يعلم الجميع أن ديون اتحاد الإذاعة والتليفزيون بلغت حالياً 19 مليار جنيه مرشحة للزيادة كل يوم مع تراكم الدين. والحال يسير من سيئ إلى أسوأ. الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام طالبت في أول اجتماع لها مع رؤساء القطاعات بضرورة ترشيد الإنفاق، ويبدو أن ذلك كانت بتعليمات من الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء. للأسف لم تحدد الدكتورة درية خطط ترشيد الإنفاق، من المحتمل أن تكون قد طالبت بتخفيض حجم الإنتاج في البرامج وتقليل الأجور المبالغ فيها. ولكن حل هذه المشكلة المزمنة والمعقدة تحتاج إلي خيال واسع وابتكار ووضع حلول غير تقليدية. ونتساءل هل فكر عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأعضاء مجلس الأمناء مثلاً في عدد ساعات الإرسال الإذاعى التي بلغت حالياً أكثر من 500 ساعة يومياً، منها إذاعات موجهة لا حصر لها لا نعلم بالضبط الدور الذي تلعبه وهي تعطي أماكن عديدة في أنحاء العالم. وبالطبع تتكلف أموالاً باهظة، ونتساءل أيضاً هل من الضرورى أن تكون عدد ساعات جميع الشبكات الإذاعية 24 ساعة يومياً. أعتقد أن الإذاعات التي تستحق 24 يومياً هي البرنامج العام والقرآن الكريم وصوت العرب وإذاعة الأغاني. ما الداعى أن تكون الشباب والرياضة 24 ساعة، والشرق الأوسط 24 ساعة، ولا نعلم بالضبط التكلفة المحددة لدقيقة الإرسال الإذاعى. مطلوب من عبدالرحمن رشاد رئيس الإذاعة إعادة النظر في عدد ساعات الإرسال الإذاعى بالتنسيق مع الجهات العليا بالدولة. ولكن لا يعقل أبداً استمرار هذا الوضع في ظل أزمة مالية كبيرة جداً يعاني منها اتحاد الإذاعة والتليفزيون، هذا بالنسبة للإذاعات. أما قنوات التليفزيون فحدث ولا حرج، وهي تمثل بالفعل إهدار مال عام، لدينا أكثر من 20 قناة حكومية ما بين قنوات رئيسية وإقليمية ومتخصصة وفضائية. والنيل الدولية والمتخصصة. لا بأس أن تكون القناتان الأولي والثانية والفضائية 24 ساعة يومياً، لدينا عدد كبير من القنوات المتخصصة تثبت 24 ساعة يومياً بلا هدف، مثلاً قناة النيل للرياضة ما الداعي أن تستمر 24 ساعة لتعرض طوال الليل مباريات مسجلة محلية لا يشاهدها أحد. ونايل كوميدى والعائلة وحتي صوت الشعب التي تعرض لساعات طويلة. أغاني وطنية بلا هدف سوى ساعات الإرسال. هذا فضلاً عما يسمى القنوات الإقليمية. كان هناك هدف من إنشائها في حقبة التسعينيات، الآن في ظل وجود عشرات الفضائيات التي يتابعها حتى فلاحو مصر أصبحت القنوات الإقليمية بلا هدف علي الإطلاق ونسبة مشاهدة تكاد تكون معدومة ومع ذلك مستمرة. طبعاً هناك بعد اجتماعي وأكثر من 45 ألف موظف يجب أن يحصلوا علي كامل مستحقاتهم شهرياً حتي ولو كان ذلك بلا أي عائد. الخيال والابتكار ووضع حلول غير تقليدية هو الحل الأمثل لخروج ماسبيرو من كارثته المالية وعليهم أن يتعلموا من الفضائيات قناة مودرن الرياضية تم إغلاقها لمجرد أنها تخسر وكانت تتمتع بنسبة مشاهدة لكن للأسف مال الحكومة مالوش صاحب. المهم كله يقبض.