أثلج الملك عبدالله بن عبدالعزيز، العاهل السعودي صدور الشعب المصري بعد أن أكد علي وقوف المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة مع الدولة المصرية وحقها في الحفاظ علي أمن واستقرار البلاد تجاه المخطط الذي تتعرض له من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة، خاصة من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. ولم يكن موقف العاهل السعودي بغريب علي الشعب المصري أو الحكومة المصرية خاصة أن المملكة العربية السعودية كانت أولي الدول التي أرسلت برقية تهنئة للمستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المؤقت فور توليه منصبه، بعد أن استجابت القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة لجماهير الشعب المصري التي خرجت في 30 يونية للمطالبة بإسقاط نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين. وأعاد موقف العاهل السعودي إلي الأذهان الموقف الذي اتخذته المملكة العربية السعودية تجاه مصر خلال حرب أكتوبر عام 1973 والدعم الذي قدمه وقدره 5 مليارات دولار، بالإضافة إلي المساعدات السابقة عقب ثورة 30 يونية. وأشاد سياسيون وقيادات أحزاب بموقف العاهل السعودي معربين عن تقديرهم لهذا الموقف التاريخي الذي يؤكد مدي إدراك المملكة لخطورة المرحلة التي تمر بها مصر في مواجهتها للتنظيمات الإرهابية التي أثبتت للشعب أنها حليفة من لا يريدون الخير والاستقرار لهذا الوطن وأكدوا أن هذا الموقف صفعة لداعمي الإرهاب. كما جاءت التصريحات لتؤكد أن مصر تسعي جاهدة لمحاربة الإرهاب داخلياً في حين تصدرت المملكة العربية السعودية المشهد الخارجي للتأكيد علي احترام وسيادة الدولة المصرية. وأكد المهندس حسام الخولي، السكرتير العام المساعد لحزب الوفد القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني أن موقف العاهل السعودي يؤكد وحدة مصر والسعودية حيث إن الدولتين تتمتعان بعلاقات وطيدة منذ القدم. واشار الخولي إلي أن بيان الملك عبدالله بن عبد العزيز يؤكد مدي إدراك السعودية لخطوة المعركة التي تخوضها مصر الآن، حيث إنها لم تكن معركة مصر وحدها وإنما تخوضها لحماية العالم أجمع والدول العربية بشكل خاص من التنظيمات الإرهابية التي لا تريد الاستقرار في المنطقة - بحسب قوله. وقال الخولي: «العلاقات بين مصر والسعودية والكويت والإمارات ظلت علي المستوي المطلوب باعتبارها قلب العالم العربي باستثناء الفترة التي تولت فيها جماعة الإخوان المسلمين الحكم» واصفا ذلك العام ب«العام الأسود». قال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير إن موقف العاهل السعودي تجاه مصر خلال الأزمة التي تمر بها يستحق الاحترام والتقدير قائلاً: «ستظل مصر تحت كل الظروف تحترم هذا الموقف النبيل وتقدره وتري فيه موقف دولة شقيقة لدولة تحترمها». وطلب شعبان من الدول العربية خاصة النفطية أن تسير في نفس الاتجاه الذي أعلنته السعودية فهو لم يكن موقفا من أجل مناصرة مصر فقط، وإنما دعماً للقضاء علي الإرهاب الذي تتبناه التيارات الدينية في مصر خاصة أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين - بحسب قوله. ووصف شعبان موقف العاهل السعودي بأنه لم يكن حماية للأمن القومي المصري فقط وإنما للأمن القومي العربي بشكل عام من محاولات التفتيت والتمزيق التي تتبناها الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيوني الإسرائيلي. وأضاف شعبان أن المملكة العربية السعودية تدرك جيداً خطورة ما تتعرض له مصر علي الصعيدين الدولي والمحلي، مشيراً إلي أن تلك المبادرة المعلنة من العاهل السعودي ستكون بمثابة بداية انطلاقة جديدة نحو العلاقات المصرية السعودية. واستكمل شعبان: «موقف الملك عبدالله بن عبد العزيز يعيد إلي الاذهان موقف الملك فيصل مع مصر خلال حرب أكتوبر حيث كان موقفه مشرفاً عن طريق الدعم والمساعدة حتي تحقق الانتصار». وأكد الدكتور محمود العلايلي القيادي بحزب المصريين الأحرار أن موقف المملكة العربية السعودية يجب أن تتبعه كافة الدول العربية التي لديها أي قدر من الوطنية والعروبة خاصة التي تعاني التسلط الأمريكي. ووصف العلايلي تصريحات العاهل السعودي بأنه «موقف محترم ضد الإرهاب حيث إن من سيؤيد الإرهاب اليوم سيعاني منه غداً وهذا يعني التحريض علي الإرهاب في مصر أو الدول التي تستهدفها الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل عام».