قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فى مقاله الجديد، إنه أفرد الإمام مسلم في صحيحه في كتاب المساجد بابًا لاستحباب صلاة النافلة في البيت تحت عنوان :"باب استحباب النافلة في بيته وجوازها في المسجد". وتابع جمعة، أنه هنا عليك أن تتأمل في فقه العنوان الذي أضفى صفة الاستحباب على صلاة النافلة في البيت وصفة الجواز على صلاتها في المسجد، وذلك لقول نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الشيخان: الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه:"أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ". كما أخرج الترمذي في سننه عن سيدنا زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"أَفْضَلُ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ". وذكر أهل العلم أن لصلاة النافلة في البيوت فوائد منها : حصول البركة بالصلاة فيها، وشهود الملائكة لها ونفرة الشيطان منها. وقال الوزير، أما فيما يخص صلاة قيام رمضان "التراويح" فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن سيدنا زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) اتَّخَذَ حُجْرَةً ، قَالَ : حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ : مِنْ حَصِيرٍ فِي رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ :"قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ". أوضح وزير الأوقاف، إنه إذا كان الرأي على جواز صلاة التراويح في البيت وصلاتها في المسجد ، مع ترجيح لهذا أو ذاك ، فإن ذلك كله مرتبط بالأحوال العادية الطبيعية ، لكن الأمر مختلف في أوقات النوازل والجوائح التي يُقدم فيها الحفاظ على النفس على ما سواه، وإذا كان رأي أهل العلم قد أجمع على تعليق الجمع والجماعات في المساجد حفاظًا على النفس البشرية من باب أن الساجد قبل المساجد. كما أن الحفاظ على حياة الساجد من الهلاك أولى من عمارة المساجد ، فإن تعليق صلاة التراويح في المساجد أولى، وإذا كان أهل العلم والاختصاص قد أكدوا أن إقامة الجمع والجماعات بالمخالفة لقرارات جهات الاختصاص إثم ومعصية فإن جمْع الناس للتراويح في المساجد أو الساحات أو البدرومات أو أسطح المنازل بالمخالفة لتوجيهات جهات الاختصاص، بما قد يسهم في نقل العدوى بفيروس كورونا ويعرض حياتهم للخطر هو من باب أولى إثم ومعصية. وعلينا أن نتذكر أن من علمنا أن نقول في الأذان "حي على الصلاة" هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمنا أن نقول في أذان النوازل صلوا في رحالكم.