مصر بالنسبة لنجوم الفن العربي ليست هوليوود الشرق فقط كما يطلق عليها منذ زمن طويل، لكنها بالنسبة لهم الحضن الآمن الذي يلجأون إليه كلما أصاب وطنهم أي مصيبة والأكثر شعورا بهذا الأمر تجاه مصرهم نجوم الفن اللبناني. رغم أنهم المنافس الأول للفنانين المصريين لكن شعورهم تجاه مصر يأخذ دائما شكلا مختلفا، ففي خلال الحرب اللبنانية كانت مصر المتنفس لهم فيها يغنون ويمثلون ويشعرون بالأمان. لم يتصور نجوم لبنان أن تشتعل مصر وتصبح لبنان أخري ولم يتصوروا يوما أن يزوروا مصر ويصيبهم هذا الخوف، الكل يتمني لمصر السلامة وعودة الاستقرار لأنه استقرار لهم قبل أن يكون للشعب المصري، هكذا يقول كل من التقينا بهم أو حدثناهم تليفونيا،الكل يتمني السلامة لأنه منزعج لما يحدث لوطن كان أهم ما يميزه الأمن والأمان والفن وكلاهما الآن في حالة مرض شديد، الأمن يعاني والفن يعاني لأن النظام الحالي لا يعترف بشيء اسمه فن وهذا الأمر شعروا به بعد أن تعرض عدد كبير من الفنانين المصريين الي الاعتداء اللفظي ووقفت الدولة موقف المتفرج، كما أن الشعور العام غير المعلن يؤكد أن الدولة لا تريد فنا، وهو أمر لا يليق بدولة حققت طفرات كبيرة في هذا المجال حتي أصبحت علي قمة الهرم الفني في العالم العربي، ولها أيضا صيت علي المستوي العالمي بدليل جوائز يوسف شاهين وعمر الشريف وآخرين، كل هذا يشعر به الفنان العربي كما يشعر به المصري وربما العربي أكثر لأنه يري الأمر من الخارج وهذا يكشف أمورا أخري. ماذا قال نجوم الفن اللبناني في مجالي الغناء والإعلام عما تمر به مصر الآن؟ المطربة الكبيرة ماجدة الرومي قالت: كل ما أخشاه هو الإنسان الذي يعيش في أي وطن يمر بأحداث عنف فأنا مجالي الإنساني من لبنان الي سوريا ومصر وليبيا وتونس وكل موقع شهد أحداثا يهمني في هذه القضية الإنسان المتألم الذي ينزف وأري لو أننا جميعا انشغلنا بالسياسة وصرنا نتحدث عنها لن تبقي هناك أصوات تنادي بالتروي والحوار والوفاق ووحدة الصف، أحس أن العالم العربي فيه شراسة وعنف، هذا يرعبني لا أتمني تجربة حرب لبنان لأي إنسان، وأري مصر متألمة وأري الدم من حولي لا يمكنك أن تتخيل ما يعتريني، أحس أنني أريد أن أضم الموجوعين الي قلبي وأقول تعلموا مما جري في لبنان. عوض الرومي بادرنا بالقلق علي مصر وما يحدث فيها وطالب كل الأطراف بالهدوء مؤكدا أن استقرار مصر هو استقرار للعالم العربي، مشيرا الي أن الغناء وسط تلك العواصف التي يمر بها العالم العربي لم يعد له طعم وقال: إن خطة شقيقته ماجدة الرومي خلال الصيف القادم غير واضحة بسبب تلك الأحداث وتمني أن تعود مصر الي استقرارها وأمنها. المطرب راغب علامة لم يترك مناسبة يظهر فيها إلا ويبدي حزنه علي مصر فعلي «تويتر»: «شايفين اللي بيحصل لمصر؟ والله حرام أم الدنيا يصير فيها هيك، شو ها الخطة الرهيبة لتدمير العالم العربي ليرجع 100 سنة لورا، والله حرام»، وفي لقاء آخر قال: أتألم من أجل مصر هذا البلد الغالي علينا جميعا، مضيفا: وقالوا لنا ربيع عربي، إذا كان هيدا هو الربيع ممكن نعرف العواصف كيف يكون شكلها؟! الإعلامي المحب لمصر زاهي وهبي قال في محادثة تليفونية معه من بيروت: لا أريد تكرار ما حدث في دول عربية أخري في مصر فهي البلد التي ننظر إليها جميعا بأنها رمز للاستقرار في المنطقة العربية لذلك أحزن كلما شاهدت مشاهد العنف عبر الفضائيات هذه ليست مصر التي نعرفها. الشعب المصري يعيش أسوأ مرحلة تاريخية في حياته، وهذه رؤيتنا كلبنانيين وعرب عن مصر الآن، فالشعب يعيش حالة انقسام علي نفسه، والشعب اللبناني يعلم جيدا معني ما يعيشه المصريون لأننا نعيش حالة انقسام استشهاد الرئيس الحريري ونعي تماما حجم الضرر الذي يتسبب فيه هذا الانقسام للبلد، فالانقسام الذي تعيشونه في مصر المتضرر منه الفئات الفقيرة والطبيعي أن يؤدي هذا الانقسام الي مشاكل أهلية وهذا ما لا يتمناه أي عربي لمصر، أتمني لمصر فعلا السلامة. وأضاف: أتمني أن يجلس الجميع علي مائدة واحدة وتكون هناك مشاركة حقيقية من كل الفئات الشعبية حتي تخرج مصر من أزمتها وأعلم أن هناك دولا لا تريد الخير لوطننا العربي وفي مقدمته مصر العروبة. الخوف من الانقسام ويقول چورچ قرداحي: أتمني أن تخرج مصر سريعا من تلك الكبوة التي تعيشها لأننا كلبنانيين نعي حقيقة ومرارة الانقسام وتبعاته وأتصور أن الوطن العربي يمر الآن بظروف صعبة جدا، وأكثر ما يحزننا أن تدخل مصر هذه الدائرة والتي أثرت علي كل شيء بما في ذلك أوقات المشاهدة فالناس في المنازل مشغولة بما يحدث من حراك في الشارع السياسي وهو ما أثر علي أغلب الفضائيات التي أصبح هدفها تلبية تلك الحاجة لأن وسائل الإعلام تقدم للمشاهد ما يرغب به والعالم العربي مع شديد الأسف لا توجد به دولة إلا وبها معاناة وأتصور أن هناك دولا كبيرا تسعي لإحداث هذا حتي نبتعد عن قضيتنا الأساسية وهي فلسطين، وأطالب النخبة في الشارع العربي أن تعي وتعمل علي عودة الاستقرار سريعا لأنه الأمل الوحيد لنا للخروج من هذا المشهد الحالك الظلام. نانسي عجرم لا تتواجد في أي مناسبة إلا وتعلن عن حبها لمصر وهي من قلائل الفنانات التي قدمت أعمالا غنائية عن مصر خلال محنتها وهي أغنية «وحشاني يا مصر» عن تلك الأحداث قالت: أحب مصر وأتمني أن تعود لنا، ارجعي لنا يا مصر كما كنت فهذه البلد شهدت نجاحنا وساهمت فيه بشكل كبير ولم يكن يمر شهر إلا ونزورها ولا غناء بدونها، وذكرت أن المنطقة العربية تمر بفترة عصيبة والوضع الفني تأثر بشدة بسبب ما يحدث لكن لا يجب أن نستسلم للحزن والخوف ونضع حياتنا رهن المشاكل، علينا أن نتجاوز الأزمات بالغناء.