كأنها آتية من عالم آخر أو حلم من درب الخيال أو حتى ربما قادمة من العصور اليونانية، هي "آية الله حسين" فتاة صغيرة تخرجت من الجامعة على أساس أنها جرافيك ديزاينر، ولكن سرعان أن تحول ذلك إلى صنع تحف فنيه من اللا شيء عن طريق "الديكوباج". أخبار ذات صلة:- بالفيديو.. الحاجة عايدة.. «موت وخراب ديار» فن الديكوباج أو فن التزيين بالفرنسية من خلال استخدام الورق القديم لعمل لوحات فنية، وقد تم اكتشاف هذا الفن في مقبرة بشرق صربيا بينما يعود أصل الممارسة للصين في القرن الثاني عشر، إذْ كانت قطع الورق تزيِّنُ الفوانيس والنوافذ والصناديق وغيرها. "من حبي في ال recycling بقيت أشوف أي حاجة قديمة قدامي بقرر إن لازم أغيرها"، كانت هذه أول كلمات بدأت بها "آية الله" حديثها مع "بوابة الوفد"، فقد كتبت قصائد خيالية في حب إعادة تدوير أي شيء لجعله أمرًا جميلًا. البداية: عن البداية تحكي "آية الله": "أنا جرافيك ديزاينر في فترة سيبت الشغل وبدور على شغل تاني في نفس مجالي وفي يوم بقلب ف الموبايل بالصدفة شوفت بوست لبوكس خشب معمول ديكوباج عجبني ودي كانت البداية". تكمل "آية الله": "وبدأت أبحث عن الفن ده واكتشفت إن الديكوباج ده جزء ف بحر من فن جميل أوي، وإن في كذا تكنيك وكل تكنيك بيخطفني واستمريت من فيديو لفيديو وأنا بتفرج بس وحبيت فكرة تغيير شكل الخشب أوي". عن الدراسات التي استفادت منها هذه الفتاة الشابة، تقول: "وأخدت ورشة عمل لمدة يومين بس مستفدتش أوي استمريت في مشاهدة الفيديوهات لأجانب ومجموعة فنانين مصريين وبدأت أحب شغل الخشب أكتر وأكتر وكمان تغيير شكل الحاجات القديمة بالألوان". خطوات تنفيذية: عام مميز ل"حسين"، إذْ بدأت أولى خطوات التنفيذ التي اعتبرتها متأخرة بالنسبة لمجهودها الكبير الذي بذلته لتطور من نفسها، وهو في 2019 اتخذت "3633" خطوة التنفيذ للفيديوهات اللي بشوفها بس بطريقتي وأسلوبي من غير ما أقلد، وحبيت يكون شغلي مميز ومختلف وبدأت أجرب على حاجات عندي ف البيت على خشب بقى وإزاز وكل حاجة تقابلني". في ظل هذا العالم المليء بالحروب والظروف الاقتصادية الهادمة كيف طورت هذه الفتاة فنها الراقي، فتقول: "أشتغلت كتير على نفسي عشان أتطور وأخيرًا بدأت أنجح الحمدلله وبدأت أعمل شغل أنا فخورة بيه وفخورة إني وصلت للمستوى ده من غير كورسات بس ده ميمنعش إني هاخد كورسات وأتعلم أكتر كمان عشان لسه محتاجة أطور نفسي لسه". "أمنيات" يجب أن تتحقق: طموحات وأماني تريد أن تصل لها الفنانة الصغيرة، إذْ قررت عمل مشروع صغير لشغل الهاندميد والرسم، فتستطرد كلامها وتقول: "قررت أعمل مشروع صغير لشغل الهاندميد والرسم لكن للأسف الأمور أتعقدت ولغيت الفكرة وفقد شغفي ووقفت شغل تماما وكل فترة أبدأ أنفذ المشروع الدنيا تتعقد". فقد الشغف: وعلى الرغم من موهبتها القوية إلا أن أحيانًا نصل إلى مرحلة من اليأس تهدم كل أحلامنا، وهذا ما تسرب إلى قلب "آية الله" ولكن مع وجود الداعم والسند من والديها وأشقائها وأصحابها المقربين قررت عمل حساب شخصي على "إنستجرام" لعرض أعمالها الفنية التي تعتبرها صغيرة لكنها بالفعل تستحق التقدير والفوز بجوائز كبيرة. "جاليري من الفنون الراقية والأحلامي الكبيرة" هذا ما تحلم به الفنانة المبتدئة، إذْ الأعمال الفنية المصنوعة من الحب والسعادة التي تظهر جليًّا في كل عمل تقدِّمه وكأنها تنحت حلمًا جميلًا على هيئة ورق أو خشب. أهم الأعمال: عن أهم الأعمال التي قامت بها "حسين" وتركت في نفسها أثرًا كبيرًا فتقول: "الصينية والمرايا من أولى الحاجات الخشب اللي أشتغلت عليها، كنت لسه بتعلم وبجرب والمرايا كانت متعبة جدًّا عشان كنت بعمل كورة كورة وماما ساعدتني فيها وقعدت تعمل الكور معايا بس تعبي راح مجرد ما خلصتها". تكمل: "الفوانيس دي من سنتين أشتغلتهم وأنا فاقدة شغفي تمامًا أختي أدتلي فلوس اجيب فوانيس خشب وماتريلز كتير عشان تشجعني، فدخلت تحدي مع نفسي إني أخلصهم وأعرضهم كمان ودي كانت أول مرة أعرض شغل ليا كبيزنس بس وقتها مبيعتش غير فانوس واحد، وكان لصحبتي أنا عارفة إن بنسبة كبيرة هي مكنتش محتجاه بس عملت كده كنوع من التشجيع ليا". تستطرد: "البوكس ده كان كرتونة جزمة كنت عايزة أشتري بوكس لهدية وعايزة حاجة مش تقليدية وكمان مكنش معايا فلوس وقتها الفلوس اشتريت بيها الهدية ففكرت ليه ملعبش ف الكرتونة واغير شكلها وقد كان". وتضيف: "النوت بوك أول حاجة أعملها بعد فترة تعب صعبة جدا كنت بشتغل فيه شوية وأريح شوية كان الموضوع مجهد جدًّا بس اتبسط بعد ما خلصت كنت فاكرة إني مش هرجع أعمل حاجة تاني".