رصدت "بوابة الوفد" تفاصيل الليلة الثانية للاشتباكات الدامية بين قوات الأمن المركزى، وبين متظاهرى إحياء ذكرى محمد محمود، التى راح ضحيتها 40 شهيداً، والمئات من المصابين على خلفية تظاهرات إسقاط وثيقة السلمى من جانب القوى الإسلامية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين. وبدأت الأحداث من شارع يوسف الجندى, المتفرع من شارع محمد محمود, حيث الإشتباكات, وتبادل التراشق بالحجارة, وقنابل الملوتوف, وسط حالة من الكر والفر بين الطرفين, حتى وصل الأمر إلى أن إعتلت قوات الأمن لأسطح المنازل للشوارع، وقاموا بإلقاء الحجارة مستخدمين بلاط المنازل لإلقاءه على المتظاهرين فى شارع محمد محمود فى محاولة منهم لإجبارهم على التراجع إلى ميدان التحرير. وعقب ذلك تطورت الأحداث بعد أن تجمع العشرات من المتظاهرين وقاموا بتجهيز عدد من قنابل الملوتوف لإلقاءها على عساكر الأمن المركزى, وإرهابهم الأمر الذى أدى إلى إشتعال النيران فى المداخل الرئيسية للمدرسة الفرنسية فى شارع محمد محمود, مما اضطر رجال الأمن لإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بكثافة من أجل الذهاب للمدرسة الفرنسية, وإطفاء النيران التى إشتعلت فيها. وفى السياق ذاته إستمرت عمليات الكر والفر وسقوط العشرات من المصابين نتيجة حالات الإختناق, الأمر الذى استغله رجال الأمن لإطفاء الحريق بالمدرسة الفرنسية, والإعتلاء عليها وبدأو فى رشق المتظاهرون بالحجارة, فى الوقت الذى إستخدموا فيه الكراسى الخشبيبة ومقاعد الطلاب فى إلقائها على المتظاهرين بعد أن إستنفذوا الحجارة. واستمرت الإشتباكات وتبادل الكر والفر, حتى تجمع المئات من المتظاهرين فى مدخل شارع محمد محمود, وقرروا أن يتجهو إلى مجلس الوزراء للتنديد بما تقوم به وزارة الداخلية تجاهم فى محمد محمود , وذهب المتظاهرون مرددين هتافات مدوية:"الداخلية بلطجية... الداخلية بلطجية..ويسقط يسقط حكم المرشد". من جانبهم لم تعطى قوات الأمن الفرصة للمتظاهريين الوصول إلى مجلس الوزراء وقامت بإطلاق أعيرة الغاز المسيل للدموع عليهم وتفريقهم وإلقاء الحجارة عليهم مما أدى إلى إنتقال ساحة الحرب والقتال إلى محيط مجلس الوزاء والبرلمان بغرفتيه وإحداث حالة من الكر والفر بين الطرفين حتى منتصف الليل بيقام قوات الأمن بتدبير هجمة كبير أجبرت المتظاهريين للرجوع إلى ميحيط المجمع العلمى وميدان التحرير وذلك بعد وصولهم إلى مقر مجلس الوزراء والبرلمان بغرفتيه الشعب والشورى بإطلاق الغاز الكثيف المسيل للدموع الأمر الذى أدى إلى تفرقة المتظاهريين وإجبارهم على العودة للميدان بسبب حالات الإختناقات التى نتجت عن إطلاق الغاز. وقامت قوات الأمن بإغلاق شارع قصر العينى فى وجه حركة المواصلات، ومنع مرور أى فرد منه فى الوقت الذى يشهد حالة من الكر والفر بين المتظاهريين ورجال الأمن تبادل الحجارة وزجاجات الملوتوف، وإطلاق الأمن للغاز المسيل للدموع فى الوقت الذى أشغل فيه المتظاهريين النيران فى بعض الإطارات لتوليد دخان كثيف للتغلب على الغاز المسيل الذى يسبب حالة من الإختناق. وفى هذا التوقيت كشف مصدر أمنى ل"بوابة الوفد" أن هجوم الأمن على المتظاهريين الأخير من أجل تمهيد الطريق لخروج أعضاء الجمعية التأسيسية الذين يعقدون جلسة لهم مساء اليوم بمقر مجلس الشورى، مؤكداً على أنهم يحاولوا بقدر الإمكان أن يوفر لهم الأمن من أجل أن يغادرو مقر المجلس. وعقب الإنتهاء من إخراج أعضاء التأسيسية عاد رجال الأمن من جديد إلى محيط مجلس الوزراء، فى الوقت الذى دفع المتظاهرون للهجوم عليهم وإحداث حالة من الفوضى حتى عادت الإشتباكات مرة أخرى فى محيط مجلس الوزراء ومجلسى الشعب والشورى. واحتشد المتظاهرون أمام مجلس الشورى ومحيط مجلس الوزراء الأمر الذى قابله قوات الأمن بإعادة إلقاء الغاز المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش عليهم، لإجبارهم على التراجع إلى ميدان التحرير وسط عمليات من الكر والفر بين الطرفين، فى الوقت الذى يقوم المتظاهريين بإستخدام أدوات التحسين والتجديد لبنك الإئتمان الزراعى فى شارع القصر العينى، لعمل حائط صد لمنع توغل المصفحات إلى ميدان التحرير وغلق الطريق عليهم ومنع تعقب قوات الأمن لهم وإشعال النيران فى إطارات السيارات. فى السياق ذاته إنسحبت قوات الأمن وقوات الشرطة العسكرية التى كانت تتمركز على المدخل الرئيس لمجلس الشورى خوفا من الإشتباك مع المتظاهريين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن فى شارع قصر العينى، فى الوقت الذى تم فيه ملاحظة قطع التيار الكهربى عن مجلس الشورى دون أى وجود لآثار من قوات الأمن بداخله الإضافة إلى محاولة عشرات المتظاهريين التسلل له. ولم تستمر الإشتباكات على وتيرة واحدة حيث تارة تهدأ وتارة تتوقف وتارة أخرى تشتعل, حتى آذان الفجر وتوقفت بشكل نهائى من جانب شارع قصر العينى ونجحت قوات الأمن المركزى فى فرض سيطرتها الكاملة عليه ومحيط مجلس الوزراء وإجبار المتظاهرين على العودة للشوارع الجانبية فى محيط ميدان التحرير فيما إستمرات مناوشات محدودة فى شارع محمد محمود حتى توقفت بشكل شبه نهائى قبل شروق شمس نهار الأربعاء بخروج المواطنين إلى أعمالهم وعودة حركة المواصلات لطبيعتها. وفى تعليقه على هذه الأحداث شن د. محمد البلتاجى, القيادي الإخواني, وعضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور, هجوماً حاداً على المتظاهريين فى محيط شارع محمد محمود مؤكداً على أن هذه الممارسات فى إطار أعمال التخريب والبلطجة. وقال البلتاجى فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد":"على القوى السياسية أن تتبرأ من هؤلاء المتظاهرون فى محيط شارع محمد محمود ومجلس الوزراء والذين يشبكون مع قوات الأمن من أجل أن يطبق القانون عليهم ويتم إلقاء القبض عليهم ومحاساباتهم". وانتقد القيادى الإخوانى وجود بعض القوى الثورية والشبابية معهم ومساندتهم لهم مؤكداً على أن الجميع له كامل الحق فى الإعتراض على الرئيس وحكومته ولكن بإسلوب سلمى وحضارى حتى يستمع له الآخرون ويحترموا آرائها إلا أن هذه الطريقة التى تتم فى محيط وزارة الداخلية لابد من مواجهتا بالقانون لأنه تأتى تحت طائلة التخريب والتدمير وليس العمل السياسى. وبشأن إحتجازهم أمس فى مجلس الشورى قال البلتاجى:"للأسف هذا حدث ولم يهتم بنا أحد بالرغم من أننا نقوم بأداء عمل جليل فى مناقشة الدستور مطالبا الجميع بضرورة التوحد نحو البناء وليس التخريب والتدمير بإقتحام مؤسسات الدولة". أخبار ذات صلة:
الأمن يفرض سيطرته على شارع قصر العينى وفاة أول حالة فى أحداث محمد محمود توقف الإشتباكات فى محيط "محمد محمود" متظاهرون يحرقون المدرسة الفرنسية بالتحرير عودة الاشتباكات فى محيط الوزراء والبرلمان