هل أنت مدخن؟ إذا كنت كذلك ولا تستطيع الإقلاع عن التدخين، فأرجوك مارس هذه العادة السيئة بعيداً عن أطفالك وخارج نطاق المنزل، فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الصغار أكثر عرضة للتدخين السلبي وأجسامهم في غاية الحساسية لدي متغيرات تحدث من حولهم، ويقول الدكتور أيمن عبدالحميد فرغلي، استشاري أمراض الصدر والحساسية، إن التدخين السلبي ينتج عن دخان الاحتراق سواء للسيجارة أو الشيشة الذي ينبعث في الجو ويتنفسه من لا ذنب به وقد فطن العلماء أن هناك مشكلة من هذه العادة السيئة نتيجة تعرض الأطفال وغير المدخنين للدخان المنفوث في الهواء وبدأت الأبحاث تثبت أنه ليس ضاراً فقط، كما يحدث للمدخن نفسه ولكن وجود الدخان معلقاً في الهواء لفترة يزيد من تأثيره وسميته ويسمح له بالارتباط بالمواد المشعة المختلفة بالجو ليقوم بإدخالها إلي صدر من لا ذنب لهم من غير المدخنين ليساعد علي زيادة معدلات الإصابة بأمراض التدخين، خاصة سرطان الرئة وذلك قد يفسر أحياناً حدوث أورام بالرئة لدي بعض الأشخاص الذين لم يدخنوا في حياتهم قط، ولكن كانوا في إطار أصدقاء أو أباء أو أزواج ينفثون السم في الهواء، ويشير الدكتور أيمن فرغلي إلي أنه يختلف تركيز الدخان الذي يتعرض له المدخن السلبي علي عدد المدخنين في المكان وطريقة تدخينهم وهل يستنشقون الدخان أم لا وحجم الفراغ الموجودين به، ومعدل التهوية وسرعة الهواء في المكان ويوضح أن محتوي الدخان السلبي في الهواء يشبه ذلك الذي يدخنه المدخن، فهناك نسبة لا بأس بها في النيكوتين ثبت من بعض الأبحاث أنها يكفي أن تؤدي إلي إدمان يشبه إدمان المدخنين علاوة علي تأثيره الضار علي القلب والأوعية الدموية، وهناك أول أكسيد الكربون يضاف في دخان السيجارة إلي الكمية الموجودة في الطبيعة نواتج الاحتراق المختلفة مثل عوادم السيارات، وبذلك يساهم التدخين السلبي في زيادة نسبته في الدم وذلك قد يفسر الإحساس بالصداع والانزعاج في الأماكن الملوثة نتيجة ارتفاع نسبة أول أكسيد الكربون بالدم وأيضاً مركبات البنزين، ثبت انبعاثها مع دخان السيجارة وهي من أشد المواد علاقة بسرطان الدم واللوكيميا، ويشير الدكتور أيمن فرغلي من أهم مشاكل التدخين السلبي تهييج الأغشية المخاطية للأنف والحلق والشعب الهوائية خاصة في مرضي حساسية الصدر والربو الشعبي أو حساسية الأنف وزيادة معدل الإصابة بحساسية العين وحكة الجلد والتهابات في الأنف والفم، ويضيف أن التدخين السلبي له عواقب وخيمة علي الأطفال سواء في محيط المنزل أو حتي داخل الرحم إذا كانت الأم مدخنة أو تتعرض لقدر كبير من التلوث نتيجة التدخين السلبي إذا كان الزوج مدخناً ومعدل الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين تزيد في تعرض الشخص لدخان المدخنين علاوة علي قابلية حدوث جلطة الدماغ وشلل الأطفال أو ضمور خلايا المخ بشكل أسرع في المعدل الطبيعي، مما يضعف الذاكرة والقدرات العقلية لدي الشخص وللوقاية من التدخين ينصح الدكتور أيمن فرغلي بالبعد عن الأماكن الملوثة التي يرتادها المدخنون مثل: المقاهي وزيادة وعي الآباء والأمهات بخطورة دخان السيجارة علي أطفالهم، وأن مجرد الخروج من الشرفة للتدخين ليس حلاً كافياً نظراً لسهولة حمل الدخان لداخل المسكن بتيارات الهواء وإمكانية ترسب الجزئيات علي الحوائط لفترة حتي تأتي تيارات الهواء وتحملها مرة أخري علاوة علي أن العلم أثبت أن وجود مدخن في الأسرة سبب قوي يدفع الأطفال للتجربة وقد تلتصق به هذه العادة.