السد العالي وراء انتشار الفئران.. ومصر تنتظر الطاعون محيط – سهير عثمان
في الوقت الذي أعلن فيه الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة المصري خلو مصر من وباء الطاعون الذي ضرب الجماهيرية الليبية مؤخرا ، إلا أن الحديث عن هذا المرض بات مستمرا في ظل انتشار الفئران المسببة لهذا المرض بشكل مبالغ فيه في مناطق عديدة في مصر، وزادت المخاوف من وصول الطاعون للبلاد بعد هذا الانتشار الوبائي لهذه الكائنات المقززة..
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور حسن الديب الخبير المصري في مكافحة القوارض أن إنشاء السد العالى وما ترتب عليه من عدم وصول مياه الفيضان إلى أراضى الدلتا والوادى، أدى إلى زيادة أعداد الفئران بمختلف المحافظات المصرية وتزايد أعدادها بصورة كبيرة، موضحاً أن مياه الفيضان كانت تؤدى إلى إغراق صغار الفئران داخل جحورها خلال موسم الفيضان. وذكر الديب في تصريحاته لصحيفة " المصري اليوم "، أن عدم التخلص من مخلفات تطهير الترع والمصارف والمستنقعات والبرك ومقالب القمامة، يتسبب فى زيادة أعداد الفئران، باعتبارها بيئة طبيعية مناسبة للتكاثر، خاصة مع تمتع الفأر بكفاءة تناسلية عالية، بالإضافة إلى أن التوسع الزراعى فى المناطق الصحراوية أدى إلى زيادة خطورة الفئران الصحراوية على الإنتاج الزراعى، فى ظل عدم وجود الأعداء الطبيعيين خلال الفترات الماضية، بسبب الاستخدام غير الرشيد للمبيدات الكيميائية. وأوضح الديب أن فئة الأعداء الطبيعيين للفئران التى تحقق التوازن فى أعدادها تشمل الطيور الجارحة والزواحف والثعالب والنمس والقطط البرية، والتى تسهم فى الحد من تزايد أعداد الفئران، لاعتمادها فى التغذية عليها ، مشيرا إلي أن الفئران الموجودة فى مصر ، من الأنواع التى تتعايش مع الإنسان مثل الفأر النرويجى والمتسلق، والفأر الصغير والفأر الشوكى، مشيراً إلى أن برغوث الفأر الشرقى هو المسؤول عن نقل مرض الطاعون للإنسان.
الوباء الأسود كنا قد تطرقنا في تقرير سابق عن وباء الطاعون والأسباب التي تؤدي إلي الإصابة به ، حيث أشرنا إلي أن الطاعون أو كما يطلقون عليه "الوباء الأسود" يعد من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية على مر العصور، وراح ضحيتها ملايين الأشخاص من مختلف الأجناس . ويسبب الطاعون ألماً شديداً وحمى وورماً في الغدد اللمفاوية، ويسبب هذا المرض بقعاً حمراء على الجلد ثم تتحول إلى بقع سوداء مخيفة. ويشعر مريض الطاعون بالصداع والبرد في الأطراف، وسرعة في ضربات القلب، ثم يحدث نزيف تحت الجلد، ويسبب لطخات على الجلد، ثم يبدأ الجهاز العصبي بالانهيار، وتبدأ بعد ذلك الاضطرابات العصبية الغريبة والتي يتمايل منها المريض وكأنه يرقص رقصة الموت، وخلال عدة أيام يكون الجلد قد تحول للون الأسود وفارق المريض الحياة. وينتقل الطاعون إلى الإنسان بواسطة البراغيث حيث تتغذى من دم فأر مصاب فيمتص دمه المصاب بالبكتريا فتتكاثر البكتريا في معدة البرغوث، وعندما يلدغ البرغوث الإنسان فإن المعدة المثقلة بالبكتريا تقذف بعض محتوياتها إلى مكان اللدغة وتنتشر في دم الإنسان فيصاب بالطاعون، كما ينتقل إلى الإنسان عن طريق رذاذ المصاب بالمرض لكون هذا المرض معدياً. وأنواع الطاعون تتمثل في ... الطاعون الدملي : وهو أكثر الأنواع حدوثا ً، وينتقل المرض بين القوارض كالفئران، حيث ينتقل فيما بينها بواسطة البراغيث التي تسبب لها الوفاة، وعند حدوث الأوبئة تنتقل هذه البراغيث من أجسام القوارض الميتة وتهاجم جسم الإنسان لتتغذى على دمه، وتصبح معدية لعدة أشهر لاحقة. * وفيها يصاب المريض بالتهابات حادة وتورم مؤلم في الغدد اللمفاوية القريبة من مكان لدغ البرغوث. الطاعون التسممي : يشبه هذا النوع الطاعون الدملي في طرق انتقاله، حيث ينتقل المرض بواسطة البراغيث من القوارض إلى الإنسان. * ويحدث هذا النوع في غالب الأحيان كمضاعفات مرضية للنوعين السابقين -الدملي والرئوي - يتميز بإرتفاع شديد في درجة الحرارة وهبوط حاد في القلب، بالإضافة للأعراض العامة للمرض. الطاعون في صورته الاخيرة الطاعون الرئوي : أكثر أنواع الطاعون خطورة لسهولة إنتقاله وانتشاره بين المخالطين للمريض خاصة في الظروف المناخية والبيئة الغير الصحية، وينتقل عن طريق فضلات الشخص المريض إلى الشخص السليم. * ويتميز هذا النوع بكحة وبلغم غزير، بالإضافة للأعراض العامة للمرض.
الطاعون البقري: وهو أشدّ أنواع الطاعون التي تصيب الأبقار ترويعاً كونه مرض معدٍ جداً ينتقل عن طريق فيروس قادر على القضاء على قطعان بأكملها من الماشية والجاموس، ومع أنّ الفيروس لا يصيب الإنسان مباشرة، فقد تسبب الطاعون البقري في الأقاليم التي تعتمد على الماشية للحصول على اللحوم ومنتجات الألبان وقوّة الجرّ، بانتشار المجاعة وألحق أضراراً اقتصادية واجتماعية جسيمة.