أكد عدد من الخبراء أن خطة الحكومة التي أعلنت عنها بشأن التعايش مع فيروس كورونا المستجد تهدف إلى الحفاظ على صحة المواطنين، وخلق نوع من التوازن لاستمرار عجلة الانتاج وإعادة تشغيل قطاعات الاقتصاد مؤكدين أن الحكومة تتعامل بصورة جيدة مع الأزمة. وأوضح الخبراء أن اتجاه بعض الدول لتخفيف إجراءات العزل الفترة المقبلة بسبب كورونا يرجع إلى الاضرار الكبيرة التي لحقت بالاقتصاديات ولاسيما أن العالم يدرك تمامًا خطورة توقف الاقتصاد، مشيرين إلى أنه ليس أمام الدول سوى العودة تدريجيًا لفتح الانشطة الاقتصادية لدوران عجلة الانتاج مع الالتزام بالاجراءات الوقائية والصحية لكل دولة. كان بعض الدول الاوروبية منها اسبانيا وفرنسا وايطاليا وغيرهم قد أعلنت عن تخفيف إجراءات العزل خلال الفترة المقبلة فضًلا عن إعلان مصر خطة للتعايش مع كورونا بوضع عدة إجراءات تشمل إرشادات عامة يكون على الأفراد والمنشآت الإلتزام بها إلى جانب معايير إلزامية يجب توافرها في القطاعات المختلفة، كالمؤسسات والشركات والمولات والأسواق وقطاع البناء والمصانع، وكافة وسائل المواصلات، وتشجيع الدفع الالكتروني، واستمرار غلق الأماكن التي تسبب خطراً شديد لنقل العدوى، واستبدال خدمات التعامل المباشر مع الجمهور بالخدمات الإلكترونية وغيرها. وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، إن خطة التعايش مع كورونا التي أعلنت عنها الحكومة بالامس هدفها الحفاظ على حياة المواطنين وتبني إجراءات احترازية والخروج التدريجي من الحالة الاستثنائية التي نشهدها اليوم بسبب كورونا، ومحاولة تشغيل بعض القطاعات الاقتصادية. وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن خطة التعايش مع كورونا هي بداية لتخفيف إجراءات العزل مع الاستمرار في تبني إجراءات احترازية لمنع انتشار المرض، للحفاظ على الصالح العام، مشيرًا إلى أن هناك بعض الدول تتبع خطط للتخفيف من إجراءات العزل لاعادة فتح الانشطة الاقتصادية، لافتًا إلى أن الحكومة تتعامل مع الازمة بصورة جيدة وتنفذها بآليات قوية وفقًا للقراءة الواعية للخريطة الصحية في مصر. وأشار أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، إلى أن هناك اتجاه عالمي ورؤية دولية لاعادة فتح الاقتصاد العالمي ولكن بصورة تدريجية فيما يسمى بالتعايش مع كورونا ويرجع ذلك لعدة أسباب منها أن أزمة كورونا ستستمر لفترة وبالتالي فإن الاقتصاد العالمي سيعاني من أزمة كبيرة قد تتجاوز أزمة عامي 2008و 2009م، لذلك فإنه ليس أمام الدول سوى العودة تدريجيًا إلى فتح الاقتصاد وإعادة تشغيل القطاعات وتشغيل خطوط الانتاج مع الالتزام بالاجراءات الوقائية لكل دولة. وذكر فهمي، أن مصر ليست بمنأى عن دول العالم وبالتالي أعلنت عن خطة استباقية للتعايش مع كورونا تتماشى مع الرؤية الدولية مع الالتزام بتوجيهات الصحة العالمية ما يضمن الحفاظ على أمنها الصحي، وتبني الاجراءات الاحترازية مع إعادة تشغيل بعض القطاعات المهمة للاقتصاد، على حد تعبيره. وكشف الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، عن أسباب اتجاه بعض الدول إلى تخفيف إجراءات العزل والانفتاح الجزئي لبعض الانشطة الفترة المقبلة ومن ضمنهم مصر للتعايش مع أزمة فيروس كورونا المستجد هو الأضرار الكبيرة التي لحقت بمعظم الدول جراء انهيار اقتصادياتها بسبب كورونا ولاسيما الذي يعتمد على التصدير والتصنيع وأيضا المعتمد على حركة السياحة، مؤكدًا أن الدول لن تتحمل كثيرًا الخسائر الاقتصادية. وأوضح الشافعي، في تصريحات خاصة ل" بوابة الوفد"، أننا بصدد الدخول في مرحلة التعايش مع هذا الفيروس فلا بديل لذلك أمام الدول نظرا لانه في حالة استمرار غلق الأنشطة الاقتصادية لأجل غير مسمى فلن تتحمل ميزانيات الدول لما فيها الدول الكبرى، فالدول أيقنت أن فيروس كورونا لن ينتهى فى أسابيع بل أصبح أمر واقع مفروض، لذلك بدأت الدول تتجه إلى الفتح الجزئي مع تدابير احترازية من أجل إعادة عجلة الانتاج فى ظل تراجع عالمى كبير وخسائر تخطى 3 تريليون دولار. وذكر رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، أن مصر بالطبع من الدول التى ستعود رويدا إلى دورة الحياة الطبيعية ولاسيما بعد الاعلان عن خطة التعايش مع كورونا بالأمس والتي تشمل استمرار غلق الأماكن التي تسبب خطراً شديد لنقل العدوى واستبدالها بالخدمات الالكترونية، وتشجيع الدفع الالكتروني، والالتزام بقواعد السلامة العامة وغيرها، لافتا إلى أن الهدف من ذلك عودة دوران عجلة الانتاج وحدوث تعافى جزئى للاقتصاد المصري وأيضًا العالمى لتعويض جزء من الخسائر وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة فضلا عن استمرار الطلب على الاستثمار بالقطاع الصحى والوقائى والغذائي، مشيرًا إلى أن تخفيف اجراءات العزل ليس معناه ترك الاجراءات الصحية ولكن الالتزام بها مع محاولة للعودة للعمل مجددًا. وأكد الدكتور علي الادريسي، أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، إن خطة التعايش مع كورونا التي تم الاعلان عنها هدفها خلق توازن بين استمرار عجلة الانتاج والحفاظ على صحة المواطنين من انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث يظل وعي المواطن وسلوكه هو الرهان الهام في الفترة المقبلة. وتابع الادريسي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن اتجاه بعض الدول لتخفيف إجراءات العزل ومن ضمنها مصر لا يُعني إننا انتهينا من انتشار فيروس كورونا، ولكن العالم يدرك تمامًا خطورة توقف الاقتصاد الذي تمثل تداعياته أكبر من فيروس كورونا لذلك لابد من استمرار الحياة بالشكل الذي يحافظ على صحة المواطنين. ورأى أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، أن تداعيات فيروس كورونا تعطى فرصة ذهبية لقطاع الصناعة لتحقيق مستويات أعلى من الانتاج وتغطية احتياجات السوق المحلى و الوصول لمستويات أعلى من الاكتفاء الذاتى، على حد قوله.