لم يجد الإسمعلاوية عشاق السامبا والدراويش خيرا من إقامة مبارة لكرة القدم في وسط ميدان الحرية –الممر- لتعبر عن رفضهم لحظر التجوال الذي فرض عليهم لمدة 30 يوما في التاسعة مساء . وشارك العشرات في أشواط المبارة التي امتدت حتى الواحدة من فجر الثلاثاء وآلاف وقفوا على جوانب الميدان يتابعون بشغف ويشجعون المبارة . مبادرة ابتدعها ألتراس النادي الاسماعيلي "اليلو دراجونز" للمشاركة في كسر حظر التجوال الذي ظهرت ملامحه في الأحياء السكنية المتطرفة وكسرت قيوده في قلب ميدان الممر والمنطقة المحيطة به . برودة الطقس وأجواء الاضطرابات التي شهدتها المنطقة في اليومين السابقين على اثر قيام محتجين بمحاولة اقتحام قسم شرطة ثان وسرقة ونهب واحراق محلات تجارية بالمنطقة لم يمنع آلاف من النزول للممر للتعبير عن رفضهم لحظر التجوال وإعلان الطوارئ بل أن مشاركة الجماهير الغفيرة التي تعدت لأكثر من 5000 متظاهر في المظاهرات السلمية كانت سببا كفيلا بإبعاد البلطجية ومثيري الشغب عن المنطقة . يقول عبدالله كوماندوز أحد أعضاء رابطة التراس الإسماعيلي "كانت فكرة اقامة المبارة في ميدان الممر تعبيرا عن رفض حظر التجوال المفروض والتأكيد على سلمية المتظاهرين" . كان الهدف منها التأكيد أن شعب الاسماعيلية العاشق لكرة القدم والمحب للرياضة والذي ظل طوال سنوات وسنوات يعاني من ويلات الحروب والتهجير يرفض القهر وكبت الحريات . ويضيف "كانت رسالتنا واضحة أن عشاق كرة القدم في جارتنا بورسعيد لم يشاركوا في قتل ألتراس الأهلي ولم يكونوا يوما سوى ضلع في المقاومة الشعبية في الماضي وبين صفوف الثوار الان ". وجاءت إقامة مباراة كرة القدم لتلقي حالة من السخرية وخفة الظل على صفحات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي في محافظات مصر والتي رأت أن الإسماعيلية فرضت الحظر على البيوت الا يدخلها الأهالي ويقضون يومهم جبرا في الشوارع. وجاءت التعليقات "حالة الطوارئ تنقلب إلى نشاط رياضي تحت رعاية الجيش" و"مدن القناة تتنافس على دوري الحظر" و"الاسماعيلية تصعد للدور الممتاز في دوري الحظر على كأس الطوارئ". وتظاهر اكثر من 5000 من القوى الشعبية والسياسية بالإسماعيلية في مسيرة حاشدة انطلقت في الثامنة والنصف من مساء الاحد من امام مبنى امن الدولة المنحل بطريق البلاجات واتجهت نحو شارع الثلاثيني ومنها لميدان الممر لرفض قرار حظر التجوال الذي اصدرته رئاسة الجمهورية واعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوما . وهتف المتظاهرون "ارحل . ارحل" و"اقفل على الحرية نور . يادي الخيبة ويادي العار" و"رئيس كداب ومرشد عار" وشارك في المسيرة جموع من القوى الشعبية والثورية وأصحاب المحال التجارية وجبهة الانقاذ الوطني والتراس النادي الاسماعيلي . واكد المتظاهرون أن أهالي مدن قناة عانت كثيرا من ويلات الحروب خاصة حرب 67 وما اتبعها من تهجير اجباري هربا من قصف الطيران الاسرائيلي لهذه المدن الثلاث . فيما التزمت المناطق السكنية والتجارية بالاسماعيلية بقرار فرض الحظر بنسبة 70% تقريبا. ورغم رفض القوى الشعبية قرار رفض الحظر الا انها استعدت لتطبيقه بشراء الاحتياجات الاساسية وقضاء مصالحهم قبل موعد تنفيذ الحظر .