الدين هيدخل في كل حاجة.. مش دي الديمقراطية بتاعتكم، الشعب قال نعم للدين، واللي يقول ان البلد مش هنعرف نعيش فيه بالطريقة دي، انت حر ألف سلامة، عندهم تأشيرات كندا وأمريكا« كان هذا رد الشيخ محمد حسين يعقوب عبر الفضائيات منذ يومين بعد نجاح غزوة الصناديق كما أسماها شيوخ السلفية عقب اعلان نتيجة الاستفتاء واتهامهم لكل من صوت بلا رافضا التعديلات الدستورية بالكفر. ولانهم دائماً يكفرون المتصوفة وفي أكثر من موضع أباحوا دمهم وأموالهم، بدأ أهل الصوفية في حشد أتباعهم لمواجهة نجاح غزوة الصناديق لتظهر المعركة الخاملة منذ عقود علي السطح السياسي بين أتباع الفكر المتشدد وأبناء التصوف فعلي حد تعبير أحد أبناء الصوفية »اذا كان عايزين الاقباط يسيبوا البلد بالرغم من انهم يعتبرونهم أهل ذمة ويجب حمايتهم فماذا سيفعلون بالمتصوفة الكافرين من وجهة نظرهم«؟. بداية يرفض الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية تسمية قبول المصريين للتعديلات الدستورية بنجاح السلفية فيما أسموه بغزوة الصناديق ومبرره في ذلك »الغزوة تطلق علي المعركة التي يقودها الرسول عليه الصلاة والسلام ويكون هدفها قتالا ضد الكفار وليس ضد صناديق الاقتراع«، واصفاً توصيف ما حدث علي انه غزوة ب»اللعبة الخطيرة جداً« فتصوير الرافض للتعديلات بالكافر والمؤيد لها بالمسلم الحق بلوي تحتاج الي وقفة لصد الهجمة السلفية. ويؤكد أبو العزايم ان الرابح في المعركة الصوفية السلفية هم اتباع التصوف قائلاً: »عندما سئل سيدنا علي رضي الله عنه عن كيفية مواجهة معاوية بن أبي سفيان وهو داهية حرب قال علي اذا كان معاوية داهية فأنا أدهي منه ولكني لا أطعن من الخلف« وتابع »السلفيون خدعوا المسلمين عندما تاجروا بالدين خلال الاستفتاء فهم غشوا الشعب المصري ولكن الصوفية في معركتها القادمة لن تغش أو تخدع وأيضاً لن نتركهم يقضون علي الهوية الاسلامية الصحيحة. ويري أبو العزايم ان الطريقة العزمية هي التي تصدرت منذ عقود لمواجهة الفكر السلفي »أصدرنا 32 كتابا لكشف أفكار السلفية الخارجة علي الاسلام كما طالبنا بعقد مناظرة مع شيوخهم ولكنهم رفضوا«، مشيراً الي عقد مؤتمرات خلال الفترة القادمة للتوعية بالفكر الاسلامي المعتدل. من جانبه يؤكد الشيخ عبدالخالق الشبراوي ان تسمية السلف لما اعتبروه نجاحا لهم خلال الاستفتاء بالغزوة ينم عن جهلهم التام بمعني الغزوات »ما حدث في الاستفتاء هو ديمقراطية فالشعب قال رأيه بكل حرية والامر ليس متعلقا بالدين في أي شيء«، مشيراً الي تميز السلفيين في معركتهم بالسلاح الاعلامي فلديهم قنواتهم التي تبث أفكارهم المتشددة في حين لا يملك أهل التصوف أي قنوات لنشر فكرهم الوسطي. ويضيف الشبراوي ان شيوخ التصوف سيعملون خلال الفترة القادمة بكل طاقتهم لمواجهة الزحف السلفي »لن نترك السلفيين يسرقون الثورة فهم لم يشاركوا فيها مثلنا فقد استشهد الكثيرون من أبناء التصوف خلال الثورة ودمهم لن يذهب هدراً«. وعلي النطاق الرسمي يؤكد أحمد خليل أمين المشيخة العامة للطرق الصوفية عدم اتخاذ المشيخة العامة موقفا محددا في مواجهة أفكار السلفيين قائلاً: »خلال أيام ستعلن المشيخة تدابيرها لمواجهة الزحف السلفي«.