمة طبية تذكر رغم تسكين اطباء عليها على الورق!! وقبل أيام تظاهر أبناء عدد من القرى امام ديوان المحافظة للمطالبة بإعادة الحياة لمبانٍ صحية تستوطنها الكلاب والقطط!! وحتى معهد الأورام بطنطا اصيب بالمرض الخبيث ودخل مرحلة الخطر وارتفعت به نسب الوفيات رغم تاريخه الحافل فى خدمة مرضى السرطان بوسط الدلتا فى عهد الدكتور إبراهيم عبدالبر ومن قبله الطبيبان أحمد حبلص وقدرى إسماعيل!! وكان المحافظ الأسبق المستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية والمسئول الاول عن متابعة هذه المشاكل وحلها لانقاذ جموع المرضى قام بحصر المشاكل وعدد الوقفات الاحتجاجية للعاملين بالمستشفيات طلبا للأمان والحماية وتوفير الأدوية وإعداد مذكرات بالمستشفيات المغلقة على ذمة الاعتمادات المالية وتوفير الأجهزة الطبية كما تفقد عدد من المستشفيات وبرفقته الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالمحافظة وقرر تخصيص 350 ألف جنيه لمستشفى صدر طنطا لتجيزه بالمستلزمات والأجهزة حتى يتمكن من القيام بخدمة العلاج والتشخيص للمرضى ولكنه كان يعلم جيدا ان ملايين الجنيهات لا توفر الأمان للعاملين والأطباء وهم يعملون فى غرف العمليات والرعاية المركزة وأن مستشفيات صدر وكبد المحلة مجرد لافتات تطلب دخول الخدمة لعلاج آلاف المرضى المصابين بالفيروسات الكبدية والأزمات الصدرية؟! أما عن التخبط فى توزيع الأطباء فحدث ولا حرج فهل تصدق ان مستشفى المنشاوى العام بطنطا على سبيل المثال لا الحصر بها ما يزيد علي 350 اخصائيا فى مختلف التخصصات وبعضهم يتشاجرون على المرضى وجذبهم لعياداتهم الخاصة. ونفس الامر فى مستشفى المحلة وكفر الزيات وفى نفس الوقت - تتنشق - الوحدات الصحية على إخصائى يوحد الله! ولو حدث وتم توزيع بعض الاخصائيين على هذه الوحدات يمكن ان تكون إضافة وتنقذ آلاف المرضى من المسائل البسيطة والجراحات الصغيرة والوسطى! أما المحافظ الحالى الدكتور اللواء محمد نعيم فقد بدأ عمله فى المحافظة بزيارة مستشفى المنشاوى العام وقرر خلال الزيارة استبعاد مدير المستشفى ثم فوجئ بحجم التسيب فى المستشفيات عندما زار مستشفى كفر الزيات ووجد أكثر من 250 طبيبا وأخصائيا –زوغوا من النوبتجية فقرر إحالتهم جميعا للتحقيق. وفى تصريحات ل«الوفد» قال المحافظ إنه لن يسمح بالإهمال الواقعى فى المستشفيات ولن يرضخ لسياسة الأمر الواقع والضاغط! وأنه أعد خطة جريئة لتوزع الاخصائيين المكدسين بالمستشفيات العامة على المراكز والوحدات الصحية لتكون قادرة على القيام بالخدمة الطبية للمرضى وإجراء العمليات الصغيرة والمتوسطة لتخفيف العبء على المستشفيات العامة وأن ملف الصحة مفتوح لأجل غير مسمى حتى يتحقق الانضباط بجميع المستشفيات ويشعر المريض بذلك، أما عن أمن المستشفيات فقال المحافظ بأنه يعد خطة عاجلة لتلبية احتياجات كل مستشفى.