تابعت المليونية التي نظمتها التيارات الدينية الموالية لجماعة الإخوان أمام مسجد رابعة العدوية، وأترك للقارئ الذكي وضع العنوان المناسب لهذه المليونية بعد قراءة هذه السطور. أنا أختلف مع الناشط الذي كتب «علي فيس بوك»: لو كانت رابعة العدوية علي قيد الحياة ما كانت اعتزلت الرقص، ورأيي أنه لو رابعة كانت موجودة وشاهدت استعراض القوة أمام مسجدها، ما تمنت أن تولد حتي لا تشاهد شيوخ الفتنة يكفرون المصريين ويبشرون بالإسلام وكأن المصريين يعبدون الأصنام. الخطاب الطائفي الذي استمعنا إليه من قيادات هذه التيارات وعبارات الترهيب والتخويف التي تقطر منه ينذر بوقوع صدام بين جبهتين بعد قيام نظام الاخوان بتقسيم المجتمع إلي فئة مع الدكتور مرسي وفئة ضده. فئة تقول الخروج علي مرسي هو خروج علي شرع الله، وفئة تقول لا يؤم رجل أناساً هم له كارهون. وهذا ما استمعت إليه من قيادات المليونية الذين وضعوا لها عنواناً «لا للعنف» فهل فعلاً كلامهم التالي يتفق مع العنوان. * طارق الزمر: وعدونا ب 30 يونية ونوعدهم بسحقهم في هذا اليوم. * نصر عبدالسلام: هذا البلد لن يحكم بغير شرع الله. * محمد الصغير: لبيك إسلام البطولة كلنا نبغي الحمي.. لبيك فاجعل من جماجمنا لعزك سلما. تتمرد مهما تتمرد.. مش هنسيبك به تستفرد، ثم يهدد الشرطة قائلاً: جاء الوقت الذي تستردون فيه كرامتكم، وان تتولوا نستبدل قوما غيركم، وبتوع الحقوق والشريعة ماليين الشوارع! * صلاح سلطان: نطالب الرئيس بألا يعامل اللئام معاملة الكرام، أرواحنا فداك، وأنفسنا فداك، كافئ الكرام من رجال الداخلية و»نحن اللئام.. فليبق للدين مجده أو ترق منا الدماء. * صفوت حجازي يتطاول علي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ويجدد حجازي تهديداته ل القوي السياسية: اللي هيرش مرسي بالماء سنرشه بالدم، ولن يسقط مرسي، ولن يتنحي وسيكمل مدته.. شاء من شاء وأبي من أبي! * عاصم عبدالماجد: إذا أرادت المعارضة إسقاط مرسي فسوف نعلنها ثورة إسلامية. * اخواني يقول: أري تباشير الإسلام تدخل مصر الآن! التيارات الدينية فاشلة سياسيا لا تصلح للحكم، دورها دعوي فقط، تخلط الدين بالسياسة مثل خلط الزيت بالماء فلا الزيت يصلح في الطهي ولا الماء يصلح للشرب، هل المصريون يعبدون الأصنام وجاء الاخوان وأنصارهم لهدايتهم إلي دين الاسلام، هل الشريعة الاسلامية غير مطبقة في مصر حتي يأتي الاخوان ليطالبوا بها. الخطاب الطائفي يهدد بوقوع صدام وشيك بين المصريين، لم يحدث أيام الفرس ولا الرومان ولا الأتراك ولا الأكراد ولا العثمانيين ولا الفرنسيين ولا الانجليز. هل عاقل من يقول الحمد لله اننا نحكم من رئيس مسلم؟ فهل كان الرؤساء السابقون كفاراَ؟! الجماعات المتأسلمة تريد تحويل الخلاف السياسي إلي خلاف ديني وحرب أهلية، هم لا يؤمنون بتداول السلطة، استخدموا الديمقراطية مرة واحدة، حولوها إلي سلم يصعدون عليه إلي سدة الحكم ثم يلقونه علي الأرض، لا يؤمنون بأن الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات، وإذا أراد الشعب فعلي الحاكم ان يستجيب. شيوخ الفتنة يهددون بإحراق البلد، بعد قيامهم بتقسيمه إلي اخوان ومصريين، فعلي المصريين أن يهبوا لإعادة الوطن المخطوف، قبل أن يتحول إلي صحراء لا زرع فيه ولا ماء. المصريون لن يلجأوا إلي العنف، سيخرجون في مظاهرات سلمية يوم 30 يونية ودائما الحق فوق القوة. الشعب المصري كشف شيوخ الفتنة في مليونية استعراض القوة وتكفير المصريين والإساءة إلي القيادات الدينية وإهانة الجيش بأنه هزم في 67، ونسوا الانتصار التاريخي في أكتوبر 73. انقاذ مصر واجب علي كل مصري وواجب الجيش والشرطة حمايته حتي تعود مصر وطنا لكل المصريين ولا تكون إمارة لشيوخ الضلال.