طارق حبيب، إعلامي من طراز فريد، قدم الكثير من البرامج علي مدي عشرات السنين أبرزها: «أوتوجراف، دوري النجوم، ملفات ثورة يوليو»، حاور العمالقة في كافة المجالات محمد عبدالوهاب، أحمد رمي، يوسف السباعي، جيهان السادات، والنجم الأشهر مارادونا. أجرينا معه هذا الحوار حول ظاهرة الانفلات الإعلامي والتهديد المستمر للإعلاميين وكيفية علاج تلك الظواهر السلبية. ما رأيك في ظاهرة التهديد المستمر للإعلاميين وإقامة قضايا ضدهم؟ - ظاهرة بدأت تتفشي وكأنها موضة، بعض الإعلاميين مندفعون إما بحماسهم المفرط وإما بتحريض من جهات معينة أو لغرض ما في نفس يعقوب. لابد من وضع حد لفض هذا الاشتباك، ما المانع أن يجتمع الرئيس محمد مرسي بالإعلاميين كافة ويتم وضع خطوط حمراء وميثاق شرف يلتزم به الجميع بدلا من سياسة الشد والجذب والتهديد والوعيد. وماذا تقول للإعلاميين في هذا الشأن؟ - أقول لابد للمذيع أو المحاور أن يضبط نفسه ويعلم أن هناك فرقا بين تقديم برنامج تليفزيوني وكتابة مقال صحفي، تعلمنا أنه لابد أن يكون المذيع محايدا، ويضبط انفعالاته ولا يعبر عن وجهة نظره ولا مشاعره سلبا أو ايجابا، ويتيح الفرصة كاملة للضيوف لعرض وجهة نظرهم دون أن يؤثر عليهم بوجهة نظرة. هل يعقل أن يضبط المذيع مشاعره وهو يري قتلي علي الشاشة، كما حدث أمام قصر الاتحادية يوم 5 ديسمبر الماضي؟ - يعرض وجهة نظره لو كان ضيفا في برنامج أما وهو يجلس علي الشاشة كمقدم برنامج الأمر يختلف تماما. أنت تطلب المستحيل المذيع في النهاية لحم ودم؟ - يبدو أن معك بعض الحق.. بصراحة الجماعة أخرجوا الناس من هدومهم ولابد هنا أن أؤكد حقيقة أن الإخوان المسلمين وسياساستهم الغريبة هي السبب في تلك الحالة من الانفلات الإعلامي اختلط فيها الحابل بالنابل والمشاهد حائر بين إعلام منافق وآخر صريح وآخر منفلت، والحقائق تضيع وسط حالة الازدحام البرامجي والإعلامي. لكن يجب علي كل إعلامي أن يعلم أن رسالته شديدة الخطورة وهم بالفعل يؤثرون في المجتمع سلبا وإيجابا. - ولكن المسئولية الأكبر تقع علي عاتق النظام الحاكم وكما قلت هم من أوصلونا لهذه الحالة، القرارات الخاطئة تسببت في تلك الحالة من التشرذم الإعلامي. ما الفرق بين الإعلام الآن والإعلام في الزمن الماضي؟ - زمننا أعتبره زمنا جميلا كان المتحكم الرئيسي الضمير الإعلامي وأصول المهنة. أما الآن فنحن نعيش عصر الانفلات الإعلامي والأمني والأخلاقي، اختلاط الأوراق وإعادة الانضباط متروك للمسئولين. أي مسئولين تتحدث عنهم وهم مسئولون عما يحدث؟ - عندك حق للأسف الشديد صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام يتحدث عن حرية الإعلام ونجد في اليوم الثاني الإعلاميين خلف القضبان، عجبت من الرئيس مرسي وهو يتحدث عن حرية الإعلام في حديثه لشبكة CNN الأمريكية ثم نجده في اليوم التالي يرفع قضية علي الكاتب الصحفي جمال فهمي، للأسف يقولون ما لا يفعلون. ما تعليقك علي سرقة أفكارك؟ - هذا شيء تعودت عليه معظم البرامج الحالية نسخة من برامجي حتي مقالتي في جريدة «الوفد» الغراء وكان بعنوان «جملة مفيدة» وجدت مني الشاذلي تضعها عنوانا لبرنامجها علي قناة MBC مصر. كما قلت انا متعود علي ذلك منذ سنوات طويلة. لماذا تركت العمل سريعا في قناة التحرير؟ - للأسف الشديد لم أجد أي تقدير مادي أو معنوي وتركت العمل بها حفاظا علي تاريخي. هل لديك عروض حاليا للعمل في أية قناة فضائية؟ - للأسف لا.. ايدي علي كتفك وليعلم الجميع أن طارق حبيب مازال قادرا علي العطاء، ولم أنقطع قط عن العمل في الإعلام علي مدي ما يقرب من 40 عاما. أين كنوزك الإعلامية؟ - موجودة ولكن للأسف لا يعرض منها إلا القليل جدا لا أعلم لماذا؟! الناس لا تشاهد إلا حلقات عبدالحليم وعلي فترات متباعدة يشاهدون حلقات أحمد رامي ويوسف وهبي ويوسف السباعي، هناك المئات من الحلقات النادرة مع سياسيين وفنانين وأدباء حتي نجم الكرة السابق مارادونا سجلت معه حلقة موجودة في مكتبة التليفزيون ناهيك عن حلقات ثورة يوليو، الحمد لله لدي تاريخ إعلامي مشرف حتي برامج المسابقات أتمني أن تستفيد منه الأجيال.. كل ما أتمناه أن أعمل في الإعلام حتي آخر لحظة في حياتي، العمل الإعلامي أعشقه وقدمت ما أرضي عنه علي مدي عشرات السنين.