لا يستطيع أحد منا أن ينكر أن إضراب العمال فى الأيام الثلاثة السابقة على تنحى المخلوع كان لها شديد الأثر على قرار التنحى, وإرغام الجميع على الانسياق لقرار الشعب ومطلبه, ليكون موقفهم هذا برهانا قويا على من تسول له نفسه سلب حقوقهم, إلا أن الموقف الآن من العمال لم يتغير عن سابقه فى عهد المخلوع, بل إن أعداد العمال المفصولين فى عهد الرئيس الحالى فاق عددهم فى عهد نظام المخلوع.. تلك هى الكلمات التى بدأ بها القيادى اليسارى وعضو مكتب العمال بحركة الاشتراكيين الثوريين "هشام فؤاد" حواره مع "بوابة الوفد" عن أحوال العمال فى عهد الرئيس المنتخب وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية التى باتت معروفة للجميع من كثرة الاحتجاجات والمظاهرات التى تطالب بتحسين أوضاعهم. وإلى نص الحوار: س: ما تقييمك لأداء القيادى الإخوانى ووزير القوى العاملة الحالى خالد الأزهرى؟ ج: خالد الأزهرى تواطأعلى حقوق العمال ورفض التدخل الإيجابى لصالح العمال بدعوة تشجيع الاستثمار فى الوقت الذى أعلنت فيه الحكومة عن مواصلة برنامج الخصخصة, وهو ما يعنى استمرار سياسة تشريد العمال والهجوم علي المزايا المادية المخصصة لهم وهو ما يؤدى إلى زيادة أوضاعهم سوءا, وذلك اتضح من خلال هجومه على النقابات المستقلة من عدة زوايا، ومنها وضع العراقيل أمام العمال الراغبين فى تشكيل نقابات مستقلة, كما يسعى الوزير إلى السيطرة على "الاتحاد العام للنقابات العمالية" حتى يعتليه قيادات إخوانية ليكونوا بديلاً عن قيادات مبارك التى احتلته قبل الثورة. س: ما دور النقابات المستقلة وخطورة الاتحاد العام على مصالح العمال؟ ج: بالنسبة "للنقابات المستقلة" فهى تسعى إلى تنظيم العمال لكى يستطيعوا تحسين أوضاعهم المعيشية والتصدى لأى أذى من قبل أصحاب العمل أو أجهزة الدولة, أما "الاتحاد العام للنقابات العمالية "فخطورته تكمن فى أنه لعب دورًا رئيسيًا فى تمرير كل المشروعات والقوانين المعادية لحقوق العمال مثل قانون الخصخصة والمعاش المبكر كما أنه لم يسبق له التصدى للدفاع عن حقوق العمال. س: هل هناك محاولة إخوانية لتمرير قانون جديد معادٍ للحريات النقابية؟ ج: بالفعل هناك محاولة لذلك حيث يسعى الإخوان لتمرير مثل هذا القانون وهو فى الوقت ذاته مخالفا للمواثيق الدولية ومن أبرز مسالب هذا القانون هو حرمان العمال المدنيين التابعين للشرطة والجيش من حقهم فى تكوين نقابات تدافع عنهم وعن حقوقهم. س: ولماذا يسعى الإخوان لذلك؟ ج: لأن الإخوان يسيطرون على النقابات المهنية فلا يريدون لهم منافساً، كما أن مشروع هذا القانون يجعل السلطة كلها فى أيدى الاتحاد العام بحيث لا يكون للجان النقابية فى المصانع والإدارات أى صلاحيات, بدلاً من أن تكون السلطة فى أيدى النقابات, كما أن مشروع هذا القانون الإخوانى يحرم الذين يخرجون من النقابات الرسمية من أموالهم التى أودعوها فى الصناديق الخاصة لإجبارهم على البقاء فى النقابات التابعة لاتحاد العمال, كما أنه يعطى الحق لصاحب العمل فى منع العمال من ممارسة نشاطهم النقابى وتنظيم انتخاباتهم. س: وما تقييمك لوضع العمال فى مسودة الدستور الحالية؟ ج: أولا لا بد من حل الجمعية التأسيسية وهو مطلب القوى المدنية فهى لا تعبر عن القوى الاجتماعية من عمال وفلاحين وصيادين ومهنيين فالتنظيم الرسمى" للإخوان المسلمين" يحتكر تمثيل العمال فى التأسيسية, لذلك جاءت مسودة الدستور خالية من النص على حقوق العمال الرئيسية كالنص على ضمان الحريات النقابية وفقا للمواثيق الدولية, كما انها لم تنص على حق الإضراب وضمان الحد الأدنى والأقصى للأجور وكذلك ضمان حق العلاج والتعليم المجانى والسكن الملائم, وبالتالى فإن المسودة أغفلت الحقوق الاجتماعية والاقتصادية, بالإضافة للانحياز الواضح لطبقة رجال الأعمال, وهو ما يوضحه اتجاه "الجماعة" لعقد مصالحات واسعة مع رجال أعمال النظام البائد من أمثال"أبو العينين" وغيره, كما يسعون لإجراء مصالحات مع المستثمرين الذين اشتروا شركات القطاع العام بمبالغ زهيدة ونهبوا ثروات البلاد وشردوا الآلاف من العمال. س: وما هو موقفك من الاقتراض من "صندوق النقد الدولى"؟ ج:هذا القرض سيؤدى بالطبع إلى تعويم سعر الجنيه وارتفاع الأسعار وعودة الخصخصة من جديد, وتلك الأفعال تؤكد انحياز الإخوان للأغنياء على حساب الفقراء, الذين يواصلون الانتفاض ضد سياسات التجويع والتقشف التى تتبناها حكومة قنديل فقد وصلت معدلات الاحتجاج الاجتماعى إلى 1500 وقفة احتجاجية فى الفترة التى حكم فيها مرسى. س:لقد شاهدنا نضال العمال والقيادات العمالية فى فترة مبارك والتى ما زالت مستمرة ولكن هل هناك من جديد بشأن ذلك؟ ج:نحن قمنا بتنظيم حملة هى "حملة حريتنا النقابية "وهى تسعى لتنظيم الحركة العمالية عبر النضال العمالى لتأسيس نقابات مستقلة وروابط وجمعيات وصولا لانتزاع اتحاد عمال مناضل يستطيع قيادة العمال فى إضراب عام لانتزاع المطالب والحقوق, بعد تبنى الحكومة الحالية سياسة التجاهل تجاه مطالب العمال, كما نسعى من خلال تلك الحركة إلى ربط النضال السياسى بالنضال الاجتماعى للعمال، فالحركة العمالية هى الحركة القادرة على الإضاحة بالسلطة الحاكمة من خلال شل حركة الإنتاج.