مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون التأمين الموحد    20 مايو 2024.. البورصة تعاود الهبوط بانخفاض طفيف    لماذا يتهم المدعي العام للجنائية الدولية نتنياهو وجالانت بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية؟    إسبانيا تستدعي السفير الأرجنتيني في مدريد    أحمد أوفا يقود هجوم إنبي أمام المصري في الدوري    تحرير 118 محضرا مخالفا خلال حملات تموينية وتفتيشية بالمنيا    ضبط 4 متهمين بتجميع خام الذهب الناتج عن تنقيب غير مشروع بأسوان    المحكمة تنتدب الطب الشرعي في محاكمة طبيب متهم بإجهاض السيدات في الجيزة    انطلاق ورشة لتدريب الشباب على فن الموزاييك بثقافة الإسكندرية    الرعاية الصحية: التوعوية بضعف عضلة القلب في 14 محافظة.. و60 منشأة صحية شاركت بالحملة    إطلاق أول استراتيجية عربية موحدة للأمن السيبراني الشهر المقبل    محمود محي الدين: 15% من الأجندة العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة    فلاح يقتل والده بأسيوط.. هكذا عاقبته المحكمة    موعد الفرحة: تفاصيل عيد الأضحى في السعودية لعام 2024    تشافي ولابورتا.. تأجيل الاجتماع الحاسم في برشلونة    "وحشتني يا بسبوس".. إيمي سمير غانم توجه رسالة لوالدها في ذكرى وفاته    سلمى أبو ضيف تنشر جلسة تصوير لها بفرنسا.. ومنى زكي تعلق (صور)    فرقة «المواجهة والتجوال» تواصل نجاحاتها بالعريش والوادي الجديد    «السرب» الأول في قائمة إيرادات الأفلام.. حقق 622 ألف جنيه خلال 24 ساعة    مجلس النواب يوافق نهائيا على الحساب الختامى للموازنة العامة للدولة    تأثيرات الإفراط في تناول الفواكه لدى كبار السن.. نصائح وتوصيات    7 تعديلات مرتقبة في قانون مزاولة مهنة الصيدلة.. أبرزها رسوم الترخيص والورثة    نائب رئيس نادى السيارات: مسيرات للدراجات النارية ومسابقات سيارات بالعلمين أغسطس 2024    طلب إحاطة بشأن تكرار أزمة نقل الطلاب بين المدارس    اليوم.. مصر تواجه بوروندي في بطولة أمم أفريقيا للساق الواحدة    شيخ الأزهر يستقبل سفير بوروندي بالقاهرة لبحث سبل تعزيز الدعم العلمي والدعوي لأبناء بوروندي    بروتوكول تعاون بين التأمين الصحي الشامل وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتطوير البحث العلمي فى اقتصادات الصحة    تطوير المزلقانات على طول شبكة السكك الحديدية.. فيديو    رئيس النواب: التزام المرافق العامة بشأن المنشآت الصحية لا يحتاج مشروع قانون    محافظ أسيوط: التدريب العملي يُصقل مهارات الطلاب ويؤهلهم لسوق العمل    براتب خيالي.. جاتوزو يوافق على تدريب التعاون السعودي    تفاصيل أغنية نادرة عرضت بعد رحيل سمير غانم    إكسترا نيوز تعرض تقريرا عن محمد مخبر المكلف بمهام الرئيس الإيرانى.. فيديو    فتح باب التقدم لبرنامج "لوريال - اليونسكو "من أجل المرأة فى العلم"    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    ضبط المتهمين بسرقة خزينة من مخزن في أبو النمرس    مصرع شابين في حادث تصادم بالشرقية    تحرير 142 مخالفة ضد مخابز لارتكاب مخالفات إنتاج خبز بأسوان    توجيه هام من الخارجية بعد الاعتداء على الطلاب المصريين في قيرغيزستان    مجلس النواب يستكمل مناقشة قانون إدارة المنشآت الصحية    22 مايو.. المؤتمر السنوي الثالث لطلاب الدراسات العليا فى مجال العلوم التطبيقية ببنها    رئيس جامعة بنها يشهد ختام فعاليات مسابقة "الحلول الابتكارية"    قائمة البرازيل - استدعاء 3 لاعبين جدد.. واستبدال إيدرسون    مرعي: الزمالك لا يحصل على حقه إعلاميا.. والمثلوثي من أفضل المحترفين    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    وزير الري أمام المنتدى المياه بإندونيسيا: مصر تواجه عجزًا مائيًّا يبلغ 55% من احتياجاتها    بعد وصولها لمروحية الرئيس الإيراني.. ما هي مواصفات المسيرة التركية أقينجي؟    باحثة سياسية: مصر تلعب دورا تاريخيا تجاه القضية الفلسطينية    معرض لتوزيع الملابس الجديدة مجانًا بقرى يوسف الصديق بالفيوم    ماذا يتناول مرضى ضغط الدم المرتفع من أطعمة خلال الموجة الحارة؟    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    الأسد: عملنا مع الرئيس الإيراني الراحل لتبقى العلاقات السورية والإيرانية مزدهرة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-5-2024    روقا: وصولنا لنهائي أي بطولة يعني ضرورة.. وسأعود للمشاركة قريبا    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    وسائل إعلام رسمية: مروحية تقل الرئيس الإيراني تهبط إضطراريا عقب تعرضها لحادث غربي البلاد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوفد" فى بيت الشيخ "البهتيمى"
مع اقتراب الاحتفال بمئويته
نشر في الوفد يوم 16 - 03 - 2022


«عبدالناصر» طلب منه تسجيل المصحف المرتل للإذاعة
«أم كلثوم» قالت لسائقها فى عزاء أحد المسئولين «انت عايزنى أمشى والشيخ كامل هيقرأ»
«الإذاعة» ألغت تعاقدها معه بسبب سفره لفلسطين.. وعاد لها عام 1953 باختبار جديد
رفض الغناء فى فيلم «رابعة العدوية».. وبنى مقبرة للعائلة وكان أول من يسكنها
تفاصيل الليلة الأخيرة.. حصل على 165 جنيهًا عن تلاوته فى مأتم وأصيب بنزيف فى المخ
بدأ قارئًا بمسجد «سنان باشا».. وانتهى به المطاف فى عمر مكرم
أذانه للصلاة كان يجلب الدمع من أعين سامعيه وتلاوته للذكر الحكيم كانت ترقق القلوب، فلم يغرد أحد بالقرآن فى دولة التلاوة كما غرَّد به صوت الشيخ محمد زكى يوسف محمد حبلص البهتيمى الشهير بالشيخ «كامل يوسف البهتيمي» ولم يصدح صوت بأذان للصلاة مثلما صدح به صوت المغرد بالقرآن، ذلك القارئ الفذ بين أبناء جيله وأقرانه من مشاهير التلاوة.
إنَّ هذا الصوت الشجى العريض الذى يتفوق فى أداء القرار يتحكم فى القراءة بنغمات صوته العذبة المؤثرة فى القلوب التى تجعلك تنسى كل همومك وأنت تستمع إليه أو تتغلب على أحزانك فى وقت بسيط بعد سماعه، فهو يعتبر بمثابة غذاء للروح، وقد يتفق البعض أو يختلف على سماع الشيخ»البهتيمي» ولكن فى النهاية لايختلف اثنان على أنه كان أبرز من قرأ القرآن فى القرن العشرين، رغم رحيله عن الدنيا مبكرًا، بل امتد الأمر لأبعد من ذلك فإن فضيلة الشيخ برع فى فن الإنشاد مع التلاوة جنبًا إلى جنب.
إن هذا الصوت الأبيض رغم تأثره بالشيخين محمد رفعت وسلامة ورغم عدم خروجه من عباءة الشيخ رفعت خاصة فى القرارات، والشيخ سلامة فى الجوابات، إلا أنه جاءنا بصوت جديد وأسلوب رائع فى دولة التلاوة منذ بدايتها حتى الآن.
هذا الصوت الجميل الذى يعانق قلوب المستمعين قبل آذانهم يتكون فى العرف الموسيقى أو كما يقول خبراء الأصوات من خامة وفى بعض الأحيان يصل إلى طبقة راقية تميل إلى الناحية الطربية، وفى أحيان أخرى تميل إلى الشجن الحزين، ولذلك عند رحيله بكت على رحيله دولة التلاوة ونعته دولة الإنشاد، فلم يشغله عامل الشهرة بقدر الإخلاص لكتاب الله حتى وضع بصمته المميزة، ذاع صيته فى أرجاء السماء قبل أن يسطع فى الأرض.
«الوفد» حلَّت ضيفًا على منزل القارئ الشيخ الراحل كامل يوسف البهتيمى، والتقت نجل شقيق القارئ الكبير.
فى البداية استقبلنا محمد عبدالعاطى نجل شقيق الشيخ كامل يوسف البهتيمى ويعمل فى أحد المطاعم السياحية الشهيرة، وقال: نشأ الشيخ رحمه الله فى بهتيم التابعة لمحافظة القليوبية والتى كانت تعد فى هذا الوقت قرية لم تعرف شكل المدنية بعد، وقد ولد عمى -رحمه الله- فى إبريل عام 1922 فى ظل أسرة بسيطة الحال يتوسط أربعة من ألإخوة هم صلاح الأكبر ووالدى الشيخ عبدالعاطى، وعبدالوهاب، وأخت وحيدة، وقد تزوج - رحمه الله- وأنجب ثلاثة أبناء من زوجته هم المهندس يوسف وهو المولود الأول له عام 1945 ثم عصام وعزة.
ويستكمل قائلا: حفظ القرآن الكريم فى كتاب بهتيم وعرف بحلاوة صوته من الصغر، واستطاع أن يختم القرآن حفظا فى التاسعة من عمره على يد الشيخ شحاته خضر والشيخ إبراهيم عيد، وعندما أتم حفظ القرآن ألحقه والده بمدرسة عثمان باشا ماهر بحى القلعة بالقاهرة ليتعلم المقامات الموسيقية على يديه، وبعدما انتهى من تعلم المقامات ذهب إلى الشيخ عامر عثمان ليدرس على يديه علم القراءات، واستأجر شقة فى شارع الشيخ سلامة بحى السيدة زينب، وأقام معه أخوه «عبدالعاطى» خاصة بعد التحاقه بالأزهر للدراسة به، وعندما أنهى الشيخ»البهتيمى» مدرسة عثمان باشا ألحقه والده بالأزهر الشريف لكن إعجابه بتلاوات كبار قراء ذلك العصر ملكت عليه عقله وصرفته عن دروس الأزهر، وقاده إعجابه بشيوخ ثلاثة هم الشيخ محمد رفعت والشيخ محمد سلامة والشيخ على محمود، وقد درس الشيخ كامل البهتيمى فى المقامات الموسيقية مع عازف القانون المشهور أحمد صبرة، وقد فرضت موهبته نفسها على الساحة وبقوة.
علاقته بالشيخ الصيفى
ويضيف نجل شقيق الشيخ»البهتيمى» قائلًا: إن الشيخ محمد الصيفى استمع إليه فكانت فاتحة خير عليه، وبدأ طريقه لطريق الشهرة، فقد كان الشيخ «الصيفي» رئيس رابطة القراء يعلم بوجود قارئ جديد ببهتيم يتمتع بحلاوة الصوت، فذهب إلى بهتيم، واستمع لتلاوة الشيخ كامل دون علمه، فأعجب به وطلب منه أن يحل عليه ضيفا فى القاهرة، وبالفعل نزل فى بيت الشيخ»الصيفي» فى بيته بحى العباسية، وجعله ضمن بطانته
وقدمه للجمهور أولا بمشاركته ثم قدمه منفردا فنال استحسان كل من سمعه.
الإذاعة
ويقول نجل شقيق القارئ الكبير: انطلق صوت الشيخ كامل يوسف البهتيمى بآيات القرآن فى سهرات القاهرة عند مطلع الأربعينيات فى القرن الماضى، مما أهله للانضمام إلى كوكبة قارئى الإذاعة، والبداية كانت فى عام 1937 عندما سمعه مصطفى بك، وهو أحد أعيان بهتيم فى ذلك الوقت وكان ناظرًا لعزبة أفندينا، فكان يستمع إلى الشيخ الصغير وعمره لم يتجاوز الخامسة عشرة فأحبه حبا جما، وقال له ليس مكانك هنا ياشيخ كامل ولكن مكانك بين المشاهير وسانده فى ذلك الدكتورأمين زاهر الذى أعجب بصوته أيضًا، وكان صديقًا للإذاعى الكبير محمد فتحى وقام على الفور بدعوة الأستاذ محمد فتحى لسماع الشيخ الشاب فى مسجد الرحمة بمنطقة العزبة الحمراء ببهتيم، وكان قد بلغ من العمر ستة عشر عاما، وأعجب به الأستاذ محمد فتحى، وبالفعل قدمه للإذاعة فى عام 1938 ونجح فضيلة الشيخ «البهتيمى» فى اختبار الإذاعة بامتياز، وكان أصغر شيخ يلتحق بالإذاعة فى ذلك الحين، وسجل للإذاعة عدة تسجيلات، مدة التسجيل نصف ساعة وبعد عامين تقريبا سافر الشيخ الشاب إلى فلسطين، حيث جاءته دعوة خاصة ليقرأ هناك فى إذاعة الشرق الأدنى فى أواخر عام 1940 وظل يتردد ما بين مصر وفلسطين عدة أعوام استمرت لمدة ست سنوات، حيث عاد فضيلة الشيخ إلى مصر فى عام 1946 قبل حرب فلسطين بعامين، ولكن فى تلك الفترة كان يأتى إلى مصر للزيارة فقط، لأن الإذاعة المصرية قد ألغت العقد بسبب انقطاع الشيخ عن القراءة وسفره إلى فلسطين لكن سرعان ما عادت الأمور لطبيعتها فى أوائل عام 1953 حيث لحق فضيلة الشيخ بالإذاعة مرة أخرى، ولكن عن طريق اختبار جديد بصحبة الشيخ «السنديونى» الذى رفض الاختبار مرة أخرى، وظل الشيخ كامل وحده فى الاختبار، وابتعد الشيخ «السنديونى» عن الإذاعة فى ذلك الحين، من هنا بدأت مرحلة جديدة ومهمة فى حياة الشيخ كامل، حيث بدأت مرحلة الشهرة بين أقطاب التلاوة مثل الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمد سلامة والشيخ «الشعشاعي» والشيخ أبو العينين شعيشع، ولكن الشيخ كامل رغم وجوده بين هؤلاء العمالقة إلا أنه حفر اسمه بحروف من نور على صفحات من ذهب فى دولة التلاوة.
المصحف المرتل
ويقول تامر فتحى أحمد(جامع تراث الشيخ) والملقب ب»تامر البهتيمى» بسبب اهتمامه بتراث إمام القراء عن فكرة تسجيل المصحف المرتل: إن فضيلة الشيخ «البهتيمي» هو صاحب فكرة المصحف المرتل فى تاريخ الإذاعة المصرية خصوصا بعد عدم سماع صوته فى المصحف المرتل عبر إذاعة القرآن الكريم أو الإذاعات الأخرى، لكن الحقيقة التى لم يعرفها أحد أن فضيلة الشيخ «البهتيمى» فعلا أول من راودته فكرة تسجيل المصحف المرتل فى تاريخ الإذاعة المصرية، وكان هذا فى بداية فترة الستينيات، ولكن فضيلة الشيخ» البهتيمى» كان له وجهة نظر مختلفة فى تسجيل المصحف المرتل، وهو أن يسجل المصحف برواية أخرى غبر رواية حفص عن عاصم وقال وقتها إننا فى مصر نقرأ معظم قراءتنا برواية حفص وأن بعض البلدان الأخرى الذى يفضلون سماع المدارس المصرية فى تلاوة القرآن من المستحب إليهم أن يستمعوا إلى القرآن الكريم بالرواية المتبعة فى بلدانهم، وكان للإذاعة المصرية والقائمين على الأمر رأى أخر، وهو أن يسجل المصحف برواية حفص، ومن هنا بدأ الخلاف بينهم، ولكن بعض المشايخ الأخرى أخذ هذه الفكرة واتفق مع الإذاعة على تسجيل المصحف المرتل وقد اتبعه بعد ذلك عدة مشايخ آخرين وقاموا بتسجيل المصحف المرتل للإذاعة إلى أن جاء رحيل والد الرئيس جمال عبدالناصر، وقد شارك الشيخ «البهتيمى» فى ليلة العزاء بالإسكندرية، وبعد هذه الليلة طلب الرئيس جمال عبد الناصر منه تسجيل المصحف المرتل للإذاعة، وبالفعل بدأ الشيخ»البهتيمى» فى تسجيل ختمة مرتلة برواية الدورى عن عمرو
بالاشتراك مع الشيخ فؤاد العروسى، وكان ذلك فى أوائل عام 1968 ولكن لم يكمل الشيخ»البهتيمى» تلك الختمة بعدما سجل أكثر من نصف المصحف بسبب شدة مرضه، حيث وافته المنية فى أوائل عام 1969 وهذا وراء عدم إذاعة تلك الختمة بالإذاعة.
مساجد قرأ بها
ويضيف تامر البهتيمى: إن الشيخ «البهتيمى» قرأ فى مساجد عدة خلال حياته كان أولها مسجد الرحمة بالعزبة الحمراء أو كما يطلق عليها البعض» عزبة أفندينا» ببهتيم، وكان هذا عام 1935 وكان عمره وقتئذٍ ثلاثة عشر عاما، وكان هذا قبل التحاقه بالإذاعة،ثم عين الشيخ»البهتيمى» قارئًا للسورة بمسجد سنان باشا بمنطقة رملة بولاق عام 1949 حتى عام 1952 ثم انتقل بعد ذلك إلى مسجد البنهاوى فى حى باب الشعرية، حيث عين قارئًا للمسجد لمدة أربع سنوات حتى عام 1959 ثم انتقل بعد ذلك إلى مسجد الأميرة فريال بحى مصر الجديدة حتى عام 1959 ثم انتقل بعد ذلك إلى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير والذى ظل يقرأ فيه حتى وفاته عام 1969.
سميعة «البهتيمى»
وعن سميعة «البهتيمى» يقول نجل شقيقه: إن الشيخ - رحمه الله- كان له مستمعون كثيرون يذهبون للمسجد يوم الجمعة فى وقتٍ مبكرٍ حتى يتمكنوا من سماع الشيخ أيضًا من أشهر الذين تأثروا بصوت الشيخ كامل كوكب الشرق أم كلثوم التى كانت تقدم واجب العزاء فى إحدى الليالى لأحد المشاهير وكان مدعوا فى هذه الليلة الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ « البهتيمى» فلما انتهى الشيخ مصطفى من القراءة قال لها السائق الخاص بها « هتمشى ياست أم كلثوم «، فقالت له بالحرف:» انت عايزنى أمشى والشيخ كامل هيقرأ» وظلت حتى انتهى من تلاوة القرآن، أما الفنان عبدالعزيز محمود لم يكتف بسماع هذا الصوت فقط، بل كان من المقربين جدا من الشيخ «البهتيمى» وربطتهما صداقة قوية، بالإضافة إلى صلة القرابة التى تربطهما ببعضهما، فكان حريصا على سماعه بالاستديو الخاص بالإذاعة وأخيرًا الفنان أبو عوف والد الفنان عزت أبو عوف الذى ربطته صداقة به، أما الفنان الكوميدى محمد فرحات المعروف بالدكتور شديد، فكان لايفارق الشيخ فى أية ليلة، وكان يذهب لزيارته بصفة مستمرة وربطته بالفنان سيد مكاوى صداقة قوية، أما الحاج»عبدالحافظ» السائق الخاص بالشيخ كامل فكان ينتظر لحظات ركوب الشيخ معه السيارة حتى يستمتع بدندنة الشيخ بصوتٍ منخفضٍ، وكان أيضا الفنان إسماعيل ياسين صديقًا حميمًا للشيخ «البهتيمى» وكان يدعوه لحضور حفلاته فى المسرح، ومن المواقف المهمة فى حياة الشيخ»البهتيمى» أنه جاءته دعوة فى عام 1963من المخرج الكبير نيازى مصطفى لغناء الكلمات الدينية لفيلم رابعة العدوية فرفض وقال إنَّ صوته خلق لقراءة القرآن فقط.
سفرياته
ويضيف نجل شقيق الشيخ»البهتيمى»إن الشيخ رحمه الله سافر إلى دول عدة منها السعودية أكثر من مرة وفلسطين وسوريا والعراق والأردن وإيران ولبنان وباكستان وحصل على شهادة تقدير من الرئيس الباكستانى محمد أيوب خان، كما سافرإلى فرنسا. أما أخر سفرياته فكانت إلى الهند عام1968قبل وفاته بشهرين، وقد حصل أثناء الزيارة على شال هدية من بعض المسئولين هناك، وكان من نوادر الصناعة الهندية وقتها، ولكن القدر لم يمهله حتى يرتدى هذا الشال، فقد توفى الشيخ» البهتيمى» بعد عودته من الهند بشهرين تقريبا، لكن الحاجة ملكة والدة الشيخ أقسمت ألا يرتدى هذا الشال أحد من بعده وتم تكفين الشيخ بهذا الشال ليكون أخر ثوب له من ثياب الدنيا.
وعن وفاته قال نجل شقيقه: بدأت رحلة الشيخ كامل مع المرض أواخر عام 1966، حيث أصيب بمرض السكر الوراثى الذى أثر على فضيلته بصورة سلبية خاصة عندما أصيب بمرض ضغط الدم، بعد ستة أشهر من إصابته بمرض السكرى، وكان يقرأ فى أسوأ ظروفه الصحية حتى جاءته دعوة ببورسعيد عام 1967 للقراءة فى مأتم أحد الأهالى هناك، وكان من عادة الشيخ تناول فنجان قهوة قبل الصعود على الدكة، لكن الشيخ أصر على القراءة، لكن ضغط الدم حال بينه وبين التلاوة، حيث أصيب الشيخ بجلطة فى المخ، أدت إلى شلل نصفى وأفقدته النطق فحمله الأهالى إلى المستشفى وتم إسعافه فى أسرع وقت لكن رغم إسعافه إلا أنه بعد هذه الحادثة كانت صحته على غير ما يرام، وفى عام 1968 قام ببناء مقبرة جديدة للعائلة فى بهتيم ولم يكن يعلم أنه أول من يسكنها.
الرحيل
أما عن الليلة الأخيرة فى حياة الشيخ فيقول نجل شقيقه: كانت يوم الأربعاء 5 فبراير عام 1969، وكان مدعوا فى هذا اليوم للقراءة فى أحد المآتم فى منطقة سوق الخضار بحى روض الفرج، وذهب بالفعل وقرأ قراءة تفوق الإبداع، وتقاضى وقتها (165) جنيها وهو آخر أجر تقاضاه رحمه الله وعندما عاد للمنزل قال لأخيه (عبدالعاطى): أنا قرأت قراءة ما قرأت قبلها ولابعدها»، ثم طلب العشاء، وكان عبارة عن خبز فلاحى بالإضافة إلى أرز بلبن وأكل منه، وكان ممنوعا من أكل السكريات، وجلس مكانه حتى ثقل جسده وقال لوالدى لا أستطيع الحركة فحملوه إلى غرفته، وقد أصيب بنزيف فى المخ دخل على إثره فى غيبوبة تامة، وعلى الفور حضر الدكتور محمد الجنزورى طبيبه الخاص، ولكن لم يستطع إسعافه وفاضت روحه إلى خالقها يوم الخميس قبل صلاة الفجر 6 فبراير عام 1969 وتم تشييع الجنازة من مسجد القبة الفيداوية بحى العباسية عقب صلاة الظهر وحضرها جميع مقرئى مصر، ومن المواقف المؤثرة فى عزائه أن الشيخ مصطفى إسماعيل حينما صعد دكة التلاوة، وبدأ بالاستعاذة بكى ثم صدق ولم يستطع التلاوة لارتباطه بالشيخ «البهتيمى « رحمه الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.