كارثة حضارية تعرضت لها الآثار المصرية عبر استنساخ المومياوات والمقابر الفرعونية في الولاياتالمتحدة من خلال أجهزة حديثة قادرة علي نسخ الأثر والعمل علي مضاهاته بدرجة عالية من الدقة. ماحدث عبر سنوات ليس مجرد سرقة معنوية لآثار مصر وتاريخها العتيد بل يكشف حجم التواطؤ من جانب حماة الآثار في مصر الذين لم يعترضوا علي هذا التزييف التاريخي، فأمريكا بعد أن استنسخت مومياء الملك الفرعوني الذهبي توت عنخ آمون أضحي مادة للسخرية في البرامج التليفزيونية الأمريكية وخرج أحدث برنامج كوميدي هناك سلسلة حلقات بعنوان »البحث عن العضو الذكري لتوت«، فهل أصبحت حضارة النيل في مصر مادة للسخرية والاستنساخ؟ لقد بدأت المهزلة بالاستنساخ وها هي تنتهي بوقاحة واستهزاء بتاريخ مصر. في عام 8002 خرج علينا زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار وقتذاك بتصريحات تهديدية مدوية لكل من يقترب ويستنسخ حضارة مصر وقال إن لجنة وزارية أقرت قانون الآثار المصري الذي يتضمن منع نسخ الآثار المصرية نسخة طبق الأصل علي الصعيدين المحلي والعالمي حفاظا علي حق الملكية الفكرية لمصر علي آثارها. واكد حواس ان" القانون الجديد سيحظر تماما إمكانية نسخ قطع أثرية مصرية سيقوم المجلس الأعلي للآثار بتحديدها كنسخة طبق الأصل بنسبة مائة في المائة وذلك للحفاظ علي حق مصر في الملكية الفكرية لآثارها وللاستفادة منها في تحقيق إيرادات تسهم في ترميم الآثار المصرية ورعايتها وحمايتها". خرجت تصريحات حواس وقت أزمة فندق وكازينو الأقصر في مدينة لاس فيجاس الأمريكية عندما خرجت الصحف العالمية تؤكد أنها صورة طبق الأصل عن الآثار الفرعونية. والسؤال الآن ماسر تراجع زاهي حواس عن موقفة الرافض لاستنساخ حضارة مصر صورة طبق الأصل خصوصا بعد مشاهدة استنساخ مقبرة توت وموميائه. علي هامش معرض توت عنخ آمون الذي كان في امريكا وسوف يعود إليها قال المتحدث باسم متحف العلوم رامسدن كيم "إننا لم نؤكد بأن لدينا مومياء الملك توت الحقيقية لأنه لم يغادر مصر". ولكن المومياء الموجودة في المتحف هي نسخة طبق الأصل للمومياء الحقيقية بعد أخذ الأشعة المقطعية للمومياء الحقيقية والتي قامت به ناشيونال جيوجرافيك منذ سنوات وقد صممت من قبل الفنان الذي يعمل مع تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد. وأضاف رامسدن : "إنه حي للغاية". عموما فقد منح المجلس الأعلي للآثار إذنا لإنتاج وتسجيل وتصوير كل من مقابر سيتي الأول (مغلقة أمام الجمهور منذ أواخر عام 0891) نفرتاري (مغلقة لعامة الناس ولكن تفتح أمام المجموعات السياحية) وتوت عنخ آمون. وقد اكتمل الآن تصوير وتسجيل مقبرة توت عنخ آمون. ويجري العمل علي معالجة البيانات وسيكتمل العمل بتصوير بيانات من حجرة الدفن وتابوت توت عنخ آمون تمت الموافقة علي اقتراح لتنفيذ وثائق مفصلة من المقابر كاملة من سيتي الأول ، نفرتاري وتوت عنخ آمون وإنتاج الفاكسين دقيق من قبل المجلس الأعلي للآثار بعد دراسة الجدوي الاقتصادية الناجحة التي قامت بها »آرتي فاكتوم« في عام 2002 ويجري توجيه المشروع من جامعة »بازل« وإدارتها والعمل الذي تقوم به آرتي فاكتوم ، مدريد ، بالاشتراك مع إريك هورنوج ، أستاذ في علم المصريات في جامعة بازل وثيودور آبت ، رئيس جمعية أصدقاء المقابرالملكية من مصر. وقد وافق المجلس الأعلي للآثار في العمل التالي علي التسجيل الرقمي ثلاثي الأبعاد (علي درجة وضوح من 001 إلي 007 ميكرون) وتخزين الألوان (1:1 للصور رقمية علي درجة وضوح من006 - 008 نقطة لكل بوصة) لجميع الأسطح المزخرفة داخل مقابر سيتي الأول ، ونفرتاري توت عنخ آمون. وإنشاء نسخة مطابقة للأصل لكل القبر. عموما هناك معدات كثيرة دخلت مقبرة توت عنخ آمون لمدة 12 يوما وأشعة ليزر وكاميرات وأضواء كلها من الممكن أن تؤدي لانهيار أعظم مقبرة خصوصا مع ضخامة هذة المعدات التي لم نر لها مثيلا في مصر. ولكن ما رأي علماء الآثار المصريين في مهزلة استنساخ حضارة مصر ؟ يقول زغلول إبراهيم محمد مفتش آثار بمنطقة الهرم: اعتمدت البعثات الأثرية الأجنبية دائما علي الذكاء الإداري فكل دولة وبعثتها تختار شخصا تري فيه أنه سيكون حاميها والمتحدث باسمها لدي الحكومة المصرية. ود.زاهي حواس يملك الكاريزما التي تتيح له التحدث بلباقة وكسب ود من يتحدث إليه ويعتمد كثيرا علي جهل المستمع بأحوال نظام الآثار لدينا. ويضيف أنه رغم قانون الآثار الجديد الذي تنص مادته 53 أن للمجلس وحده أن ينتج نماذج حديثة للآثار علي أن يتم ختمها منه ، وللمجلس الحق في الترخيص للغير أو بالتعاون مع أي جهة يحددها بإنتاج هذه النماذج طبقاً للمواصفات والشروط التي يحددها والتي يتضمنها الترخيص الصادر في هذا الشأن وعلي أن تكون بمواصفات مخالفة للأثر الأصلي التي يصدر بتحديدها قرار من الوزير. ويحظر تداول أو سفر أية نماذج يتم إنتاجها بالمخالفة لهذه المواصفات. وفيما عدا الأغراض العلمية والدراسية واستخدمات الجهات الحكومية والهيئات العامة لا يجوز بغير إذن خاص من المجلس الأعلي للآثار استغلال صور القطع الأثرية أو الآثار بصفة عامة في مجال الاستغلال التجاري والإعلانات التي تهدف للترويج عن منتجات أو سلع أو خدمات سواء كان ذلك عن طريق ملصقات أو مطبوعات أو تصوير فوتوغرافي أو ضوئي أو سينمائي أو من خلال مواقع إلكترونية أو بأي وسيلة أخري من وسائل الدعاية أو الإعلان أو ما يماثلها وذلك للأغراض التجارية البحتة . ويضع المجلس الشروط والضوابط الخاصة بهذا الشأن وينطبق علي صور الآثار والقطع الأثرية جميع حقوق الملكية الفكرية بشأن العلامة التجارية وحماية استغلالها المنصوص عليها بالقانون رقم 28 لسنة 2002 بشأن حماية حقوق الملكية الفكرية. مادة 74 يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد علي خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد علي مائتي الف جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين كل من خالف نص المادة 93 من هذا القانون. تحكم زاهي في أعمال إنتاج النماذج الأثرية ووضع مادتين غير موجودتين في أي دوله من دول العالم سوي في مصر وبناء عليه لايحق للعاملين في منطقة خان الخليلي من أعمال الأرابيسك أو أعمال التطعيم بالصدف وأعمال التطعيم عامة أو العاملين بمنطقة الأقصر من منتجي وبائعي الهدايا السياحية ممارسة أعمالهم دون اللجوء لتصريح شخصي من زاهي . ولم يحدث وأتحدي أن أعطي زاهي أي تصريح بذلك وطبقا للمادة 93غير مسموح بتصنيع أو تجارة أو تصدير تلك الهدايا ولكن مسموح فقط باستيرادها طبقا للمادة التي لم تمنع استيرادها وكانت النية معقودة علي حصر التعامل بالهدايا التذكارية لمنتجات الناشيونال جيوجرافيك عبر مندوبهم في مصر شركة الصوت والضوء التي تم ترسية المزاد الخاص بمحل بيع للهدايا بالمتحف المصري عليها ( موقع بيت الهدايا ذلك كان يحوي أصلا مكتبة المتحف المصري التي تم تقليص مساحتها لأعمال البيزنس) ومجموعة الناشيونال جيوجرافيك من ممتلكات روبرت مردوخ صاحب فضيحة التنصت التليفوني علي أهالي ضحايا 11سبتمبر والجنود القتلي بالعراق وأفغانستان (والاسم يوضح الهوية الحقيقية) وبناء عليه سمح زاهي للناشيونال جيوجرافيك بعمل مسح ضوئي لمومياء توت عنخ آمون وعدة مومياوات أخري منها مومياء يعتقد أنها لأم توت عنخ آمون , كما سمح بعمل مسح ضوئي لمقبرة توت عنخ آمون ومقبرة نفرتاري زوجة رمسيس الثاني ومقبرة الملك سيتي وتم بالفعل عمل نسخ لمقبرة توت عنخ آمون ومومياء توت وجاري تصنيع نسخ مقبرة نفرتاري وسيتي . وخطورة عمل المسح الضوئي للآثار المصرية تشبه عمل قوالب الربر علي الحلي الذهبية حيث إن الناتج يصعب اكتشاف الاختلاف الموجود فيه عن الأصلي، ومثال لذلك سرقة لوحة »زهرة الخشخاش« التي تم عمل خمسة مسموح ضوئية لها من الواجهة والظهر أيضا بحيث تم تصنيع أخري مقلدة لها تشمل كل عيوبها علي الوجه والظهر وتحمل نفس آثار الزمن علي الوجهين ولم يتم اكتشاف التبديل بين اللوحتين إلا بعد تهريب الأصل. من الأعمال الخطرة التي قام بها زاهي قيامه عن طريق الناشيونال جيوجرافيك بعمل ثقب فيما يسمي ممر التهوية بالهرم الأكبر . روبرت مردوخ صاحب شركة الناشيونال جيوجرافيك وبمساعدة زاهي قام بالثقب في ممر التهوية والتصوير خلفه بحثا عما يزعمه اليهود بأنهم ساهموا في بناء الهرم. وعلي نفس المنوال كان بعض اليهود يدعون بأنه يوجد حجرات أسفل تمثال أبوالهول وعليه قام بعضهم في بداية القرن 91 بحفر ممر يبدأ من خلف ذيل أبوالهول ويمتد شرقا نحو أسفل أقدام أبوالهول ولم يعثروا علي شيء . وتمكنوا بمساعدة زاهي ومارك لينر من إعادة المحاولة وقاموا بعمل ثقب يمتد أسفل القدم اليسري ويسير مائلا قليلا تجاه أسفل الأقدام وبعمق 01 أمتار بحثا عن كنوز اليهود أو كما يظن بعض الدجالين »سجلات قارة أطلنتيس الغارقة« . ولما لم يعثر علي شيء قال كنا نبحث عن مستوي المياه الجوفية. - ويقول الدكتور عبد الفتاح الصباحي أستاذ الآثار والحضارة المصرية وعميد المعهد العالي للسياحة والفنادق: هل هؤلاء دفعوا ثمن هذا التصوير لكي يعملوا مقابر عندهم حتي لاتأتي السياحة إلي مصر .وتساءل من الذي سمح لهؤلاء بذلك رغم أن هناك مخاطر كبيرة بسبب هذة الأجهزة التي لانعلم عنها شيئا. وأضاف أن أمريكا تستنسخ الحضارة المصرية ومن يمتلك مستندات غير ذلك يظهرها. علي هامش معرض توت عنخ آمون أصبح هذا الملك الصغير مادة للسخرية والضحك عندما أصبح ضيف البرامج الكوميدية وفي أحد البرامج الكوميدية الشهيرة بأمريكا خرج علينا المذيع بحلقة بعنوان البحث عن العضو الذكري لتوت عنخ امون وكان ضيف البرنامج الدكتور ديفيد سيلفرمان من جامعة ولاية بنسلفانيا وقد شككوا في برنامجهم أمام ضحكات المشاهدين الموجودين في الحلقة في رجولة الملك توت خصوصا أن عضو الملك من الأشياء المفقودة سابقا وهي بالنسبة للأمريكان مجرد لغز في قصة الفرعون الأكثر شهرة في مصر القديمة ولا أعلم ماسر اهتمام أمريكا بالعضو الذكر للملك توت وما سر اختفائه وهل عضو الملك توت سوف يخدم البحث العلمي في أمريكا .. حقيقة لا نعرف سر اهتمامهم بذلك.