التقوى من اسباب النصر والنجاة، وقال الشيخ راتب النابولسى بعض الناس يريد النصرة والتمكين من الله سبحانه وتعالى فى الأرض، ويريد ان ينصرنا الله على عدونا. قال تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"، فالتمكين والنصر والخير يأتى بالعمل الصالح والطاعة لله وتقوى الله والابتعاد عن النزاعات والاختلافات وكثرة الذكر والدعاء والثبات عند اللقاء الصبر وعدم الخوف والتردد ، وقال تعالى «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تُفلحون» والاخذ بالاسباب فى النصر ايضا. كما قال تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء فى سبيل الله يوفَّ إليكم وأنتم لا تُظلَمون» قال القرطبى الاخذ بالاسباب طاعة لله وترك الاسباب معصية والاعتماد على السبب شرك بالله الاعتماد على الله اولا ثم مباشرة السبب وضياع الدولة فى النزاع، «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين». والله لو حكمنا الله فى كل شىء لتحكمنا ولو أخلصنا مع بعض لتخلصنا من كل مشاكلنا ولو كبرنا بقلوبنا كما نكبر بالالسنة لتحقق الخير لنا جميعا ولو لبسنا لباس التقوى كما نلبس ملابسنا لتحقق الخير لنا، ولو تخلقنا بأخلاق رسول الله يا من قال عنك "وانك لعلى خلق عظيم" لغيرنا التاريخ ونصرنا الله وقال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" فهل نصرنا الله بأخلاقنا وبسلوكنا وبأخلاقنا ومعاملاتنا لتحقق الخير لنا جميعا النصر بالطاعة والعمل الصالح والاخلاص.