وضع كل من الامام حسن البنا والاستاذ السيد قطب المبادئ الاساسية الحاكمة لاهداف وتكوين وتنظيم جماعة الاخوان المسلمين وقد كان «النصيب الاكبر» في قواعد التنظيم واجراءات الدعوة والحركة للشيخ البنا بينما كان «النصيب الاعلي» للسيد قطب في وضع المبادئ والاصول والاهداف الاساسية للاخوان! وقد أورد «قطب» في كتابيه «معالم الطريق» وفي «ظلال القرآن» ان الدول والشعوب الاسلامية ومنها مصر ليست سوي دول ومجتمعات «جاهلية»! وأن رسالة الاخوان المسلمين هي اعادة هذه الدول والمجتمعات الي حظيرة «الاسلام الصحيح» أي كما يعرفه ويدركه السيد قطب! وقد أكد ان ذلك لن يتحقق إلا بأسلوبين «الدعوة» و«القوة»! وقد كان قطب مفكراً وفقيهاً اخوانياً وكاتبا أديبا للشعر والقصص والمقال الصحفي! كما كان منتقدا ساخطاً وبشدة للمجتمع الامريكي حيث قضي فترة في بعثة بالولايات المتحدة حتي انه كان يتعجب من شذوذ حضارة وذوق هذا المجتمع الذي يضع «الفلفل والملح» علي «البطيخ» ويضع «السكر» علي «السلاطة» كما قال!. وفي المقابل فان الجماعة الاسلامية السلفية تعتقد في إسلامية فقه «ابن تيمية» و«ابن القيم» والجوزية» وهما من تلاميذ «ابن حنبل» وأبرز كتب الاول «السياسة الشرعية» وهم عموما يعتقدون أنه يجب الالتزام بأخلاق وسلوكيات الرسول والصحابة في كل أمر انه ويصم فريق متشدد منهم بالكفر كل من يرتكب احدي الكبائر مثل عدم الانتظام في الصلاة!. وهم أيضاً يكفرون كل من لا يطبق شرع الله بالتحديد الذي يعتقدونه ويستندون في ذلك الي قوله تعالي «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون» ومن «لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون»، و«من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون» وهم مثل القطبيين في ذلك يعتقدون بأن «الحاكمية لله» وحده أي ان المسلم يجب أن يطيع ويخضع ويلتزم بأحكام الله الواردة في القرآن والمذكورة بالحديث الشريف ولا يقبلون «التشريع الوضعي» مستندين الي قوله تعالي «وما فرطنا في الكتاب من شيء» وذلك كان هذا التشريع مكملاً ومقننا لشرع الله! كما يقرر السلفيون انه لا ولاية لغير المسلم علي المسلم ويرفضون تولي غير المسلمين للمناصب العامة الحاكمة ولابد في رأيهم من أن يدفع غير المسلمين «الجزية» وكل من الفريقين الاخوان المسلمون والجماعة السلفية يستهدفون استعادة عصر الخلافة الاسلامية وذلك لكل الشعوب الاسلامية ويلتزمون بشدة بقول الرسول بالعفو عن اللحية مع ارتداء الجلابية البيضاء القصيرة والطاقية بالنسبة للرجال ويفرضون الحجاب والنقاب علي النساء ويعادي المتطرفون منهم العلم والفن والابداع مثل الوهابيين حتي انهم يعتبرون التماثيل محرمة لانها من «الاوثان» وكذلك بلعب الكرة محرم لانه لم يرد في قول الرسول علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ولابد من النص في الدستور علي أن السيادة لله. ويتبين من التأمل في الافكار السالف ذكرها للاخوان المسلمين ولاعضاء الجماعة السلفية انه يوجد شبه بين ما يعتقدون وما تقرر «مبادئ الماركسية» الاساسية فالماركسيون يقسمون المجتمع علي أساس «أيديولوجي» الي طبقتين هما الرأسمالية أو «البرجوازية» و«البروليتارية» أي العمال وذلك علي أساس تملك وسائل الانتاج بالمجتمع والاخوان والسلفيون يقسمون المجتمع الي طائفتين أو «قسطاطين» فمن ينتم اليهما هم «المسلمون» ومن ليس كذلك فهم إما «جاهليون» كما يقول سيد قطب والاخوان أو «كافرون» كما يعتقد السلفيون مع «ابن تيمية» وذلك التقسيم علي أساس وديني وعقيدي والماركسيون يعتقدون ان مذهبهم ونظامهم لا يلتزم بالوطنية والحدود بين الدول ولكنه مذهب «أممي» أو عالمي فكل عامل من «البروليتاريا» رفيق لغيره من العمال في كل مجتمع أو دولة علي مستوي العالم وقد عبر «ماركس» عن «المانيفستو» بدعوته «يا عمال العالم اتحدوا» والاخوان والسلفيون في دعوتهم الاسلامية «أمميون» فالجنسية أو الوطنية هي «الاسلام» ولا يعتدون بمبدأ الوطنية والولاء للوطن وهم يدعون الي أخونة كل المسلمين في أي مكان بالعالم ويهدفون الي اقامة دولة «الخلافة الاسلامية»! كذلك فإن «الماركسية» تعتمد لتحقيق مبادئ الشيوعية وأهدافها علي الدعوة والنشر لمذهبهم الايديولوجي بكل الوسائل والسبل وفي كل دول العالم وأيضاً يدعون لاستعمال القوة والعنف والثورة لقلب نظم الحكم الرأسمالية واقامة النظام الشيوعي بدلاً منها! وللحديث بقية. رئيس مجلس الدولة الأسبق