أيام عصيبة جداً تعيشها مصر في الوقت الحالى، وأحداث متلاحقة معظمها سيئ، وأخطر ما نعانيه غياب القيم واحتضار المبادئ واختفاء القدوة والمثل الأعلى. وفي الفترة الأخيرة تواترت أنباء عن هروب نجم المصارعة الأوليمبى كرم جابر الذي حقق ذهبية لمصر في أوليمبياد أثينا، وبرونزية فى لندن. كرم جابر الذي كان ملء السمع والأبصار في 2008 ورفع اسم مصر عالياً وتحول من مصارع مجتهد يسعى لإثبات وجوده، إلى سوبر ستار، كرم جابر حصل مؤخراً علي 14 ألف يورو للسفر إلى ألمانيا للعلاج من الإصابة بعد أوليمبياد لندن، ثم سافر فجأة إلى لبنان ولم يعد. اتحاد المصارعة فاض به الكيل من كثرة الاتصالات ومحاولات التواصل مع كرم جابر حتي يعود أو يرد المبلغ الذي حصل عليه لخزينة الدولة، ولكن لا حياة لمن تنادى. النجم الذي كنا نفتخر به جميعاً وصل به الحال إلي تحويل أمره للنيابة تمهيداً لمخاطبة وزارة الخارجية لضبطه وإحضاره! لم ينجح أي مسئول في الوسط الرياضي في إنهاء هذه الأزمة، ولا معرفة سبب هذا التصرف الذي لا يليق بنجم كبير حقق لمصر ميداليتين في دورتين أوليمبيتين في 2008 و2012، وهل تصرف كرم جابر بهذا الشكل بعد أن شعر بعدم التقدير والاحترام وأن المكافأة التي حصل عليها بعد أوليمبياد لندن هزيلة، فقرر أن يأخذ حقه بذراعه؟! الحديث عن ضبط وإحضار بطل بحجم كرم جابر وقيمته كمصارع عالمى لا يليق، وعلي المسئولين أن يتواصلوا معه لكشف الحقيقة وأسباب هذا التصرف الذي لا يؤيده أحد، ولكن هدم كرم جابر إحدى العلامات البارزة في تاريخ الرياضة المصرية هو جزء من مخطط القضاء علي كل قيمة في مصر في أي مجال. يجب أن يبحث حسن الحداد رئيس اتحاد المصارعة وخالد زين رئيس اللجنة الأوليمبية وكذلك العامري فاروق وزير الرياضة عن مخرج لهذه الأزمة بطريقة ودية تحافظ علي هذا النجم الذي شعر بإهانة ومرارة نتيجة الروتين والإهمال، في الوقت الذي كانت أياد أخرى تمتد إليه من خارج مصر تتمني له الرضا! لا مجال للحديث عن طلب ضبط وإحضار وأن كرم جابر له سوابق في الهروب بعد أوليمبياد أثينا، وأذكر دموع هذا البطل بعد فشله في أوليمبياد بكين وخروجه المبكر المفاجئ من الأدوار الأولى، وعندما سألته فور خروجه من باب الخاسرين بعد المباراة عن سر هذه الدموع أكد أنه لم يكن يفكر في نفسه إنما كان يتمني أن يسعد الشعب المصرى كما أسعده في أثينا.