تصاعدت خلال الأيام الثلاثة الماضية الأزمة بين قطاعى البترول والكهرباء بسبب ضعف ضخ الغاز إلى محطات التوليد العملاقة. كان مسئولو الكهرباء التزموا بتعليمات الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بمنع التصريحات الإعلامية عن انخفاض الغاز، وعدم توفر الوقود البديل لتشغيل المحطات حتى صباح أمس، إلا أن قطاع الكهرباء خرج عن صمته وكلّف المهندس محمود بلبع وزير الكهرباء المهندس، جابر الدسوقى رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر بإعلان حقيقة الأزمة بالأرقام حتى يخلى مسئولية قطاع الكهرباء عما أسماه الكارثة القادمة. وأكّد المهندس جابر دسوقى رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر أن مجمع الكهرباء بالكريمات خرجت منه وحدات الدورة المركبة بقدرات تصل إلى حوالى 1350 ميجاوات لعدم وجود غاز، وأضاف أن كميات المازوت لا تكفى لمدة يوم واحد فى محطات الكريمات البخارية، وسيدى كريرى، وعتاقة وغرب القاهرة. وأعلن مصدر مسئول بوزارة الكهرباء أن قطاع البترول لم يلتزم بالاتفاقات التى ألزمهم بها الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بخصوص توفير الكميات اللازمة من الغاز والسولار والمازوت لتشغيل محطات الكهرباء. وأكد أن التقرير اليومى بشأن مستوى ضخ الغاز لوحدات التوليد المركبة بمجمع إنتاج كهرباء الكريمات أوضح أن مستوى الضخ لم تتعد قوته 20 باراً ، مما أدى لخروج وحدات إنتاج قدرتها 1350 ميجاوات، وقال المصدر إن المستوى الآمن لتشغيل المحطات بالغاز يجب أن يتراوح بين 25 و27 بارا، وهو ما لم يتوفر فى بعض المحطات مما ينذر بخروجها من الخدمة مالم تعدل وزارة البترول مناسيب الغاز الواصل للمحطات. وذكر المصدر أن وزارة الكهرباء كانت تسلم تقريراً يوميا إلى رئيس الوزراء، ولكن بعد إعلان المهندس أسامة كمال مساء أمس الأول فى إحدى قنوات التلفزيون أرقاما غير مطابقة للواقع كان على قطاع الكهرباء إعلان الحقيقة لأن الكارثة لو حدثت لا يمكن أن يغفرها الشعب وسيلصقها بقطاع الكهرباء وهو برىء منها. وأكد مصدر بالشركة القابضة لكهرباء مصر أن إعلان موقف الوقود بالمحطات جاء بعد تصريح وزير البترول بتوفير سولار ومازوت بمحطة الكريمات يكفى لأكثر من أسبوع. وحذّر المصدر من خروج 4 محطات أخرى من الخدمة بعد نفاد كميات المازوت من مخازنها هى محطات غرب القاهرة والكريمات البخارية ومحطة عتاقة ومحطة سيدى كرير، أكد المصدر أن كميات المازوت المخزن فى المحطات الأربع لا يكفى لتشغيلها ليوم واحد، بما ينذر بكارثة على الشبكة القومية لكهرباء مصر ويهدد بالتوسع فى تخفيف الأحمال على المنازل والاستخدامات الصناعية، وقال: "أتمنى اقتصار الأزمة على تخفيف الأحمال ولا تتعداها إلى كارثة الإظلام التام".