تتخطى ال 12%، الإحصاء يكشف حجم نمو مبيعات السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي    عاجل - آخر تحديثات سعر الذهب اليوم.. وهذه القرارات منتظرة    عاجل- أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم الأربعاء 12-6-2024    الجيش الأمريكي يعلن تدمير منصتي إطلاق صواريخ كروز للحوثيين في اليمن    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: نستعد لمقاضاة إسرائيل أمام الجنائية الدولية    «مشكلتنا إننا شعب بزرميط».. مصطفى الفقي يعلق على «نقاء العنصر المصري»    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    اليوم، أولى جلسات محاكمة عصام صاصا في واقعة دهس سائق أعلى الطريق الدائري    مصرع طفل غرقا في ترعة بكفر الخضرة بالمنوفية    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان الاقتصاد والإحصاء.. اليوم    حكم الشرع في خروج المرأة لصلاة العيد فى المساجد والساحات    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    تأثير التوتر والاكتئاب على قلوب النساء    رئيس الأساقفة جاستين بادي نشكر مصر بلد الحضارة والتاريخ على استضافتها    رؤساء مؤتمر الاستجابة الطارئة في غزة يدينون عمليات قتل واستهداف المدنيين    أوروبا تعتزم تأجيل تطبيق أجزاء من القواعد الدولية الجديدة لرسملة البنوك    حبس شقيق كهربا 4 أيام لاتهامه بسب رضا البحراوي    شيرين عبد الوهاب تتصدر "إكس" بخبر خطبتها، ولطيفة: يا رب ترجعي زي الأول ويكون اختيار صائب    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    رئيس لجنة المنشطات يفجر مفاجأة صادمة عن رمضان صبحي    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي    أيمن يونس: أحلم بإنشاء شركة لكرة القدم في الزمالك    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول طبق من الفول بالطماطم    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج ب عيد الأضحى: كل عام وأنتم بخير    "بولتيكو": ماكرون يواجه تحديًا بشأن قيادة البرلمان الأوروبي بعد فوز أحزاب اليمين    البنك المركزي المصري يحسم إجازة عيد الأضحى للبنوك.. كم يوم؟    ظهور حيوانات نافقة بمحمية "أبو نحاس" : تهدد بقروش مفترسة بالغردقة والبحر الأحمر    والد طالب الثانوية العامة المنتحر يروي تفاصيل الواقعة: نظرات الناس قاتلة    السيطرة على حريق نشب داخل شقة سكنية بشارع الدكتور في العمرانية.. صور    واشنطن بوست: عملية النصيرات تجدد التساؤلات حول اتخاذ إسرائيل التدابير الكافية لحماية المدنيين    بيمكو تحذر من انهيار المزيد من البنوك الإقليمية في أمريكا    ليست الأولى .. حملات المقاطعة توقف استثمارات ب25 مليار استرليني ل" انتل" في الكيان    البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2024    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    هل الأضحية فرض أم سنة؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2024 في 5 محافظات    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    الحق في الدواء: إغلاق أكثر من 1500 صيدلية منذ بداية 2024    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    يوسف الحسيني: القاهرة تبذل جهودا متواصلة لوقف العدوان على غزة    حازم إمام: نسخة إمام عاشور فى الزمالك أفضل من الأهلي.. وزيزو أفيد للفريق    مصدر فى بيراميدز يكشف حقيقة منع النادى من المشاركة فى البطولات القارية بسبب شكوى النجوم    رئيس جامعة الأقصر يشارك لجنة اختيار القيادات الجامعية ب«جنوب الوادي»    63.9 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    رمضان السيد: ناصر ماهر موهبة كان يستحق البقاء في الأهلي.. وتصريحات حسام حسن غير مناسبة    تريزيجية: "كل مباراة لمنتخب مصر حياة أو موت"    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    أحمد عز: "أنا زملكاوي وعايزين نقلل حدة التعصب عشان ننتج ونبدع أكتر"    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    وزير الخارجية الجزائري يبحث مع أردوغان تطورات الأوضاع الفلسطينية    رويترز عن مسئول إسرائيلي: حماس رفضت المقترح وغيّرت بنوده الرئيسية    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية بلة المستجدة ببني مزار    شيخ الأزهر لطلاب غزة: علّمتم العالم الصمود والمثابرة    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيديو ..القعيد‮:‬ لا توجد ثورة مضادة.. بل مصالح مضادة‮
نشر في الوفد يوم 17 - 04 - 2011

ذات‮ يوم سئل الكاتب العالمي‮ »‬باولو كويليو‮« ما الذي‮ نحتاجه؟فرد‮: أعتقد أننا نحتاج إلي‮ البراءة‮ . إذن الخلاف بيننا‮ يحتاج إلي‮ »‬براءة‮«. والمصالح بيننا تحتاج إلي‮ »‬براءة‮« !
والعدالة والقصاص والحب والغضب والحرب والسلام‮ .. كل شئ في‮ الحياة‮ يحتاج بحسب وصف كويليو إلي‮ البراءة‮ ،‮ فهي‮ تصنع لنا ولغيرنا حياة أجمل‮.‬
ذهبت إلي‮ لقاء الكاتب الكبير‮ يوسف القعيد‮ ،‮ حيث اعتدت أن التقيه في‮ مدينة نصر داخل مكتبة‮ »‬مدبولي‮« وسط الكتب،‮ وبجوار الأفكار وفي‮ حضن اقلام نزف أصحابها الفكر والجهد والعرق وأحيانا الدم‮ .. من أجل حياة أجمل إنها أيضا براءة‮!‬
العاملون في‮ المكان وقفوا بجوارنا لدقائق،‮ تبادلوا معه الكلام عن الوضع الراهن،‮ وحبس الرئيس السابق وجمال وعلاء‮ ،‮ ومصر بعد‮ 25‮ يناير،‮ والمستقبل بعد الثورة كل ذلك في‮ لحظات عنوانها‮... البراءة‮!‬
جلسنا سويا وبدأنا الحوار قلت‮ يا أستاذ‮ يوسف من موقعة الجمل إلي‮ غزوة الصندوق إلي‮ موقعة الجلابية‮. وماذا بعد؟ فقال‮: هناك أشياء أخري‮ علينا إضافتها للمشهد لتكمل لك الصورة وإلي‮ نص الحوار‮:‬
‮* قلت لي‮ هناك حدثان آخران في‮ غاية الأهمية‮.. ماهما؟
‮** أحداث‮ يوم الأحد والثلاثاء الماضيين‮ .. حدث فيهما أحداث شديدة الأهمية‮.‬
‮* وماذا حدث‮ يوم الأحد؟
‮** أصدر فيه النائب العام قراراً‮ بالتحقيق مع الرئيس السابق حسني‮ مبارك ونجليه‮ . وبعد ساعات فوجئنا بالبيان الشهير الذي‮ يذكرنا ببيانات‮ »‬بن لادن‮« الذي‮ جاء في‮ قناة‮ »‬العربية‮«.‬
‮* وما معني‮ ذلك؟
‮** معناه ان قرار النائب العام تسرب أو‮ »‬أتعرف‮« صحيح أن مبارك كان سجل الحديث من فترة،‮ ليذاع في‮ لحظة معينة ومعني‮ ان‮ يظهر البيان فهذا معناه أنه استبق بيان النائب العام لذلك كان النائب العام هو الجهة الوحيدة التي‮ علقت عن البيان‮.‬
‮* طيب ده‮ يوم الأحد‮.. فماذا عن‮ يوم الثلاثاء؟
‮** ثلاثة أيام اعتبرها مختلفة في‮ حياة المصريين وهي‮ يوم‮ 25‮ يناير وفيها كانت الشرارة ويوم‮ 11‮ فبراير،‮ يوم التخلي‮ و13‮ ابريل الذي‮ يعد قطف الثمار‮. وهو‮ يوم شديد الأهمية وكان شديد الغموض ولكن نتائجه كانت إيجابية واستطاعت ساعات هذه اليوم ان تنقذ مصر من فواهة بركان كان مخيفاً‮.‬
‮* هل كان من الوارد دخولنا في‮ معترك أزمة؟
‮** طبعاً‮.. لكن أنا أري‮ أن الامور‮ »‬اتلمت‮« ويجب أن نذكر للجيش المصري‮ انه لم‮ يطلق الرصاص علي‮ المتظاهرين‮ يوم الجمعة‮ »‬جمعة الغضب‮« وانه كان جادا بصورة حقيقية،‮ في‮ انه لا‮ يوجد مصري‮ فوق القانون‮.‬
‮* إذن الأيام الماضية كانت فارقة في‮ حياة المصريين؟
‮** فارقة وعجيبة وغير مسبوقة في‮ حياة المصريين وعندما تري‮ تاريخ مصر تجد انه‮. لأول مرة تحدث حاجة‮ غريبة وهي‮ أنه لأول مرة‮ يكون لدينا رئيس سابق،‮ لم‮ يكن‮ يحدث هذا عندنا كان عندنا الرئيس أو الملك إما في‮ القصر وإما في‮ القبر‮. ولأول مرة عندنا رئيس‮ »‬محبوس‮« وأول مرة عندنا رئيس‮ .. »‬بيتحاكم‮«.
‮* وهل هي‮ الأولي‮ أيضا في‮ الوطن العربي؟
‮** في‮ إطار الحكام العرب الراهنين‮ ،‮ هي‮ المرة الأولي،‮ وهذا ربما‮ يكون قد سبب انزعاجا شديداً‮ عند بعض الأطراف العربية‮.
‮* زي‮ مين من العرب؟
‮** السعودية مثلاً‮.. وأنا ليست لدي‮ معلومات عن زيارة تمت ظهر الثلاثاء والتي‮ قام بها الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة والتي‮ استمرت ساعة‮.‬
‮* وما أسباب هذه الزيارة؟
‮** يتردد في‮ ليل القاهرة‮ »‬المخملي‮« أن السعوديين كانوا في‮ القاهرة لتقديم ما‮ يسمي‮ بالحل الصحي‮.‬
‮* بمعني‮ إيه الحل الصحي؟
‮** بمعني‮ أن الرئيس‮ يخرج للعلاج في‮ ألمانيا أو في‮ أي‮ مكان لحفظ ماء وجه الرئيس‮.‬
‮* لكن هذا لم‮ يحدث؟
‮** طبعاً‮.. وعلينا أن نتفق أن بعض الدول العربية تريد أن الثورة المصرية لا تصل إلي‮ نتائج سريعة وحاسمة لأنه لو حدث ذلك،‮ فسيكون فيه تشجيع لكل الدول ولشعب العربي،‮ وليبيا واليمن وسوريا وباقي‮ الدول العربية علي‮ المحك‮.‬
‮* كانت الناس تتحدث عن ثورة مضادة ومواقعها في‮ موقعة الجمل والجلابية وغيرهما‮ .. هل انتهي‮ ذلك بحبس مبارك‮.‬
‮** أنا لا أحب كلمة ثورة مضادة لغوياً،‮ لأن الثورة لا‮ يمكن أن تكون مضادة ممكن تسميها أي‮ اسم تاني‮.‬
‮* إذن من أين جاء اسم الثورة المضادة؟
‮** علي‮ ماأذكر جاءت مع الثورة الروسية لينين علي‮ ما أذكر لكن لا أعتقد انه فيه ثورة مضادة،‮ لكن كل احتمالات المناوءة،‮ وكل محاولات الإبقاء علي‮ كل ماهو كان موجوداً‮ مازالت قائمة حتي‮ الآن‮.‬
‮* حتي‮ بعد حبس الرئيس السابق مبارك ونجليه وأركان نظامه؟
‮** حتي‮ بعد حبس كل هؤلاء‮ .. والتباطؤ في‮ إجراءات المحاكمات‮ يمكن ان‮ يولد حالة تعاطف مع الرئيس السابق لدي‮ المصريين‮.‬
‮* يعني‮ ممكن الشعب‮ يتعاطف معاه وهو في‮ السجن؟
‮** طبعا‮ .. المصريون من أعجب شعوب العالم،‮ يعني‮ تجده‮ يقول‮ »‬أنا لو مشربتشي‮ من دمه،‮ فلن ارتاح‮! لكن أول ما‮ يبدأ التحقيق معه،‮ ستجد من‮ يقول خاصة إذا ساءت حالته الصحية طيب ده راجل كبير في‮ السن‮ . وبرضه مش لازم نهين رئيسنا وهكذا‮.‬
‮* لكن السرعة قد تخرجنا عن الإجراءات القانونية العادية‮.‬
‮** وأنا لا أرجو إلا أن تكون المحاكمات عادية أنا‮ يوم التخلي‮ قلت محكمة ثورة‮.‬
‮* زي‮ محاكمات ثورة‮ 23‮ يوليو‮ 1952.‬
‮** آه بالضبط لكن تراجعت لأنه حتي‮ اليوم من‮ يريد أن‮ يهاجم ثورة‮ يوليو تجده‮ يستخدم محكمة الثورة تلك،‮ لذلك أرجو أن تستمر الإجراءات من خلال النائب العام والقضاء العادي‮ وجهاز الكسب‮ غير المشروع‮. وأن‮ يدير الجيش الموضوع عن بعد ولا‮ يتدخل في‮ أي‮ إجراء لان التاريخ لن‮ يرحم أحداً‮. وحتي‮ لا أتمني ان‮ يقدم مدنيين للمحاكم العسكرية‮.‬
‮* الكل‮ يطالب بذلك‮.. لكن الشارع في‮ فوضي ولابد من الحزم؟
‮** طبعا‮ .. وأنا معاك‮ .. لكن عدم الحزم سببه التباطؤ‮.. لأنك حتي‮ اليوم مازلت تحاكم حبيب العادلي‮ بتهم‮ غسيل أموال وأحمد نظيف علي‮ شراء لوحات معدنية‮..‬وهذه قشور‮ .. أنت حتي‮ اليوم لم تحاكم من هدم كنسية صول ولا أحد‮ يعرف من الجاني‮ ثم إنك أخرجت المتهم بتفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية ولم تقدم المتهم الحقيقي‮. من المتهم الحقيقي‮ لا أحد‮ يعلم نحن حتي‮ اللحظة لم نحقق تحقيقا حقيقيا في‮ فكرة الانهيار الأمني‮ وهذه تهمة أشد من تهمة‮ غسيل الأموال التي‮ يحاكم فيها العادلي‮ وفتح السجون وهو موضوع من أخطر الاشياء‮ .. وهو‮ يتم حتي‮ اليوم‮.‬
‮* هذا الانفلات هل هو قائم علي‮ ترتيب أم ان حالة‮ »‬الانفلات‮« عاش فيها الناس؟
‮** أنا لا أعرف بالضبط لكن أنا قلت للدكتور عصام شرف إنني‮ لو كنت مكانه،‮ لتوجهت بالعمل مع وزير الداخلية والمالية لان استمرار الانفلات الأمني‮ والفوضي‮ من أخطر ما‮ يمكن وحتي‮ اليوم هذا موجود‮.‬
‮* إذن الأمن له أولوية قصوي‮ في‮ ترتيب الوضع الداخلي؟
‮** بالتأكيد‮ .. لأنك عندما تقرأ مقدمة‮ »‬ابن خلدون‮« تجد ان من شروط العمران ان تجد الشرطة‮. »‬ابن خلدون‮« يقولك العمران فيه موسيقي‮ وعمارة وزراعة وفن وحكم ولكن الشرطة أو الأمن عند ابن خلدون من أولويات العمران‮. وأنا كنت شديد الانزعاج أمس عندما سمعت عن تسريح‮ 400‮ ضابط أمن دولة‮. هذا أمر في‮ غاية الخطورة‮.‬
‮* وما الخطورة في‮ ذلك خاصة والبعض‮ يطالب بتسريح الجهاز كله‮.‬
‮** أنت عندما تقرأ تجربة أمريكا اللاتينية وأوروبا الاشتراكية في‮ التعامل مع الأمن السياسي‮ تعرف اننا نقدم لمصر الآن طبقة كاملة من محترفي‮ الإجرام‮.‬
‮* وهل في‮ أمريكا اللاتينية محترفو إجرام من الأمن السياسي‮ السابق لديهم؟
‮** طبعاً‮.. وأنا قرأت مؤخرا رواية لكاتب أمريكي اسمها‮ »‬مذكرات قاتل عاطفي‮« بطلها سرح من الخدمة فتحول إلي‮ قاتل بالأجر،‮ وقاتل محترف نحن نقدم للبلد بتسريح ضباط أمن الدولة محترفي‮ إجرام علي‮ أعلي‮ مستوي‮.‬
‮* لكن ضباط هذا الجهاز فسدوا وكان‮ يجب اتخاذ موقف معهم؟
‮** مش بالتسريح،‮ وإنهاء الخدمة لانك عندما أنهيت خدمتهم في‮ الجهاز،‮ فالمؤكد أن خدمتهم ستبدأ في‮ مكان آخر‮. لكن الحل أنني‮ كنت أعيد تنظيم هذا الجهاز،‮ وأعاقب من أخطأ فيه،‮ وكان‮ يجب ان أعيد خلق النظام من جديد،‮ علي‮ أساس المساءلة الحقيقية لأفراد الجهاز،‮ للأسف هناك قرارات متعجلة في‮ غاية الخطورة‮.
‮* زي‮ إيه‮.. مثل تسريح ضباط أو بعض ضباط أمن الدولة،‮ قرار إلغاء محافظتي‮ 6‮ أكتوبر وحلوان وكأننا نريد أن ننتقم فقط من الذي‮ اتخذ القرار،‮ فإذا كان القرر خطأ،‮ نحاسب من اتخذه،‮ لكن ان نكرر الخطأ‮.. فهذا أمر‮ غير معقول وكذلك قرار نقابة الفلاحين‮.‬
‮* هل هذا القرار خطأ أيضا؟
‮** طبعاً‮.. النقابة ترعي‮ مصالح ناس تعمل عند آخرين،‮ إنما الاتحاد لمن‮ يقوم بعمله،‮ والفلاح‮ يعمل عند نفسه،‮ لذلك مطلوب له اتحاد وليس نقابة‮.
‮* وما تفسيرك لمثل هذه القرارات؟
‮** نحن نتبع سياسة إطفاء الحرائق وهذه سياسة لا تصلح،‮ الكل الآن‮ يسعي‮ لإرضاء الشارع فقط‮. وهذا سيخلق مع الوقت ديكتاتوريات جديدة‮.‬
‮* بمعني‮ إيه؟
‮** بمعني‮ انه من‮ غير المنطقي‮ أن كل القرارات تخرج‮ يوم الخميس بالليل،‮ وكأن الهدف إرضاء وقفات‮ يوم الجمعة‮. صحيح إحنا وضع افضل مما كان لكن‮ يجب ان توضع قواعد للاشياء‮ . وتأكد ان هدم القديم سهل جداً‮ أما البناء هو المشكلة الحقيقية‮.
‮* طيب مين اللي‮ يبني‮ .. هل شباب‮ 25‮ يناير أم الشعب أم مجلس الوزراء أم المجلس العسكري؟
‮** أنا بالنسبة للشباب وأنا كنت قمت بانتقادهم في‮ مقال بالأخبار عنوانه من منهم لم‮ يفكر في‮ قتل والده‮.‬
‮* انتقاد مين‮ ياأستاذ‮.. من‮ ينتقد‮ يعتبر من أعداء الثورة؟
‮** لا‮ .. النقد البناء‮ يساعد في‮ البناء‮ .‬وأنا قلت في‮ الأخبار عندما سمعت أحد الشباب‮ يقول في‮ التليفزيون نحن نريد أن ننهي‮ المجتمع الأبوي‮ الموجود في‮ مصر،‮ وكان هذا من مطالبهم وهذا أمر في‮ غاية الخطورة،‮ فأنا جئت بعبارة الأمير‮ »‬مشكين‮« في‮ رواية الأخوة كما رزوف‮.. التي‮ كان فيها‮ يقول لأخيه،‮ من منالم‮ يفكر في‮ قتل والده،‮ نعم هم كانوا طليعة الشعب في‮ الثورة وهذه كانت ثورة الشعب كله وليس الشباب،‮ إنما الآن عليهم ان‮ يفعلوا حاجات أساسية‮.‬
‮* حاجات زي‮ إيه؟
‮** أولاً‮ يجب أن نعرف بالضبط من هم‮ »‬بتاع التحرير‮« أنا الآن كلما تحركت في‮ الشارع وجدت من‮ يقول لي‮ أنا كنت في‮ ميدان التحرير،‮ صحيح مفيش دفتر حضور وانصراف لكن‮ يجب ان نعرف من هم،‮ ومن اندس وسطهم ثم تكون لهم أولويات‮ يتفقوا عليها،‮ اليوم أري‮ من‮ يطلع منهم علي‮ الفضائيات ولديه أولويات خلاف الآخر‮.
‮* البعض‮ يطالب بتغيير كل شئ،‮ لأن كل شيء كان في‮ العهد البائد؟
‮** طيب أغلب هؤلاء الشباب ولدوا في‮ العهد البائد،‮ والتاريخ القريب فيه واقعة شهيرة بعد ثورة‮ يوليو‮ يومها شعرت أم كلثوم ان أغانيها لا تغني‮ في‮ الإذاعة فذهبت لجمال عبدالناصر،‮ فجاء‮ بفتحي‮ رضوان كان وقتها مسئول جهاز الارشاد القومي‮.. فقال له‮ ياريس كانت بتغني‮ ايام الملك فاروق‮.. فرد عبدالناصر‮.. طيب النيل كان أيام الملك فاروق والهرم كان أيام الملك وأبوالهول ماذا نفعل فيهم أيضاً؟
‮* الثورات دائما عندما تأتي‮ تجب ماقبلها؟
‮** تجب أو تلغي الفساد وكل شيء خطأ أما الشيء الجيد فما المانع أن نكمل عليه،‮ وعلينا أن نعيد النظر في‮ فكرة العهد البائد ويكون النظر بعقلنة قليلاً،‮ وأنا أناشد النخبة المصرية أن تتحدث وتنتقد وتقول رأيها‮.‬
‮* انتقاد‮ يعني ثورة مضادة؟
‮** كما قلت لك لايوجد ما‮ يسمي‮ ثورة مضادة‮ .. فيه مصالح مضادة نعم‮ .. القداسة لم تفرض إلا لله سبحانه وتعال‮ ،‮ البلد فيه تطرف رهيب في‮ الآراء،‮ وهذا كارثي‮ لانهم أقل خبرة منهم والنقد مطلوب‮ . وهناك منهم من‮ يعترض علي‮ د‮. مصطفي‮ الفقي‮ للجامعة العربية وحججهم في‮ ذلك واهية وعليه ان أظهر أمام الوطن العربي‮ أنني‮ كتلة واحدة،‮ والأخطر من الاعتراض أن واحداً‮ منهم قال لي‮ طيب عمرو حمزاوي‮ أحق،‮ عمرو علي‮ عيني ورأسي لكنه لم‮ يعمل بالدبلوماسية‮ ،‮ وهذه‮ ياجماعة جامعة الدول العربية‮.‬
‮* المجتمع الآن فيه‮ »‬بعبع‮« اسمه قوة الشارع والكل‮ يخاف منه؟
‮** وهذا خطأ‮.. أنا مع قوة الشارع وان تعمل حسابه،‮ لكن أخشي‮ أن تعمل منه ديكتاتورية جديدة،‮ الأفضل ان نصفق له إذا أصاب ونتوقف إذا أخطأ احترام الشارع مطلوب ونشكر شباب الثورة وطليعتها علي‮ ما حدث في‮ مصر‮.‬
‮* العبض‮ يقول إن حالة التراجع التي‮ كنا عليها سببها ثورة‮ 23‮ يوليو‮ 1952؟
‮** الكلام هذا بدأ‮ يتردد في‮ الأيام الأخيرة بل سمعت من قال إن ثوار‮ 23‮ يوليو كانوا طالعين ضد جمال عبدالناصر‮.‬
‮* إزاي‮ وصورة جمال عبدالناصر كانت في‮ الميدان؟
‮** أنت قلت الذي‮ كان علي‮ لساني،‮ الصورة الوحيدة التي‮ رفعت في‮ الميدان كانت لعبدالناصر وإذا عبدالناصر أخر قليلا فكرة الديمقراطية إلا انه حل مشكلة رغيف العيش،‮ تلك المشكلة التي‮ لو حلها مبارك ما كان جري‮ له ما جري‮ إن تسوية العهود ببعضها البعض خطأ وعدم إدراك‮ . وهذه الثورة ‮ 25‮ يناير بدون الشعب والجيش ما كانت تحققت أهدافها‮. ولابد أن نشكر الجيش الذي‮ لم‮ يلعب الدور الذي‮ لعبه الجيش في‮ ليبيا وإلا كان زمانا ليبيا أخري،‮ وأثبت الجيش المصري‮ أنه جيش الشعب وليس جيش الحاكم‮.‬
شاهد الفيديو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.