أناشد الأخوة السلفيين أن يستهدوا بالله ويتوقفوا عن المشي وراء الإخوان المسلمين مرة، والجماعة الإسلامية مرة، ووراء جماعة الجهاد مرة. لأنكم بتوع ربنا ولا انتم رد سجون ولا لكم في التنظيمات السرية ولا الاغتيالات، ولا تلطخت أياديكم بدم مصري مسلم أو مسيحي، فاستفيقوا من أحلام السياسة والخلافة والحكم الإسلامى والدولة الإسلامية التي أغرقكم فيها الإخوان المسلمين ومن على شاكلتهم. لأن السياسية بعيدة عنكم بقدر بعدكم عنها، لا انتم من رجالها، ولا صناعها، ولم تمارسوها من قبل.. ويوم أن تكلمتوا في السياسة عن طريق الدين أسأتم له، وعندما تكلمتم في الدين عن طريق السياسة أسأتم لأنفسكم وارتكبتم ذنوبا في حق آخرين نسأل العلى القدير أن يغفرها لكم. فقد أطلقتم السباب والشتائم وقلتم إنها من الدين، إلى حد أن البعض منكم تخيل أنهم يملكون صكوك الغفران ومفاتيح الجنة والنار بدعوى أنهم يعلّمون الناس أمور الدين وهذا ما لم يجرؤ أن يقول به أكبر علماء الإسلام المعروفين.. فارتكبتم خطايا ودنستم أثوابكم البيضاء واضطررتم للتراجع والاعتذار عنها باسم الدين أيضا!! كل ذلك لماذا ؟.. لأنكم تريدون تجريب ما فعله الإخوان وغيرهم من قبل وهو الاستحواذ على الناس البسطاء بالدين وتصورتم أنكم تستطيعون كذلك، بينما انتم ليس لكم في فن الحيلة والتلاعب والرقص على الحبال، لأنكم لم تبدأوا طريقكم ولا منهجكم في الدعوة بتبرعات من الانجليز مثلا، ولم تتعاونوا مع الملك ضد الانجليز، ولم تنقلبوا على الملك لصالح الانجليز ولم تقوموا باغتيال وزراء ولا رؤساء وزراء ولا حكمدار، ولا قمتم بمحاولة اغتيال رئيس جمهورية، أو اغتلتم بالفعل رئيس جمهورية، ولم تفجروا أماكن عامة بعبوات ناسفة راح فيها عشرات الضحايا، ولم تتعاونوا في السر مع ضباط لعمل انقلاب، حتى إذا فشلوا لا احد يستطيع أن يمسك عليكم شيئا أما إذا نجحوا فتحاولون الانقلاب على الجميع طمعا في السلطة كلها، ولم تدفع لكم وبكم إيران أو أمريكا للجهاد ضد بلادكم، ولم تذبحوا زوارا آمنين في بلادكم، ولم تستحلوا أموال أو محلات الذهب للمسيحيين ولم تفجروا أبراجا ولا سفكتم دماء بريئة باسم الإسلام!! أيها السلفيون.. استفيقوا من غفلتكم فليس أنتم الذين يمكن أن تحرقوا البلد من أجل مصلحة التنظيم، ولم تقولوا يوما «طز» في مصر، ولم تهاجروا ولم تكفروا إخوانكم في الإسلام أو في الوطن لأنكم أقرب إلى نهج رسول الله في حب الوطن، فعندما أرغم صلى الله عليه وسلم، وهو الكريم في دياره على الخروج من مكة قال وهو راحل عنها بأسى: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت». وهو النبي المكلف بالدعوة، ورغم ذلك كان حب وطنه وأهله وناسه عزيزا على قلبه. لذلك فليس السياسة منكم ولا أنتم منها فهي عالم مليء بالألغاز.. وليست بوضوح سريرتكم وبساطة تفكيركم ورؤيتكم للعمل الصالح، ففي السياسة لا يوجد شياطين ولا ملائكة، ولكن فيها بشر يخطئون ويرتكبون الذنوب عمدا وقصدا طالما ذلك يحقق مصالح الوطن، فالسياسة معقدة ومتشابكة وأساليبها قذرة، وانتم تدعون إلى الله بالكلمة والموعظة الحسنة، والسياسي يضطر إلى أن يصادق الأعداء ويستعدى الأصدقاء، ويكذب وينافق ويناور طالما ذلك يحقق مصلحة وطنه، وهو حق مشروع، وربما شرعي ..ففي السياسة كل شيء مباح.. لك الحق في التجسس على الآخرين وتضليلهم للدفاع عن مصالح وطنك، وفيها تشترى بشرا وتبيع بشرا، طالما أن ذلك يحمى مصالحك ويوسع نفوذك.. السياسة أعمق بكثير من التحيات والطيبات التي بينكم وبين بعضكم، وأصعب بكثير مما يقولوه لكم الإخوان المسلمين وغيرهم عنها، فهي لا تنصر الإسلام الثابت ولكن تضره، لأن السياسة متغيرة وكل يوم في حال حسب المصالح والصفقات والاتفاقيات، ولابد أن تعرفوا أنها لا تجعل المسلم أكثر إسلاما بل يمكن أن تأخذ من إيمانه أكثر بكثير مما يأخذه منها..بينما يمكن أن يكون لدوركم الدعوى تأثير ايجابي وفعال في تشجيع وتحفيز الناس على العمل و الإنتاج وعلى الصدق والأمانة في المعاملات والسلوكيات السليمة التي حثنا عليها الإسلام وهى نفسها الافعال التي يطبقها الغرب ويتقدم بها ثم نقول عليه كافرا، بينما نحن المسلمين لا نطبقها في بلادنا المتخلفة وكأننا كفارا!!