رجب افندى اردوجان رئيس وزراء تركيا نصًب من نفسه خليفة عثمانلي، وعايش دور الزعامة ويتعامل مع مصر كولاية تابعة لامبراطورية زالت وغابت عنها الشمس وأفلت إلي غير رجعة. اعطي لنفسه حق التدخل في سئون مصر والمساس بسيادتها ويصف ثورة يونية وانحياز الجيش للشعب بالانقلاب ويحرض امريكا ومنظمة الامم ودول اوروبا الغربية ضد مصر من أجل إعادة الاخوان الي السلطة ومنذ ايام قليلة أوقف العمل بالاتفاقيات التجارية الموقعة بين مصر وتركيا , وسمح لنفسه بمناقشة الشأن المصرى والسورى مع اوباما الارهابي واستضافت بلاده اجتماعات التنظيم الدولي للإخوان وكأن مصر بلد بلا صاحب ولاسيادة .. وقد بلغت الوقاحة مداها حين قدم الرئيس التركي جول خريطة طريق سلمها للسفير المصري بهدف تنفيذ المخطط الامريكي الصهيوني الذى يسمح لتركيا باستعادة بعض من نفوذها الزائل بالمنطقة .. رجب افندى يريد ان يكرر في مصر مايفعله بسوريا ولعل تصريحاته في شهر يوليو من العام الماضي تكشف عن خياله المريض حين قال : « يسألوننا عن سبب انشغالنا بسوريا .. الجواب بسيط للغاية اننا بلد أسس علي بقية الدولة العلية العثمانية .. نحن احفاد السلاجقة نحن احفاد العثمانيين .. ان الشعب السورى امانة اجدادنا العثمانيين في اعناقنا « !! . وفي ابريل من نفس العام اعلن وزير الخارجية ( اوغلو) امام البرلمان التركي ان شرق اوسط جديداً يولد سوف تقود تركيا موجة التغيير فيه وستكون تركيا رائدة هذا النظام والناطقة باسمه !! .. مازال حلم الخلافة يداعب خيالهم ويسعون لاستعادة ماض لن يحيا أو يعود إلا إذا عادت عقارب الساعة للوراء .الاخوان في مصر كما هم في تركيا وفي كل مكان ابتلي بهم كاذبون .. مراوغون .. انتهازيون فهذا هو نجم الدين أربكان أول رئيس وزراء إخواني في عهد الحكم العسكرى ظل يعادى الغرب والصهيونية ويهدد بالانسحاب من حلف شمال الاطلنطي وشن الجهاد لتحرير القدس وعندما تولي الحكم لحس كل كلامه ولم يسحب تركيا من حلف الناتو وأعلن صداقته للولايات المتحدة واوروبا واشاد بالعلاقات التجارية والعسكرية مع إسرائيل وهو ماجعل نتنياهو يقول : اليوم نحن في غاية السرور بحكومة اربكان ! وسار رجب افندى علي نهج اربكان ووطد علاقته بإسرائيل لقناعته بأنها مفتاح الرضا الامريكي والانضمام للاتحاد الاوروبي . من حق رجب أفندى أن يتفاخر بمجد اللي خلفوه من اجداده العثمانيين لكن عليه ان يعلم ان المؤرخين اختلفوا كثيرا حول اصل هؤلاء الاجداد وانهم كانوا حفنة من المرتزقة نزحوا من خراسان هربا من المغول في القرن الثالث عشر واستعان بهم السلطان السلجوقي علاء الدين الذى كافأ زعيمهم ارطغرل بقطعة ارض في آسيا الصغرى ثم استولوا بعد ذلك علي اراشي الدولة البيزنطية في مرحلة ضعفها واصبحت الدولة العثمانية ولم يختلف المؤرخون علي مصر أم الدنيا واقدم دولة في التاريخ .. صاحبة حضارة 7 آلاف سنة وعلمت العالم معني الدولة والسيادة والمؤسسات .. عرفت قبل العالم التوحيد والاخلاق ولم يكن شعبها يوما مجموعة من المرتزقة . ليس من حقك يارجب افندى ان تصف انحياز الجيش لمطالب شعيه بالانقلاب لأن الفريق السيسي ليس كنعان ايفرين والجيش المصرى لم يستول علي السلطة كما تعود الجيش التركي .. دع مصر وشأنها فهي ادرى بشعابها، ولاتتدخل في شئون غيرها ولو أرادت لطالبت بحق الاكراد في تقرير مصيرهم وهم الذين تمارسون ضدهم ابشع انواع التطهير العرقي .. لماذا هددتم بشن حرب ضد سوريا حين احتضنت عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون حاليا وترفضون الافراج عنه ؟ .. الفرق بين مرسي الذى تدافع عنه واوجلان أن الأول متهم بالخيانة والثاني بطل صاحب قضية شعب مقهور .. الفرق بين السيسي وبينك مثل الفرق بين زعيم شعب وزعيم عصابة .. لماذا انتابك الغضب حين رفض الاتحاد الاوروبي انضمام بلادكم وألمح إلي فتح ملف مجازركم في ألبانيا والمجر ودول البلقان؟ لماذا تسمحون بوجود أكبر قاعدة امريكية علي ارضكم بينما رفضت مصر ولاتزال بناء قواعد امريكية علي أراضيها ؟ . لايغرنك صمت المصالح من جانب الامريكان والغرب الاوروبي علي جرائم اجدادك ضد الانسانية .. قل لنا حضرة الافندى هل ثأرت لأرواح مواطنيك الثمانية الذين قتلتهم اسرائيل حين حاولت السفينة «مرمرة» دخول غزة ؟. ما مصير سجناء الرأى من الصحفيين وانتم اصحاب السجل الأسود والأسوأ في هذا المضمار؟.. ماذا فعلت مع متظاهرى ميدان تقسيم .. ياطيب؟ لماذا صمت كالموتي حين انحاز الجيش للشعب المصرى في ثورة يناير رغم ان شرعية مبارك المستبد لاتختلف عن شرعية مرسي الخائن ؟ ..أانتم تخشون تكرار نموذج الثورة المصرية لإنهاء الحكم الإخواني في بلادكم وارتضيتم الدخول في قفص القرود الامريكي وقيامكم بتعديل الدستور قد يمنع الجيش من الانقلاب كعادته ولكنه لن يمنع الشعب التركي من الثورة ضدكم يوما ما .. يارجب افندى قوم اقف واحن رأسك وانت بتتكلم عن مصر . Email: