فوجئت أثناء بحثي في أوراق قديمة تخص المسرح القومى المصرى الذى احترق فى عام 2008 ولم يتم الانتهاء منه حتى ألان .. بمأساة مسرحية لا اعرف لماذا لم ننتبه إليها أو لماذا السكوت عنها رغم ان هناك من يعلم بتفاصيلها وهى أن مبنى مكتب البريد الموجود حاليا فى ميدان العتبة والملي بالغرف التى يشغلها الموظفين وأوراق البريد والخطابات التي تأتى من كل جهة هو فى الأصل مبنى المسرح الكوميدي الفرنسي الذى إنشائه الخديوي إسماعيل بالقرب من حديقة الأزبكية على غرار المسرح الكوميدي الفرنسي فى باريس واعده لاستقبال الوفود المشاركة فى الاحتفالات الأسطورية التى أقامها لضيوفه بمناسبة افتتاح قناة السويس ثم خصصه لعروض الفرق الأوروبية الزائرة وذلك لإمتاع الطبقة الارستقراطية المصرية والأجانب بروائع الفن والموسيقى والمسرح الغربي . و المسرح الكوميدي الفرنسي هو أول مسرح يُقام في منطقة الأزبكية، وقد افتتحه الخديوي إسماعيل عام 1869تحت إدارة الخواجة منسي، وكان عرض الافتتاح هو أوبريت (هيلين الجميلة) عن أوبريت أوفنباخ، التي ترجمها الراحل العظيم رفاعة الطهطاوي، وتم توزيع نسخها المترجمة بالعربية على جمهور المسرح ومن الغريب أن تاريخ هذا المسرح ونشاطه يُعدّ من الأمور المجهولة تماماً في تاريخ المسرح العربى فلم يرد ذكره كثيرا وان كان نشاطه قد اتضح بعض الشىء من خلال مانشر عنه فى الدوريات المحفوظة في دار الكتب المصرية، ومنها ما نشرته مجلة (وادي النيل) عن أسماء العروض المسرحية، التي تمت في موسم (1870-1871)، ومنها مسرحيات( الموافق والمخالف، وكروك بول، وموال فرنتنيو، وفرننده، وجاووث ومينار وشركائهما، وأسرار الصيف ). الغريب إننا فى مصر لم نبنى مسرحا فى العصر الحديث – اللهم إلا مسرح بيرم التونسي الذى تم افتتاحه فى شهر ابريل الماضى بمدينة الإسكندرية - وإنما نعيش على المسارح التى تم بناها فى الماضى وبدلا من ان نحافظ عليها نتركها تحرق أو تهدم أو تحول إلى مكاتب وهيئات وهو مالا يجب أن نتغاضى عن هذا الأمر بعد الان فيجب استعادة هذا المبنى وإعادته الى ماكان عليه واستخدامه فى تقديم الإعمال المسرحية الكوميدية وأيضا البحث عن مسارح مشابهه فقد نجد هناك مسارح أخرى تم معاملتها بنفس الطريقة فنستخدمها فى العروض المسرحية لعل وعسى تعود الحركة المسرحية لسابق عهدها .