هل كان ابن قرية العبيدية القريبة من مدينة دمياط يوم 28 مايو 1947 يحلم ان يصبح واحدا من مائة شخص هم الأشهر على مستوي العالم.. هل كان يحلم وهو الذي تعلم مثل كل المصريين «أيامها» في مدارس الفلاحين في هذه القرية وحصل منها علي الابتدائية ثم الاعدادية.. ثم حصل علي الثانوية العامة من فارسكور الثانوية ثم التحق بكلية آداب الاسكندرية ليحصل منها علي الليسانس في الآثار اليونانية والرومانية ثم التحق بكلية الآثار جامعة القاهرة ليحصل علي دبلوم الدراسات العليا في الآثار عام 1980.. هل كان يحلم أن يسافر إلي أمريكا ليحصل علي الماجستير من جامعة بنسلفانيا في آثار مصر وسوريا وفلسطين.. ثم يحصل علي الدكتوراه في الآثار المصرية عام 1987 وكانت عن النظام العقائدي للملوك خوفو وخفرع ومنقرع. ** ذلكم هو الدكتور زاهي عباس حواس الذي تفخر به مصر كلها حتي إنه كان نجم النجوم فالتقي بملوك وملكات ورؤساء أكبرالدول وكذلك نجوم الفن والسياسة.. ورغم ذلك مازال يحلم بأكلة «شبار» مبطرخ تأتيه في علبة أحذية.. من دمياط، والشبار هو أصغر أنواع البلطي ولكنه الألذ وسعره ينافس أسعار.. البوري!! وهذه نقرة.. وبدأ دكتور زاهي حواس حياته العملية من مفتش للآثار ومدير للحفائر بداية من آثار الجبل وملوي. وكذلك مفتش للآثار في ادفو واسنا وأرمنت.. ثم بالعرابة المدفونة.. وحتي الواحات البحرية، بل وعمل باليمن إلي ان عاد إلي منطقة الأهرام. ** ولأنه عاشق للآثار بجانب كونه محترفا عاش كأنه قادم من العصور القديمة.. ودخل الرجل عالم التأليف وكتابة المقالات.. والبحوث وكانت بدايته في هذا المجال مع مجموعة خوفو.. ولكن من أعظم مؤلفاته معجزة الهرم الأكبر الذي اهداه إلي روح المرحوم جمال مختار.. الصادر 2003 وكتابه بالانجليزية عن «الملك الذهبي» توت غنخ آمون ولكن ينافسه هنا كتابه المبدع عن وادي المومياوات الذهبية «عام 2000» وهو الذي كشف هذه المومياوات الذهبية في الوادي الجديد.. ويعتبر هذا الكتاب وهذا الكشف أهم كشوفه الأثرية.. ولكنني اعتبر كتابه عن العصر الذهبي.. توت غنخ آمون «بالانجليزية» الأفضل بين كتبه. فقد تضمن صورا نادرة للغاية.. وربما تنشر للمرة الأولي عن هذا الملك الأشهر بين فراعين مصر رغم أن أعماله لاتصل إلي أعمال ملك عظيم مثل رمسيس الثاني.. ولا معارك القائد العسكري الأشهر تحتمس الثالث.. ولكن لأن مقبرة توت عنخ آمون هي الأشهر بحكم أنها التي وصلت إلينا سليمة.. ثم لأنها تعبر عن ثراء مصر العلمي والأثري، ونشره زاهي حواس بالانجليزية ليصل إلي القارئ الغربي. ** وأمس الأول خرج علينا من خلال قناة النهار مع العزيز عادل حمودة في برنامجه الشهير «آخر النهار» وكشف فيه عن جوانب الشهرة في حياة أشهر عالم آثار مصري هو زاهي حواس.. ويذكرنا بأعمال أول عالم مصري للآثار هو أحمد باشا كمال.. وأيضا عالمنا الذي ظلموه سليم حسن صاحب موسوعة مصر القديمة «16 جزءا». وروي عالمنا الذي ظلمته ثورة يناير 2011، ففضل العودة ليس إلي الظل.. ولكن ليعكف علي التأليف.. وسوف يصدر، كما قال أمس الأول «4» كتب هذا العام، منها أول كتاب كامل عن الملك توت.. وآخر عن الاشعة المقطعية.. ثم معامل ال «دي ان ايه». وهو العالم الذي حسم موضوع وفاة الملك توت.. وأنه لم يقتل ببلطة كما روج البعض. وكذلك كشف زاهي حواس الجريمة الملكية التي اشترك فيها ابن الملك رمسيس الثالث مع أمه لذبح رمسيس الثالث. وربما يشتهر د. زاهي بالقبعة التي يراها البعض أمريكية بحكم أنه عاش وتعلم ما بعد الجامعة هناك.. ولكن الحقيقة انها استرالية الصنع..وأهداها للعديد من رؤساء وقادة العالم.. وهي القبعة التي يصر علي ان يضعها فوق رأسه علي أغلفة كتبه الشهيرة.. ولكن يبقي ان هذا المصري الفلاح الذي تعلم في مدارس الفلاحين المصريين هو الأشهر شعبية بين المصريين..وبين عشاقه في الشرق والغرب.. وإذا كانت مصر قد خسرته مسئولا عن آثارها لسنوات إلا أنها كسبته مكتشفا مؤرخا.. وأثريا فاقت شهرته كل المكتشفين الأجانب الذي اشتهروا علي حساب آثارنا.. **بالذمة يا ابن دمياط بلدي وبلدك هل تحن لأكلة شبار مشوي أم تجري مثل غيرك وراء السيمون فيميه.. أنا نفسي أعشق الشبار.. خصوصا إذا كان مبطرخا!!