استطلاع رأي: صلاح شرابي,مني أبو سكين, شيرين يحيي, سها صلاح جاء قرار حزب الوفد بالانسحاب من الحوار الوطني الذي دعا اليه الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء ليحدث ضجة داخل الشارع السياسي، كما حدث مؤخراً من انسحابه في انتخابات مجلس الشعب الماضية أثناء جولة الاعادة. وبقرار الانسحاب أثبت الوفد انه كان ولايزال يعبر عن نبض الشارع المصري الذي رفض الحوار منذ بدايته لكونه يفتقد القواعد والاسس التي من المفترض أن يبني عليها أي حوار يهدف الي خلق نوع من التوافق ووضع رؤية ربما تكون هي العامل الاساسي في تحديد مصير البلاد خلال الفترة القادمة. ومنذ الاعلان عن ما سمي بالحوار الوطني أيقنت غالبية القوي الوطنية وتوقعت فشله ووفاته قبل أن يولد لكونه تجاهل الدعوة لبعض الاحزاب العريقة التي خاضت معارك ضد النظام البائد وزبانيته. وأصدر الوفد بناء علي ارادة الوفديين الذين طالبوا بالانسحاب لعدم وضوح رؤية أو استرتيجية وإطار زمني وهي أبسط أشياء يتم الاتفاق عليها قبل بداية أي حوار في جلسة صلح عائلية وليس حواراً وطنياً يتعلق بمصير البلاد. وأيد قرار الوفد العديد من ممثلي القوي الوطنية ورموز المجتمع المدني ليتضح بعد ذلك أن الوفد كان سباقاً وقراره كان صائباً خاصة بعد تأجيل الحوار وإسناده الي الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس وزراء مصر الاسبق بدلاً من الدكتور يحيي الجمل. سألنا قيادات الوفد والسياسيين والخبراء... فماذا قالوا؟. أحمد عودة: تجاهل السلطة دعوة »الوفد« خطأ فادح أكد أحمد عودة عضو الهيئة العليا بالوفد ان تجاهل السلطة دعوة »الوفد« في الحوار المزعوم هو »خطأ فادح«. وأضاف. »الوفد« علي حق في احتجاجه علي المشاركة في الحوار حيث كان يجب اجراؤه بين القوي السياسية والاحزاب والنقابات وغيرها من المنظمات المجتمع المدني. وأوضح عودة ان قرار تأجيل الحوارالوطني ونقله الي جهة محايدة هو محاولة من الحكومة لانقاذ الموقف. ويري عودة ضرورة احترام التيارات والاحزاب السياسية وعلي رأسها »الوفد« حتي لا نجد أنفسنا أمام حوار »الطرشان«. حسام الخولي: الحوار الوطني كان جلسة دردشة أكد المهندس حسام الخولي رئيس اللجنة العامة لشباب الوفد ان بداية الحوار كانت خاطئة لان الكيانات السياسية قد استبعدت في البداية ثم تم طلبها وهذا لا يجوز لانه حوار وطني سياسي ويجب أن يكون هناك ورق مجهز للخروج بموضوعات سريعة مكتملة ولكنها كانت جلسة دردشة. وأنا أؤيد انسحاب الوفد وأي قوي سياسية معارضة أخري لا تريد الاشتراك في هذا العبث. فؤاد بدراوي:الوفد لا يتلقي الدعوة من الصحف.. والحوار انتهي قبل أن يبدأ قال فؤاد بدراوي سكرتير عام حزب الوفد ان قرار تأجيل الحوار الوطني يؤكد موقف الوفد وقراره بالانسحاب وعدم المشاركة فيه، مشيراً الي أن الحوار لم تكن له أهداف واضحة. وأضاف بدراوي ان الوفد أعلن موقفه منذ البداية مع حزبي التجمع والناصري قائلاً: »الوفد لا يتلقي الدعوة من الصحف وانما كان يجب اعداد ورقة عمل أو جدول أعمال وهذا لم يحدث وترتب عليه إنهاء الحوار قبل أن يبدأ«. وتساءل سكرتير عام الوفد عن كيفية اجراء حوار وطني بعد اجراء التعديلات الدستورية والاستفتاء عليها الي جانب الاعلان الدستوري الذي صدر مؤخراً، موضحاً انه كان من الاولي اجراء حوار وطني بمشاركة كل القوي الوطنية لخلق نوع من التوافق علي ما تم. واختتم بدراوي حديثه بأن لكل عمل مؤشرات ومقدمات تؤكد نجاحه من عدمه وبالتالي تأجيل الحوار أو إنهاؤه هو نتيجة طبيعية لعدم الدقة وسوء الاعداد له. مارجريت عازر: قرار الوفد »صائب«.. الحوار الوطني »ناقص« و»مشوه« أكدت مارجريت عازر، القيادية بحزب الوفد، أن الحوار الوطني جاء ناقصًا ومشوهًا، بسبب عدم وجود تمثيل حقيقي لجميع طوائف وفئات الشعب، وبالتالي فإن المطالب والقضايا التي سيناقشها القائمون علي هذا الحوار ستكون غير منقوصة. أكدت عازر أن قرار حزب الوفد بعدم المشاركة في الحوار الوطني »صائب«، لأن الوفد حزب عريق ولا يرضي بتهميش قوي سياسية ويسعي دائما لتقديم مطالب كل القوي الوطنية للتصدي لأي محاولات للالتفاف علي الثورة. طارق سباق: الحوار فشل قبل أن يبدأ أكد طارق سباق عضو الهيئة العليا للوفد، أن قرار الانسحاب من الحوار كان ضرورة مهمة، لحوار فشل قبل أن يبدأ، وأشار طارق سباق إلي أن حزب الوفد دائما له رؤية مستقبلية في الاحداث الجارية والطريقة التي بدأ بها الحوار الوطني خاطئة مائة في المائة، ومن غير المنطقي أن يجري حوار وطني ولا يتم دعوة الوفد إليه. د. عمرو هاشم ربيع: أطالب بمشاركة الوفد بعد نقل إدارة الحوار إلي لجنة القوي الوطنية رحب الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بقرار تأجيل الحوار الوطني ونقل إدارة الحوار إلي لجنة القوي الوطنية، بينما تحفظ ربيع في جزء تولي دكتور عبد العزيز حجازي رئاسة ادارة الحوار قائلاً: »كان أفضل ترك الاختيار للجنة القوي الوطنية واعضاء الحوار الوطني«. وطالب ربيع الوفد باتخاذ موقف جديد والتراجع عن قرار عدم المشاركة باعتباره حزباً عريقاً له دور فعال في الساحة السياسية خاصة بعد إصدار قرار بتأجيل الحوار الوطني وتولي لجنة القوي الوطنية إدارة الحوار. د. جمال أسعد: قرار تأجيل الحوار الوطني استجابة لرفض »الوفد« المشاركة أيد دكتور جمال أسعد نائب مجلس الشعب السابق قرار حزب »الوفد« عدم مشاركته بالحوار الوطني، مؤكداً انه كان صائبا ومعبرًا عن الرأي العام المصري، مدللا بذلك الاستجابة الفورية في إصدار قرار بتأجيل الحوار الوطني ونقل عملية إدارة الحوار إلي لجنة القوي الوطنية وشباب الثورة بحيث يقتصر دور الحكومة علي توفير الموارد البشرية والمادية المطلوبة لعملية الحوار. وانتقد أسعد طريقة إدارة الحوار الوطني في جلسته الأولي قائلا: »الطريقة التي تم بها دعوة الشخصيات جاءت بشكل انتقائي قائم علي العلاقات الشخصية، ولم يمثل تمثيلاً حقيقياً للأحزاب السياسية«. وأضاف ان طريقة إدارة دكتور يحيي الجمل تقليدية تسير نفس مسار النظام ما قبل الثورة والتي أحدثت إحباطاً حقيقياً لدي الرأي العام. ورحب أسعد بقرار نقل إدارة الحوار إلي لجنة القوي الوطنية بحيث يقتصر دور الحكومة علي مراقبة ورصد التطورات والالتزام بالتوصيات النهائية وتنفيذها إلي قوانين وقرارات فعالة. وطالب أسعد بضرورة مشاركة الوفد في الفترة المقبلة باعتباره حزباً عريقاً يمتلك الخبرة السياسية علي مدار السنوات علي ان يكون هناك جدول أعمال يتمثل في كيفية تجسيد روح الثورة في جسد سياسي علي أرض الواقع المصري لانقاذ الثورة من الضياع. د. عبد الله الأشعل:الوفد رفض المشاركة في حوار مشبوه هدفه ضياع مطالب الثورة انضم الدكتور عبد الله الأشعل إلي قرار الوفد برفضه المشاركة في الحوار الوطني مؤكداً أن الوفد رفض المشاركة في فكرة »خبيثة ومشبوهة« هدفها فرم مطالب شباب الثورة وضياعها، ويري الأشعل ضرورة عمل منتدي حوار للشباب فقط يعرضون فيه اراءهم ومطالبهم في كافة القضايا. مطالباً شيوخ وكبار السياسة بضرورة توضيح وشرح للشباب القضايا المثارة فضلاً عن تنفيذهم الوثيقة والتوصيات التي يتوصل إليها الشباب. صلاح عيسي: الوفد تنبأ بحوار ليس مكتمل الأركان أيد الكاتب صلاح عيسي قرار الوفد في الانسحاب من حوار القوي الوطنية، وقال إنه حوار ليس مكتمل الاركان وليس له معني بعد قرار الحكومة بتعيين الدكتور عبد العزيز حجازي لادارة الحوار رغم انسحاب الحكومة من الحوار واقتصارها علي توفير الخدمات للمتحاورين وهذا قرب من ان الحكومة تبتعد عن الحوار. وقال ان القوي السياسية تريد الحوار مع القوي الاساسية المسيطرة علي السلطة وهي القوات المسلحة، حتي يكون حواراً متكاملاً وله استراتيجية محددة، وإذا تم ذلك ندعو الوفد للحوار. عصام شيحة: أحذر صناع القرار من العودة إلي نقطة الصفر قال عصام شيحة عضو الهيئة العليا للوفد إن قرار الحزب بالانسحاب صائب في الوقت الراهن لأن الحوار بدون وضع ضوابط ما هو إلا »مصطبة بلدي« علي حد قوله. وأضاف شيحة أن أي حوار من المفترض أن يقوم علي عدة أشياء مثل الأمانة الفنية ذات الكفاءة العالية وإعداد ورقة للحوار بحيث تتضمن رءوس موضوعات يضاف إليها ويؤخذ منها وفي مقدمتها وثيقة الدستور كذلك تمثيل جميع القوي الوطنية بالاضافة إلي الشخصيات العامة والفعالة لطرح رؤية واضحة. وانتقد شيحة الدعوة للحوار دون تحديد جدول أعمال أو إطار زمني له مشيرًا إلي وجود تخوف من الانفراد بصناعة القرار كما كان يحدث مسبقًا. وأعرب شيحة عن استيائه من صياغة قانون الأحزاب وإجراء التعديلات الدستورية والاستفتاء عليها دون العرض علي القوي السياسية كذلك إصدار مجلس الوزراء لقانون الحبس والغرامة وتجريم التظاهر دون أخذ الرأي العام، الأمر الذي يعتبر التفافًا حول أهداف الثورة النبيلة. وحذر شيحة من تجاهل الرأي العام وعودة الأمور في مصر إلي نقطة الصفر وعودة الفجوة بين الدولة والشعب مطالبًا صناع القرار بالعودة للشارع حفاظًا علي استقرار الوطن وضمان مشاركة الشعب في إدارة شئونه. مصطفي الجندي: الوفد يرفض المشاركة في العبث أكد »مصطفي الجندي« وزير الشئون الإفريقية بحكومة الظل أن الوفد انسحب من الحوار الوطني لأنه لا يسمح بالمشاركة في عبث، فآخر تصريحات الحكومة تؤكد بشكل غير مباشر انسحابها من الحوار بقولها إنها ستقتصر علي توفير الخدمات للمتحاورين، ومن وجهة نظري أنها ليست مطالبة بالحوار لأنها حكومة تسيير أعمال بل يجب أن يكون الحوار في شكل مدني. كما أنه لا يوجد هناك حوار وطني لأن الحوار يتطلب إعلان شيء ما للتحاور عليه والحكومة فعلت العكس أصدرت الإعلان الدستوري ثم تريد عمل حوار كمن وضع »العربة أمام الحمار«. نبيل عبدالفتاح: الحوار المزعوم »لعبة« لا طائل من ورائه أكد الدكتور نبيل عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الحوار الوطني مجرد »لعبة« لإلهاء المواطنين ولا طائل من ورائه. تابع عبدالفتاح: »هذا الحوار المزعوم منذ بدايته، والطريقة التي تمت إدارته بها والتي قامت علي انتقاء بعض القوي السياسية دون أخري، تؤكد أن مثل هذه الحوارات هدفها شق الصفوف، وتضيع الوقت والجهد. وحمل عبدالفتاح القائمين علي هذا الحوار مسئولية شق صفوف القوي السياسية باتباعه مثل هذه السياسة الانتقائية التي همشت قوي سياسية ومفكرين ومثقفين بارزين لهم دور كبير في الحياة السياسية، مشيرًا إلي عدم جدوي عقد مثل هذه الحوارات، بعد قيام المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإصدار الإعلان الدستوري بمواده 62. وتابع متسائلاً: ما جدوي الحوار والنقاش والمجلس الأعلي للقوات المسلحة، ومجلس الوزراء يتخذان جميع قراراتهما منفردين دون الرجوع إلي ممثلين حقيقيين للشعب المصري. سامي بلح: القائمون علي الحوار ينقصهم الخبرة السياسية.. ولا حوار بدون »الوفد« أما سامي بلح، السكرتير العام المساعد للحزب وعضو الهيئة العليا للوفد، فيري أن القائمين علي الحوار تنقصهم الخبرة السياسية، كما أن رؤيتهم لمستقبل البلاد غير واضحة المعالم. ووصف بلح قرار الوفد بالطبيعي لعدم وجود خطة واستراتيجية يتم العمل من خلالها وهذا يتناقض مع مبادئ ومواقف الوفد التي طالبت علي مدار الأعوام السابقة بتغيير النظام البائد ووضع دستور جديد واصلاح شئون البلاد. وأضاف سكرتير عام مساعد الوفد أن الحوار منذ بدايته والدعوة له لا يفي بمتطلبات الثورة لكونه تجاهل مشاركة أو دعوة بعض القوي الوطنية التي كانت ومازالت تقدم المزيد لهذا الوطن، مشيراً إلي انه من الصعب أن يكون هناك حوار وطني ناجح في ظل غياب حزب الوفد العريق. أبوالعز الحريري:الحوار الوطني »هزلي« وغير جاد انتقد أبوالعز الحريري، القيادي بحزب التجمع الحوار الوطني قائلاً: »الحوار غير »جاد« و»هزلي« لأنه لم يجدد القضايا التي يتم النقاش والتحاور حولها. واستنكر الحريري مشاركة رموز من الحزب الوطني في الحوار وتجاهل قوي سياسية وأحزاب لها تاريخ كبير في النضال السياسي وتابع قائلاً: مشاركة الوطني تعني اعترافًا بشرعية هذا الحزب الذي ارتكب جرائم كثيرة في حق الشعب المصري، ويعتبر موقفًا واضحًا من قبل الحكومة ضد الثورة التي أسقطت النظام. وأكد الحريري أن المشاركين في الحوار غير ممثلين لجميع القوي السياسية. وأضاف: الحوار الوطني الحقيقي ونحن علي أبواب انتخابات برلمانية ورئاسية لابد أن يشمل كل القوي السياسية دون إقصاء أو تحيز، وتتم عبره مناقشة حقيقية لأهداف ورؤي الأحزاب للمستقبل، بعيدًا عن الإملاءات وفرض الوصاية علي القوي السياسية المختلفة من أي جهة.
