يترقب الشارع المصري بقلق وحذر شديدين فعاليات 30 يونيو التي دعت إليها القوي السياسية والثورية لسحب الثقة من الرئيس مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وذلك للإطاحة بحكم الإخوان الذي نكل بالشعب المصري منذ صعوده بعد الثورة. فقد دعت هذه القوي للتجمع والاحتشاد حول قصر الاتحادية والذي يباشر منه الرئيس مرسي أعماله يوميا وتعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق حساسية نظرا لتواجد الرئيس بها واعتبارها منطقة عسكرية، ويحيطها أعداد غفيرة من الأمن الخاص بالرئاسة من حرس جمهوري وشرطة عسكرية. وعلي النحو الآخر، دعا تيار الإسلام السياسي المؤيد للرئيس مرسي للنزول والتظاهر في محيط الاتحادية، الأمر الذي سيزيد من حدة التوتر، ويُعيد إلي الأذهان الاشتباكات التي وقعت بين الفريقين المؤيد والمعارض أمام الاتحادية العام الماضي وخلف عدداً من القتلي والمصابين. ويعكس هذا المشهد المنتظر بين الفريقين حالة التخبط التي تعيشها الحياة السياسية المصرية بعد الثورة وتمسك تيار الإسلام السياسي بوجه عام والإخوان بوجه خاص بتلابيب السلطة والحكم والتفرد بمفاصل الدولة علي حساب باقي التيارات الأخري، فالمشهد يؤكد فشل الإخوان في التعلم من أخطاء الماضي وأسباب انهيار «مبارك». وأشار عدد من المصادر المطلعة إلي خوف مؤسسة الرئاسة من تداعيات ذلك اليوم المرتقب، وتبحث إبعاد مرسي عن قصر الاتحادية في ذلك اليوم تفاديا لأي تطورات قد تحدث؛ وأوضحت المصادر أن من المحتمل حضور الرئيس الاحتفال بالذكري 44 للقوات الجوية وبالتالي سيكون الرئيس في حضرة قوة من قوي مصر والتي قد تشكل له مركز الحماية من محاولات الاعتداء عليه كما يتردد في بعض الأوساط. وبدا المشهد الأمني بمحيط قصر الاتحادية حتي ظهر أمس الأول مرتكبا ومضطربا استعدادا لفعاليات 30 يونيو للمطالبة برحيل الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. فقد قام الحرس الجمهوري بتغطية خلفيات جميع بوابات القصر المفرغة بجديد «فور فورجيه» ولوائح حديدية أكثر متانة بارتفاع أكثر من حجم البوابات الطبيعي، وذلك تفاديا لإلقاء أي أجسام داخل القصر من خلال هذه الفتحات. وأكد الأهالي وأصحاب المحال المجاورة للقصر استعداد الحرس الجمهوري بإعداد بوابة خاصة أكثر متانة للبوابة الرئيسية التي يستخدمها الرئيس مرسي في الدخول والخروج والفريق المصاحب له لتأمين موكب الرئيس مع بدء العد التنازلي لتظاهرات يوم 30 يونيو وتحسبا لحدوث أي تغير في مواعيد الفعاليات المطالبة برحيله. وأكد شهود عيان من أصحاب المحلات بالمنطقة وجود استعدادات مكثفة وغير اعتيادية بمحيط القصر ودخول مواد خرسانية وأخشاب داخل مقر القصر، مشيرين إلي وجود أسوار مصفحة داخل القصر أُعدت حديثا للتصدي لأي محاولات هجوم في أعقاب التظاهرات. كما يتم تعلية أسوار الفيلا المجاورة للقصر الجمهوري والتابعة لمستشاري الرئيس بأسوار خشبية، ورصدت «الوفد» الأعمال الجارية بها علي قدم وساق من الخارج موضحة السرعة التي يتم بها البناء والتأمين. وفي نفس السياق، رصد السكان استعداد الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية لإعادة إغلاق الشوارع المؤدية إلي محيط القصر بالحواجز الخرسانية لمنع تدفق أعداد المتظاهرين حول القصر وتكثيف دوريات سيارات الجيش المدرعة حول القصر بمعدل سيارة كل نصف ساعة يوميا. ومن المنتظر إغلاق حوالي 12 شارعاً مؤدياً إلي الاتحادية وفتح شارع وحيد لدخول الرئيس، ومؤيديه يوم 30 يونيو، مع عزل باقي المحتجين بعيداً عن أسوار القصر.