فى مثل هذا اليوم من عام 2001 فقد حزب الوفد قطبا من أقطابه الكبار هو على إبراهيم سلامة السكرتير العام المساعد وعضو الهيئة العليا للوفد منذ عاد الحزب إلى العمل السياسى عام 1978. كان على سلامة صاحب دور كبير فى إعادة الوفد الى الحياة السياسية عندما كان نائبا بمجلس الشعب عندما قام - وقتها - بتجميع توقيعات النواب الوفديين وغير الوفديين، لتحقيق شرط قانون الأحزاب الذى يشترط توقيع 20 نائباً للموافقة على إنشاء أى حزب سياسى ويعود الفضل للمرحوم على سلامة فى اقناع 20 عضوا من اعضاء مجلس الشعب بالتوقيع على طلب الانضمام للحزب كشرط لعودة الوفد الى العمل السياسى والجماهيرى.. وهو اول وفدى بعد عام 1952 يعلن تحت القبة انتماءه لحزب الوفد العريق عندما قال كلمته الشهيرة تحت القبة «نحن الوفديين». كان المرحوم على سلامة من أقدم الوفديين فقد انضم للحزب فى منتصف الثلاثينيات وعاش حياته مناضلاً ومكافحاً ودخل السجون والمعتقلات مرات عديدة كانت إحداها بسبب اشتراكه فى تشييع جنازة زعيم الأمة مصطفى النحاس رحمه الله، وكان على سلامة ضمن الذين وهبوا حياتهم من أجل مصر وعايش مرحلة النضال الكبير من أجل الاستقلال والجلاء وحصلت مصر على حريتها، وبعدها أصبح نضاله موجهاً من أجل الديمقراطية والحريات والدستور.. ودفع على سلامة الثمن غاليا من حريته، إذ تم اعتقاله أكثر من مرة بسبب مواقفه السياسية، وذاق بطش السلطة من نقل وتشريد ومطاردة لم تثنه عن مبادئه من أجل مصر والوفد وعاش على سلامة معارك مصر والوفد.. فعاش فى الوفد وعاش الوفد فيه وكانت كل قطرة من دمه تقطر وفدية وفداء لوطنه وحزبه. لقد خاض على سلامة معارك الحرية، رفيقاً لكل الوفديين المخلصين أمثال المرحوم طلعت رسلان والمرحوم اللواء عبدالمنعم حسين والمرحوم دكتور إبراهيم أباظة والمرحوم مصطفى شردى والمرحوم ممتاز نصار وعلوى حافظ ولطفى المغربى.. وغيرهم من قيادات الوفد الذين ضحوا بحياتهم من أجل مصر والوفد. كان الفقيد يعتبر نفسه ابنا للنحاس باشا واعتقل يوم جنازة زعيم الأمة عندما هتف وهتف وراءه المشيعون «لا زعيم بعدك يا نحاس».. عمل سلامة فى مكتب فؤاد سراج الدين باشا عندما كان وزيرا للداخلية وعمل بوزارة الأوقاف حتى أصبح وكيلا للوزارة، كان المرحوم على سلامة صاحب أشهر استجواب فى تاريخ مجلس الشعب عن أحداث اعتداءات رجال الشرطة على أهالى الكوم الأحمر بمركز أوسيم، كان القطب الوفدى الكبير والمقاتل الشرس من جيل العمالقة الذى يرى أن الوفدية قدر كل مصرى وكان يؤمن بالإسلام دينا وبمصر وطنا وبالوفدية عقيدة، وقد احتفظ على سلامة منذ أن عاد الوفد للحياة السياسية عام 1978 وحتى وفاته برئاسة اللجنة العامة لمحافظة الجيزة بجانب مناصبه ومواقعه الوفدية الأخرى حيث كان سكرتيرا عاما مساعدا للحزب وعضوًا بالهيئة العليا وعضوا بهيئة المكتب التنفيذى ونائبا عن الوفد فى مجلس الشعب لعدة دورات وظل قدوة لكل شباب الوفد طوال حياته وبعد وفاته وخصوصا أبناءه وأحفاده بقرية المنوات التى ولد وتربى فيها واليوم نجدد العهد لك ونعدك بأننا لن ننساك مهما مرت السنون على رحيلك أيها القطب الوفدى العظيم ووالد كل الوفديين رحمك الله بقدر ما أعطيت لدينك ووطنك ولحزب الوفد من حب وعطاء.