قوبلت الأهانة التي ووجها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهربغضبة مصرية كبيرة وتوالت ردود الفعل المستنكرة لتصريحات أردوجان ضد مصر وثورة شعبها، وانتفض علماء المسلمين رافضين المساس بشيخ الأزهر القامة الدينية والإسلامية الكبرى والذى يمثل أكبر وأعرق مؤسسة وجامعة إسلامية فى العالم أجمع. أكد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار علماء الأزهر الشريف، أن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تدين التصريحات غير المسئولة الصادرة من أردوغان. وأعلن أن «الأمانة العامة» ستوجه خطاباً شديد اللهجة إلى أردوغان، وستطالبه بالكف عن التعرض لشيخ الأزهر أو التدخل فى الشأن المصرى الداخلى، فما عهدنا منه ومن أجداده إلا الإضرار بالإسلام والمسلمين، وعليه أن يلتفت إلى مشكلاته الداخلية، وترك الشأن المصرى للمصريين. وقال شومان، ، إن على رئيس الوزراء التركى طيب أردوغان أن يهتم بشئون بلاده وإصلاح شأنه الداخلى بدلا من الاهتمام بنا أو محاولة استغلالنا لدعم موقفه فى بلاده. ووجه شومان قائلا: «عليك أن تعتذر للمسلمين كافة على ما فعله أجدادك فى الإسلام وإنهاء الخلافة الإسلامية فى عهدهم، ومصر لم تتعاون مع الكيان الإسرائيلى مثلك»، أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن الهجوم على الأزهر وشيخه الجليل يستلزم المساءلة من رابطة العالم الإسلامى التى لابد أن يكون لها موقف وأن تكون هناك مقاضاة دولية لأى تطاول على جامعة الأزهر لافتا النظر إلى أن الأزهر يمارس دورا وطنيا الآن وليس سياسياً، وأضاف كريمة « بأن مصر كلها بمسلميها ومسيحييها وراء شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، وأضاف كريمة أن سهام وأذيال الإخوان والإرهابيين لن تؤثر على شيخ الأزهر الشريف. وأوضح أن شيخ الأزهر تعرض لتطاول داخلى من جماعة الإخوان، وأن شتائم الإخوان والقرضاوى لشيخ الأزهر شجعت أردوغان على أن ينضم لقافلة النباح على الأزهر، وقال إننا ندين الإساءات من القرضاوى وأردوغان، وطالبهما بأن يقفا عند حد الأدب مؤكداً أنهما قزمان أمام جامعة الأزهر. وأكد إن الإساءة للعلماء ورجال الدين، نهى عنها القرآن وأن السلفية المدعاة هم من بعثوا شرارة التطاول على الأزهر لتقويضه، ولنشر فكرهم المغلوط من خلال قنواتهم الدينية الفضائية بدعم من بعض الدول الخليجية، ثم تلقف ذلك جماعة الإخوان القطبيين الذين أرادوا اقتناص المناصب القيادية. وطالب كريمة الدولة برفع مذكرة رسمية للانتربول، للقبض على الشيخ يوسف القرضاوى لإثارته الفتنة والعنف فى المجتمع المصرى وأشار كريمة لأردوغان قائلا «كيف تتحدث عن الإسلام وأنت أكبر حليف لإسرائيل». ووصف الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تصريحات رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان حول شيخ الأزهر بأنها غير مسئولة، ولها أهداف شخصية. وأضاف «الهلالى»، هناك هجمة شرسة غير مهذبة على مؤسسة الأزهر... وتساءل: «ماذا فعل شيخ الأزهر لأردوغان حتى يتطاول عليه ويهاجمه؟»، موضحاً أن أخطر شىء على الدين هو الفتاوى التى تخرج ممن لا يملكون العلم. ولفت الي ان هناك «كتائب الإخوان الإلكترونية تهاجم الأزهر بطريقة تبدو منظمة وممنهجة، واعتبر الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر للعلاقات الخارجية، أن ما قاله أردوغان في حق شيخ الأزهر يعتبر إساءة للإسلام كحضارة وللأزهر كمرجعية وضمير للأمة الإسلامية. وقال إن الأزهر وشيخه الدكتور أحمد الطيب، أكبر من أن يدافعا عن أنفسهما. وأكد عبد الهادي القصبي ، شيخ مشايخ الطرق الصوفية ان تطاول أردوغان، على مقام الإمام الأكبر شيخ الأزهر، يمثل تطاولا على الدين الإسلامي نفسه، ويستفز مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم كله. وكانت أحزاب وقبائل وأقباط الأقصر – مسقط رأس شيخ الأزهر – قد أدانت وقاحة وتطاول رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي على فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مؤكدين رفضهم لتلك التصريحات، ومطالبتهم للسلطات المصرية، والجامعة العربية بالرد على أردوغان الذي ازدادت وقاحاته وتدخلاته في شئون مصر ، وذلك بحسب بيان صادر من اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية التي تضم أطيافا من القوى السياسية في الأقصر وائتلاف القوى المدنية وحركة سيدات من أجل التنمية وأحزاب الوفد والتجمع والأحرار والمؤتمر والشعب الجمهوري والمصري الديمقراطي الاجتماعي ورموز من قبائل الأقصر وعمدها. مطالبين بردٍ حاسم على التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء التركي. وسط دعوات للتظاهر في ميادين الأقصر ، لإعلان الرفض الشعبي لتصريحات أردوغان. وقال فضيلة الشيخ محمد الطيب الشقيق الأكبر لشيخ الأزهر وشيخ الطريقة الخلوتية ، إن ساحة الشيخ الطيب طالبت مريديها ومحبي شيخ الأزهر بالهدوء وعدم التظاهر حفاظا على حالة الهدوء والاستقرار التي تتمتع بها الأقصر ، مشيرا إلى أن شقيقه الدكتور أحمد الطيب اعتاد تجاهل مثل تلك التصريحات التي لا تصدر عن حاقد ، أو جاهل ، أو متربص بمصر وبأزهرها الشريف. وأدانت كنائس الأقصر تصريحات رئيس الوزراء التركي مؤكده اعتزازها بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وتقديرها لمواقفه الوطنية الرائدة. يذكر أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يحرص على الحضور إلى الأقصر والتواجد بساحة الشيخ الطيب مدة خمسة أيام كل ثلاثة أسابيع ليشارك في الاستماع إلى شكاوى المتخاصمين والقيام بدور الحكم فيما بينهم في جلسات عرفية تقام يوميا في ساحة الشيخ الطيب لفض المنازعات وإنهاء الخصومات ولقراراتها قوة ما تحكم به المحاكم بين المتقاضين ، ويفد كل يوم مسلمون ومسيحيون وأجانب قاصدين شيخ الأزهر أو شقيقه فضيلة الشيخ محمد الطيب طالبين الفصل فيما نشب بينهم من خلافات وخصومات. وتعد الساحة بمثابة المكان الذي يمسح دمعة الباكي ويفك أزمة المأزومين وهم المهمومين ويفرج كرب المكروبين وينتصر للضعفاء والمظلومين.