انطلق فعاليات المؤتمر الدولي السنوي للأسمدة والمعرض المصاحب في النسخة التاسعة والعشرون بالقاهرة اليوم ويستمر لمدة ثلاثة أيام برعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء وبحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، محمود عصمت، وزير قطاع الأعمال العام، وذلك وسط مشاركة واسعة من الشركات العربية والدولية في مختلف المجالات، والتخصصات بصناعة الأسمدة. وخلال كلمته اكد المهندس حسن عبد العليم ممثل صناعة الأسمدة المصرية بمجلس إدارة الاتحاد العربي للأسمدة، أن صناعة الأسمدة تتبوأ مركزاً بارزاً بين القطاعات الصناعية الأخرى في الإقتصاد الوطني لكثير من الدول فهي من جهة حلقة الوصل للصناعات الاستخراجية وللخامات الأولية كالفوسفات والبوتاس والكبريت والغاز ومن جهة أخرى تشكل أهم مرتكزات تطور القطاع الزراعي ودوره الإجتماعي التنموي كمصدر رئيسي للغذاء وحجر الزاوية في السعي الدولي والعربي لتحقيق الأمن الغذائي العالمي، مضيفاً ان صناعة الاسمدة العربية سجلت خلال مسيرتها منذ اربعينات القرن الماضي تطوراً كبيراً وملموساً وحصة متزايدة من الانتاج العالمي وكذا من الصادرات العالمية، نتيجة لتطور قطاع البترول والغاز الطبيعي بالمنطقة وما شهدته صناعة الأسمدة المصرية من طفرة هائلة في انتاج الاسمدة النيتروجينية. أضاف المهندس محمد الطاهر هواين - رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاسمدة ان إنعقاد المؤتمر هذا العام تحت شعار " الصمود من اجل استدامة الأمن الغذائي" يعكس أهمية وتنامي دور الأسمدة في تعظيم وتعزيز المنظومة الزراعية اي ما تقدمه هذه الصناعة من حلول رئيسية تجاه تقليل فجوة الامن الغذائي، مشيداً بالجهود التي بذلت خلال السنوات الماضية من أجل تحسين إنتاجية الأراضي وتزويد المزارعين بالأسمدة المناسبة وتشجيعهم لتبني التكنولوجيات الحديثة من أجل زيادة فعالية استخدامها، وأضاف رئيس مجلس إدارة الإتحاد ان الأسمدة تعتبر مدخل رئيسي بالقطاع الزراعي، موضحاً انها ايضاً مدخلاً اقتصادياً للدول العربية المنتجة حيث تمثل صناعة الأسمدة العربية نسبة كبيرة من اجمالي الصادرات العالمية لهذه الصناعة. وأكد الكيميائي سعد ابوالمعاطي – امين عام الإتحاد العربي للأسمدة، ان المؤتمر يضم عدد كبير من المتخصصين في صناعة الأسمدة، والمجالات المرتبطة بالقطاع الزراعي، والمنظمات العربية والافريقية والدولية الداعمة لقضية الامن الغذائي، كذلك بحضور مجموعة من الخبراء رفيعي المستوي من الجهات وبيوت الخبرة المتخصصة في اقتصاديات الأسمدة، كذلك تجارة وتداول الأسمدة، بجانب الحلول اللوجستية، ومنظومة سلاسل الامداد وتطوراتها، مضيفاً ان المؤتمر هذا العام يتضمن 4 جلسات عمل متخصصة تناقش التحديات الكبيرة التي تواجه الصناعة في العالم العربي بنظرة شمولية، بجانب الاستخدام الامثل للأسمدة لضمان زيادة الانتاج من الرقعة الزراعية، في ظل اضطرابات منظومة الامن الغذائي خاصة بالنظر الي الازمات الحالية والمتوقعة خلال الاعوام القادمة، بالإضافة الي تسليط الضوء علي المساهمات الكبيرة من المجتمع العربي في مكافحة الجوع وضمان استمرار سلة الغذاء العربية. وعلي الجانب الآخر اعلن امين عام الإتحاد العربي للأسمدة، عن تنظيم الإتحاد للمؤتمر الفني الدولي في نسخته الخامسة والثلاثون تحت شعار "الطريق نحو الحياد الكربوني" والذي تحضنه دولة قطر بالعاصمة الدوحة في الفترة ما بين 19-17 أكتوبر من العام الجاري، مضيفاً ان المؤتمر الفني يعتبر بمثابة ملتقى عالمي يجمع رواد الصناعة والتكنولوجيا في مجال الأسمدة، ومنصة متميزة لتشارك الخبرات في أجواء تفاعلية، كما أنه سوف يناقش في نسخته لهذا العام آخر التطورات في إنتاج الأمونيا الخضراء والزرقاء، وعوامل تحقيق الصحة والسلامة المهنية في مصانع الأسمدة، مع توضيح خيارات التخلص من الكربون في المصانع الحالية، والابتكار في تكنولوجيا إنتاج الأسمدة المتخصصة، وصناعة الفوسفات، وتقديم الحلول العملية لمشكلات التشغيل وعمليات الصيانة والإصلاح. ومن جانبه قال الدكتور محمود عصمت وزير قطاع الأعمال انه لشرف كبير ان أتواجد بينكم اليوم ، مرحبا بضيوفنا الاعزاء فى بلدهم الثانى مصر ومتمنيا لملتقاكم الدولى فى دورته الحالية النجاح وتحقيق الأهداف بما يخدم صناعة الأسمدة ويضمن تحقيق قدر امن من الاكتفاء الذاتي فى الغذاء على المستويين الإقليمي والعالمي. وقال عصمت نلتقى اليوم والعالم يشهد أزمات اقتصادية شديدة وأوضاع مضطربة من تداعيات وباء كورونا والأزمة الروسية الاوكرانية وما نتج عنهما من ارتفاع غير مسبوق فى اسعار الطاقه وازمة فى سلاسل الإمداد وارتفاع اسعار الشحن والتى من دون شك اثرت بشكل مباشر على بطء النمو الاقتصادي وارتفاع اسعار المدخلات الأساسية للصناعه. هذا المزيج الغير مسبوق وضع الأمن الغذائي العالمي تحت أختبار شديد يستدعى منا مزيدا من الجهد لتخفيف حده اثار هذه الأزمة ولعلنا نشهد تغيرا جذريا فى سياسات واستراتيجيات العديد من الدول حول العالم خاصة فيما يتعلق بالزراعة لتأمين المحاصيل الغذائية الاستراتيجية والتى عادة ماترتبط بحماية الأمن القومى لكل دولة. وأكد أن انعقاد المؤتمر الدولى للأسمدة في هذا التوقيت البالغ الحساسيه لهو فرصه عظيمه لتبادل الاراء والافكار وتوحيد الرؤي لمجابهه هذه التحديات خاصه ونحن نعلم الدور الهام والمحوري للمنطقه العربيه حيث تنتج الدول العربية حوالي ثلث إجمالي الأسمدة عالميًا. كما أنها تمتلك من الموارد الطبيعية ما يؤهلها لزيادة هذه النسبة وايضا في ظل الحضور المتميز من رؤساء الشركات والهيئات والمنظمات العربيه والدولية وكبريات الشركات العاملة في مجال صناعة الأسمدة. وأضاف أن الصناعه المصرية عامه وصناعه الاسمده على وجه الخصوص حافظت على معدلات انتاج متميزه في ظل الاهتمام والدعم الذي توليه القيادة السياسية والحكومة لقطاع الصناعه وتهيئه المناخ والقوانين والتشريعات المشجعه للانتاج والجاذبه للاستثمار. وقد حافظت صناعة الأسمدة المصرية على دورها الهام فى دعم الاقتصاد القومى حيث سجلت المركز الثاني ضمن الصادرات لعام 2022 بقيمه تقترب من 2.7 مليار دولار وتبلغ الطاقات الانتاجيه السنويه للاسمده 7.8 مليون طن تقريبا من الأسمدة النيتروجينية. 7 مليون طن من صخر الفوسفات 4 مليون طن من الأسمدة الفوسفاتية وعلى الصعيد العالمي تستحوذ مصر على المركز السادس عالميًا في إنتاج اليوريا وخامس أكبر مصدر للمنتج ، وفى ظل الإكتشافات الجديدة للطاقة ومع دخول المزيد من المشاريع الجديدة مراحل الإنتاج أخرها مصنع كيما 2 بأسوان إضافة إلى مجمع الأمونيا بالعين السخنة التابع لشركة النصر للكيماويات الوسيطة بجانب مشاريع التطوير بالوحدات القائمه ستزيد حصص الانتاج والصادرات باذن الله. وأكد عصمت ان جمهوريه مصر العربيه وهي تسير بخطى ثابته لدعم وتطوير البنيه الاساسيه وتحديث كافه الصناعات الا انها وادراكا واستشعارا منها لقضيه التغير المناخي واهميتها في تحديد شكل الحياة في المستقبل تسير بنفس الخطى نحو التغلب على الآثار المتوقعة والآثار الناجمة عنها. ولعل استضافه مصر لمؤتمر قمه المناخ ( COP 27 ) ,وما نتج عنه من اتفاقيات ومشروعات لهو مؤشر واضح على جهود الدولة المصريه في هذا الإتجاه. اضافه الى العديد من المشروعات التى تنفذها المؤسسات والشركات المصريه في مجال الطاقه النظيفه والاتجاه نحو الامونيا الخضراء مثل مشروع شركه فرتجلوب بالعين السخنه وتوجه الشركة القابضة للصناعات الكيماوية بإعداد دراسات إقتصادية وتقنية مع الشركاء الدوليين من أجل إدراج الأمونيا الخضراء ضمن مشاريع إعادة الإحلال والتطوير القائمة في مصانع النصر للأسمدة والدلتا وكيما 1 ( والذي انشئ في ستينيات القرن الماضي ويعد من أوائل وحدات انتاج الأمونيا الخضراء عالميا). وانطلاقا من أهمية صناعة الاسمده وارتباطها بزيادة الانتاج وتوفير الغذاء وعلاقة ذلك بالأمن القومى لدولنا تأتى اهمية هذا المؤتمر والسئولية الملقاه عليكم فأنتم القائمون على الصناعة المسئولون عن تطويرها وازدهارها على المستوى العربي والعالمي أتمنى ان يكلل هذا المؤتمر بالنجاح وبنتائج واتفاقات إيجابية في مجالات التعاون التكنولوجي والاقتصادي والحفاظ على البيئة. وأكد أن العالم شهد العديد من التحديات سواء أزمة كورونا او الازمة العالمية وما و ارتفاع اسعار الشحن والطاقة. واشاد بقطاع الاسمدة التى استمرت في العمل وسط التحديات لتوفير الدعم لقطاع الزراعة لتوفير الأمن الغذائي وأكد أن بعض الدول قامت بحظر تصدير المواد والداعمة للاسمدة ولكن القطاع وقف صامدة محققا انجازاته وسط تلك التحديات. وأشاد وزير قطاع الأعمال ان الدولة اتجهت نحو انتاج الامونيا الخضراء بما يتوافق مع التوجهات للحفاظ على البيئة مؤكدا ان شركة كيما وهي احدى شركات قطاع الأعمال كانت من اولى شركات التى قامت بانتاج الامونيا الخضراء في الستينيات.