يبدو جلياً أن التليفزيون المصري بعد ثورة »25 يناير« لم يستوعب بعد الدرس، كل هم من يحكموه أن يحصلوا علي رضا ثوار ماسبيرو مهما كانت النتائج، حتي لو أسفر الأمر عن شاشة باهتة بلا معني أو مضمون أو فكرة آخر المطرودين من جنة ماسبيرو الثائرة، إعلاميان علي أعلي مستوي من الكفاءة، وهما حمدي قنديل وحافظ المرازي اللذان تعاقدا بالفعل علي تقديم برنامجي قلم رصاص وبتوقيت القاهرة، وطبعاً هاج الثوار علي قنديل والمرازي، مما دفع المرازي لتقديم استقالته من مجلس الأمناء، معلناً انه خلع نفسه تماماً من هذا المبني، الطارد دائماً للكفاءات واعتقد ان قنديل قد جمد الموضوع تماماً والراجل مش ناقص وجع دماغ، طبعاً الشهور الماضية شهدت ابتعاداً واستبعاداً لكفاءات إعلامية مثل تامر أمين وخيري رمضان والدكتور عمرو عبدالسميع وعزة مصطفي وشافكي المنيري، اضافة الي محمود سعد الذي خسر الجلد والسقط بعد الإعلان عن راتبه السنوي، ولا ننسي عمر الليثي ولميس الحديدي، كل هذا لمجرد ارضاء الثوار وأن يعتمد التليفزيون علي أبنائه فقط بالرغم من ان بعضاً ممن ذكرناهم من أبناء ماسبيرو، وتامر أمين أعلن انه شعر بأن السفينة تغرق وقرر الابتعاد لفترة.. ويبدو أنه شعر ان عصره انتهي في هذا المبني. شاشة التليفزيون الآن بدون برنامج لا مع، وربما الحسنة الوحيدة برنامج بكره أحلي تقديم الداعية عمرو خالد، غيره كده مفيش برامج بمعني الكلمة، وانني مشفق تماماً، علي اللواء طارق المهدي القائم بأعمال رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون. وهو يعلم تماماً أن ارضاء الثوار سيكون علي حساب الشاشة التي أصيبت بالسكتة بعد الثورة، البرامج الاخبارية لا طعم لها ولا فكرة وهي مجرد فترات اخبارية ليحصل المذيعون علي حقوقهم المالية مثلما يحدث في قطاع التليفزيون والنتيجة تليفزيون طارد لأبنائه ومشاهديه وانصرف المشاهدون تماماً للفضائيات بعد ان يئسوا تماماً من تليفزيون الدولة رغم الحراك السياسي الشديد وحرية الرأي التي ليس لها حدود.