فكرة جديدة ومثيرة عمرها 9 شهور اسمها إذاعة «بنات وبس».. حلم أصبح حقيقة فى يد أمانى التونسى، ابنة ال26 ربيعاً، التى تحدت الصعاب وفاجأت الجميع بإطلاق إذاعة «حريمى» على الإنترنت. تخرجت فى كلية علوم الحاسب، وعملت فى عدة مجالات، لكن عقب تخرّجها مباشرة بدأت التركيز على العمل فى مجال دراستها، فصمّمت المطبوعات. ثم ودعت هذا العمل بعد إطلاق مشروعها الخاص الأول وهو إذاعة «بنات وبس». تقول أمانى: أنا محاطة بمجتمع من الفتيات، هنَّ جزء رئيسى فى حياتى، صديقات وقريبات وزميلات فى العمل والمعارف، وقد لاحظت مشكلات كثيرة تواجههن فى كل مكان، ففكرت فى إنشاء مجلة للفتيات تتناول كل ما يعنيهن، غير أننى صُدمت عندما تأكدت أن غالبية الفتيات الآن لا يملن إلى القراءة، وبدأت البحث عن بديل، فكانت إذاعة «بنات وبس» خاصة أن الإنترنت أصبح جزءاً مهماً فى حياتنا لا نستطيع الاستغناء عنه. وتضيف: بصراحة أنا غير مقتنعة بأفكار كثيرة آخذة فى الانتشار بين الفتيات الآن، مثل موضوع الزواج الذى يأخذ حيزاً أكبر بكثير من المفترض، فى تفكير شريحة كبيرة من بنات اليوم، حتى أصبح سعياً وتخطيطاً ومجهوداً مستمراً وليس قسمة ونصيباً. وعن التحضير للإذاعة تقول: بدأت تحضير طاقم الإذاعة منذ نحو عام تقريباً من معارفى وأصدقائى، بعد أن تأكدت من وجود طاقم عمل قادر على البدء فى الحال، وضعنا أفكار البرامج وحضّرنا الموقع والموسيقى المصاحبة للبرامج، ثم بدأنا البث عبر الإنترنت منذ بداية يونيو الماضى. وحول التمويل أضافت: استطعت الحصول على قروض من البنوك لأتمكن من تمويل المشروع وشراء الأجهزة وتأجير المكان والمعدات، أما من تعملن معى فالعمل تطوعى وإيماناً منهم بالفكرة ولم تتقاضى أى منهن مرتبها حتى الآن. أضافت أمانى: اعترضت أسرتى على الفكرة فى البداية لأنى بنت والفكرة ستقوم بها مجموعة من البنات فاعتقد البعض أننا نروج لأفكار سيئة، وفى مجتمعنا سرعان ما تتكاثر الشائعات عن مجموعة بنات يقمن بأى مشروع لأنفسهن، لكنى تحديت كل ذلك لإيمانى بنفسى وفكرتى وأخلاقى، وأتحدث فى إذاعتى عن كل ما يهم البنات وحياتهن وأبتعد كل البعد عن المحرمات الثلاثة: الدين، الجنس، السياسة، ليس لأننى غير قادرة على مناقشه كل ذلك، لكن لأن هدف الإذاعة ليس إثارة زوبعة حول قضية ما. وتابعت: «سأستمر فى تجربتى على أمل تغيير وجهة نظر المجتمع المنتشرة عن الفتاه والمرأة وسأتوسع فى مشاريعى حيث بدأت بالفعل تأسيس دار نشر تحمل نفس الاسم (بنات وبس) لنشر كتابات المرأة، فمن وجهة نظرى، كل ما يحدث من اجتماعات وندوات بشأن حقوق المرأه لا يفيدنا بأى شىء. فمن يستطيع التغيير فليتقدم ويرنا ماذا يستطيع أن يغير، وأنا على ثقه تامة أن حقوق المرأة المصرية مكفولة لكن العيب فينا لأننا ببساطة (مش عارفين نستفيد بالحقوق دى ولا نعمل بيها إيه) فأنا لم أستفد إطلاقاً بوصول المرأة إلى منصة القضاء ولا الوزارة ولا حتى لو أصبحت رئيسة جمهورية، المهم هتستفيد من منصبها إيه وهتساعدنا إزاى؟!»
