بنات اوف لاين ..هو اسم الراديو الالكتروني الذي بثته 7 فتيات من قلب مدينة الاسماعيلية يحملن هموم وأحلام المرأة المصرية والعربية. فتيات في العشرينيات من العمر رفضن نظرة المجتمع للمرأة التي تقيد من تحركاتها وتحد من إبداعها بدعوى انهن بنات . .جمعهن هدف مشترك في انشاء اذاعة اليكترونية تعبر عن أحلام بنات جيلهن وتناقش قضايهن وتغوص في اعماق ما يحجم المجتمع عن الحديث فيه. التجربة الإذاعية لم تتعد بعد شهرها الثاني لكنها جمعت جمهورا من الفتيات والشباب لتدون بذلك شهادة ميلاد لثالث اذاعة الكترونية تهتم بالمرأة على مستوى العالم العربي .. والعمل في الاذاعة يقتصر على الفتيات، وإن كانت التغطية للاحداث والحوارات التي يجريها فريق العمل قد تستضيف الرجال لكنها تركز في مجملها على المرأة. أمنية العركي 23 سنة ليسانس اداب ومسئول المتابعة والتقييم بالاذاعة تقول «قبل ان نبدأ في إنشاء الراديو كانت لبعض منا تجارب منفردة داخل إذاعات الكترونية منتشرة بين فرق عمل شبابية وتبث على مواقع الكترونية تغطي المجتمع المحلي». وتضيف «فكرة إنشاء اذاعة خاصة موجهة للمرأة وقائمة على المرأة جاءت لدى فريق العمل المكون من 7 فتيات بعد استشعار حجم المعاناة التي تعاني منها الفتاة في العالم العربي منذ طفولتها، واعتبارها دائما صفاً ثانياً خلف الرجال وعدم اعطائها الفرصة لتقود التغيير في المجتمع العربي الذي يعاني ازمة فكرية حادة، وتشير «اسم الراديو بنات اوف لاين وليس أون لاين وذلك لاعتبارات فكرية ومجتمعية وتقاليد وعادات تسود المجتمع العربي تعتبر ان الانغلاق يعني الالتزام، وان الانفتاح يعني الانحلال»... وتؤكد ان اختيار الاسم «off line» جاء الاسم تهكمياً وساخراً على تقاليد المجتمع السلبية والتي تتنافي مع سماحة الدين الاسلامي ومبادئه الذي كرم المرأة. وتواصل «سبق بث الراديو اجتماعات ولقاءات بيننا كفتيات نعرف بعضنا البعض عن طريق العلاقات الشخصية و الانترنت وتم بالفعل الوصول للإطار العام للراديو وتحديد الهدف من البرامج والمقترحات والرسالة التي يسعى لتحقيقها والرؤية والخطة الاستراتيجية للراديو خلال السنوات القادمة، وبأقل التكاليف بدأنا التجربة. نجتمع سويا في منزل أي منا ونتواصل عبر شبكة الانترنت ونبث البرامج من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا بمنازلنا بأقل الامكانيات والتكاليف الممكنة في خطوة للتطوير مع بدء العام القادم». وتقول رشا الشريف بكالوريوس تجارة -سودانية – ومقيمة بالاسماعيلية «بدأنا بث الراديو بخمسة برامج تنوعت مابين السياسية والحوارية وتغطية الاحداث والتعليق عليها وقضايا المرأة، ولا تتجاوز فترة اذاعة البرنامج الواحد ال 15 دقيقة تتخللها فقرات غنائية وفنية، ولكن بدءا من 6 نوفمبر المقبل سيبدأ البث الحي للراديو طوال ال 24 ساعة وتبدأ بتغطية احداث منتدى الشباب الاجتماعي والمقام في اسوان في الاسبوع الاول من شهر نوفمبر الجاري». وتضيف أسماء عبد المولى – إحدي مقدمات البرامج بالراديو- «مازال هناك امتهان للمرأة داخل وسائل الاعلام وقصر الرسالة الموجهة لها في كثير من البرامج على صيحات الموضة والفن والطهي دون مراعاة الجوانب الفكرية التي تتميز بها المرأة، وهو ما أثار حفيظة فريق العمل الذي اجتمع على هدف مشترك بضرورة مخاطبة عقل المرأة وفكرها وإبراز اهميتها في المجتمع وهي تقوم بأدوار متعددة في آن واحد ولا يلتفت لها». وتقول ايمان عامر – إحدى فريق العمل – «هدفنا ان نكون اكثر الاذاعات انتشاراً والناطقة باللغة العربية والمهتمة بالمرأة على مستوى العالم العربي وان يكون لدينا شبكة واسعة من المراسلات في كل انحاء العالم تغطي كل ما يجري من احداث وإنجازات وانتهاكات قد تتعرض لها المرأة». حلم بدأه هؤلاء الفتيات بأقل الامكانيات لكنه حلم قابل للتحقيق وليس مستحيلا .ولد صغيرا على ضفاف شط قناة السويس ليحمل مع نضوجه رسالة مفادها من الإقاليم قد تنطلق التجارب الرائدة و المبادرات والإبداعات وليس من العاصمة فقط.