مع بدء كل عام دراسى جديد، تشهد الأسر المصرية حالة طوارئ، استعداداً لاستقبال الدراسة، حيث تبدأ كل أسرة تدبير نفقات شراء جميع المستلزمات من كشاكيل وكراسات وأقلام وأدوات وحقائب مدرسية. ويحرص الملايين علي ارتياد منطقة الفجالة للشراء بسعر الجملة. .. لكن.. هذا العام يختلف الوضع.. فالإقبال محدود، نتيجة حظر التجوال الذي تسبب في رفع الأسعار، وانخفاض نسبة المبيعات.. فضلاً عن أحداث مسجد الفتح القريب من الفجالة.. كل ذلك أثر بالسلب علي حركة البيع والشراء في الأسواق. وتعد الفجالة من أشهر أسواق الجملة، حيث تمتلئ بجميع البضائع، التي تشمل الكشاكيل والكراسات والأقلام بجميع أنواعها. وتتميز الفجالة بانخفاض أسعار جميع مستلزمات المدارس بها، لذا يقبل عليها الجميع، من أجل توفير جنيهات قد تبدو قليلة.. إلا أنها «نوايا تسند الزير» علي حد قول المواطنين. الجديد ليس فقط انخفاض الإقبال.. بل أيضاً الزيادة الجديدة في الأسعار مقارنة بالعام الماضى. فقد شكا التجار أنفسهم من حالة الركود وارتفاع الأسعار، وعدم قدرتهم علي البيع في ظل وجود حظر التجوال. ويقول «محمد عثمان» (تاجر) إن العام الحالى يشهد إقبالاً ضعيفاً إذ انخفضت نسبة المبيعات عن العام الماضى، نتيجة ارتفاع الأسعار. وتسبب حظر التجوال خلال الأيام الماضية، والمستمر حالياً في صعوبة وصول سيارات النقل إلي الفجالة.. فضلاً عن قيام المصانع برفع الأسعار، حيث وصل سعر الكراسة 28 ورقة إلي 60 قرشاً، وتباع في المكتبات ب75 قرشاً.. ووصل سعر الكشكول 60 ورقة إلي جنيه.. ويباع خارج أسواق الجملة ب125 قرشاً والكشكول 80 ورقة ب150 قرشاً و100 ورقة ب170 قرشاً. وهناك عدد من الأهالي يفضلون شراء مستلزمات المدارس ب«الدستة» حتي لا يعودوا أكثر من مرة، حيث يصل سعر «دستة» الكراسات فئة 28 ورقة وتضم 20 وحدة، إلي نحو 11.50 جنيه. أما «دستة» الكشاكيل 60 ورقة وتضم 10 وحدات، فيصل سعرها إلي 10 جنيهات.. و80 ورقة ب15 جنيهاً. أما الكشكول 100 ورقة، فيصل سعر «الدستة» إلي 17 جنيهاً. وبالنسبة للغلاف، فيصل سعر كيس «الجلاد» الذي يحتوي علي 10 وحدات إلى 2 جنيه.. وهناك نوع آخر يباع ب150 قرشاً حسب الخامة، أما «التيكيت» المدرسي فتباع ال40 قطعة ب150 قرشاً. وحول أسعار الأقلام والمساطر والبرايات فقد ارتفعت أيضاً عن العام الماضى حيث تختلف أسعار الأقلام الرصاص حسب نوعها.. فهناك أقلام تباع ب7.3 جنيه للدستة، وأخرى ب13 جنيهاً. أما الأقلام HB الهندية فتباع ب8 جنيهات للدستة.. وهناك أنواع أخرى يصل سعر «الدستة» منها إلي 5 جنيهات. أما الأقلام الجاف فقد تراوحت أسعار الدستة منها ما بين 12 و30 جنيهاً حسب نوعها. أما «البراية» فقد تنوعت أشكالها وألوانها، وانتشرت البراية «سبونش بوب» والعروسة «باربي» والعديد من الأشكال الكرتونية.. وتراوحت أسعارها من جنيه إلي 7.30 جنيه. وهناك أيضاً «البراية» العادية التي تباع ب50 قرشاً. وتراوحت أسعار «الأستيكة» ما بين جنيه و2 جنيه، وتنوعت أشكالها أيضاً، فهناك «أستيكة» علي شكل سلحفاة وأخرى علي شكل طائرة.. أما المسطرة فقد تراوحت أسعارها ما بين جنيه و3 جنيهات. أما «المقلمة» فهناك الأنواع العادية منها وتباع بجنيه ونصف.. وأنواع أخري يصل سعرها إلي 15 جنيهاً. واختلفت أسعار الزمزمية المدرسية التي لا غني عنها لدي أطفال المدارس.. فبعضها تباع ب 5 جنيهات وأخرى ب10 جنيهات.. والآخر يصل سعره إلي 18 جنيهاً. أما شنط المدرسة، فقد انتشرت خامات مختلفة لها وألوان عديدة في الفجالة.. فهناك ما يصل سعره إلي 30 جنيهاً والبعض الآخر يباع ب40 جنيهاً. أما الشنطة الجرار فيبدأ سعرها من 55 جنيهاً.. أما الأنواع المصنعة من خامات عالية الجودة فيتراوح سعرها من 100 إلي 150 جنيهاً. وأكد عمرو محمود -تاجر- أن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، تسببت في زيادة الأسعار بشكل ملحوظ، فانعدام الرقابة من قبل الحكومة أدى لاستغلال التجار الموردين لهذه الظروف وقاموا برفع الأسعار، وتعللوا بانخفاض حجم العمالة، وصعوبة نقل البضائع. ومن ناحية أخرى انعكست الحالة الاقتصادية السيئة التي يمر بها الجميع علي حالة البيع والشراء، فانخفض الإقبال مقارنة بالأعوام الماضية ونأمل أن تحدث حالة من الرواج والإقبال في أول أسبوع من العام الدراسى. أما الأسر المصرية فقد بدت ملامح المعاناة واضحة علي وجوههم.. فالعام الدراسي يشكل عبئاً كبيراً علي الجميع، لذا يلجأ البعض لشراء ما يلزم أبناءهم من أسواق الجملة، خاصة أن كل أسرة لديها أكثر من طفل في مراحل دراسية مختلفة. تقول رشا محمد -ربة منزل: «ضغوط الحياة أصبحت لا تطاق.. وتزداد مع اقتراب العام الدراسى الجديد، فالأسرة تحتاج لتوفير مزيدا من النفقات من أجل شراء الأدوات المدرسية والزي، فضلاً عن الدروس الخصوصية التي تبدأ قبل العام الدراسى، وتزداد المطالب من مأكل وملبس و«سندوتش» مدرسي، وكتب خارجية وهذا يحتاج لعمل «جمعيات» من أجل توفير احتياجات أبنائى، وحتي أتمكن من مواكبة ظروف المعيشة الصعبة. «أم كيرلس» ربة منزل، تقول: «لدي 5 أطفال في مراحل دراسية مختلفة وألجأ لشراء احتياجاتهم المدرسة من كراسات وكشاكيل من أسواق الجملة بالفجالة.. وذلك لانخفاض أسعارها عن المكتبات.. وما يتم توفيره أقوم بتوجيهه نحو شراء كتب خارجية.. فالمعيشة أصبحت صعبة.. وأنا أستعد للعام الدراسي الجديد بعد نهاية الامتحانات مباشرة، حيث يبدأ أبنائى في الدروس الخصوصية بعد ظهور نتائج الامتحانات، فاضطر لحرمان أبنائى من أي وسائل ترفيه أو مصاريف من أجل توفير الأموال اللازمة لدراستهم، فالعام الدراسي بالنسبة لي مستمر طوال العام». أما «أم أندرو» فتقول: «الكشاكيل والأقلام تحتاج لميزانية خاصة، لذا لابد أن أستعد للعام الدراسي قبل بدء الدراسة بشهر علي الأقل، فأنا لدى 3 أطفال في المرحلة الابتدائية والإعدادية وأستعد للمدارس من خلال عمل «جمعيات» لأنفقها علي مستلزمات المدرسة والدروس الخصوصية التى تجعلنا نقتطع جزءاً كبيراً من مصروف البيت من أجل دفعها في الدروس التي ارتفعت بها أسعار الحصة الواحدة إلي 30 و40 جنيهاً، فمعاناتي تستمر طوال العام، كما أن والدهم لا يمكنه أن يعمل في وظيفة أخري بعد الظهر.. لذا أقوم بتوفير بعض الأموال في فترة الإجازة الصيفية من أجل إنفاقها علي المدرسة والدروس الخصوصية والكتب الخارجية والزي المدرسي، فالأوضاع التي تمر بها البلاد جعلت الجميع يصرخ من ارتفاع الأسعار الذي اكتوينا بناره طوال العام.