عضو "قيم البرلمان": الحوار الوطني فكرة ناجحة .. وتفعيل توصياته انتصار للديمقراطية    رئيس جامعة الأقصر يشارك باجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    متظاهرون إسرائيليون يغلقون شارع «أيالون» ويشعلون النار وسط الطريق    وزير الرياضة يهنئ الخماسي الحديث بالنتائج المتميزة بكأس العالم    اليوم عيد.. وزير الرياضة يشهد قرعة نهائيات دوري توتال انرجيز النسخة العاشرة    ضبط دقيق مهرب وسلع غير صالحة وسجائر مجهولة فى حملة تموينية بالإسكندرية    في ثالث أيام مهرجان الإسكندرية.. تفاعل كبير مع «شدة ممتدة» و «النداء الأخير»    التمساح سابقا.. مدينة الإسماعيلية تحتفل ب162 عاما على وضع حجر أساس إنشائها    لميس الحديدي: رئيسة جامعة كولومبيا المصرية تواجه مصيرا صعبا    قطارات السكة الحديد تغطي سيناء من القنطرة إلى بئر العبد.. خريطة المحطات    شرايين الحياة إلى سيناء    محافظ القاهرة: استمرار حملات إزالة التعديات والإشغالات بأحياء العاصمة    "مستحملش كلام أبوه".. تفاصيل سقوط شاب من أعلى منزل بالطالبية    مصر تواصل الجسر الجوى لإسقاط المساعدات على شمال غزة    تعليق ناري من أحمد موسى على مشاهد اعتقالات الطلاب في أمريكا    رامي جمال يحتفل بتصدر أغنية «بيكلموني» التريند في 3 دول عربية    عزيز الشافعي عن «أنا غلطان»: قصتها مبنية على تجربتي الشخصية (فيديو)    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    افتتاح المدينة الطبية بجامعة عين شمس 2025    ما هي مواعيد غلق المحال والكافيهات بعد تطبيق التوقيت الصيفي؟    سمير فرج: مصر خاضت 4 معارك لتحرير سيناء.. آخرها من عامين    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    «الحياة اليوم» يرصد حفل «حياة كريمة» لدعم الأسر الأولى بالرعاية في الغربية    حبست زوجها وقدّمت تنازلات للفن وتصدرت التريند.. ما لا تعرفة عن ميار الببلاوي    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    80 شاحنة من المساعدات الإنسانية تعبر من رفح إلى فلسطين (فيديو)    غدا.. إعادة إجراءات محاكمة متهم في قضية "رشوة آثار إمبابة"    أمل السيد.. حكاية مؤسِّسة أول مبادرة نسائية لتمكين المرأة البدوية في مطروح    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    طاقة نارية.. خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد من هذا القرار    أنس جابر تواصل تألقها وتتأهل لثمن نهائي بطولة مدريد للتنس    بالصور.. مجموعة لأبرز السيارات النادرة بمئوية نادى السيارات والرحلات المصري    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    عاجل.. وزير الخارجية الأميركي يتوجه إلى السعودية والأردن وإسرائيل مطلع الأسبوع    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة| الأنابيب الكيني يفوز على مايو كاني الكاميروني    ليفربول يُعوّض فينورد الهولندي 11 مليون يورو بعد اتفاقه مع المدرب الجديد    النيابة تطلب تحريات إصابة سيدة إثر احتراق مسكنها في الإسكندرية    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    بلينكن في الصين.. ملفات شائكة تعكر صفو العلاقات بين واشنطن وبكين    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    ضبط عاطل يُنقب عن الآثار في الزيتون    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خالد بيبو: لست ناظر مدرسة «غرفة ملابس الأهلي محكومة لوحدها»    عمرو صبحي يكتب: نصائح لتفادي خوف المطبات الجوية اثناء السفر    أستاذ «اقتصاديات الصحة»: مصر خالية من شلل الأطفال بفضل حملات التطعيمات المستمرة    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعب يستحق أفضل من الوطنى والإخوان
خطة رجال مبارك المسمومة لاسترداد عرش مصر
نشر في الوفد يوم 26 - 08 - 2013

من يشاهد فيلم» طيور الظلام «للكاتب المبدع وحيد حامد سيجد مستقبل مصر حاضراً فيه، فالفيلم لخص الصراع الذى تعيشه مصر حاليا بين قوى النظام القديم وبين الإسلاميين من خلال الحبكة الدرامية التى انتهت باستمرار القوتين فى مصر رغم سجنهم وحبسهم وهو ما يتحقق الآن بعودتهما الى المشهد مرة أخرى.
ويبدو أن وحيد حامد كان يقرأ مستقبل البلاد ويدرك الواقع الذى تعيشه مصر الآن من لعبة الكراسى الموسيقية والتى جمدت الأوضاع عند نقطة ثابتة أبقت فيها على تفاصيل المشهد السياسى قبل 25 يناير كما هى بعد ما يقرب من عامين ونصف ورغم قيام الشعب بثورتين أطاح فيهما بالأنظمة التقليديه التى كانت حاضرة فى الدولة وترسم معالم الحياة السياسية.
فمصر الآن تعود الى المربع الصفر وكأن ثورة لم تقم وشهداء لم يتساقطوا وأنظمة لم ترحل من الحكم ومصر الآن تعيش أجواء ما قبل 25 يناير فرجال الحزب الوطنى الان يتصدرون المشهد السياسى وكأنهم يستعدون للعودة الى الحكم وجماعة الأخوان التى كانت فى الحكم عادت كما كانت جماعة محظورة وهى تستحق هذا الوصف بعد الجرائم التى ارتكبتها وفى الوقت نفسه القوى الثورية والأحزاب السياسية عادت لتناضل من أجل القضايا الوطنية.
رجال الحزب الوطنى الأن عادوا على أنقاض نظام الخوان ويشعرون أن الفرصة الآن سانحة لعودتهم الى الحكم ولذلك أداروا مخططاً سرى لتشويه الرموز الوطنيه والسياسية التى كانت سببا فى نجاح ثورة 30 يونية فهم يدركون ان طريق الحكم أمامهم ليس فيه سوى بعض الرموز والقوى الوطنية فسعوا الى هدمها وتفتيتها حتى يصبح طريق السلطة ممهداً أمامهم بلا أى مطبات.
فصحيح ان رجال الوطنى لم يكونوا أصحاب الثورة الحقيقية على نظام الإخوان فهم لم يستطيعوا ان ينقذوا الرئيس المعزول حسنى مبارك من السقوط وبعد 25 يناير لم يستطع الحزب الوطنى أن ينظم مليونية واحدة حاشدة تنقذ ماء وجه مبارك وظهر العشرات من أنصاره فقط فى مواجهة مليونيات حقيقية طالبت برحيل نظام ديكتاتورى فاسد.
أخطاء الإخوان وجرائمهم كانت السبب الحقيقى فى ثورة 30 يونية والتى جاءت كما لو كانت طوق النجاة لرجال مبارك الذين شعروا أن الثورة بنت لهم جسراً يعودون من خلاله الى الحياة السياسية ولكن الشعب لن يقبل بذلك وسوف يحطم هذا الجسر فمصر تستحق أفضل من رجال مبارك والإخوان، كما أن الثورة الشعبية التى بقيت ممتده لمدة عامين ونصف كفيلة بأن تردع كل من تسول له نفسه أن يلعب بمكتسبات الثورة ومقدراتها مهما كانت قوته الحقيقية.
فالحزب الوطنى هو الذى خرب مصر وزرع الالغام السياسية التى انفجرت فى وجهه فيما بعد، وهو الذى يتحمل وزر ما تعيشة البلاد الآن من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية عنيفة، فيكفى ان نظام مبارك جرف البلاد من كل العقول السياسية والاقتصادية وقام بهدم كل النماذج الوطنية ونشر الجهل التعليمى والسياسى وكانت النتيجة ان خرج الشعب بثورة علي هذا النظام حتى فقد قدرته على التحرك وشله تماماً،
ففى الانتخابات البرلمانية التى تلت ثورة 25 يناير مباشرة لم يتمكن رجال الحزب الوطنى من حصد عدد كبير من المقاعد فبعد حل الحزب الوطنى بحكم محكمة تفرق رجال الحزب على عدد من الأحزاب أمثال المواطن مصرى والحرية ولكن تلك الأحزاب لم تنجح فى سد الفراغ السياسى الذى تركة الحزب الوطنى وخرجت من الانتخابات بعدد قليل من المقاعد وتعرض رموز النظام السابق لهزيمة ساحقة فى دوائرهم.
وانحسر دور الحزب الوطنى تدريجيا فى المرحلة الانتقالية حتى انعدم تماماً مع وصول جماعة الإخوان المسلمين الى الحكم وكاد يختفى تماما من المشهد مع بروز قوى إسلامية وأخرى وطنية وثورية الى مقدمة المشهد السياسى.
جرائم إخوانية
ولكن جماعة الإخوان منحت بأيديها قبلة الحياة الى الحزب الوطنى ورجال مبارك بعد أن ارتكبت جرائم كبرى فى حق الوطن لم يجرؤ نظام مبارك الاستبدادى على الاقتراب منها، وتحولت الجماعة الى الوجه الآخر لنظام مبارك ولكن بصورة أكثر استبدادية فقد ارادت الجماعة تسخير كل مؤسسات الدولة والشعب من أجل ان تنفيذ مشروعها الاستحواذى.
الجماعة ايضا تتحمل الجانب الأكبر من المشاكل التى تواجهها البلاد البلاد الآن، فالجماعة التى ادعت الثورية وأنها ستنفذ كل مطالب الثورة انقلبت عليها تماما ففى المرحلة الانتقالية التى تلت تنحى مبارك عن الحكم مارست الجماعة كافة الضغوط على المجلس العسكرى الحاكم من أجل أن تخدم خارطة الطريق مصالح الإخوان فالقوى السياسية كانت تنادى بالدستور أولا ثم إجراء الانتخابات ولكن الجماعة تمردت وتكبرت ومارست الضغوط وصلت الى حد تهديدها بمظاهرات تحرق مصر لو تم وضع الدستور أولا وبالفعل قامت اللجنة الإخوانية التى وضعت لعمل إعلان دستورى وإجراء تعديلات دستورية برئاسة المستشار طارق البشرى بوضع الدستور أولا وكانت النتيجة ان عاشت البلاد عاماً ونصف العام من الفوضى حتى وصل مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى الى كرسى الحكم وهو المتغير الذى اعاد البلاد الى نقطة الصفر.
فى نفس الوقت مارست الجماعة الفاشية الدينية ودمرت كل مؤسسات الدولة واعادت البلاد الى الوراء وتجبرت على الشعب وكادت مصر ان تدخل فى حرب أهلية حتى جاءت ثورة 30 يونية لتعيد المسار الثورى الى بدايته وتطيح بحكم الجماعة وتضع البلاد أمام فرصة اخرى لإجراء إصلاحات سياسية واقتصاديه وتنفيذ المطالب الثورية.
خطة الحزب الوطنى
ولكن رجال الحزب الوطنى تصوروا أنهم بإمكانهم أن يعودوا الى المشهد على أنقاض نظام الاخوان وبدأوا يعدون أنفسهم لاحتلال المناصب القيادية والاستيلاء على كرسى الحكم ودفن ثورتى 25 يناير و30 يونية تحت أنقاض نظام الإخوان ولكن مخططاتهم سوف تجهض بفضل الوعى السياسى الذى يعيشه الشعب وحالة الرفض العامة لنظامى الإخوان والوطنى
فرجال الحزب الوطنى يحاولون الانتشار الآن فى كل الابواق الاعلامية ويحاولون تشويه الرموز الوطنية وما فعله المستشار مرتضى منصور لخير دليل على ذلك فالرجل الذى نافق كل الأنظمة بما فيهم الرئيس المعزول محمد مرسى ينفذ الان مخطط الوطنى لتشويه رموز الثورة فمرتضى لم يكن أبدا ثوريا ولم يقود مظاهرة واحدة ولكنه الآن يستعد للعب دور رجل العصر الحالى فدوره الآن أشبه بدور صفوت حجازى وحازم صلاح أبو إسماعيل فى عصر الإخوان.
رجال الحزب الوطنى لم يكتفوا بتشويه الرموز الوطنية ولكنهم يديرون مخططاً لتشويه حزب الوفد وقياداته فهم يدركون ان الوفد كان رأس الحربة فى معركة إسقاط الإخوان وهو الذى قاد جبهة الإنقاذ ولولاه لفقدت الجبهة دورها وقوتها فى الشارع وكان دائما مركزا لتجميع القوى الوطنية ضد أى إستبداد من أيام نظام الوطنى بل إن الوفد كان محوراً رئيسياً ورقماً مهماً فى مظاهرات 30 يونية الأخيرة والتى أطاحت بالإخوان.
فصحيح أن خروج المظاهرات فى الشارع يوم 30 يونية كان بسبب جرائم الإخوان ولكن تشكيل الجبهة مؤامرات الإخوان أمام الجميع وكانت الجبهة سببا فى فقدان الجماعة كل حلفائها من القوى الوطنية وتعريتها فى الخارج كما ان الوفد لعب دوراً هاماً فى الحفاظ على تماسك الجبهة وعدم تفتتها أمام مؤامرات الجماعة.
رجال الحزب الوطنى أيضا يحاولون وضع مطبات امام القوى الوطنية حتى تبقى فى مؤخرة السباق السياسى معها فرجال الحزب الوطنى يمارسون ضغوطا من اجل ان تجرى الانتخابات بالنظام الفردى وهو ما ترفضه القوى السياسية كلها وهذا النظام يحقق الأغلبية لرجال لهم على اعتبار انهم يملكون الاموال اللازمة للانفاق على المعركة الانتخابية
ويعد رجال الوطنى حججاً واهية عن نظام القائمة النسبية حتى لا يتم إقراراها فى الدستور الجديد فهم يروجون ان هذا النظام كان سببا فى إلغاء البرلمان الماضى بحكم من المحكمة الدستورية وتناسوا أن الإلغاء تم ليس بسبب نظام القائمة ولكن لأن المجلس العسكرى سمح للأحزاب السياسية بضغوط من جماعة الإخوان ان تترشح على المقاعد الفردية ويمكن تلافى هذا العيب فى الدستور الجديد بقصر ترشيح المقاعد الفردية على المستقلين بنسبة الثلث مع ترشيح الأحزاب على ثلثى المقاعد بنظام الفردى
الوطنى يريد ان يشغل القوى السياسية بمعركة جانبية على نظام الانتخابات البرلمانية تؤثر على وحدتهم وهو ما قد يؤثر على المرحلة الأنتقالية برمتها ويدخل البلاد فى نفق صراعات تجبر الشارع على القبول باى نظام من أجل عودة الهدوء الى البلاد
فصحيح ان بعض الاحزاب تملك المال لخوض الانتخابات بنظام الفردى ولكن القوى الثورية وبعض الاحزاب الوليدة قد تجد نفسها مضطرة الى الخروج من المعركة الانتخابية وهو ما يصب فى صالح رجال الوطنى الذين يريدون ان يشغلوا الفراغ الذى تركة رحيل الإخوان عن الحكم.
رجال الحزب الوطنى الان يعقدون اجتماعات مكثفة من أجل توحيد الصفوف ويقوم النواب البارزون فى برلمان 2005 و2010 بتجميع أصوات الحزب الوطنى فى كيان انتخابى واحد سيعلن عنه خلال الأيام القادمة تحت اسم ثورى يستطيعون من خلاله التقرب الى الشارع وكسب شعبية لهم وسيضم هذا الكيان الأحزاب الجديدة التى أنشئت من رحم الوطنى كلها بحيث يكون هناك تنسيق فى الدوائر ليحصدوا الأغلبية البرلمانية فى المجلس القادم وربما يتمكنون من تشكيل الحكومة الجديدة وبالتالى السيطرة على الجانب الأهم فى إدارة الدولة خاصة ان الدستور الجديد يضع صلاحيات الى رئيس الوزراء تضاهى صلاحيات الرئيس وربما تتحول مصر الى النظام البرلمانى وبالتالى يحكم الحزب الوطنى قبضته على البلاد.
الباب السرى
الغاء العزل السياسى الذى تتحدث عنه الحكومة ربما يكون الباب السرى الذى يعبر منه فلول الحزب الوطنى الى البرلمان فكل قيادات الوطنى التى تم عزلها بموجب قانون العزل السياسى تعقد اجتماعا مكثفة فى دوائرهم وتعمل الآن على قدم وساق لكسب أصوات الناخبين خاصة ان المعركة البرلمانية القادمة ستكون معركة حياة أو موت لرجال الوطنى.
الجيش يبدو بعيداً عن مخطط الحزب الوطنى الآن فهو مشغول الأن بالمعركة الأمنية سواء فى سيناء أو فى محافظات الجمهورية فالتحديات الموجودة أمامه الان ومخططات جماعة الإخوان لنشر الفوضى والمساهمة فى التدخل الدولى فى مصر جعلت القوات المسلحة تغض بصرها عن المعارك الجانبية التى يريد الحزب الوطنى افتعالها.
فرجال الوطنى حاولوا استغلال قضية الإفراج عن مبارك من إلصاق تهمة بالجيش بأنه يساند الحزب الوطنى فهم يدركون ان شعبية القوات المسلحة كاسحة فى الشارع وان مجرد الحديث عن مساندته لمبارك أو نظامه ربما يزيد من قوة رجال الوطنى على الأرض ولكن الجيش أحبط تلك المؤامرة الخبيثة بإعلانه وضع مبارك تحت الإقامة الجبرية وهو تصرف ذكى أفقد رجال الوطنى سلاحاً مهماً كانوا يناورون به.
فالوطنى الآن يحاول ترويج شائعات عن كل القوى السياسية وهناك حملات إعلامية مخططة ضد عدد من السياسيين ولم تقترب حرب الشائعات بالطبع من أى من رموز الحزب الوطنى بل إن هناك حملة تلميع لهم تتحدث عن دورهم الوطنى وانهم وقعوا ضحية مؤامرات إخوانية خبيثة ولكن تلك الحملة لم يجدلها صدى فى الشارع خاصة أن الشارع السياسى يكره الحزب الوطنى كثيرا كما يكره نظام الإخوان المجرم .
المربع صفر
مصر الأن فى المربع صفر ولا يمكنها ان تعود الى ما قبل 25 يناير على الإطلاق فمخططات الحزب الوطنى والتى تصر على ان تعود بعقارب الساعة الى الوراء سيتم إجهاضها وستسير البلاد الى الأمام وفى اتجاه المطالب الثورية وستتحرك عقارب الساعة الى الأمام وستنتقل البلاد من المربع صفر الى الأمام دون ان تحتكر اى قوى سياسية المشهد السياسى.
الدكتور عزازى على عزازى المتحدث بأسم جبهة الإنقاذ الوطنى قال إنه فى قانون الصراع السياسى اختفى الطرف الذى يمثل التناقض السياسى والرئيسى فى الحياة السياسية وهو نظام الإخوان وهو ما فتح شهية البعض ليعود الى المشهد السياسى مرة أخرى متصورا أن الحياة السياسية تسمح بذلك ولكن الشعب المصرى الذى اسقط رئيسان ونظامان ديكتاتوريان وهما نظام الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك والمعزول محمد مرسى، قادر على إسقاط أى نظام لا يحقق مطالب الثورة.
وقال إنه مثلما يحاكم الرئيسان على الجرائم التى ارتكبوها ومثلما خلع الشعب الرئيسان فهو قادر على أن يمنع اى قوى من الأنظمة القديمة من الوصول الى الحكم حتى لو استخدمت كل ما لديها من خطط فالشعب أذكى من ان ينجر الى الفتن.
حملة تشويه
وأكد الدكتور إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير ان رجال الحزب الوطنى يديرون مخططاً لإعادة الحزب المنحل ويقومون بتشويه الرموز الوطنية من خلال بعض الأبواق الإعلامية وهذا واضح ولكن العيب الحقيقى فى وزارة الإعلام الضعيفة التى تعجز حتى عن مواجهة قناة الجزيرة وإغلاقها أو إيقاف التجاوزات التى ترتكبها.
واشار الى أن هناك وزارء فى الحكومة الحالية يديرون مخططاً لإعادة الحزب الوطنى ويضعون سياسات تخدم عودة الحزب وتقوم بهدم الرموز الوطنية وهم لا يدركون ان سياساتهم تحرق البلاد وتدمر النسيج الوطنى المتوحد فالحزب الوطنى مات وانتهى ولكن وزراء الحكومة الحالية من رجال الوطنى يريدون عودة الحزب الوطنى من خلال سياسات معينة.
واكد اللواء محمد شفيق النجومى الخبير الاستراتيجى انه صحيح ان الحزب الوطنى يحاول العودة الى المشهد السياسى وهذا هو طبيعة أى صراع سياسى ولكن هناك ثلاثة عوامل يجب النظر اليها أولها ان الشعب المصرى لن يقبل أبدا بعودة الحزب الوطنى وكما قام بإزاحة نظام الحزب الوطنى والإخوان فهو قادر على إزاحة أى نظام آخر لا يحقق مطالب الثورة ومخططات الحزب الوطنى ستتعرض الى الإجهاض السريع.
واضاف أن المتغير الثانى هو أن الجيش الآن لا يساند أياً من القوى السياسية الحالية فهو مشغول الآن بالمعركة الأمنية فى سيناء ومطاردة الإرهابيين فى محافظات الجمهورية المختلفة ولا ينظر الى المعركة السياسية التى يديرها الحزب الوطنى وحنى عندما تم الإفراج عن مبارك قام الجيش بالتحفظ عليه حتى لا يزج باسمه مرة أخرى فى دعم اى من القوى السياسية ويستغل ذلك فى الدعاية الانتخابية خاصة مع الشعبية الجارفة للجيش.
وقال إن المتغير الثالث أن موازين القوى لم تعد فى صالح الحزب الوطنى فهو خاض الانتخابات البرلمانية السابقة دون ان يطبق قانون العزل السياسى عليه وفشل فى أن يحقق عدداً كبيراً من المقاعد بل إنه خرج من الصراع الانتخابى بعدد قليل من المقاعد ولم يفلح المال السياسى الذى انفقه رجاله فى أن يقنعوا الشعب بمفاهيم مغلوطة فالوعى السياسى انتشر بين طوائف الشعب ولم يعد مقبولا أن ينتشر الوطنى بثوب جديد.
موجات هادرة
واكد محمد أحمد عبد العزيز عضو ائتلاف شباب ثورة 25 يناير ان الحزب الوطنى الان يستعد لاسترداد الحكم من نظام الإخوان ويدير مخطط تشويه رموز ثورة 30 يونية و25 يناير ويريدون أن يقنعوا الجميع بانهم هم سبب إزاحة نظام الإخوان وهو غير صحيح فالموجات الهادرة التى خرجت يوم 30 يونية لم تخرج لأن رجال الوطنى دعوا الى ذلك ولكنهم أدركوا خطورة نظام الإخوان على الدولة فقرروا الخروج لإسقاطه وهو ما حدث بالفعل.
واضاف أن الضغوط التى يمارسها الحزب الوطنى لإقرار النظام الفردى فى الانتخابات يخدم الحزب الوطنى وجماعة الإخوان فكلاهما يملك المال والإنفاق السياسى على الحملات الانتخابية المتعددة كما ان قوى الثورة ستخرج من مولد الانتخابات بلا حمص، عكس الوضع فى نظام القائمة الذى يخدم كل القوى السياسية بما فيهم الوطنى نفسه الذى لو يملك شعبية على الارض فعلا سيحصل على مقاعد ويمكن تلافى شبهة عدم الدستورية بعدم السماح للأحزاب بالترشيح على المقاعد الفردية والاكتفاء بترشيحها على ثلثى المقاعد بالقائمة
واكد النائب السابق بمجلس الشعب حمدى الفخرانى انه رغم حالة الهجوم على النظام الفردى إلا أنه الأفضل لأننا معركتنا مع الإخوان وليس الحزب الوطنى وإذا كان الوطنى سيحصل على مقاعد فى النظام الفردى فهم افضل من الإخوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.