تدور الأيام وتثبت أن من يحكمون مصر الآن في غفلة من الزمان وهم الإخوان المسلمون وأنه لا توجد لديهم خبرة أو قدرة على إدارة دولة وأن مصر كبيرة جداً على تلك الجماعة التي عملت كتنظيم سري أكثر من 80 عاماً، وأنه ليس لديهم كوادر أو قيادات تستطيع أن تقود البلاد بعيداً عن مبدأ السمع والطاعة وأن الشعارات التي كان يرفعونها مثل: «خيبر.. خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود» أصبحت في طي النسيان بعد أن تولوا السلطة وأصبح الرئيس مرسي يخاطب «بيريز» السفاح قاتل الأطفال في مدينة «قانا» بصديقي العزيز، لدرجة أن الرئيس الاسرائيلي صرح علانية لمن يريدون ترتيب لقاء بينهم بأنه لا يريد أن يحرج الرئيس أمام شعبه وأنهم ينفذون لإسرائيل ما تريد وأكثر، وهذا يأتي في اطار الصفقة التي عقدتها معهم أمريكا قبل وبعد وصولهم للحكم، لدرجة أن حماس وهي الجناح العسكري للاخوان المسلمين لم تضرب صاروخاً واحداً على اسرائيل بعد تدخل مرسي واجراء هدنة المستفيد الأول منها اسرائيل. إن شعار «اخوان كاذبون» الذي رفعه نشطاء المعارضة أصبح ماركة مسجلة لدى معظم فئات الشعب المصري بسبب الثورة، بعد أن أصبحوا يكذبون كما يتنفسون والأمثلة كثيرة، فقد قام الشاب المصري الطاهر بثورة يناير وهم متفرجون وعندما أدركوا نجاحها سارعوا بالاشتراك فيها ونسبوها لأنفسهم، وكانوا يوافقون على بقاء مبارك قبل أن ينكروا ذلك وسارعوا الى لقاء عمر سليمان للتفاوض على جثث الثوار وبعد رحيل مبارك وتولي المجلس العسكري أرهبوه بالمليونيات الزائفة وضغطوا عليه كي يجري الانتخابات قبل الدستور حتى ينفذوا مطامعهم عكس رغبة الكثيرين وهو ما نعاني من ويلاته حتى الآن، وقد كانوا يقولون قبل اجراء الانتخابات البرلمانية أن شعارهم: «مشاركة لا مغالبة». ولأنهم كعادتهم لم يوفوا بوعودهم واستولوا على رئاسة المجلس واللجان المهمة وبدأوا في تصفية الحسابات بالسياسة الانتقامية ولم يتعلموا من درس نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا بعد خروجه من السجن بعد أن مضى فيه 27 عاماً وهو اجراء المصالحة بين أفراد الشعب، وقاموا بإصدار قانون العزل السياسي المعيب الذي أبطلته المحكمة الدستورية وقوانين اخرى عديدة. وأعلن الاخوان الكاذبون عدم نيتهم في الترشح للرئاسة ولكنهم رشحوا خيرت الشاطر نائب المرشد والذي تم استبعاده فقاموا بترشيح محمد مرسي وقاموا بصرف مئات الملايين من الجنيهات لإنجاحه وفاز بفارق 1٪ في انتخابات معيبة فقد كان الحزب الوطني يزور انتخاباته في الصناديق ولكنهم قاموا بالتزوير في المنبع في المطابع الاميرية وهو محل تحقيق حالياً، وهو السبب الأساسي لازاحة عبد المجيد محمود النائب العام للأسف في تحد واضح للقانون بعد أن فتح تحقيقاً في هذه القضية. وقد فقد الرئيس مرسي شرعيته بعد أن قام باصدار قرار عودة مجلس الشعب بعد صدور حكم قضائي نهائى بحله من المحكمة الدستورية. ويتساءل الناس: أين مشروع النهضة الوهمي؟ وهو استمرار لسلسلة الاكاذيب، وكان اصدار الاعلان الدستوري مصيبة كبرى على مصر بعد أن وضع مرسي في يده سلطات إلهية، ومنذ ذلك الحين انقسم المجتمع الى نصفين ونجح الاخوان في عدة شهور في تنفيذ ما فشل فيه الاحتلال الانجليزي طوال 70 عاماً، وزادت هجرة الأقباط في الخارج بعد أن أحسوا بالخوف والرعب وأصبنا نحو كل يوم وننام على مشاهد عنف ودم والشهداء يتساقطون بالمئات والمصابين بالآلاف ومرسي ضعيف لا حول له ولا قوة لأنه لا يحكم والحاكم الحقيقي مكتب الارشاد الذي لا يهتم سوى بالمضي قدماً في خطة التمكين والسيطرة على جميع مفاصل الدولة بعد دستور مسلوق وقانون انتخابات معيب ومجلس شورى أعطيت له الصفة التشريعية رغم أن الناس لم تنتخبه على هذا الأساس أننا نعيش في عصر الأقزام سياسياً والشعب المصري يدفع الثمن، لن نسكت ولن نيأس.