محافظ الإسكندرية يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي (صور)    آخر تحديث لسعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري.. وصل لكام؟    «التضامن»: ضم فئات جديدة لمعاش تكافل وكرامة قبل نهاية سبتمبر المقبل    تفاصيل أعلى عائد على شهادات الادخار 2024 في مصر    البيت الأبيض: لا نريد احتلالا إسرائيليا لقطاع غزة    عاجل.. لحظة اغتيال القيادي بحماس شرحبيل السيد في قصف إسرائيلي    إحالة 12 متهما من جماعة الإخوان في تونس إلى القضاء بتهمة التآمر على أمن الدولة    رئيس مجلس الدولة: الانتخابات الحالية بداية جديدة للنادي    كرة يد.. الأهلي 26-25 الزمالك.. القمة الأولى في نهائي الدوري (فيديو)    طقس ال72 ساعة المقبلة.. «الأرصاد» تحذر من 3 ظواهر جوية    التصريح بدفن جثة تلميذ غرق بمياه النيل في سوهاج    شيرين تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: «أستاذ الكوميديا اللي علم الناس الضحك»    أشرف غريب يكتب: أحد العظماء الخمسة وإن اختلف عنهم عادل إمام.. نجم الشباك الأخير    الاستعدادات الأخيرة ل ريم سامي قبل حفل زفافها الليلة (صور)    النيابة تأمر بانتداب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق قرية «الحسامدة» في سوهاج    جداول قطارات المصيف من القاهرة للإسكندرية ومرسى مطروح - 12 صورة بمواعيد الرحلات وأرقام القطارت    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون بمجالات التحول الرقمي    أوكرانيا تسعى جاهدة لوقف التوغل الروسي فى عمق جبهة خاركيف الجديدة    استمرار تراجع العملة النيجيرية رغم تدخل البنك المركزي    بعد غلق دام عامين.. الحياة تعود من جديد لمتحف كفافيس في الإسكندرية (صور)    طيران الاحتلال يغتال القيادي بحماس في لبنان شرحبيل السيد «أبو عمرو» بقصف مركبة    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    مدير إدارة المستشفيات بالشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى فاقوس    حسام موافي يوضح أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلاح    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    عمر الشناوي حفيد النجم الكبير كمال الشناوي في «واحد من الناس».. الأحد المقبل    عمرو يوسف يحتفل بتحقيق «شقو» 70 مليون جنيه    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    الوضع الكارثى بكليات الحقوق    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    مساندة الخطيب تمنح الثقة    أحمد السقا: يوم ما أموت هموت قدام الكاميرا    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    إحباط تهريب راكب وزوجته مليون و129 ألف ريال سعودي بمطار برج العرب    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطاب الدعوى فى أزمة.. وربط الشريعة بالسياسة خطأ
الدكتور عصمت نصار أستاذ الفلسفة والفكر العربى الحديث ل«الوفد»:
نشر في الوفد يوم 12 - 04 - 2020

الدكتور عصمت حسين نصار أستاذ الفلسفة الإسلامية والفكر العربى الحديث بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة فرع الخرطوم، أحد المفكرين القلائل الذين أثروا الحياة الثقافية والإسلامية بكتاباتهم العلمية والبحثية، وهو عضو الجمعية الفلسفية المصرية والجمعية التاريخية المصرية والمجلس الأعلى للثقافة، وهو محكم أكاديمى فى العديد من الدوريات واللجان العلمية للمجلس الأعلى للجامعات، أيضاً حرر الموسوعة الفلسفية وموسوعة الأخلاق بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهو عضو الجمعية الدولية للمكفوفين الأكاديميين بإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وعضو لجنة مشروع إعادة إصدار كتب التراث فى الفكر الإسلامى الحديث بمكتبة الإسكندرية، من مؤلفاته «الأبعاد التنويرية للفلسفة الرشدية فى الفكر العربى الحديث»، و«اتجاهات فلسفية فى بنية الثقافة الإسلامية».
قام بدراسة وتحقيق الأعمال الكاملة للشيخ مصطفى عبدالرازق، كما قام بتأليف «إمام المستنيرين الشيخ حسن العطار وبواعث النهضة المصرية فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر»، و«ثقافتنا العربية بين الإيمان والإلحاد» و«حقيقة الأصولية الإسلامية فى فكر الشيخ عبدالمتعال الصعيدى» و«الخطاب الدينى والمشروع العلمانى وجهان لعملة زائفة» و«الروحية الحديثة فى الثقافتين الشرقية والغربية» و«الصراع الثقافى والحوار الحضارى فى فلسفة محمد إقبال» و«رحلة العودة إلى الأمام» و«من التقليد إلى التبديد.. رهانات العقل العربي» بالإضافة إلى مئات المقالات والأبحاث العلمية فى الصحف والمجلات المصرية والعربية، بالإضافة إلى أبحاثه فى الدوريات الأجنبية، «الوفد» التقت به فكان هذا الحوار.
بداية لماذا ترهلت الأمة الإسلامية وتخلفت عن دورها الحضارى بالرغم من أن القرآن والسنة بين يديها؟
لأنه لم يعد هناك حسن قراءة وفهم للقرآن وصحيح السنة، هذا الدستور موجود ولكن ليست هناك عقول تطبق وأذهان تعى ودعاة ينشرون الدعوة، كما كانت على سذاجتها الأولى أو كما أوحى بها إلى المصطفى.
بالتأكيد الخطاب الفلسفى يلعب دورا رائدا فى مواجهة الفكر المتشدد والمغلوط حول المفاهيم الإسلامية الرصينة.. نود إلقاء الضوء على هذا الدور؟
التفكير الفلسفى هو حامٍ للاستقامة فى كل المفاهيم وكل الأفكار، وهو مقوم جيد لكل ما يعلق بالذهن عن طريق المناهج، فبالمنهج التحليلى والنقدى والمنهج المقارن يمكننا أن نزن الأفكار ونحللها ثم نعيد ترتيبها، ثم نراجعها، حتى نصل إلى ما نطلق عليه الإقناع بالحقيقة، والاقتناع بالحقيقة، فالفلسفة على مر تاريخها هى الصديق الذى لا يضل الفكر وإن قيل أن الفلسفة أحياناً تبدو على أنها سبيل للجنوح أو للجموح، هذا إذا ما فهمت الفلسفة خطأ، شأنها شأن معظم المفاهيم.
لماذا – فى رأيك – أغلب نظريات الوعى تأتى من الفلسفة والأديان؟
لأن الفيلسوف هو عصارة إبداعات الجنس البشرى، والدين هو صوت الله، صوت الحقيقة، فإذا ما قلنا أن الفيلسوف هو أكثر من لديه القدرة على استلهام الحقائق الإلهية أو الحقائق الربانية أو الحقائق المطلقة فإن الأنبياء كذلك والفرق بين الفيلسوف والنبى أن الفيلسوف يمكنه أن يصل إلى الحقيقة عن طريق التأمل الذهنى، والنبى يصل إلى الحقيقة عن طريق الوحى.
هل نحن فى حاجة إلى تجديد الخطاب الدينى بالمعنى الاصطلاحى أم أننا بحاجة إلى خطابات جديدة تنطلق من الأفكار وعلاقتها بالواقع لا من الماضى؟
لدينا خطاب دينى موجود بالفعل ولكنه يحتاج إلى تطهير أو إحياء أو تقويم، الخطاب الدينى كما قدمه لنا معظم المصلحين المسلمين بداية من حسن العطار إلى عبدالمتعال الصعيدى، كل أولئك قدموا الخطاب الدينى تقديما يليق بالمفهوم الصحيح للإسلام، ولكن ما حدث، أهمل هذا الخطاب أو شوه أو طمس أو ذهبت قوة متعمدة على محوه، أو تضليل أصحابه عن ذلك الخطاب الذى هو جدير باتباعه.
ما تقييمك لجهود الأزهر الشريف فى تجديد الخطاب الدينى؟
الأزهر الشريف هو الذى أنجب معظم المصلحين أو المفكرين الإصلاحيين فى العالم العربى والإسلامى، لكن الموجودين الآن ضعفاء لا يستطيعون حمل الرسالة أو لا يستطيعون التعبير عن حقيقة الاجتهاد وحقيقة الجهاد الإسلامى بالمعنى الصحيح، وهو مواجهة الواقع ومشكلاته برؤية تجمع بين المنقول والمعقول، فنحن نجد داخل الأزهر سلفيين وإخوان مسلمين وتقليديين جامدين، والقليل هم الذين يمكن أن نقول عليهم بقايا الفرق الإصلاحية أو بقايا الأصوات الإصلاحية وأولئك صوتهم مطموس، أو لا نكاد نسمعه.
هناك ظاهرتان راسختان فى أوروبا.. تطرف إسلامى وتطرف ضد الإسلام.. الأصولية والإسلاموفوبيا.. كيف ترى هذا الثنائى الخطير؟
كتبت كتابا عن «حقيقة الأصولية» وقلت إن الأصولية الإسلامية بعيدة نهائيا عن مصطلحين هما الراديكالية والفانتمنتليزم، الراديكالية هى الإيضاحية، والفانتمنتليزم، هى الجمود والتخلف والتشدد والعنف تجاه الآخر وإنكار الأغيار تماما، لكن الإسلام منذ ظهوره على يد المصطفى عليه الصلاة والسلام، أبعد ما يكون عن ذلك، كان متسامحا إلى أقصى درجة، كان متعاونا مع الأغيار حتى وإن خالفوه كان يبر من يختلف عنه فى العقيدة، إذ لم يكن هناك اعتداء من جانبه لم يبدأ بالإساءة أبدا، كان يستفيد من علوم الأغيار، باختلاف الجنس واللون والعصبية والدين، وكل هذه الصفات أبعد ما تكون عن مصطلح الأصولية الذى يفسرونه الآن، أو يستخدمونه الآن، أما الإسلام فهو بعيد كل البعد عن الجمود الأنانية أو العنف أو غيره.
إذا أردت تعريفا للتطرف الدينى وأهم أسبابه ودوافعه من جهة نظرك؟
لا أستطيع أن أقول إن التطرف له سبب واحد، ولكن من الممكن القول بأسباب داخلية بداية من ضعف الرأى العام التابع وإهمال الرأى العام القائد، وجنوح بعض الشباب، وجموح بعضهم، الأسباب الخارجية أن المسلمين هجروا العلم وتمسكوا بالظاهر دون البواطن، وأهملوا القيم الحقيقية للمقاصد الشرعية، وراحوا يتحدثون حول لغو النص، فهناك قضايا يجب التركيز عليها مثل الإسلام فى باكستان أو إندونيسيا شرق آسيا بدأوا بالفعل يفعلون كل الطاقات من أجل العلم والعمل، وهذا هو الإسلام الحقيقى العمل بإخلاص والعلم النافع والأخلاقيات التى يجب أن تكون نقطة الانطلاق لكل شىء.
هل تؤمن بنظرية المؤامرة من العالم الغربى ضد العالم الإسلامى وما حجتك فى ذلك، وكيف ترصد موقف أمريكا من العالم الإسلامى؟
أؤمن بنظرية التآمر ولكن ليس «كيد النساء» بمعنى أن الغرب لا ينتظر أنك تفعل فعلا ثم يجعلك تفعل عكسه، الغرب يريدك رجلا مريضا، لا معدوما أو يقضى عليك تماما أو يمنحك القدرة على النهوض، فنحن بالنسبة للغرب مورد فى كل شىء، مورد فى الخامات الطبيعية، مورد فى القوة البشرية التى من الممكن أن تتاجر معها، تستهلك، مورد فى المواقع الاستراتيجية، فهذه الثروة لا يمكن أن يفرط فيها، فإذا ما تقدم العالم الإسلامى، أين الحرب، أين السوق، أين الموارد، ومن هنا يريد الغرب أن يحاصرك فى هذه الدائرة، دائرة الضعف، فما من أزمات حدثت فى العالم العربى أو إخفاقات إلا وراءها القوى الاستعمارية المعروفة، بداية من ضعف الدولة العثمانية، فسنجد أن أسباب انهيارها جزء منه سياسة الدولة العثمانية الخاطئة والجزء الأكبر تآمر إنجلترا وفرنسا وروسيا على تلك الدولة المتماسكة أو الإمبراطورية أو السلطنة المترامية الأطراف، فبدأوا يخططون ويفكرون ما السبب فى اجتماع أو علة تآلف البلدان الإسلامية فوجدوا أنه الدين، فبدأ العالم الغربى فيما يطلق عليه «الاستشراق الدينى» أو الاستشراق العقدى.
وكيف اعتمد الغرب «الاستشراق الدينى أو العقدى» منهجاً له؟
بدأ يشكك فى العقيدة ويسفه من تاريخ الخلفاء وينعت الصحابة ومن قبلهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بصفات لا تليق، مرورا بأنه يهون من دور المسلمين فى الحضارة الإنسانية، ثم بعد ذلك يبدأ يخترع أو ما نطلق
عليه يبتدع أديانا وضعية تكاد تكون هادمة للإسلام مثل البابية، البهائية، القاديانية، الدروز، وحاليا الإخوان وما يطلقون على أنفسهم «السلفية الجهادية» كل هذه الجهات بالفعل هى هادمة للإسلام، فالإسلام ليس به مذاهب، الإسلام ليس به جماعات، فالفرقة تكاد تكون هى المعول الأول لهدم المسلمين، الرؤى المتباينة فى الفقه كانت لصالح الإسلام وليس عكسه، فلم نجد أبدا صراعًا بين الشافعية والحنابلة كما كان الصراع بين البروتستانت والكاثوليك، أو عداوة الكاثوليك للأرثوزكس، فليس لدينا هذا، فالفقه مرن، والفقهاء الأربعة من الممكن أن تقول عليهم تجاوزا كانوا فى جيلٍ واحدٍ، فالفارق بينهم لم يكن مئات السنين، فبعضهم كان معاصرا للآخر مثل الشافعية والحنابلة، والحنفية والمالكية، فلم نسمع أو نقرأ أن أيا منهم كفَر أخاه، أو نعته بأنه جاهل، بل نجد الشافعى يقول: «كلامى صواب يحتمل الخطأ وكلام غيرى خطأ يحتمل الصواب»، وأبو حنيفة نجده عندما ذهب مسجد مالك صلى بالهيئة التى يرضاها مالك فى الصلاة، وهو من أيد: «لا يفتى ومالك فى المدينة»، ومالك قال عن أبى حنيفة: «إنه من أدق المجتهدين أو من أبرأ المجتهدين فى زمانه» ذلك هو الإسلام ولم يكن أبدا مجالا للإقصاء أو منبرا للشتم، أو للتلفظ بألفاظ يأباها الأقزام الأسافل، نجد ذلك فى النقد، فالإسلام لم يعتد النقد القبيح أو الفاحش، الإسلام لم يكن عنيفًا حتى وهو قلة، فالنبى كان فى مقدوره أن يصنع سرايا أو خلايا، تغتال أبو جهل أو أبولهب وهما أكثر أعدائه، فقد كان لديه الكثير من الفدائيين، لأنه لا يتصور أن تكون العقيدة الإسلامية مبنية على الاغتيالات والغدر لكن الآن نجد أن منطق الاغتيالات والتصفية هو السائد بين الفرق المتناحرة حول الإسلام، انظر إلى سوريا وما نطلق عليه سوريا الديمقراطية والسوريين أنصار السنة والإخوان السوريين نجد مهازل، مذابح، استحلالا، إهدارا للمال والعرض، سلوك لا يمكن أن يفعله إلا أصحاب منطق التتاريين فى بداية صدامهم بالحضارة الإسلامية، فالغرب زرع فى الفكر الإسلامى هاتيك الفرق والديانات المزورة، فماذا حدث من المسلمين هل تأنوا هل تفهموا لا، بل ساروا سير القطيع وآمنوا بما لايجب التسليم بصحته إلا بعد فحص والنقطة الثانية من الغرب أراد أن يستقطب كل العقول المستنيرة فى الشرق الإسلامى، إما أن يستقطبها عن طريق الإغراء بالمال أو الاضطهاد أو التصفية الجسدية ليتخلص من الزعامات التى يمكن أن تعيد المسلمين إلى سابق عهدهم، فمعظم مؤسسات الدولة فى الأقطار العربية تجد فيها من استباح أن يفسد، ولن نقول إن هذا الفساد ممنهج حتى أقول إن الغرب له أساس، والغرب يبارك هذا الفساد أو يشجعه، ولا يقمع إلا من يخالفه، عن طريق الحملات الادعائية عليه مثل دعوى الحريات وحقوق الإنسان، الديكتاتورية، ويبدأ المستعمر يغازل التيارات المعادية والمخالفة لكى يحدث هناك عدم استقرار فى هذه الدولة وخير مثال على ذلك حروب الجيل الثالث والرابع والخامس، فهى حرب ادعائية وهذه الحرب بالفعل أثبتت أنها أقوى بكثير من حرب الجيوش، فما يفعله الادعاء أو الإعلام الغربى تجاه العالم الإسلامى أكثر من حرب داعش.
كثير من الخبراء والاستراتيجيين يعتبرون أن «داعش» أخطبوط استخباراتى دولى بتمويل صهيونى لتفكيك العالم العربى والإسلامى للقضاء عليه فما رأيك؟
مثلما قلت العالم الغربى لا يتحرك بين ليلة وضحاها، تضليل العالم الإسلامى أو اصطناع عنف فيه كان منذ العصر العباسى، ثم القرامطة، ثم الحشاشين الذين أرادوا اغتيال صلاح الدين الأيوبى أثناء الدولة الأيوبية، ثم نجد بعد ذلك السلفية المحدثة التى نطلق عليها «الدعوة الوهابية» ثم نجد «المهدية» المنحرفة التى كانت توجد فى اليمن ثم الإخوان ثم السلفية الجهادية، كل هذه الفرق كما قلت وليدة هذا الاستعمار، فكان من اليسير جدا أن يجمع كل المتطرفين فى العالم ويتم تجييشهم، فقد جيشوا «القاعدة»، فمن الذى كان يمد القاعدة، ومن كان الذى يمد الوهابيين قبلهم، الإنجليز، فهم الذين صنعوا الوهابيين، ومن الذى مدّ الإخوان بالمال والاستراتيجيات والأفكار، الإنجليز والماسونية والأمريكان والمخابرات الألمانية، ومن الذى كان يمد الجهاديين الإخوان، وهذا هو الاتجاه العنيف «المسلح» إذن ابحث عمن يدعم هذه الفرق تعلم أن وراءها الغرب، الغرب لا يكيد للإسلام بعين واحدة أو بذراع واحدة، بل يكيد له بأكثر من ذراع، من الذى يفسد الشباب مثل «عبدة الشيطان» ومن الذى يبدع فيهم هذه الأفكار، «الإيموز» و«الشذوذ» الموجود فى كثير من الأقطار الإسلامية، نجد مثلا فى منطقة الهند وباكستان والشيشان إلى آخره، نجد عصبيات ما أنزل الله بها من سلطان، وانحرافات، من الذى يشجع هذه الانحرافات مثل حركة طالبان، فى البداية كانت أمريكا حتى تطرد الروس الموجودين هناك، وبعد ذلك تبدأ أمريكا فى تأسيس القاعدة، وبعد أن انتهت القاعدة من الحرب الروسية، بدأت أمريكا تقضى على القاعدة لتستنسخ منها فريقا آخر ألا وهو داعش، وهكذا كانت الدائرة تدور، من الذى يمنح جوائز التفوق العلمى والأدبى وجوائز نوبل ومن الذى ابتكر ما نطلق عليه «صناعة النجوم» المخابرات الإنجليزية والأمريكية، الذين يسبون النبى ويقدحون فى القرآن ويشككون فى جدوى التمسك بالعقيدة، داخل هذا البلد، فمن الذى آوى سلمان رشدى صاحب كتاب «آيات شيطانية» وقال عنه مفكر إلى آخره، هى انجلترا، نكاية فى الإسلام، فالغرب لا يعادينا ولا يتآمر علينا من أجل إضعافنا فقط بل من أجل أن يسيّر مصالحه، فهو يريد أن يكون العالم العربى والإسلامى مستهلكا فقط.
هناك من المفكرين من يراهن على أن العالم العربى والإسلامى سيشهد رغم كل هذا التشدد والعنف والتخلف آجلا أم عاجلا ولادة عصر التنوير مثلما شهدته أوروبا قبل ثلاثة قرون هل أنت مع هذا الطرح التفاؤلى؟
البذرة موجودة, ففى العالم العربى الإسلامى عقول تستطيع أن تكون، ولديك موارد, وعزائم ولديك الباعث الذى يمكن أن ترتكن عليه لتصل إلى ما تريد, فليس لديك خصومات حقيقية, مثلما يوجد فى الغرب, رغم ذلك فأنت عاجز تماما عن الوحدة أو أن يكون فى كيان واحد, مثل الاتحاد الأوروبى مثلاً, لأنهم زرعوا فينا ما نطلق عليه «الارتياب» و«الأنانية» فالعالم الإسلامى أو الفكر الإسلامى الصحيح ضد هذين العنصرين, فالله عز وجل يقول «واعتصموا بحبل الله جميعا», فنحن لدينا بذور الوحدة وما يمكنه أن تضع أسسا لدولة أو إمبراطورية عظيمة موجودة, وحقق بالفعل, ففى العصر العباسى كنا سادة
العالم، وهذا يعنى أن النموذج الإسلامى المرجو له تجربة قبل ذلك، فإذا لخصنا كل المشروعات الإسلامية للنهوض, أولا فتح باب الإجهاد, الرجوع بالإسلام إلى سذاجته الأولى، والسذاجة هنا تعنى البساطة، فهناك حرية فى الثقافة العامة، بالإضافة إلى الاجتهاد الذى يستطيع أن يحل لك المشكلات اليومية,العلم، ثم العلم والعمل، ثم الإتقان، الإخلاص, فكل القيم التى ينادى بها الإسلام أخلاقية فى الأصل وعملية فى المرتبة الثانية، فلو اتخذنا من القاعدتين قاعدة القيم الأخلاقية والعلم سبيل لنهوضك سوف يكون.
هناك من يرى أن الحضارة الغربية تحمل فى أحشائها عوامل فنائها بسبب المادية المفرطة بها أوخوائها الروحى هل ترى أن هذا القول يتأسس وفق موضوعية أم أنه يندرج تحت الأمنيات؟
من قال هذا الكلام هو أبو الحسن الندوى وغيره من المفكرين اللاحقين، وهذا الكلام صحيح ولكن من حين لآخر يحاول المجتمع الغربى أن ينذر الدويلات أو الكيانات الغربية بأن هناك خطرا، فعندما يطلقون هذه المقولة مع الحظر الكل يتجمع ويتناسى المشكلات الداخلية، لكن الغرب ملىء بالمشكلات الداخلية ولكنه حريص كل الحرص على عدم الفناء وعلى التوحد أمام العدو، بعد أن قالوا أن العدو لهم هو روسيا وبدأوا يجيِّشون العالم الغربى ضد روسيا بعد ذلك أصبحت الصين، ثم وجدوا أن الإسلام دخل أوروبا فبدأوا يقولون نحن لسنا ضد جنس ولكن ضد كيان اسمه الإسلام وهو المارد الأخضر وهو الذى سيفنى كل الحضارات وتذكروا الفتوحات الإسلامية التى وصلت إلى فتح القسطنطينية وقضت على الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، ولذلك تخوفوا من الإسلام.
نعلم مدى اهتمامك بدراسة فترات النهضة المصرية على مدار القرن السابق فما سمات هذه الفترة؟ ولماذا انحسرت مشاريع النهضة فى رأيك؟
النهضة المصرية كانت تسير بخطوات قوية جدا حتى عام 1940 ثم جاءت الحرب العالمية عطلت مرحلة النهوض ثم جاءت ثورة يوليو، غيرت الفكر اللبيرالى إلى الفكر الاشتراكى فعطل ذلك عجلة النهوض، بعد ذلك حدثت نكسة 67، التى أماتت «الطبقة الوسطى» لأن الطبقة الوسطى فى مصر هى التى كانت تحرك العقل الجمعى المصرى فحتى الآن لم نفق من نكسة 67 فما زالت الطبقة الوسطى متهلهلة، وبالعكس أصبحت عالة على مصر، ولو نظرنا إلى معظم المؤسسات التى يتغلغل فيها الفساد لوجدنا أن ذلك يعود إلى أمرين ضعف الأخلاق وضعف الولاء، وهما مركب نتيجة انعدام الوعى واليأس والإحساس بالدونية، فهذا الاضمحلال الأخلاقى والعلمى فى الطبقة الوسطى هو الذى أهلكها وقضى عليها، فإذا ما أردنا لمصر نهضة الآن يجب تمديد قيم الطبقة الوسطى، ويجب أن تكون نقية وفاعلة وعاملة، بالإضافة إلى غرس روح التفاؤل والعمل فى نفوس الشباب، أيضاً الطبقة الارستقراطية يشوبها بعض الفساد، لأنها مقلدة إما مقلدة لأيديولوجيات غريبة عنها وعندها جحود للمجتمع المصرى ويتنكر لواقعه ومشكلاته أو الانتماء للرأسمالية المتوحشة.
الإسلام وحده من بين الديانات توجه له سهام الغرب متهمة إياه بالإرهاب فلماذا فى رأيك؟
السبب الأساسى أننا أهملنا حقيقة الدين من الداخل، أما من الخارج فهم الذين اصطنعوا فينا الإرهاب، أضف إلى هذا وذاك أن هناك بعض السمات الذاتية فى الأصول العربية الإسلامية، الصراعات على الحكم، سنجدها من بعد الخلافة الثانية منذ عثمان بن عفان «عصر الفتنة الكبرى»، أى خلافات كانت تحدث يجردون إليها السيوف، وعندما جاء على بن أبى طالب للخلافة حملوه دم عثمان، وابتدأ المسلمون ينشقون إلى قسمين.. إلخ، هذا الانشقاق المسلح ولم يعتد الفكر العربى القديم فن التفاوض، فى حين أن النبى صلى الله عليه وسلم تفاوض وقام بعقد معاهدة ودستور للمدينة، فلم يقدم الحرب ولكن بطبيعة العرب القبلية التى لاتعرف إلا النذال لفض المنازعات كانت ضمن السمات التى دفعت الغرب أن يتهم الإسلام بذلك ولكنها هى عادة عربية، أو خصلة قبلية حاربها الإسلام نفسه، فالإسلام حارب العنف ولكن ألصق به، لأن العرب هم الذين نشروا الإسلام.
إذن هل ترى أن العالم الإسلامى مطالب بتحسين صورته فى المجتمع الغربى أم أنه بحاجة إلى إيصال صورته الحقيقية التى أطرها القرآن والسنة النبوية؟
الخطاب الدعوى فى أزمة، لأن الغرب لم ير من الإسلام إلا من يحمل سيفًا أو بندقية أو من يحمل متفجرات تجاه الأغيار، إما تجاه الأغيار فى العرق والحضارة، أو الأغيار فى الملة، بالرغم من هذه الحوادث كانت قليلة بالنسبة لعنف المجتمع الغربى أو الحروب التى خاضها العالم الغربى مع بعضهم البعض، فحروبهم كانت أكثر شراسة من العالم الإسلامى، لكن التاريخ الحديث يثبت أن الخطاب الإسلامى فى أزمة بسبب المتطرفين والجانحين، فهناك تنظيم قاعدة، داعش، إخوان مسلمون، جماعات إسلامية، وتخلف.
ماذا عن تصوركم لشكل الخطاب الإسلامى المعاصرالذى يجمع بين مقاصد الشريعة ويحقق مصالح العباد؟
نفس الغينة «الشجرة» «الملتفة» ما نطلق عليه الإسلام السياسى، والسياسة الحقيقية الشرعية، فالسياسة الحقيقية الشرعية هى مدنية، وأنا مسئول عن هذا الكلام تماما، من ربط بين الشريعة وبين السياسة مخطئ، لكن من ربط بين المقاصد الشرعية والسياسة محق، فلو فصلنا بين الاثنين إن شاء الله ستكون خطوة لعودة الخطاب الإسلامى إلى سماحته، الخطوة الثانية: عودة المواطن المسلم إلى ما نطلق عليه التسامح والرحمة والألفة والمحبة والتآخى، كل القيم التى افتقدناها من عصر النبوة يجب أن تعود، إذا ما عادت عاد الخطاب الإسلامى إلى سابق عهده.
هل تعتقد أن الحرص على التراث وتقديس السلف هو السبب وراء ما نراه من تناقضات بين المسلمين حتى إنه فى الوقت الذى يتهافتون فيه على منتجات العقل الغربى المادية نراهم يعرضون عن تقبل المنتج الفكرى لهذا العقل؟
أعارض تماما تقديس السلف لكننى أحترم السلف وأعرض ما خلّفه على مائدة النقد ومائدة الانتقاء، هم اجتهدوا وفهموا النص ولنا أن نفهم النص ونجتهد، تبعا لكل عصر، فالأصولية هى التى تحترم الزمان والمكان والتغيرات وتحترم احتياجات الواقع وفى الوقت نفسه تؤمن بالوسطية، وهذه هى الثلاثة التى تقوم عليها الأصولية الإسلامية أو الفكر الإسلامى، وفهم الإسلام على طبيعته «سجيته» فنحن الآن نتكلف إلى حد أن البيت الإسلامى فسد، فعلينا أن نعيد المجتمع الإسلامى إلى سابق عهده.
كيف ترى أطروحة عالم السياسة الأمريكى صمويل هنتجتون حول صدام الحضارات؟
عندما وضع «هنتنجتون» أطروحته كان يريد أن يضع الإسلام فى دائرة الاتهام، ولكن أقول له لمَ لا نفكر فى حوار الثقافات، لماذا تقدمون الصدام ولا تقدمون الحوار، فالغرب يكره دائما وأبدًا أن يحاور من هو دونه، فهو يعتبر أن العالم الإسلامى عالم غير جدير بالتطور بل يجب أن يؤمر، فهو يتخيل أن العالم الإسلامى سوف يثور يوما ما على هذه السلطة الظالمة، ويتصادم معها ويحدث أن الغرب سوف يقضى عليه تماما، ماذا فعل الغرب لتركيا التى دخلت على شعب آمن لتقتله وتحتله، فهو الذى يخطط له ثم يشجب، فالغرب هو الذى خلق صدام الحضارات، فهو الذى يدفع العالم الإسلامى للتصادم معه، فلم يكن الإسلام يريد الصدام مع أى حضارة بدليل أنه فى عصر الاضطهاد الغربى كان المضطهدون يلجأون إلى العالم الإسلامى للاحتماء بهم، فى حين أن الشعوب الإسلامية ذاقت الأمرين من دخول العالم الغربى لها، فلم يشعر أى بلدٍ دخله الإسلام بالاضطهاد إلا فى العصر التركى، لأن الأتراك بطبيعتهم أنانيون ويميلون إلى العنف ولديهم أنفة حتى مع المسلمين الآخرين، فالجنس التوراتى متعالٍ بطبعه ولا يرى أن المصريين أو السوريين أو المغاربة لهم الحق فى العيش جنبا إلى جنب، إذن الإسلام برىء من الادعاءات التى يلصقها الغرب به.
كيف ترى خطورة أطماع المشروع الفارسى فى المنطقة العربية السنية؟
خطر، لأنه مشروع مسيس وليس مشروعا عقديا، بمعنى أن الجنس الفارسى أو العرق الفارسى هو الذى يحرك أو يدفع الإيرانيين لاحتلال أو القضاء على العرب، وهذا فن قديم الأزل، من بداية الحروب أو الهيمنة والسيطرة على الجزيرة، فالفرس لم ينسوا أبدا أن العرب هم الذين قضوا على مملكتهم، فهم يريدون استرداد سلطانهم على هذه البقعة أو هذا الإقليم، ينظرون إلى العرب على أنهم أجلاف، أغبياء، لا ينتجون، أما العقلية الفارسية فلها حضارة وتكثر الأقاويل أن الحضارة الإسلامية لم تبن على أكتاف الحضارة الفارسية، وبعض بلدان الشرق الأدنى ولكن العرب لم ينتجوا شيئا ولم يصنعوا شيئا فى الحضارة، وبالتالى مطالبة إيران بحقها فى الهيمنة حق مشروع -من وجهة نظرهم- أما الشيعة فهى أكذوبة، أن «على» هو الذى كان يجب أن يخلف سيدنا محمد وعند الغلاة يقولون إنه أحق بالرسالة وأن ولايته أعلى كعبا من كعب النبوة، كل هذه الآراء مغالية وآراء بها شطط، أضف إلى ذلك لعن أبى بكر وعمرو وسب الصحابة ومعاداة السنة، كل هذه من ابتداعات أو بدع الخصومات بين الجنس الفارسى والجنس العربى.
أخيرا.. ماذا عن مشروعكم الفكرى الذى تود تحقيقه مستقبلا؟
إحياء خطاب الإمام محمد عبده لأنه الأفضل وهو يتكون من خمسة شروط أساسية تحرير الفكر من قيد التقليد، فتح باب الاجتهاد، التواصل مع الأغيار للاستفادة من خبراتهم، تنقية أو إعادة الطبقة الوسطى إلى سابق عهدها، العمل ثم العمل ثم العمل من أجل الولاء والانتماء والانضواء للمجتمع الإسلامى الإنسانى الحر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.