يستخدم مصطلح «الموت الأسود» أو «الطاعون الأسود» إشارة إلي وباء الطاعون الذي اجتاح أوروبا بين عامي 1347 و1352 وتسبب في وفاة أكثر من ثلث سكان القارة، أما بالنسبة للقاهرة وحدها فقد تم وفاة 200 ألف شخص من أصل 500 ألف شخص. وهم مجموع سكانها في ذلك الوقت في الفترة من 1347 إلي 1349، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قام كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بأبحاث لتطوير سلاح بيولوجي يعتمد علي سلالة الطاعون الرئوي وتضمنت الأبحاث تطوير سلالة مقاومة للمضادات الحيوية، كما تم دمج سلالة الطاعون مع بكتيريا أخري كالدفتيريا ليصبح المرض أكثر شراسة. يقول الدكتور محمد عبدالعزيز علي، استشاري الأمراض الباطنية والحميات بمستشفي حميات إمبابة: الطاعون مرض بكتيري معد حاد وهو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ويعتبر من الأمراض الخطيرة التي تسبب أوبئة في حالة عدم السيطرة عليها، وتتراوح فترة الحضانة بين 15 و67 يوماً في الطاعون الدملي والتسممي، وما بين يومين إلي أربعة أيام في الطاعون الرئوي، وينقسم مرض الطاعون إلي ثلاثة أنواع حسب طريقة انتشارها، ويسري المرض بين القوارض كالفئران التي تعتبر المستودع الطبيعي لهذا المرض، حيث ينتقل فيما بينها بواسطة البراغيث التي تسبب لها الوفاة، وعند حدوث الأوبئة تنتقل هذه البراغيث من أجسام القوارض الميتة وتهاجم جسم الإنسان لتتغذي علي دمه وتصيبه بالمرض. ويضيف الدكتور محمد عبدالعزيز علي: النوع الثاني هو الطاعون الرئوي، وهو أكثر أنواع الطاعون خطورة لسهولة انتشاره وانتقاله بين المخالطين للمريض، والأعراض الأولية للمرض هي الصداع والضعف العام والسعال المدمم أو القيء المدمم، ويمكن أن تكون العدوي قاتلة في غضون يوم إلي ستة أيام إذا لم يعالج المريض بالعلاج المناسب.. أما النوع الثالث فهو الطاعون التسممي ويشبه الطاعون الدملي، حيث ينتقل بواسطة البراغيث من القوارض إلي الإنسان، والعلامات المميزة للطاعون الدملي يصاب المريض بالتهابات حادة وتورم مؤلم في الغدد الليمفونية القريبة من مكان لدغ البرغوث، أما بالنسبة للطاعون الرئوي فيتميز بكحة وبلغم غزير، بالإضافة إلي الأعراض العامة السابقة، أما بالنسبة للطاعون التسممي، فهو يحدث غالباً كمضاعفات مرضية للنوعين السابقين ويصاحبه ارتفاع شديد في درجة الحرارة وهبوط حاد في القلب ويتم علاج الطاعون حالياً بالمضادات الحيوية مثل مركبات الإستربتومايسين وكلورامفينكول والتتراسكلين وعقار السلفا، ويجب علينا اتباع الإجراءات الوقائية العامة عن طريق مكافحة القوارض والبراغيث من قبل الهيئات الصحية المسئولة، أما بالنسبة لإجراءات الوقاية تجاه المريض فيجب العزل الإجباري للمريض في أماكن خاصة في المستشفيات حتي يتم الشفاء الكامل ويجب تطهير إفرازات المريض ومتعلقاته والتخلص منها بالحرق ويتم تطهير أدوات المريض بالغلي أو البخار تحت الضغط العالي، ويتم تطهير غرفة المريض جيداً بعد مغادرة المريض، وكذلك يجب حصر وفحص جميع المخالطين المباشرين وغير المباشرين للمريض وفحص عينات من الدم، وكذلك تحصينهم باللقاح الواقي في حالات الطاعون الرئوي ويتم عزل جميع المخالطين للمريض لمدة عشرة أيام، أما في حالة الطاعون الدملي والتسممي فتتم مراقبة المخالطين لمدة عشرة أيام ترقباً لظهور أي حالات مرضية فيما بينهم.