أعلن فريق عمل مشروع ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية، أن مجموع الوثائق التاريخية والنادرة المتاحة للجمهور والباحثين من خلال موقع ذاكرة مصر المعاصرة http://modernegypt.bibalex.org قد تخطت ال20 ألف وثيقة، وهو بذلك يعد أضخم موقع ثقافي في الوطن العربي لتوثيق تاريخ مصر الحديث والمعاصر بشكل رقمي يضم هذا العدد الهائل من الوثائق. الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية والمشرف على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، كيف تري دلالة هذا الرقم الضخم والذي يتيحه موقع ذاكرة مصر المعاصرة؟ ** الدلالة كبيرة بأنه أصبح لدينا أكبر أرشيف للوثائق بصورة رقمية في مصر لأول مرة يتيح للباحثين في كل انحاء العالم المهتمين بتاريخ مصر والمنطقة العربية وتاريخ العلاقات المصرية مع مختلف دول العالم لأن هذا الأرشيف يضم مجموعة ضخمة من الوثائق النادرة التي توثق للعلاقات المصرية في مختلف جوانب الحياة المصرية سواء الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ويعكس طبيعة الدولةالمصرية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين والتي تفيد الباحث والمواطن العادي على حد سواء. ماهي الخطوات العلمية التي اتخذت لتحميل هذا الكم الهائل من الوثائق والمخطوطات؟ ** جاءت فكرة أنشاء هذا الموقع منذ البداية لأننا وجدنا ان الشباب لايقرأ كتب التاريخ العادية ويتصفح شبكة الانترنيت بكثافة فبالتالي كان من الضروري توفير مضمون رقمي لتاريخ مصر وبالتالي امداد الشباب بكل المعلومات التي يرغبون فيها عن تاريخ مصر ولذا هذا الموقع متنوع المواد مابين مواد فيلمية ومواد سمعية ومواد بصرية فالموقع يحتوي علي 63 ألف صورة وعلي نقود أوسمة وكل مايشد انتباه الشباب ويستطيع من خلالها ان يكون فكرة عن تاريخ مصر. علي الرغم من ان مكتبة الإسكندرية تضم عددًا آخر ضخم من المخطوطات والوثائق والكتب الورقية إلا أنها نظرت بعين المستقبل إلى الكتاب الرقمي ؟ ** هذا صحيح فالكتاب الرقمي هو المستقبل في العالم كله ولاتوجد دولة الآن لاتحول تراثها من الكتب الورقية إلى كتب رقمية ولدينا شراكة مع دولة الصين في المكتبة الدولية الرقمية التي تعد اكبر مكتبة رقمية في العالم تنافس مكتبة «جوجل» وحصة المنطقة العربية في هذه المكتبة 200000 ألف كتاب ومكتبة الإسكندرية هي المسئولة عن وضع قائمة الكتب العربية في هذه المكتبة العالمية والتي يوجد فيها شركاء محددون وهي: الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر والصين وفرنسا وهولندا. ماهي روافد الدعم لموقع ذاكرة مصر المعاصرة؟ هناك مراحل من العمل الشاق في سبيل الحصول على نسخة من تلك الوثائق من خلال المجموعات الخاصة التي يمتلكها بعض الأفراد أو بالمراسلات التي تتم مع كبرى المكتبات والجامعات التي تحتفظ بأصول تلك النوادر، وبالشراء من مصادر مختلفة من خارج مصر، ثم رقمنتها وتوثيقها. أيضًا الدعم يأتي بصورة أساسية من العائلات المصرية العريقة ومن الأوقاف ومن المؤسسات المصرية أو من خلال التعاون الدولي فلدينا حاليًا مشروع لجمع الوثائق المصرية الموجودة في تركيا بالتعاون مع الجانب التركي فالمعروف ان تاريخ مصر ارتبط بتركيا وهناك الالاف الوثائق التي تتعلق بالشأن المصري موجودة في تركيا وسبق اننا حصلنا علي وثائق فرنسية وروسية وإيطالية وهولندية تتعلق بتاريخ مصر الحديث والمعاصر. ماهي الوثائق التي توجد في موقع ذاكرة مصر المعاصرة وتوقفت امامها لندرتها وأهميتها التاريخية؟ بصراحة لاتوجد وثيقة في الموقع غير هامة ولكن أتوقف بشدة عند فكرة الوثائق المجهولة للأفراد المصريين في الريف والمدن لأن الاهتمام لسنوات طويلة ظل مركزًا علي المدن الكبري وبصورة اساسية علي العاصمة ولكن في الموقع هناك اهتمام بتوثيق الريف والمدن المصرية كلها أي هو تاريخ ما لايؤرخ وهناك خطة طموحة للوصول مليون وحدة خلال خمس سنوات داخل ذاكرة مصر المعاصرة ومايوجد حاليا نحو 120000ألف وحدة وهذا يعني زيادة ذاكرة مصر المعاصرة عشرة أضعاف حجمها الآن وهذا يقتضي أن نوسع أيضًا توثيق الحياة المصرية في كافة مناحي الحياة بدءًا من حياة السقي إلى حياة الرئيس ومن حياة الفلاح العادي في القرية إلى المزارع والصانع ورجل الأعمال وهو يعد مسح شامل بكل مايتعلق بمصر. كما تمت إضافة مجموعات نادرة من الوثائق في الموقع ترجع إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، عدد كبير من تلك الوثائق النادرة التي يجد الباحثين صعوبة في الحصول عليها متاحة الآن عبر الموقع، وسيوفر الآلاف الساعات للوصول للمعلومة.