صوفيا لورين وإليزابيث تايلور أبرز من جسدن كليوباترا أثارت شبكة «نتفليكس»، جدلًا كبيرًا بفيلمها الوثائقى الجديد «Queen Cleopatra» وهو من إخراج جادا نينكيت سميث، وهى ممثلة وكاتبة أغان أمريكية من أصول أفريقية، وزوجة النجم الشهير ويل سميث. وأثار اختيار الممثلة السوداء أديل جيمس، التى جسدت دور الملكة كليوباترا، غضب عدد كبير من السينمائيين والباحثيين الأثرىين الذين أكدوا أن هناك محاولات لتشوية وتزييف التاريخ المصرى. ويتناول الفيلم قصة الملكة الفرعونية، آخر الملكات التى حكمت مصر، والحروب التى خاضتها منذ وفاة الإسكندر الأكبر فى عام 323 قبل الميلاد، لحماية عرشها وعائلتها وإرثها. وتعتبر الملكة كليوباترا السابعة هى آخر ملوك الأسرة المقدونية، التى حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر فى عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من قبل روما عام 30 قبل الميلاد. وهى زعيمة أسطورية أنهت حياتها وفقًا للاعتقاد الشائع بالسماح لأفعى كوبرا قاتلة أن تقضم صدرها. ولكن بعد أكثر من 2000 عام من وفاتها، أثارت المرأة التى كانت تربطها علاقات حب مع يوليوس قيصر ومارك أنتونى جدلاً فى العصر الحديث حول العرق والتمثيل. فى فيلم Queen Cleopatra، وهو فيلم وثائقى دراما جديدة من أربعة أجزاء من إنتاج Netflix، لعبت دور البطولة أديل جيمس، وهى ممثلة من تراث مختلط - وهى خطوة أثارت غضب الخبراء المصريين الذين أصروا على أن الملكة كليوباترا كانت تتمتع «بشرة بيضاء وخصائص هلنستية»، لافتين إلى أن النقوش البارزة وتماثيل الملكة فى المتاحف والمعابد المصرية خير دليل. وقالوا إن الفيلم أعاد الجدل حول أفكار حركة المركزية الأفريقية أو «الأفروسنتريك»، وهى حركة أو تيار ثقافى وسياسى يسعى إلى إبراز الهوية والمساهمات الثقافية الأفريقية فى تاريخ العالم، ونشر فكرة أن جميع حضارات العالم كانت تضم ذوى البشرة السمراء قبل تشتتهم. ونشرت وزارة الآثار المصرية هذا الأسبوع بيانًا مطولًا تضمن آراء خبراء قالوا إنهم يتفقون على لون بشرة كليوباترا وملامح وجهها. وقال البيان إن «النقوش البارزة والتماثيل للملكة كليوباترا هى خير دليل»، وزين نصه برسوم أيضاً حية تظهر كليوباترا بسمات أوروبية. وأكد مصطفى وزيرى، رئيس المجلس الأعلى للآثار، أن تصوير الملكة الشهيرة على أنها سوداء ليس أقل من «تزوير للتاريخ المصرى». وقال إنه لا يوجد شىء عنصرى فى هذا الرأى، وعزا دفاعه عن تاريخ الملكة كليوباترا، باعتبارها جزءًا مهمًا من تاريخ مصر فى العصور القديمة. وفى المقابل، دافع الموقع الرسمى المرافق لNetflix، عن فيلمه قائلًا: «عرقها ليس محور فيلم الملكة كليوباترا، لكننا قررنا عمدًا تصويرها من أصل عرقى مختلط لتعكس النظريات حول السلالة المصرية المحتملة لكليوباترا والطبيعة المتعددة الثقافات لمصر القديمة». قالت جادا بينكيت سميث، المنتجة التنفيذية للفيلم، إن الجدل يعكس وجهات النظر المعاصرة حول العرق، وليس كيف كان يُفهم العرق فى العصور القديمة. وأكدت أن هوية والدة كليوباترا غير معروفة، حيثُ يقول بعض المؤرخين إنها ربما كانت مصرية الأصل أو من أصول أفريقية. وقبل أديل الممثلة ذات الأصول الأفريقية، كانت اختارت «نتفيلكس» الممثلة الإسرائيلية جال جادوت لتجسيد شخصية كليوباترا، لكنها عدلت عن قرارها ووقع الاختيار على أديل لتجسيد الشخصية. وتوقعت مجموعة من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، السبب فى أن تكون ممثلة فيلم كليوباترا سوداء اللون، هو حركة «الأفروسنتريك»، أى هم الأشخاص الذين يحاولون بكل الطرق نسب الحضارة المصرية لأفارقة. ولأن الحضارة الفرعونية القديمة كانت ومازالت بسحرها الخاص تجذب صناع السينما الأمريكية، لم يعتبر فيلم كليوباترا الجديد المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» يوم 10 مايو، الأول من نوعه، فقد تم عمل العديد من الأفلام العالمية عن تاريخ الملكة كليوباترا، وكانت تتصارع النجمات على تجسيد الملكة خاصة أن قصة حياتها كانت عاملًا مؤثرا فى المجتمعات بشكل عام وفى النساء بشكل خاص، وفزن بها فى النهاية إليزابيث تايلور فى فيلم «كليوباترا»، وصوفيا لورين فى فيلم The Two Nights With Cleopatra الذى أنتج عام 1954، وفيفيان لى فى فيلم عام 1945 «قيصر وكليوباترا»، وكاتى بيرى، ومونيكا بيلوتشى فى فيلم Asterix & Obelix: Mission Cleopatra، وكلوديت كولبير فى فيلم «كليوباترا»، وليونور فاريلا فى فيلم «مذكرات كليوباترا» 1999، وأماندا بارى فى فيلم «كارى وكليو» عام 1964.