تفحصت الذين يخرجون بمسيرات في الشوارع من «الجماعة» الذين يحاولون إحداث فوضي بالشوارع وارتباك في حركة المرور، وكنت أتوقع أن هؤلاء فعلاً ينتمون إلي الجماعة الإرهابية، اكتشفت مفاجأة لم تكن تخطر علي البال خاصة في مدينة السادس من اكتوبر، وجدت نساء وأطفالا لا علاقة لهم بالجماعة ولا يعرفون شيئاً من تصرفات هذه «الجماعة» الإرهابية.. هم جماعات فقيرة خرجت لأداء مهمة بمقابل مادي، فقد دفعني الفضول إلي أن أسأل بعضهم لماذا تتظاهر؟!.. وهل أنتم فعلاً أعضاء ب «الجماع» رغم أن التصرفات والأفعال التي تقومون بها لا تنم عن ذلك؟!.. كانت الإجابات صريحة وواضحة وهي أن الوقوف ساعتين بالشارع ورفع الأعلام بمقابل مائة جنيه للفرد، وخمسين جنيهاً للطفل. وأدركت علي الفور سر عدم تعامل أجهزة الأمن مع هؤلاء، فهم أسر فقيرة دفعها العوز والحاجة إلي القيام بهذه المهمة المخجلة والمخزية والمؤلمة في نفس الوقت، وعلي بعد أمتار من المسيرة الغريبة في اكتوبر كانت أجهزة الأمن تدفع بهؤلاء علي جانب الطريق لعدم تعطيل حركة المرور، ودفعني الفضول أيضاً إلي أن أسأل أحد الضباط عن موقف هؤلاء، فكانت اجابته تتفق أيضاً مع رؤيتي للموقف، وقال لي: هؤلاء نساء وأطفال ضحكت عليهم الجماعة بالأموال، ومن المؤكد أن الأيام القادمة ستشهد حلولاً لهذه الظاهرة الغريبة. قلت قبل ذلك في هذا المكان إن المكاتب الإدارية للجماعة وأعضاء الاخوان غير المعروفين والخلايا النائمة بالجماعة، هي التي تقوم حاليا بدفع الأموال وإنفاقها ببذخ علي كل عمليات إحداث الفوضي بالبلاد، خاصة بعد تورط كبار قيادات الاخوان في قضايا الإرهاب والقبض علي معظمهم في اطار القانون وتقديمهم إلي المحاكمة.. وطالبت بضرورة التعامل مع المكاتب الإدارية التي تدير حركة الجماعة الإرهابية حالياً.. وفي مؤتمري لاهور الباكستانية واسطنبول التركية، كانت المناقشات الأساسية تنحصر في ضرورة تنشيط المكاتب الإدارية طبقاً لتوصية التنظيم الدولي، فلم يعد أمام هذا التنظيم من أشخاص لإحياء حركة الإخوان سوي المكاتب الإدارية وضخ الأموال الباهظة عليها، في محاولات لإحياء «الجماعة». وما نشاهده الآن في الشوارع هو نتيجة طبيعية لما ناقشه التنظيم الدولي، وبعد حكم المحكمة التاريخي بحظر التنظيم و»الجماعة» والجمعية وأي شيء تابع لها يأتي علي الفور كيف يضخ التنظيم هذه الأموال علي المكاتب الإدارية؟!.. وكيف تدخل البلاد؟.. وفي نفس الوقت لا أعتقد أبداً أنها تدخل عن طريق البنوك، إلا إذا كان ذلك عن طريق أشخاص من الخلايا النائمة غير المعروفة لدي أجهزة الدولة المختلفة وهذا حديث سوف أناقشه فيما بعد المهم أن هناك ملايين مازالت تصرف علي مصريين لا علاقة لهم بالجماعة ويقومون بمحاولات إرباك حال البلاد كما يحدث في المظاهرات أو المسيرات التي لا تتعدي العشرات من الأشخاص.. من يدفع لهم هذه الأموال؟ ومن أين حصلت المكاتب الإدارية عليها؟!.. وأين أجهزة الأمن من كل هذا؟!.. الموضوع برمته قد يبدو تافهاً في نظر كثيرين لكن الحقيقة المرة أن التنظيم الدولي يقوم الآن بهذه المهمة الخطيرة في محاولة منه لإحياء حركة «الجماعة» الإرهابية، فهم يستغلون حاجة وعوز الفقراء من أبناء أمتي للقيام بهذه المسخرة.. الآن وجب ضرورة تجفيف مصادر تمويل «الجماعة» وفي أسرع وقت، بدلا من أن تستفحل هذه الظاهرة وبعدها نقع في «حيص بيص»، فالمكاتب الإدارية هي «كارثة» الكوارث بالبلاد ويجب الضرب عليها بيد من حديد وفي أسرع وقت، لمواجهة مؤامرة التنظيم الدولي الذي لا هم له سوي النيل من مصر وإدخالها في دوامة الفوضي ونحن في غني عن هذا كله.. تجفيف مصادر التمويل من الأموال ومصادرتها باتت ضرورة ملحة حتي تنجح خريطة الطريق أو المستقبل في أداء مهمتها التاريخية، وعليكم الآن بالمكاتب الإدارية التي تحرك الخلايا النائمة والبسطاء من المصريين الذين جعلهم الفقر المدقع يفعلون أي شيء من أجل توفير لقمة العيش!!!