إعادة تدوير المخلفات عملية ذات وجهين: الأول صديق للبيئة حيث يستفيد فيه الإنسان من المخلفات التى يعاد تصنيعها، والثانى عدو للبيئة وللإنسان معاً، حيث ينتج عنها سلعاً ضارة جداً بالصحة، وتجد هذه المواد سوقاً رائجة لها فى الأسواق الشعبية، حيث تنتشر المنتجات رخيصة الثمن خاصة حفاضات الأطفال التى يقبل المواطنون على شرائها نظراً لانخفاض أسعارها عن مثيلتها التى تباع فى الصيدليات. وأكد الأطباء أن هذه الحفاظات كارثة صحية على الأطفال قد تسبب لهم أمراضاً خطيرة والتهابات شديدة تصل لحد الإصابة بالعقم مستقبلاً. وفى جولة ميدانية بعدد من الأسواق الشعبية وجدنا كميات كبيرة من حفاضات الأطفال المغشوشة، وتقول سميرة أحمد من سكان منطقة إمبابة، أنها فوجئت بابنها البالغ من العمر ستة أشهر يصرخ بشكل غريب فتوجهت به إلى الطبيب الذى أبلغها بإصابة الطفل بخراج فى أعضائه التناسلية بسبب استخدام الحفاضات المغشوشة، وقام الطبيب بتحويل الطفل إلى جراح لإجراء عملية جراحية للطفل تكلفت 4 آلاف جنيه، وأضافت: " ما وفرته فى شراء الحفاضات الغالية دفعت أضعافه لإجراء جراحة لابنى، مشيرة إلى أنها اعتادت على شراء الحفاضات من بائعى المنظفات الذين يأتون السوق بالتروسيكل كل يوم جمعة من كل أسبوع. وتابعت، فى البداية أصيب الطفل بالتهابات واحمرار شديد بعد ارتداء الحفاضة، وبعد ذلك زاد صراخه مما جعلنا نتجه إلى الطبيب الذى وصف له كريم يحتوى على كورتيزون إلا أنه لم يأت بنتيجة لنفاجأ بعد ذلك بأن الالتهاب تحول إلى خراج والحمد لله أن طفلى نجا من هذه الكارثة، وأشارت إلى أنها قررت هى وزوجها ألا يستخدما أى منتج مجهول المصدر خاصة الحفاضات. واشتكت مريم عامر من سكان الشرابية، من انتشار بائعى سوق الجمعة الذين يبيعون منتجات مجهولة المصدر، مثل حفاضات الأطفال وتؤكد أن هذه المنتجات منتشرة فى العديد من المناطق الشعبية، خاصة مثل بولاق الدكرور وإمبابة، وتباع بأسعار زهيدة لجذب المواطنين والبائع يؤكد أنها فرز ثان من الشركة، ويقبل المواطنون على شرائها لرخص أسعارها، ولكن بتجربتها أثرت على الأطفال وأدت إلى إصابتهم بالتهابات شديدة. أضرار خطيرة وقالت الدكتورة هدى أحمد، إخصائى الأمراض الجلدية، إنه فى السنوات الأخيرة أصبحت كل الأسر التى لديها أطفال صغار على اختلاف مستوياتها الاقتصادية تستخدم الحفاضات بشكل مكثف، وتعرض كثير من الأطفال لمشكلات جلدية خطيرة بسبب استخدام الحفاضات مجهولة المصدر وملمسها المزعج على جلد الطفل بسبب عدم جودتها، مشيرة إلى أن مصانع بئر السلم يقومون بإعادة تدوير القمامة وتحولها إلى حفاضات مغشوشة ما يؤدى إلى إصابة الأطفال بالتهابات جلدية خطيرة بسبب وجود نسب كبيرة من النايلون والبلاستيك فيها، ولأن هذه الحفاضات تباع بأسعار رخيصة فى الأسواق الشعبية تقبل الأسر البسيطة على شرائها ما يؤدى إلى إصابة أطفالهم بالأمراض، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار المنتجات دفع الكثيرين إلى اللجوء لهذه المنتجات التى تباع بنصف سعر الحفاضات المعقمة التى تصنع فى مصانع كبرى وتشرف جهات طبية ورقابية عديدة على إنتاجها. واضافت الدكتورة هدى أن الحفاضات المغشوشة المصنعة من القمامة فى مصانع بئر السلم تتسبب فى التهابات تناسلية خطيرة للفتيات بسبب عدم تعقيمها واستخدام مواد ملوثة فيها، كما أنها قد تؤدى إلى إصابة الأطفال الذكور بحساسية الخصيتين وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالعقم فى الكبر بسبب ارتفاع درجة حرارة الخصيتين الناتج عن النايلون والبلاستيك المستخدم فى تصنيع الحفاضات مما يتسبب فى قتل الحيوانات المنوية، أو إعاقة نمو الخصيتين بشكل طبيعى، مع احتمال الإصابة بالتهابات خطيرة بالمثانة وفتحة الشرج. ونصحت أحمد بعدم شراء أى منتج مجهول المصدر وخاصة المنتجات التى يستخدمها الأطفال مثل الحفاضات والألعاب رخيصة الثمن ومجهولة المصدر والمصنعة من مخلفات القمامة بطرق غير صحية وعدم تعقمها بشكل آمن، مشيرة إلى أن شراء المنتجات مجهولة المصدر تسبب أمراضاً كثيرة قد يصعب شفاؤها.