رئيس جامعة أسيوط يستعرض تقريراً حول الأداء البحثي خلال 2023    مجاهد نصار: عمال مصر سيظلوا جنود الوطن المخلصين في معركة البناء والتنمية    لا تهاون مع المخالفين.. تنفيذ 12 قرار إزالة في كفر الشيخ| صور    صندوق النقد: مصر تُنفذ خطة قوية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي    حماس: إسماعيل هنية يثمن دور مصر في مباحثات وقف إطلاق النار ب غزة    وزيرة البيئة تنعي رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    مسؤول أممي إعادة إعمار غزة يستغرق وقتًا طويلًا حتى 2040    "كاف" يخطر الاتحاد المغربي بوصول خطاب تأهل نهضة بركان لنهائي الكونفدرالية    أتلتيكو يجد ضالته فى صفوف ريال مدريد    تفاصيل إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق في العجوزة    قرارات عاجلة بشأن امتحانات الترم الثاني المقرر انطلاقها 8 مايو بالمدارس    "مشنقة داخل الغرفة".. ربة منزل تنهي حياتها في 15 مايو    القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين في شم النسيم    حصيلة 48 ساعة.. ضبط قضايا إتجار غير مشروع بالنقد الأجنبى بقيمة 35 مليون جنيه    شاهد.. سميرة سعيد تطرح كليب "كداب"    رسائل تهنئة شم النسيم 2024.. متي موعد عيد الربيع؟    معرض أبو ظبي للكتاب.. طالب الرافعي: يجب أن يمد مركز أبو ظبي جسور جديدة للمبدعين العرب    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    تفاصيل موقف غريب جمع بين محمد رشدي وبليغ حمدي في بيروت وما علاقته ب «العندليب»؟    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء: الخميس 25 يوليو انطلاق المرحلة الثانية لمسابقة النوابغ الدولية للقرآن    أردوغان يعلق على التظاهرات الطلابية بالجامعات الأمريكية لدعم غزة    أول رد من الكرملين على اتهام أمريكي باستخدام «أسلحة كيميائية» في أوكرانيا    الداخلية تضبط 12 ألف قضية تسول في شهر    ميقاتي يحذر من تحول لبنان لبلد عبور من سوريا إلى أوروبا    تمديد استقبال تحويلات مبادرة "سيارات المصريين بالخارج".. المهندس خالد سعد يكشف التفاصيل    عاجل.. هيئة الرقابة المالية تقرر مد مدة تقديم القوائم المالية حتى نهاية مايو المقبل    مصر تستضيف بوركينا فاسو 7 يونيو وتواجه غينيا 10 يونيو بتصفيات كأس العالم    محافظ شمال سيناء: رفح الجديدة صممت لاستيعاب 75 ألف نسمة «من الجيل الرابع» (تفاصيل)    مهرجان الجونة السينمائي يفتح باب التسجيل للدورة السابعة    منحة السفارة اليابانية MEXT لعام 2025 لطلاب الجامعات.. تعرف على التفاصيل    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    صحة الإسكندرية: فحص 1540 مريضًا في قافلة "حياة كريمة" ببرج العرب    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    جرثومة المعدة.. إليك أفضل الطرق الطبيعية والفعالة للعلاج    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    واشنطن تطالب روسيا والصين بعدم منح السيطرة للذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية    الإمارات: مهرجان الشارقة القرائي للطفل يطلق مدينة للروبوتات    ارتفاع حصيلة قتلى انهيار جزء من طريق سريع في الصين إلى 48 شخصا    أب يذبح ابنته في أسيوط بعد تعاطيه المخدرات    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    «التنمية الحضرية»: تطوير رأس البر يتوافق مع التصميم العمراني للمدينة    كولر يعالج أخطاء الأهلي قبل مواجهة الجونة في الدوري    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    إعلامي: الخطيب طلب من «بيبو» تغليظ عقوبة أفشة لإعادة الانضباط في الأهلي    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصيف... موسم الأطعمة الفاسدة

مع الألفية الجديدة انتشرت إحدى أسوأ طرق بيع الطعام من خلال ثقافة الأكل «التيك أواى»، خاصة مع زيادة عدد السكان وتخطى مصر المائة مليون نسمة وأصبح بيع منتجات اللحوم المجمدة منتهية الصلاحية بشكل علنى أمرًا شائعًا داخل أسواق تجارية وتحظى بإقبال معدومى الضمير من أصحاب المطاعم وعربات الكبدة ليظهر ذلك على صحة المواطنين الذين وقعوا فريسة لأمراض الفشل الكلوى والجهاز الهضمى.
ومع انتشار فيروس كورونا زاد الوعى لدى بعض المواطنين بأهمية الحفاظ على صحتهم وصحة أولادهم، خاصة مع تكثيف الحملات الرقابية على تلك البؤر مجهولة الهوية رغم أن «تجار السم» لايزالون مستمرين فى نشاطهم ويتحايلون على الرقابة، مما يهدد بتدمير صحة المواطنين خاصة أن زبائن تلك المطاعم والعربات من الأطفال صغار السن والشباب.
«الوفد» ترصد فى هذا الملف الخطير ثقافة انتشار وتناول الأغذية الفاسدة وأبرز أماكنها وطرق مكافحتها خاصة مع فصل الصيف الذى يشهد انتشارًا واسعًا.
وراء كل طعام فاسد.. حكاية توجع القلب
وفقًا لكثير من الإحصائيات فإن الغذاء الفاسد فى مصر يكلف اقتصاد الدولة 19% من موازنتها لعلاج الأمراض الناتجة جراء تناول أغذية متنهية الصلاحية.. وإذا كان هذا الرقم مخيفًا، فهناك رقم مخيف آخر حول عدد ضحايا تناول أغذية فاسدة، الذين يصابون بأمراض معوية تارة وأمراض مزمنة تارة أخرى، وبعضهم تنتهى حياته كلها بسبب «أكلة فاسدة»، وعدد هؤلاء الضحايا يقدر بالملايين، ولكل واحد منهم حكاية خاصة جدًا مع غذاء فاسد.
إحدى تلك الحكايات رصدناها من طوارئ مستشفى سيد جلال، بدأت حكاية هذه السيدة، تعود لصباح أحد الأيام، الذى أرادت فيه تقديم وجبة إفطار فخمة لابنها الوحيد البالغ من العمر 8 سنوات، فأحضرت له جبنًا وفاكهة وبيضًا، وبمجرد أن تناول الابن طعامه، ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى صرخ بأعلى صوته ممسكًا ببطنه، وبسرعة حملته الأم إلى طوارئ مستشفى سيد جلال، وهناك أخبرها الأطباء أن ابنها يحتاج إلى غسيل معدة فورًا لأنه مصاب ب«تسمم حاد»، وتم إنقاذ الطفل.
عادت الأم إلى منزلها وراحت تبحث عن سر تسمم ابنها لتكتشف أن «الجبن» الذى أحضره زوجها قبل أيام منتهي الصلاحية!
يقول زوج السيدة إن الجبن كان معروضًا مع بائع أمام مترو المرج، وكانت مغلفًا وعليه خصم كبير، وكان ركاب المترو يتصارعون للحصول عليه بسبب انخفاض سعره، وبعد مشقة تمكنت من شراء ثلاثة عروض بسعر يتراوح من 10 إلى 15 جنيهًا للكيلو جرام ولم أنتبه لتاريخ الإنتاج بسبب تكدس المواطنين على البائع، أكملت السيدة حكايتها مع الجبن الفاسد قائلة إنها أسرعت إلى تجميع كل الجبن التى اشتراها زوجها وأعدمتها بإضافة الكلور عليها ثم ألقتها فى صندوق القمامة».
حكاية أخرى بطلها سيد شعراوى -53 عاماً- عامل بمخبز يرويها قائلًا إنه دائماً يتناول «فشة وكبدة وكفتة» من «مسمط» بمنطقة باب الشعرية وفى بداية العام الجارى توفى صاحب «المسمط» وتولى العمال مهمة تشغيله وفجأة لاحظت أن اللحوم مختلفة عما كانت، وكانت تصيبنى بتقلص شديد فى المعدة ويصاحبه آلام رهيبة أسفل البطن.
ويضيف: «كنت أتوجه إلى الصيدلية لتناول فوار لتخفيف الألم، ولما بدأت أبحث عن مصدر اللحوم التى يقدمها المسمط لزبائنه، اكتشفت عن أنها لحوم مجهولة المصدر»!
وأكد أنه تقدم ببلاغين فى وزارتى التموين والصحة والسكان للتدخل للتصدى للتصدى للمحلات التى تبيع الأطعمة الجاهزة الفاسدة، وتخفى جريمتهم بمكسبات الطعم حتى لا يكتشف الزبائن أنها فاسدة، خصوصًا أن التوابل الكثيرة التى تستعين به المطاعم قادرة على إخفاء الكثير من العيوب.
الشيف سامح إبراهيم- 42 عاماً- من سكان حدائق القبة، يقدم العديد من النصائح لتجنب تناول الأطعمة الفاسدة، أولاها إذا تواجدت التوابل والبهارات والملح بكثرة فى الطعام فالاحتمال الأكبر أن تكون فاسدة، فالبهارات والملح الزائد فى الأطعمة من الأسباب الأساسية التى تجعل المواطن يشك فى جودة المأكولات المقدمة إليه، وبالتالى فعلى كل شخص أن يعتمد على حاستى الشم والتذوق فى تقييم الماكولات، ولا سيما ما يتعلق بالمرارة والحموضة والرائحة.
وحذر من تناول اللحوم المفرومة والشاورما وجميع المواد الغذائية التى تدخل فيها الدهون فى طبخها مؤكدًا أن تلك اللحوم أكثرها فاسد خاصة أنها تتعرض سريعاً للبكتريا والتحميض.
وقال: إذا كان العامل لا يرتدى جوارب أو الأطباق غير نظيفة أو حتى أداة غرف الطعام غير نظيفة، ابتعد تمامًا عن تناول هذا الطعام لأنه بالتأكيد سيكون داخله سم قاتل لا يرى بالعين المجردة بل يتحول إلى قنبلة من الألم بعد التناول وقد يصيب الإنسان ضعيف الجسمان بالفشل الكلوى.
فى العام الماضى فقط
ضبط مليون و865 ألف كيلو لحوم ودواجن فاسدة
على مستوى الأرقام والحملات الرقابية كشفت الهيئة العامة للخدمات البيطرية على لسان رئيسها الدكتور عبدالحكيم محمود فى تقريرها السنوى الصادر مؤخراً، أن إجمالى ما تم ضبطه من لحوم ودواجن وأسماك ومنتجات غير صالحة للاستخدام الآدمى وذبح خارج المجازر على مستوى الجمهورية خلال عام 2020 بلغ حوالى 1865 طناً، حيث إن الكميات المضبوطة تتمثل فى دواجن ولحوم وأسماك مجمدة غير صالحة للاستخدام الآدمى، وبعضها تتم إعادة تصنيعه، وتم تحرير 12015 محضراً بتلك المخالفات والتحفظ على الكميات المضبوطة، لحين عرضها على النيابة المختصة لاستكمال إجراءاتها، عدم التخزين الجيد يزيد من نسبة العفن.
ومن جانب آخر قالت الدكتورة شيرين زكى رئيس لجنة سلامة الغذاء بنقابة الأطباء البيطريين: المشكلة لا تقتصر فقط على الكبدة وسوء استعمالها بل تصل إلى الأدوات المستخدمة غير الصحية فى التقطيع وطرق النقل على التروسيكلات غير السليمة التى تسبب أضراراً فادحة على الكبدة واللحم المفروم المستخدمة فى السجق داخل عربات الأكل السريع فى الشوارع.
وأضافت أن جميع البحوث أشارت إلى أن عملية «الفك والتجميد» أكثر من مرة يشكل خطراً على صحة الإنسان ويسبب له السرطان وهذا ما يحدث داخل عربات أكل الكبدة والسجق بالشوارع، وتتابع أن مديريات التفتيش بالطب البيطرى مسئولة عن الإشراف على اللحوم قبل الطهى، فإذا تم طهى تخرج المسئولية إلى مفتشين الأغذية والتفتيش الصحى، لما لهم سلطة على أخذ عينات من تلك العربات والتأكد من صحتها وسلامتها.
وحذرت من خطورة اللحوم المستوردة التى تباع على عربات الكبدة فرغم صلاحيتها السليمة ولكن بها نسبة عالية من العفن البكتيرى وغير صحية بهذه العبارة اختتمت حديثها قائلة: إن عدم الحفظ السليم
للحوم المستوردة والكبدة قد يسبب فى وجود نسب عالية جداً من التلوث والعفن البكتيرى الضار على صحة المواطنين.
ومن الناحية القانونية كشف محمد الطويل المحامى بالنقض، عن عقوبة الغش التجارى، وجاء نص العقوبة: «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تتجاوز عشرين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من خدع أو شرع فى أن يخدع المتعاقد معه بأية طريقة من الطرق، مشيرًا إلى نص قانون الغش والتدليس رقم 48 لسنة 1941، والمعدل بالقانون رقم 281 لسنة 1994 الخاصة بجريمة الغش التجارى، والعقوبات المترتبة على ذلك بالقانون.
وأشار الخبير القانونى، إلى أن المشرع قد ترك تقدير العقوبة للمحكمة التى تنظر الدعوى بحيث لا تقل مدة الحبس عن سنة، وأيضاً فقد جعل المشرع بالإضافة لعقوبة الحبس غرامة التى لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه، والغرامة هنا ليست بديلًا للحبس، وإنما من سلطة المحكمة أن تقضى بالعقوبتين معًا أو بإحدى هاتين العقوبتين.
خبراء تغذية: أغذية الشوارع تسبب أمراض الجهاز الهضمى والسرطان
حذرت الدكتورة مها رادميس خبيرة التغذية العلاجية، من تناول الأطعمة «التيك أواي» وعلى رأسها «الحواوشى والكبدة والسجق والكفتة والبيتزا» من العربات المنتشرة فى الشوارع والمطاعم البعيدة عن أعين الأجهزة الرقابية، قائلا: «إن تلك الأطعمة تعد المسبب الرئيسى فى إصابة المواطنين بسرطان المعدة وجلطات القلب وضغط الدم والسمنة».
وقالت: بعض المطاعم وعربات أكل «تيك أواي»، الموجوده فى الشارع تضيف ألوانًا على لحوم تصنيع الكفتة، بالإضافة إلى وضع «التوابل» للحصول على اللون والطعم المناسب وإبعاد رائحة العفن من تلك اللحوم وهو أمر خطير جداً ويعبر عن مدى غياب الضمير من أجل تحقيق أعلى المكاسب حتى ولو كانت على حساب صحة المصريين.
وأعربت «رادميس» عن أسفها من انتشار واتساع ظاهرة عربات الكبدة والسجق واللحوم المستوردة التى تقوم ببيع ساندوتشات فى الشارع واستمرارها رغم الوباء وفيروس كورونا، واستمرار إقبال المواطنين عليها رغم التحذيرات المستمرة من قبل وزارة الصحة وتوعية المواطنين بخطورة تلك العربات والمطاعم وتأثيرها على صحتهم خاصة أن أكل الشارع غير خاضع لأى تقييم صحى ولا يوجد ضمان لمصدر اللحوم أو ما بداخل السندوتشات أو طريقة طهى سواء كانت صحية أم لا، بجانب عدم التأكد من صحة ونظافة الشخص الذى يقوم بإعداد الطعام على عربات الكبدة والسجق، ولا يمكن تحديد إذا قد يصيب الإنسان نوع معين من الأمراض عند تناوله سندوتشات الكبدة والسجق واللحوم المجمدة من عربات الشوارع أم لا لسبب عدم معرفة نوع المادة الغذائية المطهية من الأساس، حيث تشمل الكبدة والسجق واللحوم المجمدة أنواعًا عديدة من الميكروبات التى قد تتطور وتتشكل فى ميكروبات جديد قد يصيب الإنسان بمرض ما.
وفى نفس السياق أكد رامى صلاح خبير بالمعهد القومى للتغذية، أن عربات المأكولات فى الشارع غير صحية ولا تلتزم بأية معايير صحية تتعلق بتقديم الطعام بداية من معد الطعام الذى لا يوجد معه شهادات صحية تؤكد خلوه من أى أمراض مزمنة، إضافة إلى عدم وجود مياه جارية والاعتماد على جردل مملوء بالمياه لغسل الأدوات الصحية وهى أول مسببات نقل البكتيريا خاصة فى ظل الوباء وجائحة كورونا قد يكون أحد الأسباب فى نقل الفيروس ويأتى على رأسها «عربات الفول والكبدة والتيك أواي» فإذا أكل شخص مصاب من هذه الأطباق ثم تم شطفه بالمياه فى جردل دون المياه الجارية فقد يتسبب فى إصابة من يأكل بعده.
وأوضح خبير التغذية، أنه فى حالة بيع اللحوم المجمدة الفاسدة للمواطنين أو لعربات الشوارع لطهيها وتقديمها فإنه يصيب من يأكلها بعض أنواع البكتيريا الجهاز الهضمى مسببة له أعراض نزلات معوية وارتفاعًا فى درجات الحرارة وقيئًا وإسهالًا وارتجاع المرىء، وأحياناً قد يصيب الجهاز العصبى بالتسمم كما تصيب بسرطان المعدة، خاصة مع توالى تناول «أطعمة الشوارع» فمع مرور الوقت تتراكم الميكروبات داخل الجسم وتصبح المهدد الأول لحياته وحياة أسرته إذا كان هذا هو نمط تغذيتهم وطعامهم.
وأشار إلى أن أكثر الأنواع التى تتكون عليها البكتيريا هى اللحوم وهى تحتاج إلى تعامل من نوع خاص حتى لا تتلف، ولهذا فإن حفظ اللحوم المجمدة عند درجة حرارة معينة ولا يجب تعرضها للإذابة إلا عند استخدامها وتذاب لمرة واحدة فقط ويتم طهيها ولا يعاد تجميدها مرة أخرى وهذا لا يحدث فى عربات الشوارع التى تتركها معرضة لنمو البكتيريا والعفن الفطرى.
البيع فى عز الظهر.. و«شبرامنت» بؤرة لتدوير السلع الفاسدة!
للسلع الفاسدة أماكن مخصصة لتصنيعها تكون غالبًا بعيدة عن أعين الكثيرين، أما توزيع تلك السلع فيتم جهارًا نهارًا.. وفى جولة «الوفد» لرصد ما يحدث داخل بعض محلات «التيك اوي» وعربات الكبدة فى شوارع وحوارى حى باب الشعرية ووجدنا محلات لبيع اللحوم تحتوى على «كبدة وسجق وحواوشي» مجهولة المصدر ويبلغ سعر الساندوتش جنيهين ونصف الجنيه ورغيف «الحواوشي» بخمسة جنيهات ويصل وزنه إلى 100 جرام!
سألنا عددًا ممن يقبلون على شراء هذه الأطعمة عن مصدر اللحوم التى يتناولونها فى «ساندوتش» فأكدوا جميعًا أنهم لا يعرفون أماكن توريد تلك الأطعمة، فيما أكد لنا أحد جيران محل بيع حواوشى وكبده وسجق أنه يرى فى منتصف كل ليلة سيارة نصف نقل محملة «بأجولة متهالكة» ويسيل منها الدماء تحمل لحومًا، يتم توزيعها على محلات الحواوشى، وأكد أن
سائق السيارة يسرع فى تنزيل «شوال كبير» بمساعدة عامل المحل ويلقيه داخل المحل ويقوم بتشغيل خرطوم المياه أكثر من ربع ساعة حتى يستطيع التخلص من الدماء المتجلط فوق الشوال ثم يحضر جرادل بلاستيكية لتفريغ الكبدة وتفريغ مفروم السجق والحواوشى وعندها تٌهب رائحة شديدة العفونة».
وواصل: توجهت لصاحب المحل وسألته عن سر الرائحة التى تصدر كل يوم فى نفس التوقيت من منتصف الليل فاكتفى بالاعتذار، مؤكدًا أن الرائحة ناتجة عن غسل اللحوم وانها سوف تنتهى بمجرد وضع مكسبات الطعم واللون والعديد من التوابل على اللحم، وبالفعل مع طلوع شمس اليوم التالى تختفى الرائحة ويبدأ عمال المحل فى تجهيز الوجبات للزبائن التى تقبل بشكل كبير على شرائها.
وكشف لنا عامل بأحد محلات الحواوشى– طلب عدم ذكر اسمه– عن سر تحويل اللحم المفروم مجهول المصدر إلى حواوشى ضانى.. فقال: «السر فى إضافة كميات كبيرة من مكسبات الطعم والرائحة على اللحم المفروم».
وأوضح أن جميع المحلات التى تبيع المأكولات بأسعار تقل عن 5 جنيهات تستعمل مكسبات طعم ورائحة، حتى نستطيع الحصول على مكسب من بيع اللحم مجهول المصدر وفى نفس الوقت يستطيع الفقير تناول اللحوم وب3جنيهات!
وبسؤال محمد عنتر صاحب محل جزارة بمنطقة باب الشعرية، عن سر انخفاض أسعار اللحوم داخل محلات «التيك اوي» وعربات الكبدة والسجق فقال إن جميع المحلات والعربات تبيع لحومًا مصنعة وليست لحومًا.
وأضاف: يوميًا يأتى بعض الأشخاص يعملون فى مصانع اللحوم والمفارم لشراء بواقى تنظيف الذبائح التى تأتى من المجازر ثم يقوم معدومو الضمير بفرم وتنظيف اللحوم مع هياكل الفراخ والدهون وإضافة التوابل الكثيرة ومكسبات اللون لتصبح مفروم سجق وبنفس التركيبة المسممة يتم خلطها ببواقى اللحوم المجمدة المستوردة، ثم بيعها كلحم مفروم جاهز لمطاعم الكفتة أو عربات الحووشى أو للمواطنين ويباع الكيلو الكفتة بعد الطهى ب70 جنيهًا، بالإضافة للخضراوات والعيش.
وتابع: «الكبدة» التى تباع على العربات لا تكون كبدة بلدى وإنما مستوردة، وبعضها يكون كبدة فاسدة مضافة إليها الشطة والبهارات والتوابل لإخفاء مصيبة بيع الكبدة الفاسدة، ويساعدهم فى ترويج بضاعتهم ارتفاع سعر اللحوم الذى دفع الكثير إلى اللجوء إلى «المفارم» التى لا يوجد عليها رقيب ومعظم تلك المفارم تعمل فى اللحوم الفاسدة وهى منتشرة فى مناطق عشوائية كثيرة، ويمكن أن يكون أحد الجزارين يستخدم المفرمة لفرم اللحوم المجمدة المستوردة أو لحوم فسدت منه بعد إضافة لون وتوابل فواحة حتى تطغى على رائحة اللحم الفاسد ويتم التخلص منها فى أسرع وقت لأنه معرض للتفتيش الصحة تحت أى وقت، فالضمائر هى التى تتحكم فى بيع اللحوم الفاسدة من عدمه.
وفى منطقة شبرامنت على أطراف الجيزة التقينا مع «عبير فراج» المنطقة، فأكدت أن منطقة شبرامنت تحتل المركز الأول لبيع المنتجات الغذائية الفاسدة، لأنه يوجد مقلب قمامة لإعدام المنتجات منتهية الصلاحية من الشركات قريبة من المنطقة وتكون المنتجات بأطنان ويقوم بعض معدومى الضمير من داخل المقلب بتهريب بعض المنتجات لبائعى الأرصفة ويبيعونها بسعر أقل من سعر بيعها وأحياناً بسعر البيع حتى لا يكون هناك شك من المشترين أنها بضاعة السليمة وتشمل تلك المنتجات «الجبن المعلبة مجهولة المصدر والنسكافية والصابون والشيكولاتة والبسكويت» وللأسف يجلس هؤلاء أمام المدارس أثناء الدراسة ويبيعونها للأطفال الصغار، وأبلغ سكان المنطقة ادارات التموين وتقوم بعمل حملات لهؤلاء ولكنهم يعودون مرة أخرى بسبب عدم وجود قانون رادع ومحاكمات عاجلة لمن يضر بصحة المواطنين وأطفالنا مطالبة بتغليظ عقوبة الغش التجارى وبيع أطعمة مجهولة.
وفى منطقة السيدة عائشة الوضع هناك لم يختلف كثيراً، فجميع أنواع الأطعمة الفاسدة معروضة فى الشوارع فى غياب دور الرقابة الصحية وأصبحت أرصفة السيدة عائشة مرتع للحلوى والسمن والجبن والألبان الفاسدة والأسماك واللحوم فيأتى مئات المواطنين والشباب للشراء والبيع تلك السموم ولم نجد من يمنع هؤلاء، ويتم بيع منتجات معظمها مجهولة المصدر ولشركات غير معروفة ويقف معظم البائعين فى منتصف الطريق وينادون على بضاعتهم بأعلى الأصوات لحث الزبائن على الشراء ويكون دائماً الإقبال من الغلابة على حد قول «محمد عبدالرحمن» أحد بائعى الحلويات بالسوق قائلاً: «إحنا بنبيع منتجات سليمة ولكن لشركات مش معروفة قوى لأنها متملكش تعمل دعاية وإعلانات ومعظم الزبائن من الغلابة والناس اللى نفسها تشترى بسكوت وشوكولاتة ونوجة للأطفال والكبار وجودتهم كويسة وصلاحيتهم شغالة ولكن المنتج مش معروف وسعره رخيص لأنه مش فى تكلفة كبيرة عليه عشان كده بيتباع ولو هو مش كويس الناس مش هتجيلى على طول تطلبه».
البساتين وشبرا الخيمة وعزبة أبوحشيش.. أشهر أوكار تصنيع أغذية الموت
تصنيع أغذية الموت يتم فى أماكن خاصة، وتحظى بسرية كبيرة.. «أم إبراهيم»، بائعة حلويات بمنطقة سوق إمبابة، وافقت بعد تردد كبير أن تتحدث إلينا فقالت: كيلو البسبوسة بالمكسرات 17 جنيهًا وكيلو الكنافة بالمكسرات 15 جنيهًا، وكيلو بواقى الجاتوه 15 جنيهًا، وأن أغلب الزبائن كبار السن ومن المناطق المجاورة يشترون تلك الحلويات لأطفالهم بسبب عدم قدرتهم على شرائها من المحلات، وكلما انخفض الأسعار زاد الزبائن، وعند شراء الزبائن هناك من يسأل عن مصدر تلك الحلويات ويقوم بإخباره بأن الحلويات بواقى مصانع حلويات شهيرة.
وتوضح «أم إبراهيم» أن هناك من يعمل على تجميع وفرز البسبوسة والكنافة والكيكة من مصنع فى منطقة القطامية ويقوم ببيع الكيلو للباعة الجائلين ب7 جنيهات ومن يشترى أكثر من 40 كيلو يحصل على تخفيض إضافى على السعر!
وكشفت «أم إبراهيم» عن أن طريقة البيع والتوزيع من داخل مصنع القطامية تتم فى الصباح الباكر حتى لا يشعر سكان المنطقة ويتم الاتفاق مع المختص بتسليم الكميات المطلوبة بالتليفون وإرسال مبالغ الكميات المطلوبة على حساب إحدى شركات المحمول.
وأضافت: أماكن البيع المفضلة للسلع المضروبة هى المدارس والأسواق الشعبية أو مواقف الأتوبيسات العامة وجميع الحلويات التى يتم استلامها من المصنع يجب التخلص منها فى نفس يوم الاستلام، لكن بعض الباعة يقوم بخلط الفاسد والصالح ويعيد بيعه من جديد وبأسعار رمزية حتى تصبح الخسارة اقل.
وفى السياق ذاته كشف «محسن محمود» من سكان شبرامنت «بائع مواد غذائية معلبة»، عن أوكار تجميع الحلويات والمقرمشات الفاسدة وهى منطقة شبرامنت والبساتين والعتبة وشبرا الخيمة وعزبة ابوحشيش، حيث يوجد بها العديد من مصانع بير السلم لتجميع السمن والجبنة والشيبسى فى مقالب الزبالة المجاورة فى المنطقة، حيث يقوم بعض الموظفين معدومو الضمير بإعدام جزء منها أمام اللجنة المختصة والجزء الآخر يقوم بإخراجه وتوزيعه على مصانع بير السلم ويتم نزع من علامات الشركات حتى لا يعلم أحد تاريخ الصلاحية.
وأضاف: «كنت أعمل معاهم فى بيع المنتجات الفاسدة للأطفال أمام المدارس قبل وباء كورونا وعند انقطاع الأطفال من المدارس توجهت إلى عمل آخر وهو بيع التونة والمكرونة والسكر والنسكافيه والعديد من تلك المواد فى الأسواق ولم ينتبه أحد على الإطلاق إلى تاريخ الإنتاج بسبب أن أغلب الزبائن غلابة ويهتمون بالعروض الخيالية ويتصارعون عليها ولا يلتفتون إلى تاريخ الإنتاج ولكن يهتمون بالطعم والرائحة والغلق الجيد للمنتج فقط.
وأوضح «محسن»، أن المنفذ الوحيد لعملية بيع المنتجات التى أوشكت على انتهاء تاريخ الصلاحية هى الأسواق ومدارس الأطفال وهناك من يبحث عن مواد فاسدة لشرائها برخص التراب ثم يعيد بيعها محققًا أرباحًا خيالية.
وتحكى أم بثينة 44 عاماً من سكان القطامية «بائعة شاى»، أن أغلب المواد الغذائية التى يتم ترويجها فى الأسواق الشعبية تكون فاسدة، فالسكر الذى انتهت مدة صلاحيته يباع بأسعار لا تتخطى ال3 جنيهات للكيلو هو فى الأصل فاسد ولكن كيس السكر يتم تغييره بخداع المواطنين، ولا أحد يستطيع أن يعترض بعد الشراء!
وأضافت أن أكبر خداع للمواطنين هو العروض على المواد الغذائية مثل عبوة الزبادى المكونة من 4 علب تباع ب4 جنيهات بينما تبلغ السليمة منها سعرها 12 جنيهًا، ولهذا يجب الحرص عند وجود عروض غذائية من الباعة الجائلين».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.