لم تكن الحملة "الحازمية" المنظمة التى قادها حازم أبو أسماعيل وأنصاره، أمام مدينة الإنتاج، ضد الإعلاميين، لانتقادهم الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، وقيادات الإخوان، إلا جزءا من الإمبراطورية الإعلامية التى يؤسس لها المتأسلمون للسيطرة على العقول وهى الذراع الفضائى لمحاولات الاغتيال الإعلامى، التى سبقها قبل ذلك من عدة شهور حملة إلكترونية كانت تحت إشراف خيرت الشاطر بقيادة عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد. واستخدمت صفحات إخوانية على شكيلة "انت عيل إخوانجى"، ومن مهامها الهجوم على معارضى الرئيس والاخوان، الى جانب الهجوم على مجموعة من الإعلاميين، بينهم لميس الحديدى وعمرو أديب ووائل الإبراشى وجيهان منصور ويوسف الحسينى, أخيرا محمود سعد الذى حظى بتأييد إخوانى كبير أثناء الانتخابات الرئاسية لمعارضته الشديدة للفريق أحمد شفيق وتأييده المبالغ فيه للرئيس محمد مرسى واستخدم فيها أسلوب إطلاق الشائعات على الإعلاميين، مثل: "أنباء تؤكد العثور على جثة وائل الإبراشى مقتولا بمكان مشبوه، والأدلة الجنائية تكشف عن بصمات عمرو أديب فى مكان الحادث، وضبط إحدى المذيعات فى حالة سكر شديد أسفل العمارة، والقبض على الإعلامية منى الشاذلى فى أحد بنوك القاهرة لمحاولتها صرف شيك مزور ورجل أعمال يمول قنوات فضائية يحاول رشوة الطب الشرعى لتغيير الأحراز المضبوطة بما فيها من مخدرات وحقن بلاستيك.. والآن بدأت مرحلة جديدة من الهجوم الإخوانى، وأصبح الهجوم وجها لوجه بإرهاب العاملين فى مدينة الإنتاج الإعلامى والضيوف المعترضين على سياسة مرسى من الدخول مما يضطر القنوات الفضائية إلى الدخول بهم عبر أبواب جانبية يعلمها العاملون بالمدينة وكأنهم فى حالة هروب من جريمة! إن ما يحدث الآن هو وسيلة النظام لإسكات القنوات الفضائية ومقدمى برامج "التوك شو". وظهرت مع تولى الإخوان المسلمين السلطة فى مصر غلق عدد من القنوات وتوجيه الاتهام المباشر لمقدمى البرامج كما حدث مع جيهان منصور من عصام العريان باتهامها بتقاضى أموال نظير معارضتها للإخوان وأعقب ذلك قرار وقف بث قناة دريم من استديوهاتها . وأخيرا بدأ محتلو مدينة الإنتاج يوزعون منشورا يطالبون بعدم مشاهدة القنوات الفضائية التى تهاجم الإخوان. وعلقت على ذلك لميس الحديدى فى برنامجها هنا العاصمة بقولها: (ياريت اللى مش عاجبه القناة يغيرها بالريموت). وبالطبع هذا الحل المنطقى لا يعجب الإخوان الذين يريدون تكبيل الأفواه وألا يعلو صوت فوق صوتهم. وهم يحلمون إما بتسليم تلك القنوات لأفكارهم فنفاجأ بنسخة بالكربون من قناة "مصر 25". أو القضاء عليها وإغلاقها. ولا يعلم هؤلاء أن الفضاء مفتوح وربما تضطر تلك القنوات لبث برامجها من خارج مصر وعلى قمر آخر غير النايل سات... على الجانب الآخر أصدر شباب الثورة بيانًا أعلنوا فيه مقاطعتهم للقنوات الفضائية التى تستضيف قيادات من الإخوان المسلمين أو تيارات الإسلام السياسى، رافضين المتاجرة بدماء الشهداء حتى لا يكون ذلك وسيلة تسويق المنتج السياسى لإسقاط مصر، ونتفق أو نختلف مع هذا الأسلوب من المقاومة ولكن هى الوسيلة الوحيدة الآن أمام حالة الغياب العقلى الإخوانى وآخرها ما فعله وزيرهم صلاح عبدالمقصود عندما خرج علينا بأكذوبة أن الزميل الحسينى أبوضيف إخوانى.. الحرب على الفضائيات لن تتوقف وقد تصل الى مرحلة الدم.