الهادي هو اسم من أسماء الله الحسنى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا. والهادي هو الذي هدى ومن بهدايته على من يشاء من عباده، ودل خلقه على معرفته بربوبيته وأسمائه وصفاته وألوهيته، ودلهم على سبيل النجاة، وهو الإسلام واتباع الرسول . تدل بعض العلماء على أن النور من أسماء الله، بقوله تعالى في سورة النور: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور،آية:35 وكذلك استدلوا بعدد من الأحاديث النبوية منها: قال النبي:«اللَّهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن» قال النبي:. «إن اللَّه لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفَعُهُ، يُرفَعُ إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابُهُ النورُ لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصرُهُ من خلقه». قال النبي:[4] «أعوذُ بنورِ وجهِكَ الكريمِ الذي أضاءَتْ له السماواتُ والأرضُ وأشرقتْ لهُ الظلماتُ» وفي اللغة النور هو الضوء والسناء الذي يعين على الإبصار، وذلك نوعان دنيوى وأخروى، والدنيوى نوعان: محسوس بعين البصيرة كنور العقل ونور القرآن الكريم، والأخروي محسوس بعين البصر، فمن النور الإلهى قوله تعالى ﴿قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين﴾ ومن النور المحسوس قوله تعالى: ﴿هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نور﴾. ومن العلماء المثبتين لاسم الله النور: ابن القيم، وابن خزيمة، والسعدي. فقد قال ابن القيم: «وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَمَّى نَفْسَهُ نُورًا، وَجَعَلَ كِتَابَهُ نُورًا، وَرَسُولَهُصلى الله عليه وسلم نُورًا، وَدِينَهُ نُورًا، وَاحْتَجَبَ عَنْ خَلْقِهِ بِالنُّورِ، وَجَعَلَ دَارَ أَوْلِيَائِهِ نُورًا تَتَلَأْلَأُ .